ما حكم الأحزاب الإسلامية ؟ وهل هي سواء في اتحاد المنبع.؟
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله , (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته و لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد , هات نشوف
أبو ليلى : أسئلة السائل ؟
الشيخ : أي بس .
أبو ليلى : تفضل .
السائل : السؤال الأول يعني يسأل بعض الناس عن كثرة الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة ؟ و هل هي تصب في بوتقة واحدة ؟ وما حكمها الشرعي ؟
الشيخ : مع الأسف الجواب لا . الأحزاب الموجودة اليوم أو الجماعات القائمة على الأرض الإسلامية تتعدّد مناهجها و تختلف نظمها إختلافا كبيرا و حسبكم حينما تسمعون جمع الحزب أحزاب حينما تسمعون لفظة الأحزاب و تضطرون أن تسألوا مثل هذا السؤال الذي فيه هذه اللفظة لفظة الأحزاب حسبكم أن تلاحظوا معي هذه اللفظة لتعلموا أن ذلك ليس على منهج الإسلام الذي قال ربنا عزّ و جلّ في القرآن من جهة قال (( و لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) و قال في آية أخرى منبها أن حزبا واحدا هو الذي يكون الحزب الناجح و الحزب الفالح أعني بذلك قوله تبارك و تعالى (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) فالأحزاب كثيرة و السبل عديدة فالآية الأولى كالآية الأخرى يلتقيان في ذمّ التعدّد الحزبي و التعدّد الطرقي و يبيّن في كلّ منهما ربنا عزّ و جلّ بصراحة ما بعدها صراحة أن الطريق الموصلة إلى الله عزّ و جلّ إنما هو طريق واحد و لقد زاد النبي صلى الله عليه و آله و سلم كغالب عادته مع كثير من آيات ربه لقد زاد بيانا تلك الآية و الآية الأخرى بمثل قوله صلّى الله عليه و سلم و قد كان جالسا بين أصحابه , كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلم ذات يوم جالسا بين أصحابه جلسته المعروفة الدالة على تواضعه كان جالسا على الأرض فخطّ عليها خطّا مستقيما و خطّ حول هذا الخطّ المستقيم خطوطا قصيرة , خطّ مستقيم و على جانبي الخطّ المستقيم خطوط قصيرة ثمّ قرأ الآية الثانية فقال (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) ثم قال و هو يمرّ إصبعه الشريفة على الخطّ المستقيم ( هذا صراط الله و هذه طرق و على رأس كلّ طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) أما الحديث الآخر الذي في ظنّي لا يخلو واحد منكم إلاّ و قد قرأه أو طرق سمعه مرارا و تكرارا ألا قوله عليه الصلاة و السلام ( تفرّقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و تفرقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال ( هي الجماعة ) و في رواية أخرى المفسرة للرواية الأولى قال ( هي التي تكون على ما أنا عليه و أصحابي ) فهذا الحديث أيضا يؤكّد أن النجاة لا تكون بالتفرّق و التحزّب إلى أحزاب و شيع و طرق شتى و إنما بالإنتماء إلى طريق واحدة و بسلوك طريق واحد ألا و هو طريق محمّد صلى الله عليه وآله و سلم و في ظنّي أن هذه حقيقة لا يماري و لا يجادل فيها من كان أوتي شيئا من العلم و لو كان قليلا لأننا لم نذكر إلا كلاما لله عزّ و جلّ أو حديثا صحيحا للنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و أي شيء بعد ذلك إنما يكون مما لا قيمة له إطلاقا لمثل قوله تبارك و تعالى (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) و مثل قوله عزّ و جلّ (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا )) فإذا كنّا قد رجعنا إلى الكتاب و السنة في الإجابة عن ذلك السؤال المتعلق بتعدد الأحزاب و الجماعات و كان الكتاب و السنة صريحين في ذمّ التحزّب و في ذمّ التفرّق فلا شكّ حينذاك أنه لا يبقى هناك إلا طريق واحدة و إلا حزب واحد و هو الذي أثنى الله عزّ و جلّ عليه في آية معروفة في القرآن الكريم (( ألا إن حزب الله هم الغالبون )) و لكن من الواجب أن يعرف كلّ مسلم راغب أن يكون من هذا الحزب الذي شهد الله عزّ و جلّ له بالفلاح و ذلك يعني الفلاح في الدنيا و الآخرة معا . من كان حريصا على أن يكون من ذلك الحزب فلا يمكنه أن يحقق ذلك في نفسه إلا إذا عرف علامة هذا الحزب و نظامه و منهجه إذا كان الطريق الموصل إلى تحقيق هذا الحزب واحدا فلا بد أيضا كذلك أن يكون المنهج واحدا فإذا تعدّدت المناهج لتلك الجماعات أو الطوائف أو الأحزاب فلا شك أن التعدد لهذه المناهج فرع لتعدّد الأحزاب و الجماعات و ما بني على خطأ أو ضلال لا شكّ أنه يكون كذلك ضلالا و كما قيل قديما " و هل يستقيم الظل و العود أعوج " أقول قد يتسائل البعض فما هي علامة الفرقة الناجية التي جعلها الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بصريح ذلك الحديث و بتفسيره للآية (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه )) فخطّ خطّا واحدا و خطّ من حوله تلك الخطوط العريضة الكثيرة القصيرة .
