تتمَّة الكلام حول حكم التصوير وتبليغ الدعوة في التلفزيون والفيديو .
A-
A=
A+
الشيخ : ... لكن بوسيلة مشروعة أم وسيلة غير مشروعة ؟ هذا هو البحث .
السائل : ... الموضوع طويل ، أنا عقبت .
الشيخ : طوِّل بالك ، طوِّل بالك ، أنا عم جيب الآن من الأربعة أو الخمسة مثال على قدر ما استطعت أنُّو أستوعب من أول وثاني وثالث إلى آخره ، هذه الظواهر التي أنت تؤكِّد بأنها تؤثِّر نحن لسنا مختلفين معك فيها ، وبخاصة إنُّو نحن ابن بلد واحد ، وبلادنا كله بيقول : " العين مغرفة الكلام " ؛ ما هيك ؟
السائل : صحيح .
الشيخ : هذا هو ، لكن بقى هذه الصورة ينبغي أن تكون مباحة وما تكون - إيش ؟ - محرمة داخلة في القاعدة العامة ، فأنا قلت أول ما قلت ، والشيخ أكَّد في الأخير ، واتَّفقنا وضربنا أمثلة بالهويَّات والجوازات و و إلى آخره ، فالآن وضربت أنت بعض الأمثلة ، وجزاك الله خير نسبتها إليَّ ؛ مثل " مناسك الحج " و " صفة صلاة النبي " ، أنا أقول ليس هناك تلفاز ينشر على الناس عالمًا يطبِّق لهم في التلفاز مناسك الحج ؛ لأنه أكثرهم يأتون ما يعرفون كيف الحج ، أكثرهم الصلاة لا يحسنونها الخ ، أنا أتيت بهذا مثلًا ببيان أن التلفاز ، بل الصور بعامَّة ليست يعني كلُّ جزء داخل في التحريم هو حرام ، لكن له مُستثنيات ، لمَّا نريد أن نستثني هنا بقى يحتاج الأمر إلى علم وإلى تقوى ، ولما قلت أنت مثلًا في جملة ما قلت أنُّو قد يصيبه غرور والمدرِّس يصيبه غرور ، كان مثالك كناقل التمر إلى هجر ، لم ؟ لأنُّو أنا ذكرت هذا ، ذكرت الحديث أنه يلي يصرف قلوب الناس وأعان الرجل على ذكر هذه اللفظة بذاتها أنُّو رجل ، ولذلك قلت أنُّو هو هذا الذي يلقي الدروس هو معرَّض للفتنة ، هذا ما في شك ؛ لكن أيُّ الأمرين أظهر للفتنة وأبرز لها وأقوى لها ؟ أنا الآن اضرب لك مثلًا بسيطًا جدًّا ، الخطيب لما يصعد المنبر ؛ أليس في موضع فتنة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، لكن الآن - شوف الفرق - الخطيب الذي يخطب على المنبر كمنبر الرسول فيه ثلاث درجات ، والذي يكاد ينطح السَّماء برأسه عشر درجات ، أيستويان مثلًا ؟ لا ، فإذًا يجب أن نراعي هذه الأسباب التي هي ظواهر ، قد تؤثِّر وقد لا تؤثِّر ، ولكن مثل ما بيقول بلدنا كمان : " بعيد عن الشَّرِّ وغنِّيلو " ، وهذا معنى إيش ؟ ... كذلك ، مأخوذ من قوله - عليه السلام - : ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) هذا هو ، فبارك الله فيك الأمثلة والأجزاء التي ذكرتها أولًا وثانيًا وثالثًا ؛ إن كانت تعطي إباحة التلفاز بصورة عامة - وما إخالك تقول بذلك - ؛ فنحن اتَّفقنا ، وإن كانت تؤدي إلى أنها تُباح في صور معيَّنة ؛ كالصورة التي ذكرها فضيلة الشيخ ، وكالصورتين التي نقلتهما عنِّي ، فهذا ليس موضع خلاف ، موضع الخلاف أن نستعمل التلفاز بعامة .
الشيخ هاشم : ... .
الشيخ : ... .
السائل : أنُّو لأهمية هذه المسألة لأنه ، أخونا الذي ذكر البرامج التي يقدِّمها على ما أظنُّ فيها فائدة وفيها هذا الاستثناء ، ما دام مناظرة ، وبعدين أنا ذكرت نقطة مهمة ، وهي أهم شيء ، أنه يجب أن نميِّز بين التصوير ، التصوير هذا غير ثابت ... بشريط ... .
الشيخ : هَا ، هذا يلي بدُّو رد ، هذا الذي بدُّو رد ، من الأشياء اللِّي ذكرتها دكتور أولًا وثانيًا وثالثًا ، يعني هذه الصورة التي صُوِّرت وحُبست ؛ ما اسمها ؟
سائل آخر : اسمها صورة .
السائل : ما اسمها صورة إلا إذا طلعت بالفيديو ؛ أما شريط ما له فائدة ، مثل هذا الشريط مسجَّل عليه كاسيت ومحطوط ، ما فيه فائدة إلا إذا أنا استعملته ، وإذا وضعته في التلفزيون شيء عابر ، ما في ، راح منه التعظيم ، وراح منه يعني الشيء الثابت يلي أشوفه في صورة ، يعني ثابتة مستقرة .
الشيخ : ما أظنك أجبتني .
السائل : ما اسمها صورة إلا إذا .
الشيخ : دكتور خليك معي ، خليك معي ، - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
تفريقك بين الصورة صارت مكتومة ، وعندما تشاء تبرزها ؛ فهذا لا يبرر أن تقول هذه الصورة جائزة ، وهذه يجوز تصويرها ؛ والآن .
سائل آخر : ... .
الشيخ : لا ، اسمح لي ، لكمَّل حديثي مع الدكتور هنا .
سائل آخر : ... .
الشيخ : كيف ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : يعني ما بدي أرمي يعني بعد الزوال مباشرة .
السائل : في متسع ؟
الشيخ : إي نعم ، مشان إيش ؟ مشان نخلص من الزحمة التي أكلناها .
الشيخ : أريد أن أقول - بارك الله فيك - الإنسان يجب أن لا يقف عند الشكليات ؛ لأن الشرع أدَّبنا وهذَّبنا ونهانا أن نقف عند الشَّكليات ، الآن نحن نأخذ الخصلة الأولى ، هذا الذي صوَّر صورة ابنه ؛ هذا أصاب أم أخطأ ؟
السائل : صورة إيش يا شيخنا ؟
الشيخ : صورة ابنه .
السائل : صورة ابنه الثابتة ، يعني ثابتة فوتوغرافية ؟
الشيخ : لسَّا ، لسَّا ، صورة ابنه ، خطوة خطوة ، هذا الذي صوَّر صورة ابنه من حيث أنه صوَّر صورة ابنه ، ليس ليسجِّل في الهوية أو ما شابه ذلك ، وإنما هكذا هوى تذكار ما شابه ذلك ، أصاب أم أخطأ ؟
السائل : أخطأ ، لأنه ما فيه فائدة .
الشيخ : أنا ما أسألك عن الفائدة .
السائل : لأ ، أخطأ .
الشيخ : " خير الكلام ما قلَّ ودلَّ " ، أخطأ ؟
السائل : نعم .
الشيخ : خبَّأها في الصندوق ؛ أصاب أم أخطأ ؟
السائل : لأ ، أخطأ من الأول .
الشيخ : إذًا ينسحب هذا الخطأ ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، والحكم كذلك في التلفاز - بارك الله فيك - ، فقولك استرواحك إلى كون هذه الصورة صارت ملقاة في الشريط أو ما شابه ذلك ؛ هذا لا يجعل أول التصوير هو مباح ، لا ، الأصل أنه داخل في التحريم ، وما بني على حرام ؛ فهو حرام ، هذا أولًا . صورة الولد خبَّأها ، لكن هو مستعد كل ساعة أن يأخذها ويتمرَّى فيها ، ويتذكر ، خاصة إذا كان إيش ؟ قد أخذ الله أمانته الخ ، كمان هيك بيتملى فيها وذكريات الخ ، ثم إيش ؟ يلقيها في الصندوق ، هذه وسائل لصرف المسلمين عن طاعة الرسول - عليه السلام - في تحريمه للتصوير بعامة ؛ فإذًا كون الصورة كانت معلنة بالأول ، وصارت مخبَّأة في الآخر ؛ مو معناها أن الأول صار مباحًا ، لا ، كان محرمًا ولا يزال محرمًا .
هذا يُقال في كل صورة ما دام لم تنمحِ ، والصورة هذه الفيديوية - إذا صحَّ التعبير - هي شرٌّ من الصور الفوتوغرافية ؛ لأن المضاهاة فيها أكثر بكثير من المضاهاة في الصور الفوتوغرافية الجامدة ؛ لأنه أنت بتشوف إنسان بيتحرك بيأكل وبيشرب الخ ، ثم أنت أخذت في بحثك السابق نقطة واحدة ، وهي أنُّو ما فيها تعظيم ، العلماء لمَّا يحرِّمون التصوير يثبتون أن علَّة التصوير علتان ، أولاهما منصوص عليها في الحديث ، وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( يضاهون بخلق الله ) ، والعلة الأخرى أنها كانت سببًا يومًا ما لعبادة الأصنام من دون الله - تبارك وتعالى - ، فكون إنسان صوَّر صورة ، وتستبعد أن يكون فيها تعظيم ، هذا لا يلتقي مع حكم الشرع بتحريم الصور من باب سدِّ الذريعة ، من باب سدِّ الذريعة ؛ فإذا حرَّم التصوير بعامة ، ثم وجدنا صورة لا يخطر في البال أنها تُعظَّم من دون الله ؛ فهذا لا يعني أن هذه مباحة ؛ لأن الشارع يحرِّم الشيء لا لذاته ، وإنما يحرِّمه لأنه قد يؤدِّي إلى غيره من المحرمات ، فبارك الله فيك يا دكتور ؛ يجب يعني أن ننظر الموضوع من كل جوانبه ، ما ننظر لهذه الصورة بذاتها فيها تعظيم ولَّا ما فيها تعظيم ؟
الصورة التي علَّقتها السيدة عائشة وكانت مطرَّزة في قرامها ، أو في مرفقها ووسادتها ؛ هل تظن أن السيدة عائشة كانت تعظِّم هذه الصورة ؟ طبعًا لا ؛ لكن قال - عليه السلام - : ( إن هؤلاء المصوِّرين أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة ، يُقال لهم أحيوا ما خلقتم ) ، ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة أو كلب ) ، هذه العمومات هذه يجب أن لا نلغيها ولا أن نعطِّلها ؛ لأنه وجدنا هناك مُستثنيات ساعدتنا الشريعة على استثنائها ، فوقفنا عندها ، واحتفظنا بالأصل ، وهو أن التصوير كله حرام ، لا فرق بين صورة يدوية أو صورة فوتوغرافيَّة شمسيَّة ، أو صور فيديو كما يقولون اليوم في هذا الزمان ، تفضَّل .
