خطبة الحاجة سنة منسية .
A-
A=
A+
الشيخ : طيب أولاً نفتتح هذه الجلسة بخطبة الحاجة التي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يفتتح خطبه كلها سواء ما كان منها خطبة الجمعة أو خطبة العيد أو خطبة نكاح أو خطبة تعليم أو خطبة موعظة أو أي شيء يستفيد الحاضرون من كلام الرسول عليه السلام ويرجو هو عليه الصلاة والسلام الذي يفتتح خطبته وكلامه بخطبة الحاجة أن تتحقق حاجته في قلوب السامعين هي الحاجة في أن يتعظوا وأن يتعلموا ومعنى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفتتح كلامه بخطبة الحاجة أي أنه يتوسل إلى الله تبارك وتعالى بذكره وبالدعاء والتضرع لديه أن يحقق حاجته من كلامه ونحن معشر المسلمين والدعاة إلى رب العالمين لا يمكن أن تتحقق حاجتهم في دعوتهم إلا إذا ساروا على خطى نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم في كل كبير و صغير ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ومما لا شك فيه أن تلاوة خطبة الحاجة بين يدي الخطبة أو الموعظة أمر سهل سمح يستطيع كل خطيب أن يقدم هذه الخطبة بين يدي موعظته ودرسه و محاضرته لكن مع ذلك نجد أكثر لا أقول الدعاة ففي كثير من الدعاة من لا يصح أن يقال فيهم إنهم من الدعاة بل أقول إن كثيراً من أهل العلم والفضل قد لا يفتتحون خطبتهم أي خطبة كانت خطبة الجمعة بصورة خاصة والخطب الأخرى بصورة عامة ما يفتتحونها إلا بافتتاحيات إما أن يحدثوها أو يبتدعوها هم وينشئونها من أنفسهم أو أن يأخذوها ممن تقدمهم وسبقهم إليها أما خطبة الرسول عليه السلام فهم إليها لا يهتمون ولا يتعلمونها لكي يفتتحوا خطبهم فأنا أقول اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقول الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )) إلى هنا تنتهي خطبة الحاجة وقد كان عليه الصلاة والسلام يقتصر منها في بعض الأحيان على مقدمتها دون الآيات الثلاث وكان يضم أحياناً إلى تمام هذه الخطبة أي بما فيها من ذكر الآيات الثلاث يقول: أما بعد _وخاصة يوم الجمعة_ فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . كان عليه الصلاة والسلام يتبع خطبة الحاجة بمثل هذه الموعظة ترسيخاً في الأذهان لقاعدة هامة جداً جدا ألا وهي كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار مع ذلك تجد كثيراً من خاصة الناس فضلاً عن عامتهم يصادمون هذا النص العام أو هذه القاعدة الهامة (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) يعارضونها بقولهم دون أي تورع منهم فيقولون لا ليس كل بدعة ضلالة هناك كثير يقولون هكذا كثير من العلماء قسموا البدعة إلى خمسة أقسام إذن هذا التقسيم ينافي تماماً ويعارض هذه الكلية في هذا الحديث ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) هم يقولون البدعة تنقسم إلى قسمين حسنة وسيئة هذا التقسيم المجمل يضرب قول الرسول عليه السلام في الصدر كما يقال حيث يقول: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) يشبه هذا الضرب من أولئك الخلف لهذا الحديث الصحيح الحديث يقول كل وهم يقولوا لا . البدعة قسمان حسنة وسيئة ! ثم هذه القسمة وتلك تنقسم إلى خمسة أقسام أي تجري عليها الأحكام الخمسة ... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 703
- توقيت الفهرسة : 00:01:31
- نسخة مدققة إملائيًّا