هل الاختلاف بين أصحاب المذاهب الأربعة في الأصول أم الفروع ؟
A-
A=
A+
السائل : ... في نفس الموضوع .
الشيخ : تفضل .
السائل : الاختلاف في الفروع أم في الأصول ؟
الشيخ : كلاهما .
السائل : في الأصول يا شيخ مثل إيش يعني ؟
الشيخ : نأخذ المذاهب الثلاثة هذه أصول ولَّا فروع ؟
المذاهب الثلاثة أصول ولَّا فروع ؟
ما لكم لا تنطقون ؟
السائل : أصول .
الشيخ : هذه أصول ما هي فروع ؛ لأنها تبحث في العقيدة فقط ، أسُّ الأصول كلها الإيمان ، لأنُّو بدون إيمان ما ينفع أي شيء كما هو مقطوع به عند جميع المسلمين ، فما رأيكم إذا كان العلماء اختلفوا في هذا الأسِّ وفي هذا الأصل ألا وهو الإيمان ؟ اختلفوا فيه ؛ هل الإيمان قول وعمل أو اعتقاد وعمل - ويتبع العمل طبعًا القول - أم هو اعتقاد وليس العمل من الإيمان ؟
مذهبان ، أهل الحديث والأشاعرة يقولون قولة الحق : في اعتقادنا الإيمان اعتقاد وعمل ؛ ولذلك لا تأتِ آية تذكر الإيمان إلا وتذكر معها العمل الصالح (( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) .
الماتريدية يقولون : الإيمان هو الاعتقاد فقط وليس العمل الصالح من الإيمان ، هذا اختلاف - كما قلنا - في أصل الشريعة ، وهو الإيمان ، تفرَّع من هذا الاختلاف اختلاف آخر ؛ هل يزيد الإيمان وينقص أم لا يزيد ولا ينقص ؟
قولان تفرَّعا من القولين السابقين ؛ مَن يقول بأن الإيمان اعتقاد وعمل يقول : يزيد وينقص ، زيادته الطاعة ، ونقصانه المعصية . مَن يقول بأن الإيمان اعتقاد وليس يدخل فيه العمل الصالح يقول : لا يزيد ولا ينقص ، الآن وصلنا في هذه القضية الهامَّة إلى أنه يوجد اختلافان أو يوجد مذهبان في العقيدة في الفهم ، لكن تفرَّع من هذا الاختلاف اختلاف فقهي لا يزال مسطورًا في بطون الكتب ، وهو هل يجوز لِمَن يعتقد أنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص أن يتزوَّج امرأةً تعتقد بأن الإيمان يزيد وينقص أم لا يجوز ؟ صدرت فتوى بأنه لا يجوز ؛ لماذا ؟ هم الآن يطبِّقون مذهبهم ؛ يقولون الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص إذا سُئِل أحدهم : هل أنت مؤمن ؟ يقول : أنا مؤمن إن شاء الله . والذين يقولون : لا يزيد ولا ينقص إذا قيل لهم : هل أنت مؤمن ؟ يقول لك : أنا مؤمن حقًّا . هذا الذي يقول : أنا مؤمن حقًّا يقول : أنا لا أتزوَّج امرأة تشكُّ في إيمانها ؛ تقول : أنا مؤمنة إن شاء الله ، هكذا صدرت فتوى وعمل بها أصحاب هذا الرأي عشرات السنين إلى أن جاء أحد كبار علمائهم ، ولعل بعض الحاضرين يعرفون تفسير - مطبوع هذا التفسير - " تفسير أبو السعود " مفتي الثقلين ، هذا من كبار علماء الأحناف ، أجاب وقد سُئِلَ : هل يجوز لحنفيٍّ أن يتزوَّج بشافعيَّة ؟ قال : يجوز تنزيلًا لها منزله أهل الكتاب . وهذا معناه - مع الأسف - معناه خطير ، لا يجوز العكس ؛ يجوز للحنفي باعتباره رجل أن يتزوَّج شافعية باعتبارها مرأة ، سعرها سعر الكتابيِّين ، لكن الكتابي يجوز له أن يتزوَّج مسلمة ؟ لا ، فما يجوز للشافعي الذي يشكُّ في إيمانه بزعمهم أن يتزوَّج حنفية !! هذا كله مكتوب في كتبهم ، وإن شئتم سميت لكم بعض أسمائها . هذا يا جماعة موجود ، وخلاف كما ترون في الأصول في أسِّ الأصول .