السائل : فضيلة الشيخ يعني بالنسبة لمن يقول إن الصور الفوتوغرافية أو صور الفيديو أنها لم تكن موجودة في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟
الشيخ : إي نعم ، هذه شبهة الناس .
السائل : فهي تقاس على ما كان موجود في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟
الشيخ : لا تقاس ، وأتمَّ كلامك .
السائل : هذا ما يقولونه - بارك الله فيك - ، وهناك في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت صورتان ، صورة المرآة أو الماء وما شاكلها ، وصورة الصور التي بالرسم والنحت وهذه الصور ، فمن الناس من قاسَها على صورة المرآة ، على أنها هي نفسها الخلق الذي خلقه الله ينطبع على المرآة ، أو على هذا السطح المصقول ، وليس فيها هذه المضاهاة ، هي أميل إلى أن تُقاس على صورة المرآة ؛ لأنه ليس فيها إظهار لإبداع الإنسان أو إلى جهد الإنسان ... ، والحديث كما تفضَّلتم الذي ( ذهب يخلق كخلقي ) - نعم - ( الذين يضاهون خلق الله ) ، فهذه الصورة أشبه قالوا بالمرآة صورة المرآة ، لأنه ليس فيها جهد للإنسان يظهر براعة الإنسان التي فيها التشبه بالله - سبحانه وتعالى - ، أولئك من قاسها على أنها صورة أشبه بصورة النحت والرسم وهكذا ؟ نعم .
الشيخ : خلصت ؟
السائل : نعم .
الشيخ : أولًا - بارك الله فيك - المسألة ليست فيها قياس لا سلب ولا إيجاب ، والدليل على ذلك هذا الذي يُصوِّر بالجهاز ، وهو الآلة الفوتوغرافية هذه ، ما اسمه في اللغة ؟ وأثر هذا الجهاز ، ما اسمها في اللغة ؟
السائل : صورة .
الشيخ : إذًا هو مصوِّر ، وتلك الصورة ؟ حسن ، فالآن إذا أخذنا قوله - عليه السلام - : ( كلُّ مصوِّر في النار ) كعرب نفهم كلام الرسول - عليه السلام - ، يدخل فيه هذا المصوِّر الذي نحن نختلف فيه الآن أم لا ؟
السائل : على اللفظ العام ممكن .
الشيخ : ( كل مصور في النار ) .
السائل : ... لو سمحت ، نفصل في هذه الجزئيات ، نقول كذلك صورة المرآة تسمى صورة .
الشيخ : لا ، يُسمَّى مصورًا ؟
السائل : الذي صنعها لا يمسكها الإنسان الآن ويجعلها يعني .
الشيخ : أنت أجبني وأرح نفسك ، الذي وقف أمام المرآة اسمه مصوِّر ؟
السائل : هذا مصوَّر كالشخص الذي وقف أمام الكاميرا .
الشيخ : سامحك الله ، سامحك الله ، " خير الكلام ما قلَّ ودلَّ " ، هذا الذي وقف أمام المرآة اسمه مصوِّر ؟
السائل : لا .
الشيخ : انتهى الأمر ، أرجوك أرجوك ، لأنه استعجال الأمور يعني بيؤدِّينا إلى حرمان الفائدة من البحث .
السائل : الله يجزيك الخير .
الشيخ : فإذا كنت تؤمن معي تمامًا كما أظن أن هذا الذي وقف أمام المرآة لا يسمَّى مصورًا لا لغةً ولا عرفًا .
السائل : آسف للمقاطعة .
الشيخ : لكني ، لكنِّي أخشى .
السائل : طوَّلنا عليك .
الشيخ : أنت تستعجل عليَّ ، ولو حُقَّ لأحدنا أن يستعجل الآخر لَحُقَّ للشيخ ، والشيخ مثلكم ، لكن نقول جدلًا لو جاز لأحد أن يستعجل على الآخر لَحُقَّ للشيخ من باب أولى أن يستعجل ، لكن لا أنا أستعجل عليك ، ولا أنت تستعجل عليَّ ، وإنما نتفاهم ، أنا قلت آنفًا إذا كنت مؤمنًا معنا بأن هذا الذي يقف أمام المرآة فيرى صورته أنه ليس مصوِّرًا ؛ انتهت القضية من جانب معيَّن ، لكني أخشى ما أخشى أنك لست مؤمنًا معي بهذا ، فهل أنت مؤمن معي في هذا ؟ حتَّى نمضي ؟
السائل : بارك الله فيك ! أقول .
الشيخ : أسألك الله يهديك ، أسألك .
السائل : تفصيل يعني ؟ لا ، أفصِّل يعني .
الشيخ : كيف ؟
السائل : أقول : لا ، لكن يعني أفصِّل .
الشيخ : آ ، تفضَّل ، فصِّل ما شئت .
السائل : هذا الذي أريد ، يعني آسف للمقاطعة ، ما أريد مقاطعتك - بارك الله فيك - .
الشيخ : لأ مش مقاطعة .
السائل : قبل قليل يعني .
الشيخ : إنَّما أنا إذا سألتك أرجو أن يكون جوابك واضحًا ؛ لأنك في الأول قلت لا .
السائل : هذا الذي أريد أن أفصِّل به .
الشيخ : هذا ليس مصوِّرًا .
السائل : نعم .
الشيخ : والآن تقول ماذا ؟
السائل : أقول لا بتفصيل - بارك الله فيك - .
الشيخ : تفضَّل .
الشيخ : أقول يعني صورة المرآة تسمَّى صورة ، وصورة الفيديو تسمَّى صورة ، والذي يقوم بالتصوير بالفيديو يسمَّى مصوِّر هذا حقٌّ .
الشيخ : هذا إعادة للكلام السابق !
السائل : الذي يقوم بالتصوير بالفيديو يسمَّى مصوِّر كذلك ؛ ولكن بالنسبة للمرآة هنالك صورة للمرآة تسمَّى صورة ؛ أما الذي وقف أمامها هو يسمَّى مصوَّر ، كالشخص الذي وقف أمام المرآة يسمَّى مُصوَّرًا ، هنا المصوِّر غير موجود ، هذا الذي أريد أن أقوله يعني قبل قليل .
الشيخ : طوَّل بالك شويَّه ، خلص انتهيت ؟
السائل : هذا الذي أريد أن أقوله .
الشيخ : سامحك الله يا أستاذ ! لقد عدت بنا من حيث بدأنا ، ثم خرجت بنا إلى ما لم ننتهِ إليه ، كان بحثنا في الآلة ، الآلة الشمسية هذه المصوِّرة ، فرجعت بنا إلى الفيديو ، ثم حسب ما سألتك وأجبت أولًا : هل هذا الإنسان الذي وقف أمام المرآة مصوِّر ؟ أجبتني أولًا لا ليس مصورًا ، ثم عدت فقلت : أنا أقول لا ، لكن بتفصيل ، لما فصَّلت ربطت الصورة بالفيديو ، وما ربطتها بالآلة شمسية هذه ، الآلة المصورة هذه ، شو بيسمٌّوها ؟
أبو ليلى : كاميرا .
الشيخ : كاميرا ، لذلك خلِّينا الآن عند الكاميرا ، اتَّفقنا أن هذا الإنسان الذي يقف أمام المرآة ليس مصوِّرًا ، ولا أذهب عنك بعيدًا فأقول : إن هذه الصورة التي في المرآة هي صورة ، فلا أناقشك في هذا ، ولذلك لا نتجادل في أمرٍ متَّفق عليه ؛ لأنه متفقين - والحمد لله - ، لكننا نتناقش في أمر قد نكون مختلفين فيه ، والآن بدا لنا أننا - والحمد لله - متفقون على أن هذا الذي يقف أمام المرآة ويرى صورته فيها هو ليس مصوِّرًا ، وأن هذا الذي يصوِّر الناس بالكاميرا هذا اسمه مصوِّر ، زايد وأن أثر تصويره هو اسمه صورة ، جميل ، الآن ندع المصوِّر الذي اتفقنا على أنه ليس بمصوِّر ، وهو الذي يقف أمام المرآة ، لا نتكلَّم عن هذا من حيث الأسلوب العربي ، اتفقنا أنه مصوِّر ، وينبغي أن نتَّفق على أنه داخل في عموم قوله - عليه السلام - : ( كل مصوِّر في النار ) ؛ لأنه نصٌّ عامٌّ لا يجوز الخروج منه .
السائل : الواقف أمام المرآة ... .
الشيخ : إيش هو ؟
السائل : اتفقنا على أن الواقف أمام المرآة هو مصوِّر .