أبو ليلى : أسئلة السائل ؟
الشيخ : أي بس .
أبو ليلى : تفضل .
السائل : السؤال الأول يعني يسأل بعض الناس عن كثرة الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة ؟ و هل هي تصب في بوتقة واحدة ؟ وما حكمها الشرعي ؟
الشيخ : مع الأسف الجواب لا . الأحزاب الموجودة اليوم أو الجماعات القائمة على الأرض الإسلامية تتعدّد مناهجها و تختلف نظمها إختلافا كبيرا و حسبكم حينما تسمعون جمع الحزب أحزاب حينما تسمعون لفظة الأحزاب و تضطرون أن تسألوا مثل هذا السؤال الذي فيه هذه اللفظة لفظة الأحزاب حسبكم أن تلاحظوا معي هذه اللفظة لتعلموا أن ذلك ليس على منهج الإسلام الذي قال ربنا عزّ و جلّ في القرآن من جهة قال (( و لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) و قال في آية أخرى منبها أن حزبا واحدا هو الذي يكون الحزب الناجح و الحزب الفالح أعني بذلك قوله تبارك و تعالى (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) فالأحزاب كثيرة و السبل عديدة فالآية الأولى كالآية الأخرى يلتقيان في ذمّ التعدّد الحزبي و التعدّد الطرقي و يبيّن في كلّ منهما ربنا عزّ و جلّ بصراحة ما بعدها صراحة أن الطريق الموصلة إلى الله عزّ و جلّ إنما هو طريق واحد و لقد زاد النبي صلى الله عليه و آله و سلم كغالب عادته مع كثير من آيات ربه لقد زاد بيانا تلك الآية و الآية الأخرى بمثل قوله صلّى الله عليه و سلم و قد كان جالسا بين أصحابه , كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلم ذات يوم جالسا بين أصحابه جلسته المعروفة الدالة على تواضعه كان جالسا على الأرض فخطّ عليها خطّا مستقيما و خطّ حول هذا الخطّ المستقيم خطوطا قصيرة , خطّ مستقيم و على جانبي الخطّ المستقيم خطوط قصيرة ثمّ قرأ الآية الثانية فقال (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) ثم قال و هو يمرّ إصبعه الشريفة على الخطّ المستقيم ( هذا صراط الله و هذه طرق و على رأس كلّ طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) أما الحديث الآخر الذي في ظنّي لا يخلو واحد منكم إلاّ و قد قرأه أو طرق سمعه مرارا و تكرارا ألا قوله عليه الصلاة و السلام ( تفرّقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و تفرقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال ( هي الجماعة ) و في رواية أخرى المفسرة للرواية الأولى قال ( هي التي تكون على ما أنا عليه و أصحابي ) فهذا الحديث أيضا يؤكّد أن النجاة لا تكون بالتفرّق و التحزّب إلى أحزاب و شيع و طرق شتى و إنما بالإنتماء إلى طريق واحدة و بسلوك طريق واحد ألا و هو طريق محمّد صلى الله عليه وآله و سلم و في ظنّي أن هذه حقيقة لا يماري و لا يجادل فيها من كان أوتي شيئا من العلم و لو كان قليلا لأننا لم نذكر إلا كلاما لله عزّ و جلّ أو حديثا صحيحا للنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و أي شيء بعد ذلك إنما يكون مما لا قيمة له إطلاقا لمثل قوله تبارك و تعالى (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) و مثل قوله عزّ و جلّ (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا )) فإذا كنّا قد رجعنا إلى الكتاب و السنة في الإجابة عن ذلك السؤال المتعلق بتعدد الأحزاب و الجماعات و كان الكتاب و السنة صريحين في ذمّ التحزّب و في ذمّ التفرّق فلا شكّ حينذاك أنه لا يبقى هناك إلا طريق واحدة و إلا حزب واحد و هو الذي أثنى الله عزّ و جلّ عليه في آية معروفة في القرآن الكريم (( ألا إن حزب الله هم الغالبون )) و لكن من الواجب أن يعرف كلّ مسلم راغب أن يكون من هذا الحزب الذي شهد الله عزّ و جلّ له بالفلاح و ذلك يعني الفلاح في الدنيا و الآخرة معا . من كان حريصا على أن يكون من ذلك الحزب فلا يمكنه أن يحقق ذلك في نفسه إلا إذا عرف علامة هذا الحزب و نظامه و منهجه إذا كان الطريق الموصل إلى تحقيق هذا الحزب واحدا فلا بد أيضا كذلك أن يكون المنهج واحدا فإذا تعدّدت المناهج لتلك الجماعات أو الطوائف أو الأحزاب فلا شك أن التعدد لهذه المناهج فرع لتعدّد الأحزاب و الجماعات و ما بني على خطأ أو ضلال لا شكّ أنه يكون كذلك ضلالا و كما قيل قديما " و هل يستقيم الظل و العود أعوج " أقول قد يتسائل البعض فما هي علامة الفرقة الناجية التي جعلها الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بصريح ذلك الحديث و بتفسيره للآية (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه )) فخطّ خطّا واحدا و خطّ من حوله تلك الخطوط العريضة الكثيرة القصيرة .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 686
- توقيت الفهرسة : 00:03:04