ثم هناك مسائل كثيرة وكثيرة جدًّا ليس من السهل على عامة الناس أن يدركوها كهذه المسألة ، أنتم تعلمون أن الخلاف القديم الذي أثارَه المعتزلة خاصَّة في زمن دولة المأمون العباسي حول القرآن ؛ هل هو كلام الله أم ليس من كلام الله ، فأهل السنة كلهم يقولون : القرآن كلام الله ، المعتزلة بيقولوا : لا ، هذا القرآن كلام الله ، لكن كلام الله مخلوق ؛ يعني ليس هو من كلام الله - عز وجل - . هنا الآن تظهر الدِّقَّة في الموضوع ؛ لأنُّو مذاهب السنة الثلاثة الآن بيلتقوا لفظًا ويختلفون معنًى ، أهل الحديث يقولوا : كلام الله صفة من صفات الله ، ويستحيل أن يكون مخلوقًا ، وهو كلام مسموع تسمعه الملائكة تسمعه الرسل ؛ لأن الله يقول - مثلًا - الذي قال في حقِّ موسى : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) قال له لما كلَّمه تكليمًا : (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) ، فإذًا قال له : (( اسْتَمِعْ )) ؛ أي كلام الله مسموع ، ويعبِّر عنه علماء الحديث أهل السنة حقًّا بأن كلام الله أحرف ، وهذا ما صرَّح به - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( مَن قرأ القرآن فله بكلِّ حرف عشر حسنات ، لا أقول : الم حرف ، بل ألف حرف ، لام حرف ، ميم حرف ) ، فكلام الله عند أهل الحديث مسموع عند المصطفَين الأخيار وله أحرف ، أما عند المذهبَين الآخرين من أهل السنة فكلام الله عندهم ليس بحرف ولا هو مسموع ، ويعبِّرون عن هذا النفي بعبارة مُثبتة في زعمهم كلام الله نفسي ، ويقولون بالكلام النفسي ؛ أي : الكلام النفسي في تعبيرهم تمامًا كالعلم الإلهي ؛ أي : لا هو يُسمع ، ولا هو يُرى ، ولا أيُّ شيء ؛ هنا اشتدَّ النِّزاع بين أهل الحديث وبين الأشاعرة والماتريدية ؛ لأن هؤلاء لما يقولوا : كلام الله غير مخلوق يعنون الكلام النفسي ؛ يعني يعنون ما يشبه العلم الإلهي المستقر في الذَّات الإلهية - سبحانه وتعالى - ، لا يعنون ما يعنيه أهل الحديث وما يعنيه القرآن لو أراد الإنسان أن يحصر الآيات لربَّما بلغت المئات التي فيها مخاطبة ... .
الشيخ : تفضل .
السائل : الاختلاف في الفروع أم في الأصول ؟
الشيخ : كلاهما .
السائل : في الأصول يا شيخ مثل إيش يعني ؟
الشيخ : نأخذ المذاهب الثلاثة هذه أصول ولَّا فروع ؟
المذاهب الثلاثة أصول ولَّا فروع ؟
ما لكم لا تنطقون ؟
السائل : أصول .
الشيخ : هذه أصول ما هي فروع ؛ لأنها تبحث في العقيدة فقط ، أسُّ الأصول كلها الإيمان ، لأنُّو بدون إيمان ما ينفع أي شيء كما هو مقطوع به عند جميع المسلمين ، فما رأيكم إذا كان العلماء اختلفوا في هذا الأسِّ وفي هذا الأصل ألا وهو الإيمان ؟ اختلفوا فيه ؛ هل الإيمان قول وعمل أو اعتقاد وعمل - ويتبع العمل طبعًا القول - أم هو اعتقاد وليس العمل من الإيمان ؟
مذهبان ، أهل الحديث والأشاعرة يقولون قولة الحق : في اعتقادنا الإيمان اعتقاد وعمل ؛ ولذلك لا تأتِ آية تذكر الإيمان إلا وتذكر معها العمل الصالح (( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) .