الشيخ : لا ، لا ، اتفقنا على أنه ليس بمصوِّر ؛ أما الصورة هي صورة ، فندع هديك الناحية لنقول الآن : الذي يصوِّر بالكاميرا هو مصوِّر لا شك ، وأنه داخل في عموم قوله - عليه السلام - : ( كلُّ مصوِّر في النار ) ، كذلك داخل في عموم قوله - عليه السلام - : ( من صوَّر صورة كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيمة ، وما هو بنافخ ) ، إلى هنا الكلام من حيث الأسلوب العربي ماشي سالك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، الآن ما الذي أخرج هذه الصورة من هذه العمومات ؟ ما الذي أخرجها ؟ لا شيء ، أنا أقول الذي أخرجها شيئان اثنان ، أولًا حقيقة واقعة وهي ابتلاء الناس بهذا التصوير بالكاميرا ، حتى أصبحت الكاميرا وسيلة اللهو ، أطفال صغار يعلِّقون على منكبهم ويصوِّرون ما شاؤوا مما حلَّ وما حرم ؛ فالناس اليوم ممن ينتمون إلى العلم غلب عليهم حبُّ التيسير فيما لا تيسير فيه شرعًا ، ولو في على حساب النصوص الشرعية ؛ ولذلك هم يحاولون أن يمرِّروا هذه المخالفة المنتشرة اليوم بشتَّى التأويلات ؛ إذًا أنا أعتقد ما الذي حمل الناس أن يُخرجوا الصور والمصوِّرين بالكاميرا عن التحريم ؟ هو أنها بلاء عام !
الشيء الثاني وهذا قرأناه من زمن بخيت مفتي مصر ، ثم سرت عدواه إلى كثير من علماء المسلمين الأفاضل ، قالوا : هذا لا يفعل شيئًا سوى أنه يضغط على الزر ؛ أما هذه مكابرة عجيبة عندي ، لا ينظرون إلى الأشخاص وإلى جهود الأشخاص على مرِّ السنين التي تضافرت وتعاونت حتى وصل الأمر إلى ضغط الزِّرِّ ، وإذا هي بالصورة ظاهرة جليَّة ، وأوضح من الصورة اليدوية ؛ ثم تُرى هل تظهر الصورة كما يريد هذا المصوِّر دون أن يصوِّب الكاميرا إلى الهدف الذي يُراد تصويره ؟ طبعًا الجواب لا ، لماذا يتغافل هؤلاء الناس ويقولون ما فعل شيئًا سوى أن ضغط على الزر ؟
يا أخي هو تعاون مع المصوِّرين هدول الكفار يلي من مئات السنين أول ما ابتكروا هذا الجهاز كانت تطلع الصورة مش واضحة ، كانت بدها تحميض ومدري إيش ، وبصوروك اليوم وبقلَّك تعال بعد يوم أو يومين الخ ، وإذا الآن كبسة زر بتطلع الصورة مباشرة ، هذا التعاون هذا كله تجاهلوه تمامًا ، وقالوا هذا المصوِّر ما صنع شيئًا سوى ضغط على الزر ! وأولئك الذين صوَّروا هذه الآلة أوجدوها بعد أن كانت عدمًا ، هؤلاء لا يحسب لهم حساب ، وأخيرًا عمل هذا الرجل خلِّي الكاميرا هون نصوِّر هالإنسان وكبيس الزر ما بتطلع صورته ، إذًا هو الذي يصوِّر ! ولذلك كان من العرف العام الذي لا يستطيع أن يُنكره إنسان أن هذا الذي يصوِّر بالكاميرا اسمه مصوِّر ؛ لأنه صدر منه فعلٌ ، كل ما في الأمر من الفرق بين هذا المصوِّر والمصوِّر القديم أنه كان يأخذ القلم أو الريشة ويضع المصور أمامه ، ويدقِّق النظر فيه ، ويتعب بصره حتى تخرج الصورة أقرب ما تكون مطابقة لواقع هذا المصوَّر ، وأنا - كما يقال : إن أنسى فلا أنسى - لمَّا كنت في المدرسة الابتدائية ؛ كان معلم الرسم والحساب له هواية في التصوير .
الشيخ هاشم : في سوريا كانت ؟
الشيخ : نعم ؟
الشيخ هاشم : الابتدائية في سوريا كانت ؟
الشيخ : أيوا ، في سوريا ، لأ مش بألبانيا ، لأنه أنا خرجت من ألبانيا وعمري تسع سنين لا أعرف شيئًا ؛ المهم لما جئنا إلى سوريا دخلنا المدرسة الابتدائية كان أستاذ الرسم والحساب له هواية في الرسم ، حينما يخرج الطلاب في الفسحة يجلس هو أمام اللوح بيسمُّوه في بعض البلاد السُّبورة ، ويأخذ الطبشورة - الحوَّار هذا - ، يشوف ولد يعجبه خلقه سمته فينادي له : تعال يا ولد . وبيحط قدامه ، فيأخذ الطبشورة بلحظات وإذا الصورة إيش ؟ هو الولد ، تنظر الولد والله هذا الولد ، هذه براعة ليست كبراعة إنسان آخر ليس عنده هذه الهواية وليس عنده هذا الإتقان ، تُرى أيختلف هذان الاثنان من المصوِّرين تصويرًا يدويًّا يخرجان عن التحريم ؛ لأن أحدهما صوَّر بسرعة والآخر صوَّر ببطء ؟! ما أظن - أيضًا - هذه نقطة فيها خلاف أبدًا واحدًا .
هنا نقف قليلًا حول المضاهاة التي ينفيها هؤلاء الذين يقولون بأن التصوير بالكاميرا ليس فيها مضاهاة ، أين المضاهاة في هذا الإنسان الذي وصفتُه لكم أخذ الطبشورة هيك وبيَّض اللوح ، وإذا الولد هو في اللوح ، أين المضاهاة في هذا ؟ بمعنى آخر ؛ هل هذه المضاهاة باطنيَّة أم ظاهريَّة ؟
السائل : ظاهرية .
الشيخ : ظاهرية ، ندع هذه الصورة ونأخذ النَّحَّات الذي ينحت الصنم والتمثال ، ويستمر فيه ليالي وأيامًا طوالًا يخرج الصنم كما يشتهي تمامًا ، وما أدري إذا كان بعض الحاضرين يذكر ذلك النَّحَّات الطلياني الإيطالي ، الذي نحت صنمًا ، فلما أعجبه نحته وأنه لا يحتاج إلا أن تُنفخ الروح فيه وأن يتكلم ، فقال له ماذا ؟ قال : له تكلم . ما تكلم ! فماذا فعل به ؟ حطَّمه ! حطَّمه ؛ هذا مثال تمثال ؛ ما هو المضاهاة لله - عز وجل - في هذا التمثال الذي ظلَّ في نحته حتى أعجبه نحته أيامًا وليالي ؟
المضاهاة في الشكل ؛ أما في دماغ ؟ في أمعاء ؟ في قلب ؟ ما في شيء في الداخل أبدًا ؛ إذًا المضاهاة شكليَّة ظاهرة ، فهي معروفة سواء كانت تصويرًا تطريزًا ، تصوير على الورق ، تطريزًا على الثوب ، أو نحتًا للحجر أو ما شابه ذلك ، كل هذه المضاهاة ظاهرية وليست حقيقية ؛ لذلك يؤسفني جدًّا أن يكون هناك بعض العلماء قرأت لهم مقالًا من زمن طويل يوم كانت مجلة الأزهر تُسمَّى بنور الإسلام ، وكان يكتب فيها الشيخ الدَّجوي وأمثاله ، كتب أحدهم مقالًا - مع الأسف الشديد ! - يذهب فيه إلى إباحة الأصنام - نحت الأصنام - ، ليس فقط إباحة التصوير على الورق ، لا ، هو ذكر قولين ، ثم اختار من القولين أبعدهما عن السُّنَّة ، أنه اختلف العلماء في الصور المحرمة ؛ هل هي محرمة كلها أم المجسَّمة التي لها ظلٌّ ؟ فذكر عن المالكية أنهم يُبيحون الصور التي على الورق أو على الثياب ، وإنما يقتصرون في التحريم على التماثيل والأصنام ، فماذا قال هذا الفقيه مع الأسف ؟
قال بعد أن تبنَّى هذا القول ولم يعرِّج إلى أحاديث هتك قرام السيدة عائشة ونحو ذلك ، وقصة جبريل وامتناعه من دخول على بيت ، نعم ، وأمره أن يغيِّر الصورة حتى تصير كهيئة الشجرة ، وهي لم تكن تمثالًا صنمًا ، وإنما كانت على الثوب ، كل هذه الأحاديث أعرض عنها ؛ لماذا ؟
لأنه يريد أن يفسح المجال للفنَّانين المساكين يلي عايشين في عقدة التحريم ، أكثر العلماء بيقولو الأصنام حرام قولًا واحدًا ، أما الصورة هذه فيها خلاف ؛ إذا هذه المسألة ما دام فيها خلاف تركناها ، لكن ما هي الحيلة في الخلاص من القول بتحريم التماثيل ؟ قال هذا المفتي بأن الفنان - هكذا يقول - يجوز له أن يصنع التمثال كما يشتهي تمامًا ، ثم يحفر حفرة في أمِّ رأسه حتى تصلَ إلى مكان دماغه ، وليس هناك شيء من ذلك إطلاقًا ، إنما هو حجر أصمّ ، وبذلك لا يكون هناك في مضاهاة ؛ لأنه هذا خلق لا يعيش في هذه الصورة ، لكن بلا شك هو يشعر ككل إنسان أن هذا التمثال سقط من عين الفنانين ؛ لأنه صار إيش ؟ له عيب ، قال : والمخرج سهل ، يجي يأخذ " باروكة " ويكسيها على الرأس وراح العيب ، وما شاء الله الصنم في أجمل ما يكون !!
هذا كله دليل على صدق الرسول - عليه السلام - في أحاديث كثيرة منها : ( لتتَّبعنَّ سنن من قبلكم ؛ شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه . قالوا : فمن ؟ قال : اليهود والنصارى . قال : فمن الناس ؟ ) .
- مبارك يا أبا ليلى ، ما شاء الله هذا ثوب جديد ! " لبست جديدًا وعشت رشيدًا ومتَّ شهيدًا " - .
فالشاهد - بارك الله فيك - أن هذه كلها احتيال على الأحكام الشرعية ، ونحن نخرج من المشكلة كلُّ صورة كانت يدويَّة أو بالكاميرا أو بالفيديو أو بالنَّحت أو ما شابه ذلك ؛ كلها محرمة ، إلا ما أوجبته الضَّرورة أو الحاجة الملحة .
وأخيرًا : لا بد من لفت النظر أنه كبسة الزر هذه بتذكرني أنا بزر آخر ، وهو أن الأوروبيين - كما تعلمون - أوجدوا آلات ضخمة ، وأوجدوا أفرانًا يصبُّون فيها الحديد أو النحاس أو أي شيء ، ويكبسون زر من هنا ، " ور ور ور ور " ، وإذا طلع هناك صنم ، هذا الصنم بهذه الطريقة لم يكن في زمن الرسول - عليه السلام - ، وهذه الصورة بهذه الطريقة ما كان في زمن الرسول - عليه السلام - ؛ لكن ما الفرق يا جماعة ؟
الفرق مثل ما قال ذاك الشاعر :
" تعدَّدت الأسباب والموت واحد "
وتعلمون حديثين اثنين - وبه أختم هذا الكلام - :
الحديث الأول قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم الشحوم فجَمَلُوها ، ثم باعوها ، وأكلوا أثمانها ، وإن الله إذا حرَّم أكل شيء حرَّم ثمنه ) ، جملوها معروف - إن شاء الله - ومعناه ذوَّبوها ؛ فلماذا استحلَّ اليهود الشَّحم المذوب ؟ لأنه في ظنِّهم أنهم ما أكلوا الشَّحم ، الله حرَّم عليهم الشحم ، أيُّ شحم ؟ هذا اللي يكون مجعَّد ، وخاصة في أيام البرد الشديد ، يبقى له شكل معين ، لكن لما وضعوه في الحلل والقدور الكبيرة ، وأوقدوا النار من تحتها ساخَت وذابت ، وأخذت شكلًا جديدًا ؛ هل تغيير هذا الشكل أباح لهم المحرم ؟
الجواب لا ، لا يزال الشحم شحمًا بكل خواصه ؛ أيضًا هذه الصورة هي صورة ، والذي صنعها هو مصوِّر ، سواء على الورق بقلم الرصاص أو بقلم الحبر أو بالدهان و و و الخ ، أو الصورة التي طرَّزها أو نحتَها على الصَّخر أو على الحديد الخ ، كل هذه الأشياء داخلة في اسم الصور .
وأخيرًا مما يظهر لكم أن هذه شكليَّات يتبرَّأ منها الإسلام ، دليله هذا الحديث والحديث الثاني ، لكن هذا أخبِّئه بعد أن أضرب لكم مثلًا خطر لي مرة في سفرة لي وأنا عائد من حلب إلى دمشق بعد أن خرجت للدعوة ، ركب معي شاب وأثار معي موضوع الصور الفوتوغرافية هذه ، وتباحثت معه - طريق حلب دمشق أربع ساعات - ، قلت له أخيرًا - زعموا ! وأنا أعني ما أقول ؛ لأنه قصة خيالية تفتَّقت من عقلي - قلت زعموا : أن شيخًا فاضلًا جليلًا زار تلميذًا له مجتهدًا في بيته ، فلما جلس في صدر المكان رفع بصره ، فرأى صورة نفسه معلَّقة على الجدار ، فناداه وقال له : يا أبا فلان ، أنت تلميذ صالح وطيِّب ، وما شاء الله ! وأنت سمعت في دروسي أن الصور محرمة ، وأن البيت الذي فيه صورة لا تدخله الملائكة ، فما بالك وضعت صورتي علَّقتها بمكان ؟ قال : يا فضيلة الشيخ ، منشان ذكراك ونتأسَّى بخلقلك و و و الخ ، قال : لا ، ما يجوز لك هذا أبدًا ؛ فسارع التلميذ البارُّ الطائع وأنزل الصورة ، وعلى التعبير السوري راحت أيَّام وجاءت أيَّام ، وصارت القصة نسيًا منسيًّا ، وعاد الشيخ وزار تلميذه مرَّة أخرى ، ويجلس نفس المجلس ، وإذا به يرى الصورة - أيضًا - في مكانها ، قال له : ما لك يا فلان ؟ عهدي بك أنك استجبت لدعوتي ، وأنك أنزلت صورتي ؛ فكيف رجعت بها ؟ قال : بارك الله فيك ، نحن فهمنا منك التفريق بين الصورة اليدوية والصورة الفوتوغرافية ، تلك كانت صورة يدوية ، أما هذه فصورة فوتوغرافية ؛ إيش رأيكم في هذه الظاهريَّة ؟ أليست الفتنة تحصل بهذه ولَّا بتلك ؟ الله المستعان !
أما الحديث الثاني - وهو الأخير - قوله - عليه السلام - : ( لعن الله المُحلِّل والمُحلَّل له ) ، مع أنه كما يقول بعض المذاهب إلى اليوم هذا نكاح صحيح ؛ لماذا ؟ لأنه توفرت فيه شروط النكاح ؛ إذن الولي ، ورضا الزوجة ، والشهود العدول ، إلى آخره ، ولكن كان المقصود من ذلك هو تحليل ما حرَّم الله ، إذًا فالاحتيال على ما حرَّم الله بأيِّ وسيلة كان ؛ فهو حرام ، اذكروا ما مع الكاميرا حيلة اليهود في إذابة الشُّحوم . وتفضَّلوا ، وتفضَّل إذا كان عندك كلام .
الشيخ هاشم : والله ، نحن استفدنا كثير يا فضيلة الشيخ .
الشيخ : الله يبارك فيك ، هذا من فضلك .
السائل : لكن عايزين نخرج بفائدة جنيناها الآن ، وهي ما دام التصوير للضَّرورة أُبيح للبطاقة والجنسية والكاميرا ؛ كذلك في فوائد من التلفزيون ، فوائد دينية على الأقل دفع شُبَه ، أو إزالة أشياء حرام بدفعها أو ردِّها أو نقدها بالدليل من السُّنَّة ، معنى ذلك التصوير لضرورات لا غبار عليه ، مع الاعتقاد بحرمته .
الشيخ : هذا يعني تكرار لما اتَّفقنا عليه سابقًا .
الشيخ : هاشم .
الشيخ : ولكن أريد أن ألحَّ حول نقطة أخرى لا بد من ملاحظتنا إيَّاها ، وبدءًا بالجوازات أو الهويات الشخصية ، أنا أعتقد أنه إذا كان يمكن الاستغناء في الدولة الإسلامية المنشودة عن الصور الفوتوغرافية للهويَّات الشخصية ، أو الجوازات الرسمية ؛ فنحن يجب أن نستغنيَ عنها ؛ أما إذا كان لا يوجد شيء بديلها فحينئذٍ نقول : " الضرورات تبيح المحظورات " ، وجزاك الله كل خير .
السائل : خلاص الحمد لله ، جزاك الله كل خير .
الشيخ : بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : نحن سعداء جدًّا .
الشيخ : أسعدك الله .
الشيخ هاشم : الله يجمعنا وإياك على الخير .
الشيخ : وبارك الله فيك وفي عمرك .
الشيخ هاشم : الله يبارك فيك ، والسلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام .
الشيخ : نعم ؟
السائل : أولادنا هنا مصرِّين على أنك تزورنا في السودان .
الشيخ : والله أنا أتمنى أن يتاح لي ذلك ، لكن يحتاج الأمر إلى شيء من جلسة خاصة ، لـ : أولًا لتتعرَّفوا على ظروفي ، وثانيًا أتعرَّف على الأجواء التي عندكم لننظر الجوِّ الذي يساعدني على أن أستفيدَ من وجودي بين ظهرانيكم أكثر وأكثر .
الشيخ هاشم : إن شاء الله ، بارك الله فيك .
الشيخ : ولعل هذا نتمكَّن - إن شاء الله - أو هذه الجلسة تكون - إن شاء الله - في هذا الموسم .
السائل : بس تلميذك علي الخشان عاش معنا ، عاش معنا ونحن عاوزين زيارة عابرة يا أخي ، فهو جلس معنا وعرف أجواء بلادنا وحاجتها إلى أمثالك ، والجو طيب - إن شاء الله - يُلائم معك .
الشيخ : هذا صحيح لكني أعرف ، وهذا المثال أخشى أن يزيدني صرفًا عنكم ، وأنا متعلِّق بكم ، لأنه هرب من عندكم من حبِّكم !
الشيخ هاشم : هرب منَّا ؟!
الشيخ : وهو شاب ، فماذا نقول عن الشيخ ؟
السائل : لا ما يستطيع أن يقول هربت من شيء في الدين ، لا ما يقدر يقول ؛ لأنه هو وجد تجاوب والناس أحبُّوه .
الشيخ : لا هو هرب من الجوِّ الذي لا تملكونه ، فيرغب في الجوِّ الذي تملكونه .
السائل : نعم ، جزاك الله كل خير ، نحن سعداء ... .
الشيخ : على كلِّ حال نرجو - إن شاء الله - نتفاهم في هذه النقطة .