الماتريدية يقولون : الإيمان هو الاعتقاد فقط وليس العمل الصالح من الإيمان ، هذا اختلاف - كما قلنا - في أصل الشريعة ، وهو الإيمان ، تفرَّع من هذا الاختلاف اختلاف آخر ؛ هل يزيد الإيمان وينقص أم لا يزيد ولا ينقص ؟
قولان تفرَّعا من القولين السابقين ؛ مَن يقول بأن الإيمان اعتقاد وعمل يقول : يزيد وينقص ، زيادته الطاعة ، ونقصانه المعصية . مَن يقول بأن الإيمان اعتقاد وليس يدخل فيه العمل الصالح يقول : لا يزيد ولا ينقص ، الآن وصلنا في هذه القضية الهامَّة إلى أنه يوجد اختلافان أو يوجد مذهبان في العقيدة في الفهم ، لكن تفرَّع من هذا الاختلاف اختلاف فقهي لا يزال مسطورًا في بطون الكتب ، وهو هل يجوز لِمَن يعتقد أنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص أن يتزوَّج امرأةً تعتقد بأن الإيمان يزيد وينقص أم لا يجوز ؟ صدرت فتوى بأنه لا يجوز ؛ لماذا ؟ هم الآن يطبِّقون مذهبهم ؛ يقولون الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص إذا سُئِل أحدهم : هل أنت مؤمن ؟ يقول : أنا مؤمن إن شاء الله . والذين يقولون : لا يزيد ولا ينقص إذا قيل لهم : هل أنت مؤمن ؟ يقول لك : أنا مؤمن حقًّا . هذا الذي يقول : أنا مؤمن حقًّا يقول : أنا لا أتزوَّج امرأة تشكُّ في إيمانها ؛ تقول : أنا مؤمنة إن شاء الله ، هكذا صدرت فتوى وعمل بها أصحاب هذا الرأي عشرات السنين إلى أن جاء أحد كبار علمائهم ، ولعل بعض الحاضرين يعرفون تفسير - مطبوع هذا التفسير - " تفسير أبو السعود " مفتي الثقلين ، هذا من كبار علماء الأحناف ، أجاب وقد سُئِلَ : هل يجوز لحنفيٍّ أن يتزوَّج بشافعيَّة ؟ قال : يجوز تنزيلًا لها منزله أهل الكتاب . وهذا معناه - مع الأسف - معناه خطير ، لا يجوز العكس ؛ يجوز للحنفي باعتباره رجل أن يتزوَّج شافعية باعتبارها مرأة ، سعرها سعر الكتابيِّين ، لكن الكتابي يجوز له أن يتزوَّج مسلمة ؟ لا ، فما يجوز للشافعي الذي يشكُّ في إيمانه بزعمهم أن يتزوَّج حنفية !! هذا كله مكتوب في كتبهم ، وإن شئتم سميت لكم بعض أسمائها . هذا يا جماعة موجود ، وخلاف كما ترون في الأصول في أسِّ الأصول .
ثم هناك مسائل كثيرة وكثيرة جدًّا ليس من السهل على عامة الناس أن يدركوها كهذه المسألة ، أنتم تعلمون أن الخلاف القديم الذي أثارَه المعتزلة خاصَّة في زمن دولة المأمون العباسي حول القرآن ؛ هل هو كلام الله أم ليس من كلام الله ، فأهل السنة كلهم يقولون : القرآن كلام الله ، المعتزلة بيقولوا : لا ، هذا القرآن كلام الله ، لكن كلام الله مخلوق ؛ يعني ليس هو من كلام الله - عز وجل - . هنا الآن تظهر الدِّقَّة في الموضوع ؛ لأنُّو مذاهب السنة الثلاثة الآن بيلتقوا لفظًا ويختلفون معنًى ، أهل الحديث يقولوا : كلام الله صفة من صفات الله ، ويستحيل أن يكون مخلوقًا ، وهو كلام مسموع تسمعه الملائكة تسمعه الرسل ؛ لأن الله يقول - مثلًا - الذي قال في حقِّ موسى : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) قال له لما كلَّمه تكليمًا : (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) ، فإذًا قال له : (( اسْتَمِعْ )) ؛ أي كلام الله مسموع ، ويعبِّر عنه علماء الحديث أهل السنة حقًّا بأن كلام الله أحرف ، وهذا ما صرَّح به - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( مَن قرأ القرآن فله بكلِّ حرف عشر حسنات ، لا أقول : الم حرف ، بل ألف حرف ، لام حرف ، ميم حرف ) ، فكلام الله عند أهل الحديث مسموع عند المصطفَين الأخيار وله أحرف ، أما عند المذهبَين الآخرين من أهل السنة فكلام الله عندهم ليس بحرف ولا هو مسموع ، ويعبِّرون عن هذا النفي بعبارة مُثبتة في زعمهم كلام الله نفسي ، ويقولون بالكلام النفسي ؛ أي : الكلام النفسي في تعبيرهم تمامًا كالعلم الإلهي ؛ أي : لا هو يُسمع ، ولا هو يُرى ، ولا أيُّ شيء ؛ هنا اشتدَّ النِّزاع بين أهل الحديث وبين الأشاعرة والماتريدية ؛ لأن هؤلاء لما يقولوا : كلام الله غير مخلوق يعنون الكلام النفسي ؛ يعني يعنون ما يشبه العلم الإلهي المستقر في الذَّات الإلهية - سبحانه وتعالى - ، لا يعنون ما يعنيه أهل الحديث وما يعنيه القرآن لو أراد الإنسان أن يحصر الآيات لربَّما بلغت المئات التي فيها مخاطبة ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 107
- توقيت الفهرسة : 00:18:43
- نسخة مدققة إملائيًّا