السائل : إن شاء الله ، شكر الله لك ، السلام عليكم .
الشيخ : أهلًا ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : ... الموضوع طويل ، أنا عقبت .
الشيخ : طوِّل بالك ، طوِّل بالك ، أنا عم جيب الآن من الأربعة أو الخمسة مثال على قدر ما استطعت أنُّو أستوعب من أول وثاني وثالث إلى آخره ، هذه الظواهر التي أنت تؤكِّد بأنها تؤثِّر نحن لسنا مختلفين معك فيها ، وبخاصة إنُّو نحن ابن بلد واحد ، وبلادنا كله بيقول : " العين مغرفة الكلام " ؛ ما هيك ؟
السائل : صحيح .
الشيخ : هذا هو ، لكن بقى هذه الصورة ينبغي أن تكون مباحة وما تكون - إيش ؟ - محرمة داخلة في القاعدة العامة ، فأنا قلت أول ما قلت ، والشيخ أكَّد في الأخير ، واتَّفقنا وضربنا أمثلة بالهويَّات والجوازات و و إلى آخره ، فالآن وضربت أنت بعض الأمثلة ، وجزاك الله خير نسبتها إليَّ ؛ مثل " مناسك الحج " و " صفة صلاة النبي " ، أنا أقول ليس هناك تلفاز ينشر على الناس عالمًا يطبِّق لهم في التلفاز مناسك الحج ؛ لأنه أكثرهم يأتون ما يعرفون كيف الحج ، أكثرهم الصلاة لا يحسنونها الخ ، أنا أتيت بهذا مثلًا ببيان أن التلفاز ، بل الصور بعامَّة ليست يعني كلُّ جزء داخل في التحريم هو حرام ، لكن له مُستثنيات ، لمَّا نريد أن نستثني هنا بقى يحتاج الأمر إلى علم وإلى تقوى ، ولما قلت أنت مثلًا في جملة ما قلت أنُّو قد يصيبه غرور والمدرِّس يصيبه غرور ، كان مثالك كناقل التمر إلى هجر ، لم ؟ لأنُّو أنا ذكرت هذا ، ذكرت الحديث أنه يلي يصرف قلوب الناس وأعان الرجل على ذكر هذه اللفظة بذاتها أنُّو رجل ، ولذلك قلت أنُّو هو هذا الذي يلقي الدروس هو معرَّض للفتنة ، هذا ما في شك ؛ لكن أيُّ الأمرين أظهر للفتنة وأبرز لها وأقوى لها ؟ أنا الآن اضرب لك مثلًا بسيطًا جدًّا ، الخطيب لما يصعد المنبر ؛ أليس في موضع فتنة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، لكن الآن - شوف الفرق - الخطيب الذي يخطب على المنبر كمنبر الرسول فيه ثلاث درجات ، والذي يكاد ينطح السَّماء برأسه عشر درجات ، أيستويان مثلًا ؟ لا ، فإذًا يجب أن نراعي هذه الأسباب التي هي ظواهر ، قد تؤثِّر وقد لا تؤثِّر ، ولكن مثل ما بيقول بلدنا كمان : " بعيد عن الشَّرِّ وغنِّيلو " ، وهذا معنى إيش ؟ ... كذلك ، مأخوذ من قوله - عليه السلام - : ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) هذا هو ، فبارك الله فيك الأمثلة والأجزاء التي ذكرتها أولًا وثانيًا وثالثًا ؛ إن كانت تعطي إباحة التلفاز بصورة عامة - وما إخالك تقول بذلك - ؛ فنحن اتَّفقنا ، وإن كانت تؤدي إلى أنها تُباح في صور معيَّنة ؛ كالصورة التي ذكرها فضيلة الشيخ ، وكالصورتين التي نقلتهما عنِّي ، فهذا ليس موضع خلاف ، موضع الخلاف أن نستعمل التلفاز بعامة .
الشيخ هاشم : ... .
الشيخ : ... .
السائل : أنُّو لأهمية هذه المسألة لأنه ، أخونا الذي ذكر البرامج التي يقدِّمها على ما أظنُّ فيها فائدة وفيها هذا الاستثناء ، ما دام مناظرة ، وبعدين أنا ذكرت نقطة مهمة ، وهي أهم شيء ، أنه يجب أن نميِّز بين التصوير ، التصوير هذا غير ثابت ... بشريط ... .
الشيخ : هَا ، هذا يلي بدُّو رد ، هذا الذي بدُّو رد ، من الأشياء اللِّي ذكرتها دكتور أولًا وثانيًا وثالثًا ، يعني هذه الصورة التي صُوِّرت وحُبست ؛ ما اسمها ؟
سائل آخر : اسمها صورة .
السائل : ما اسمها صورة إلا إذا طلعت بالفيديو ؛ أما شريط ما له فائدة ، مثل هذا الشريط مسجَّل عليه كاسيت ومحطوط ، ما فيه فائدة إلا إذا أنا استعملته ، وإذا وضعته في التلفزيون شيء عابر ، ما في ، راح منه التعظيم ، وراح منه يعني الشيء الثابت يلي أشوفه في صورة ، يعني ثابتة مستقرة .
الشيخ : ما أظنك أجبتني .
السائل : ما اسمها صورة إلا إذا .
الشيخ : دكتور خليك معي ، خليك معي ، - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
تفريقك بين الصورة صارت مكتومة ، وعندما تشاء تبرزها ؛ فهذا لا يبرر أن تقول هذه الصورة جائزة ، وهذه يجوز تصويرها ؛ والآن .
سائل آخر : ... .
الشيخ : لا ، اسمح لي ، لكمَّل حديثي مع الدكتور هنا .
سائل آخر : ... .
الشيخ : كيف ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : يعني ما بدي أرمي يعني بعد الزوال مباشرة .
السائل : في متسع ؟
الشيخ : إي نعم ، مشان إيش ؟ مشان نخلص من الزحمة التي أكلناها .
الشيخ : أريد أن أقول - بارك الله فيك - الإنسان يجب أن لا يقف عند الشكليات ؛ لأن الشرع أدَّبنا وهذَّبنا ونهانا أن نقف عند الشَّكليات ، الآن نحن نأخذ الخصلة الأولى ، هذا الذي صوَّر صورة ابنه ؛ هذا أصاب أم أخطأ ؟
السائل : صورة إيش يا شيخنا ؟
الشيخ : صورة ابنه .
السائل : صورة ابنه الثابتة ، يعني ثابتة فوتوغرافية ؟
الشيخ : لسَّا ، لسَّا ، صورة ابنه ، خطوة خطوة ، هذا الذي صوَّر صورة ابنه من حيث أنه صوَّر صورة ابنه ، ليس ليسجِّل في الهوية أو ما شابه ذلك ، وإنما هكذا هوى تذكار ما شابه ذلك ، أصاب أم أخطأ ؟
السائل : أخطأ ، لأنه ما فيه فائدة .
الشيخ : أنا ما أسألك عن الفائدة .
السائل : لأ ، أخطأ .
الشيخ : " خير الكلام ما قلَّ ودلَّ " ، أخطأ ؟
السائل : نعم .
الشيخ : خبَّأها في الصندوق ؛ أصاب أم أخطأ ؟
السائل : لأ ، أخطأ من الأول .
الشيخ : إذًا ينسحب هذا الخطأ ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، والحكم كذلك في التلفاز - بارك الله فيك - ، فقولك استرواحك إلى كون هذه الصورة صارت ملقاة في الشريط أو ما شابه ذلك ؛ هذا لا يجعل أول التصوير هو مباح ، لا ، الأصل أنه داخل في التحريم ، وما بني على حرام ؛ فهو حرام ، هذا أولًا . صورة الولد خبَّأها ، لكن هو مستعد كل ساعة أن يأخذها ويتمرَّى فيها ، ويتذكر ، خاصة إذا كان إيش ؟ قد أخذ الله أمانته الخ ، كمان هيك بيتملى فيها وذكريات الخ ، ثم إيش ؟ يلقيها في الصندوق ، هذه وسائل لصرف المسلمين عن طاعة الرسول - عليه السلام - في تحريمه للتصوير بعامة ؛ فإذًا كون الصورة كانت معلنة بالأول ، وصارت مخبَّأة في الآخر ؛ مو معناها أن الأول صار مباحًا ، لا ، كان محرمًا ولا يزال محرمًا .
هذا يُقال في كل صورة ما دام لم تنمحِ ، والصورة هذه الفيديوية - إذا صحَّ التعبير - هي شرٌّ من الصور الفوتوغرافية ؛ لأن المضاهاة فيها أكثر بكثير من المضاهاة في الصور الفوتوغرافية الجامدة ؛ لأنه أنت بتشوف إنسان بيتحرك بيأكل وبيشرب الخ ، ثم أنت أخذت في بحثك السابق نقطة واحدة ، وهي أنُّو ما فيها تعظيم ، العلماء لمَّا يحرِّمون التصوير يثبتون أن علَّة التصوير علتان ، أولاهما منصوص عليها في الحديث ، وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( يضاهون بخلق الله ) ، والعلة الأخرى أنها كانت سببًا يومًا ما لعبادة الأصنام من دون الله - تبارك وتعالى - ، فكون إنسان صوَّر صورة ، وتستبعد أن يكون فيها تعظيم ، هذا لا يلتقي مع حكم الشرع بتحريم الصور من باب سدِّ الذريعة ، من باب سدِّ الذريعة ؛ فإذا حرَّم التصوير بعامة ، ثم وجدنا صورة لا يخطر في البال أنها تُعظَّم من دون الله ؛ فهذا لا يعني أن هذه مباحة ؛ لأن الشارع يحرِّم الشيء لا لذاته ، وإنما يحرِّمه لأنه قد يؤدِّي إلى غيره من المحرمات ، فبارك الله فيك يا دكتور ؛ يجب يعني أن ننظر الموضوع من كل جوانبه ، ما ننظر لهذه الصورة بذاتها فيها تعظيم ولَّا ما فيها تعظيم ؟
الصورة التي علَّقتها السيدة عائشة وكانت مطرَّزة في قرامها ، أو في مرفقها ووسادتها ؛ هل تظن أن السيدة عائشة كانت تعظِّم هذه الصورة ؟ طبعًا لا ؛ لكن قال - عليه السلام - : ( إن هؤلاء المصوِّرين أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة ، يُقال لهم أحيوا ما خلقتم ) ، ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة أو كلب ) ، هذه العمومات هذه يجب أن لا نلغيها ولا أن نعطِّلها ؛ لأنه وجدنا هناك مُستثنيات ساعدتنا الشريعة على استثنائها ، فوقفنا عندها ، واحتفظنا بالأصل ، وهو أن التصوير كله حرام ، لا فرق بين صورة يدوية أو صورة فوتوغرافيَّة شمسيَّة ، أو صور فيديو كما يقولون اليوم في هذا الزمان ، تفضَّل .
السائل : فضيلة الشيخ يعني بالنسبة لمن يقول إن الصور الفوتوغرافية أو صور الفيديو أنها لم تكن موجودة في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟
الشيخ : إي نعم ، هذه شبهة الناس .
السائل : فهي تقاس على ما كان موجود في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟
الشيخ : لا تقاس ، وأتمَّ كلامك .
السائل : هذا ما يقولونه - بارك الله فيك - ، وهناك في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت صورتان ، صورة المرآة أو الماء وما شاكلها ، وصورة الصور التي بالرسم والنحت وهذه الصور ، فمن الناس من قاسَها على صورة المرآة ، على أنها هي نفسها الخلق الذي خلقه الله ينطبع على المرآة ، أو على هذا السطح المصقول ، وليس فيها هذه المضاهاة ، هي أميل إلى أن تُقاس على صورة المرآة ؛ لأنه ليس فيها إظهار لإبداع الإنسان أو إلى جهد الإنسان ... ، والحديث كما تفضَّلتم الذي ( ذهب يخلق كخلقي ) - نعم - ( الذين يضاهون خلق الله ) ، فهذه الصورة أشبه قالوا بالمرآة صورة المرآة ، لأنه ليس فيها جهد للإنسان يظهر براعة الإنسان التي فيها التشبه بالله - سبحانه وتعالى - ، أولئك من قاسها على أنها صورة أشبه بصورة النحت والرسم وهكذا ؟ نعم .
الشيخ : خلصت ؟
السائل : نعم .
الشيخ : أولًا - بارك الله فيك - المسألة ليست فيها قياس لا سلب ولا إيجاب ، والدليل على ذلك هذا الذي يُصوِّر بالجهاز ، وهو الآلة الفوتوغرافية هذه ، ما اسمه في اللغة ؟ وأثر هذا الجهاز ، ما اسمها في اللغة ؟
السائل : صورة .
الشيخ : إذًا هو مصوِّر ، وتلك الصورة ؟ حسن ، فالآن إذا أخذنا قوله - عليه السلام - : ( كلُّ مصوِّر في النار ) كعرب نفهم كلام الرسول - عليه السلام - ، يدخل فيه هذا المصوِّر الذي نحن نختلف فيه الآن أم لا ؟
السائل : على اللفظ العام ممكن .
الشيخ : ( كل مصور في النار ) .
السائل : ... لو سمحت ، نفصل في هذه الجزئيات ، نقول كذلك صورة المرآة تسمى صورة .
الشيخ : لا ، يُسمَّى مصورًا ؟
السائل : الذي صنعها لا يمسكها الإنسان الآن ويجعلها يعني .
الشيخ : أنت أجبني وأرح نفسك ، الذي وقف أمام المرآة اسمه مصوِّر ؟
السائل : هذا مصوَّر كالشخص الذي وقف أمام الكاميرا .
الشيخ : سامحك الله ، سامحك الله ، " خير الكلام ما قلَّ ودلَّ " ، هذا الذي وقف أمام المرآة اسمه مصوِّر ؟
السائل : لا .
الشيخ : انتهى الأمر ، أرجوك أرجوك ، لأنه استعجال الأمور يعني بيؤدِّينا إلى حرمان الفائدة من البحث .
السائل : الله يجزيك الخير .
الشيخ : فإذا كنت تؤمن معي تمامًا كما أظن أن هذا الذي وقف أمام المرآة لا يسمَّى مصورًا لا لغةً ولا عرفًا .
السائل : آسف للمقاطعة .
الشيخ : لكني ، لكنِّي أخشى .
السائل : طوَّلنا عليك .
الشيخ : أنت تستعجل عليَّ ، ولو حُقَّ لأحدنا أن يستعجل الآخر لَحُقَّ للشيخ ، والشيخ مثلكم ، لكن نقول جدلًا لو جاز لأحد أن يستعجل على الآخر لَحُقَّ للشيخ من باب أولى أن يستعجل ، لكن لا أنا أستعجل عليك ، ولا أنت تستعجل عليَّ ، وإنما نتفاهم ، أنا قلت آنفًا إذا كنت مؤمنًا معنا بأن هذا الذي يقف أمام المرآة فيرى صورته أنه ليس مصوِّرًا ؛ انتهت القضية من جانب معيَّن ، لكني أخشى ما أخشى أنك لست مؤمنًا معي بهذا ، فهل أنت مؤمن معي في هذا ؟ حتَّى نمضي ؟
السائل : بارك الله فيك ! أقول .
الشيخ : أسألك الله يهديك ، أسألك .
السائل : تفصيل يعني ؟ لا ، أفصِّل يعني .
الشيخ : كيف ؟
السائل : أقول : لا ، لكن يعني أفصِّل .
الشيخ : آ ، تفضَّل ، فصِّل ما شئت .
السائل : هذا الذي أريد ، يعني آسف للمقاطعة ، ما أريد مقاطعتك - بارك الله فيك - .
الشيخ : لأ مش مقاطعة .
السائل : قبل قليل يعني .
الشيخ : إنَّما أنا إذا سألتك أرجو أن يكون جوابك واضحًا ؛ لأنك في الأول قلت لا .
السائل : هذا الذي أريد أن أفصِّل به .
الشيخ : هذا ليس مصوِّرًا .
السائل : نعم .
الشيخ : والآن تقول ماذا ؟
السائل : أقول لا بتفصيل - بارك الله فيك - .
الشيخ : تفضَّل .
الشيخ : أقول يعني صورة المرآة تسمَّى صورة ، وصورة الفيديو تسمَّى صورة ، والذي يقوم بالتصوير بالفيديو يسمَّى مصوِّر هذا حقٌّ .
الشيخ : هذا إعادة للكلام السابق !
السائل : الذي يقوم بالتصوير بالفيديو يسمَّى مصوِّر كذلك ؛ ولكن بالنسبة للمرآة هنالك صورة للمرآة تسمَّى صورة ؛ أما الذي وقف أمامها هو يسمَّى مصوَّر ، كالشخص الذي وقف أمام المرآة يسمَّى مُصوَّرًا ، هنا المصوِّر غير موجود ، هذا الذي أريد أن أقوله يعني قبل قليل .
الشيخ : طوَّل بالك شويَّه ، خلص انتهيت ؟
السائل : هذا الذي أريد أن أقوله .
الشيخ : سامحك الله يا أستاذ ! لقد عدت بنا من حيث بدأنا ، ثم خرجت بنا إلى ما لم ننتهِ إليه ، كان بحثنا في الآلة ، الآلة الشمسية هذه المصوِّرة ، فرجعت بنا إلى الفيديو ، ثم حسب ما سألتك وأجبت أولًا : هل هذا الإنسان الذي وقف أمام المرآة مصوِّر ؟ أجبتني أولًا لا ليس مصورًا ، ثم عدت فقلت : أنا أقول لا ، لكن بتفصيل ، لما فصَّلت ربطت الصورة بالفيديو ، وما ربطتها بالآلة شمسية هذه ، الآلة المصورة هذه ، شو بيسمٌّوها ؟
أبو ليلى : كاميرا .
الشيخ : كاميرا ، لذلك خلِّينا الآن عند الكاميرا ، اتَّفقنا أن هذا الإنسان الذي يقف أمام المرآة ليس مصوِّرًا ، ولا أذهب عنك بعيدًا فأقول : إن هذه الصورة التي في المرآة هي صورة ، فلا أناقشك في هذا ، ولذلك لا نتجادل في أمرٍ متَّفق عليه ؛ لأنه متفقين - والحمد لله - ، لكننا نتناقش في أمر قد نكون مختلفين فيه ، والآن بدا لنا أننا - والحمد لله - متفقون على أن هذا الذي يقف أمام المرآة ويرى صورته فيها هو ليس مصوِّرًا ، وأن هذا الذي يصوِّر الناس بالكاميرا هذا اسمه مصوِّر ، زايد وأن أثر تصويره هو اسمه صورة ، جميل ، الآن ندع المصوِّر الذي اتفقنا على أنه ليس بمصوِّر ، وهو الذي يقف أمام المرآة ، لا نتكلَّم عن هذا من حيث الأسلوب العربي ، اتفقنا أنه مصوِّر ، وينبغي أن نتَّفق على أنه داخل في عموم قوله - عليه السلام - : ( كل مصوِّر في النار ) ؛ لأنه نصٌّ عامٌّ لا يجوز الخروج منه .
السائل : الواقف أمام المرآة ... .
الشيخ : إيش هو ؟
السائل : اتفقنا على أن الواقف أمام المرآة هو مصوِّر .
الشيخ : لا ، لا ، اتفقنا على أنه ليس بمصوِّر ؛ أما الصورة هي صورة ، فندع هديك الناحية لنقول الآن : الذي يصوِّر بالكاميرا هو مصوِّر لا شك ، وأنه داخل في عموم قوله - عليه السلام - : ( كلُّ مصوِّر في النار ) ، كذلك داخل في عموم قوله - عليه السلام - : ( من صوَّر صورة كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيمة ، وما هو بنافخ ) ، إلى هنا الكلام من حيث الأسلوب العربي ماشي سالك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، الآن ما الذي أخرج هذه الصورة من هذه العمومات ؟ ما الذي أخرجها ؟ لا شيء ، أنا أقول الذي أخرجها شيئان اثنان ، أولًا حقيقة واقعة وهي ابتلاء الناس بهذا التصوير بالكاميرا ، حتى أصبحت الكاميرا وسيلة اللهو ، أطفال صغار يعلِّقون على منكبهم ويصوِّرون ما شاؤوا مما حلَّ وما حرم ؛ فالناس اليوم ممن ينتمون إلى العلم غلب عليهم حبُّ التيسير فيما لا تيسير فيه شرعًا ، ولو في على حساب النصوص الشرعية ؛ ولذلك هم يحاولون أن يمرِّروا هذه المخالفة المنتشرة اليوم بشتَّى التأويلات ؛ إذًا أنا أعتقد ما الذي حمل الناس أن يُخرجوا الصور والمصوِّرين بالكاميرا عن التحريم ؟ هو أنها بلاء عام !
الشيء الثاني وهذا قرأناه من زمن بخيت مفتي مصر ، ثم سرت عدواه إلى كثير من علماء المسلمين الأفاضل ، قالوا : هذا لا يفعل شيئًا سوى أنه يضغط على الزر ؛ أما هذه مكابرة عجيبة عندي ، لا ينظرون إلى الأشخاص وإلى جهود الأشخاص على مرِّ السنين التي تضافرت وتعاونت حتى وصل الأمر إلى ضغط الزِّرِّ ، وإذا هي بالصورة ظاهرة جليَّة ، وأوضح من الصورة اليدوية ؛ ثم تُرى هل تظهر الصورة كما يريد هذا المصوِّر دون أن يصوِّب الكاميرا إلى الهدف الذي يُراد تصويره ؟ طبعًا الجواب لا ، لماذا يتغافل هؤلاء الناس ويقولون ما فعل شيئًا سوى أن ضغط على الزر ؟
يا أخي هو تعاون مع المصوِّرين هدول الكفار يلي من مئات السنين أول ما ابتكروا هذا الجهاز كانت تطلع الصورة مش واضحة ، كانت بدها تحميض ومدري إيش ، وبصوروك اليوم وبقلَّك تعال بعد يوم أو يومين الخ ، وإذا الآن كبسة زر بتطلع الصورة مباشرة ، هذا التعاون هذا كله تجاهلوه تمامًا ، وقالوا هذا المصوِّر ما صنع شيئًا سوى ضغط على الزر ! وأولئك الذين صوَّروا هذه الآلة أوجدوها بعد أن كانت عدمًا ، هؤلاء لا يحسب لهم حساب ، وأخيرًا عمل هذا الرجل خلِّي الكاميرا هون نصوِّر هالإنسان وكبيس الزر ما بتطلع صورته ، إذًا هو الذي يصوِّر ! ولذلك كان من العرف العام الذي لا يستطيع أن يُنكره إنسان أن هذا الذي يصوِّر بالكاميرا اسمه مصوِّر ؛ لأنه صدر منه فعلٌ ، كل ما في الأمر من الفرق بين هذا المصوِّر والمصوِّر القديم أنه كان يأخذ القلم أو الريشة ويضع المصور أمامه ، ويدقِّق النظر فيه ، ويتعب بصره حتى تخرج الصورة أقرب ما تكون مطابقة لواقع هذا المصوَّر ، وأنا - كما يقال : إن أنسى فلا أنسى - لمَّا كنت في المدرسة الابتدائية ؛ كان معلم الرسم والحساب له هواية في التصوير .
الشيخ هاشم : في سوريا كانت ؟
الشيخ : نعم ؟
الشيخ هاشم : الابتدائية في سوريا كانت ؟
الشيخ : أيوا ، في سوريا ، لأ مش بألبانيا ، لأنه أنا خرجت من ألبانيا وعمري تسع سنين لا أعرف شيئًا ؛ المهم لما جئنا إلى سوريا دخلنا المدرسة الابتدائية كان أستاذ الرسم والحساب له هواية في الرسم ، حينما يخرج الطلاب في الفسحة يجلس هو أمام اللوح بيسمُّوه في بعض البلاد السُّبورة ، ويأخذ الطبشورة - الحوَّار هذا - ، يشوف ولد يعجبه خلقه سمته فينادي له : تعال يا ولد . وبيحط قدامه ، فيأخذ الطبشورة بلحظات وإذا الصورة إيش ؟ هو الولد ، تنظر الولد والله هذا الولد ، هذه براعة ليست كبراعة إنسان آخر ليس عنده هذه الهواية وليس عنده هذا الإتقان ، تُرى أيختلف هذان الاثنان من المصوِّرين تصويرًا يدويًّا يخرجان عن التحريم ؛ لأن أحدهما صوَّر بسرعة والآخر صوَّر ببطء ؟! ما أظن - أيضًا - هذه نقطة فيها خلاف أبدًا واحدًا .
هنا نقف قليلًا حول المضاهاة التي ينفيها هؤلاء الذين يقولون بأن التصوير بالكاميرا ليس فيها مضاهاة ، أين المضاهاة في هذا الإنسان الذي وصفتُه لكم أخذ الطبشورة هيك وبيَّض اللوح ، وإذا الولد هو في اللوح ، أين المضاهاة في هذا ؟ بمعنى آخر ؛ هل هذه المضاهاة باطنيَّة أم ظاهريَّة ؟
السائل : ظاهرية .
الشيخ : ظاهرية ، ندع هذه الصورة ونأخذ النَّحَّات الذي ينحت الصنم والتمثال ، ويستمر فيه ليالي وأيامًا طوالًا يخرج الصنم كما يشتهي تمامًا ، وما أدري إذا كان بعض الحاضرين يذكر ذلك النَّحَّات الطلياني الإيطالي ، الذي نحت صنمًا ، فلما أعجبه نحته وأنه لا يحتاج إلا أن تُنفخ الروح فيه وأن يتكلم ، فقال له ماذا ؟ قال : له تكلم . ما تكلم ! فماذا فعل به ؟ حطَّمه ! حطَّمه ؛ هذا مثال تمثال ؛ ما هو المضاهاة لله - عز وجل - في هذا التمثال الذي ظلَّ في نحته حتى أعجبه نحته أيامًا وليالي ؟
المضاهاة في الشكل ؛ أما في دماغ ؟ في أمعاء ؟ في قلب ؟ ما في شيء في الداخل أبدًا ؛ إذًا المضاهاة شكليَّة ظاهرة ، فهي معروفة سواء كانت تصويرًا تطريزًا ، تصوير على الورق ، تطريزًا على الثوب ، أو نحتًا للحجر أو ما شابه ذلك ، كل هذه المضاهاة ظاهرية وليست حقيقية ؛ لذلك يؤسفني جدًّا أن يكون هناك بعض العلماء قرأت لهم مقالًا من زمن طويل يوم كانت مجلة الأزهر تُسمَّى بنور الإسلام ، وكان يكتب فيها الشيخ الدَّجوي وأمثاله ، كتب أحدهم مقالًا - مع الأسف الشديد ! - يذهب فيه إلى إباحة الأصنام - نحت الأصنام - ، ليس فقط إباحة التصوير على الورق ، لا ، هو ذكر قولين ، ثم اختار من القولين أبعدهما عن السُّنَّة ، أنه اختلف العلماء في الصور المحرمة ؛ هل هي محرمة كلها أم المجسَّمة التي لها ظلٌّ ؟ فذكر عن المالكية أنهم يُبيحون الصور التي على الورق أو على الثياب ، وإنما يقتصرون في التحريم على التماثيل والأصنام ، فماذا قال هذا الفقيه مع الأسف ؟
قال بعد أن تبنَّى هذا القول ولم يعرِّج إلى أحاديث هتك قرام السيدة عائشة ونحو ذلك ، وقصة جبريل وامتناعه من دخول على بيت ، نعم ، وأمره أن يغيِّر الصورة حتى تصير كهيئة الشجرة ، وهي لم تكن تمثالًا صنمًا ، وإنما كانت على الثوب ، كل هذه الأحاديث أعرض عنها ؛ لماذا ؟
لأنه يريد أن يفسح المجال للفنَّانين المساكين يلي عايشين في عقدة التحريم ، أكثر العلماء بيقولو الأصنام حرام قولًا واحدًا ، أما الصورة هذه فيها خلاف ؛ إذا هذه المسألة ما دام فيها خلاف تركناها ، لكن ما هي الحيلة في الخلاص من القول بتحريم التماثيل ؟ قال هذا المفتي بأن الفنان - هكذا يقول - يجوز له أن يصنع التمثال كما يشتهي تمامًا ، ثم يحفر حفرة في أمِّ رأسه حتى تصلَ إلى مكان دماغه ، وليس هناك شيء من ذلك إطلاقًا ، إنما هو حجر أصمّ ، وبذلك لا يكون هناك في مضاهاة ؛ لأنه هذا خلق لا يعيش في هذه الصورة ، لكن بلا شك هو يشعر ككل إنسان أن هذا التمثال سقط من عين الفنانين ؛ لأنه صار إيش ؟ له عيب ، قال : والمخرج سهل ، يجي يأخذ " باروكة " ويكسيها على الرأس وراح العيب ، وما شاء الله الصنم في أجمل ما يكون !!
هذا كله دليل على صدق الرسول - عليه السلام - في أحاديث كثيرة منها : ( لتتَّبعنَّ سنن من قبلكم ؛ شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه . قالوا : فمن ؟ قال : اليهود والنصارى . قال : فمن الناس ؟ ) .
- مبارك يا أبا ليلى ، ما شاء الله هذا ثوب جديد ! " لبست جديدًا وعشت رشيدًا ومتَّ شهيدًا " - .
فالشاهد - بارك الله فيك - أن هذه كلها احتيال على الأحكام الشرعية ، ونحن نخرج من المشكلة كلُّ صورة كانت يدويَّة أو بالكاميرا أو بالفيديو أو بالنَّحت أو ما شابه ذلك ؛ كلها محرمة ، إلا ما أوجبته الضَّرورة أو الحاجة الملحة .
وأخيرًا : لا بد من لفت النظر أنه كبسة الزر هذه بتذكرني أنا بزر آخر ، وهو أن الأوروبيين - كما تعلمون - أوجدوا آلات ضخمة ، وأوجدوا أفرانًا يصبُّون فيها الحديد أو النحاس أو أي شيء ، ويكبسون زر من هنا ، " ور ور ور ور " ، وإذا طلع هناك صنم ، هذا الصنم بهذه الطريقة لم يكن في زمن الرسول - عليه السلام - ، وهذه الصورة بهذه الطريقة ما كان في زمن الرسول - عليه السلام - ؛ لكن ما الفرق يا جماعة ؟
الفرق مثل ما قال ذاك الشاعر :
" تعدَّدت الأسباب والموت واحد "
وتعلمون حديثين اثنين - وبه أختم هذا الكلام - :
الحديث الأول قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم الشحوم فجَمَلُوها ، ثم باعوها ، وأكلوا أثمانها ، وإن الله إذا حرَّم أكل شيء حرَّم ثمنه ) ، جملوها معروف - إن شاء الله - ومعناه ذوَّبوها ؛ فلماذا استحلَّ اليهود الشَّحم المذوب ؟ لأنه في ظنِّهم أنهم ما أكلوا الشَّحم ، الله حرَّم عليهم الشحم ، أيُّ شحم ؟ هذا اللي يكون مجعَّد ، وخاصة في أيام البرد الشديد ، يبقى له شكل معين ، لكن لما وضعوه في الحلل والقدور الكبيرة ، وأوقدوا النار من تحتها ساخَت وذابت ، وأخذت شكلًا جديدًا ؛ هل تغيير هذا الشكل أباح لهم المحرم ؟
الجواب لا ، لا يزال الشحم شحمًا بكل خواصه ؛ أيضًا هذه الصورة هي صورة ، والذي صنعها هو مصوِّر ، سواء على الورق بقلم الرصاص أو بقلم الحبر أو بالدهان و و و الخ ، أو الصورة التي طرَّزها أو نحتَها على الصَّخر أو على الحديد الخ ، كل هذه الأشياء داخلة في اسم الصور .
وأخيرًا مما يظهر لكم أن هذه شكليَّات يتبرَّأ منها الإسلام ، دليله هذا الحديث والحديث الثاني ، لكن هذا أخبِّئه بعد أن أضرب لكم مثلًا خطر لي مرة في سفرة لي وأنا عائد من حلب إلى دمشق بعد أن خرجت للدعوة ، ركب معي شاب وأثار معي موضوع الصور الفوتوغرافية هذه ، وتباحثت معه - طريق حلب دمشق أربع ساعات - ، قلت له أخيرًا - زعموا ! وأنا أعني ما أقول ؛ لأنه قصة خيالية تفتَّقت من عقلي - قلت زعموا : أن شيخًا فاضلًا جليلًا زار تلميذًا له مجتهدًا في بيته ، فلما جلس في صدر المكان رفع بصره ، فرأى صورة نفسه معلَّقة على الجدار ، فناداه وقال له : يا أبا فلان ، أنت تلميذ صالح وطيِّب ، وما شاء الله ! وأنت سمعت في دروسي أن الصور محرمة ، وأن البيت الذي فيه صورة لا تدخله الملائكة ، فما بالك وضعت صورتي علَّقتها بمكان ؟ قال : يا فضيلة الشيخ ، منشان ذكراك ونتأسَّى بخلقلك و و و الخ ، قال : لا ، ما يجوز لك هذا أبدًا ؛ فسارع التلميذ البارُّ الطائع وأنزل الصورة ، وعلى التعبير السوري راحت أيَّام وجاءت أيَّام ، وصارت القصة نسيًا منسيًّا ، وعاد الشيخ وزار تلميذه مرَّة أخرى ، ويجلس نفس المجلس ، وإذا به يرى الصورة - أيضًا - في مكانها ، قال له : ما لك يا فلان ؟ عهدي بك أنك استجبت لدعوتي ، وأنك أنزلت صورتي ؛ فكيف رجعت بها ؟ قال : بارك الله فيك ، نحن فهمنا منك التفريق بين الصورة اليدوية والصورة الفوتوغرافية ، تلك كانت صورة يدوية ، أما هذه فصورة فوتوغرافية ؛ إيش رأيكم في هذه الظاهريَّة ؟ أليست الفتنة تحصل بهذه ولَّا بتلك ؟ الله المستعان !
أما الحديث الثاني - وهو الأخير - قوله - عليه السلام - : ( لعن الله المُحلِّل والمُحلَّل له ) ، مع أنه كما يقول بعض المذاهب إلى اليوم هذا نكاح صحيح ؛ لماذا ؟ لأنه توفرت فيه شروط النكاح ؛ إذن الولي ، ورضا الزوجة ، والشهود العدول ، إلى آخره ، ولكن كان المقصود من ذلك هو تحليل ما حرَّم الله ، إذًا فالاحتيال على ما حرَّم الله بأيِّ وسيلة كان ؛ فهو حرام ، اذكروا ما مع الكاميرا حيلة اليهود في إذابة الشُّحوم . وتفضَّلوا ، وتفضَّل إذا كان عندك كلام .
الشيخ هاشم : والله ، نحن استفدنا كثير يا فضيلة الشيخ .
الشيخ : الله يبارك فيك ، هذا من فضلك .
السائل : لكن عايزين نخرج بفائدة جنيناها الآن ، وهي ما دام التصوير للضَّرورة أُبيح للبطاقة والجنسية والكاميرا ؛ كذلك في فوائد من التلفزيون ، فوائد دينية على الأقل دفع شُبَه ، أو إزالة أشياء حرام بدفعها أو ردِّها أو نقدها بالدليل من السُّنَّة ، معنى ذلك التصوير لضرورات لا غبار عليه ، مع الاعتقاد بحرمته .
الشيخ : هذا يعني تكرار لما اتَّفقنا عليه سابقًا .
الشيخ : هاشم .
الشيخ : ولكن أريد أن ألحَّ حول نقطة أخرى لا بد من ملاحظتنا إيَّاها ، وبدءًا بالجوازات أو الهويات الشخصية ، أنا أعتقد أنه إذا كان يمكن الاستغناء في الدولة الإسلامية المنشودة عن الصور الفوتوغرافية للهويَّات الشخصية ، أو الجوازات الرسمية ؛ فنحن يجب أن نستغنيَ عنها ؛ أما إذا كان لا يوجد شيء بديلها فحينئذٍ نقول : " الضرورات تبيح المحظورات " ، وجزاك الله كل خير .
السائل : خلاص الحمد لله ، جزاك الله كل خير .
الشيخ : بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : نحن سعداء جدًّا .
الشيخ : أسعدك الله .
الشيخ هاشم : الله يجمعنا وإياك على الخير .
الشيخ : وبارك الله فيك وفي عمرك .
الشيخ هاشم : الله يبارك فيك ، والسلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام .
الشيخ : نعم ؟
السائل : أولادنا هنا مصرِّين على أنك تزورنا في السودان .
الشيخ : والله أنا أتمنى أن يتاح لي ذلك ، لكن يحتاج الأمر إلى شيء من جلسة خاصة ، لـ : أولًا لتتعرَّفوا على ظروفي ، وثانيًا أتعرَّف على الأجواء التي عندكم لننظر الجوِّ الذي يساعدني على أن أستفيدَ من وجودي بين ظهرانيكم أكثر وأكثر .
الشيخ هاشم : إن شاء الله ، بارك الله فيك .
الشيخ : ولعل هذا نتمكَّن - إن شاء الله - أو هذه الجلسة تكون - إن شاء الله - في هذا الموسم .
السائل : بس تلميذك علي الخشان عاش معنا ، عاش معنا ونحن عاوزين زيارة عابرة يا أخي ، فهو جلس معنا وعرف أجواء بلادنا وحاجتها إلى أمثالك ، والجو طيب - إن شاء الله - يُلائم معك .
الشيخ : هذا صحيح لكني أعرف ، وهذا المثال أخشى أن يزيدني صرفًا عنكم ، وأنا متعلِّق بكم ، لأنه هرب من عندكم من حبِّكم !
الشيخ هاشم : هرب منَّا ؟!
الشيخ : وهو شاب ، فماذا نقول عن الشيخ ؟
السائل : لا ما يستطيع أن يقول هربت من شيء في الدين ، لا ما يقدر يقول ؛ لأنه هو وجد تجاوب والناس أحبُّوه .
الشيخ : لا هو هرب من الجوِّ الذي لا تملكونه ، فيرغب في الجوِّ الذي تملكونه .
السائل : نعم ، جزاك الله كل خير ، نحن سعداء ... .
الشيخ : على كلِّ حال نرجو - إن شاء الله - نتفاهم في هذه النقطة .
السائل : إن شاء الله ، شكر الله لك ، السلام عليكم .
الشيخ : أهلًا ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 394
- توقيت الفهرسة : 00:00:41
- نسخة مدققة إملائيًّا