هل المظاهرات لقصد الإعراب عن متطلبات الشعوب المسلمة جائزة.؟
A-
A=
A+
السائل : هل يجوز القيام بمظاهرات ومسيرات سلمية للتعبير عن طلبات الشعب الإسلامية ، فإن كان الجواب بلا فنرجو ذكر الدليل ، لأن القيام بهذه المسيرات من قبيل المصالح المرسلة فما لا يتم الواجب إلا فهو واجب ، والأصل في الوسائل أنها على الإباحة حتى يأتي النص بتحريمها فكذلك الالتزام بهذه المظاهرات أو المسيرات ، هي الموافقة للضوابط التي ذكرها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في رسالته المسلمون والعمل السياسي ؟
الشيخ : صحيح إنه الوسائل إذا لم تكن مخالفة للشريعة ، فهي الأصل فيها الإباحة هذا لا إشكال فيه. لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية فمن هنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية ، فالخروج بتظاهرات أو مظاهرات ، وإعلان عدم الرضا أو الرضى وإعلان تأييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين ، هذا نظام يلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب من الشعب وإلى الشعب ، أما حينما يكون المجتمع إسلاميا ، فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات وإنما يحتاج إلى إقامة الحجة ، على الحاكم الذي يخالف شريعة الله ، كما يروى وأنا أقول هذا كما يروى إشارة إلى بعض ما يروى ولكنها على كل حال يعني تبين حقيقة معروفة من الناحية التاريخية ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لما قام خطيبا يحض الناس على ترك المغالاة في المهور وإلى هنا الحكم الرواية صحيحة ، وإنما الشاهد في الرواية الأخرى التي في سندها ضعف ، وهي أن امرأة قامت قالت : " يا عمر الأمر ليس في يدك ، إنما الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم: (( فإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا )) فكيف أنت تقول لا يجوز إلا أربعمائة درهم مهرا لبناتكم " فكان جواب عمر إن صحت الراوية : " أخطأ عمر وأصابت المرأة " فكون المجتمع الإسلامي ليس بحاجة لمثل هذه النظم وما يترتب من ورائها ، من وسائل حينما يتحقق المجتمع الإسلامي ، يستطيع الإنسان أن يدخل ، ويبلغ رأيه وحجته إلى الذي بيده الأمر ، أو على الأقل إلى نائبه وليس بحاجة إلى ظهور بمثل هذه التظاهرات التي تلقيناها ، من جملة ما تلقيناها من عادات الغربيين ومن نظمهم ، وكما هو الشأن الآن نحن نقلد الغربيين في كثير من عاداتهم وتقاليدهم ، فلا من التفصيل بينما يجوز لنا أن نأخذ عنهم وما لا يجوز انظر مثلا نحن نأخذ عنهم بعض الوسائل هذه الوسائل إذا كانت تؤدي إلى غرض مشروع أو على الأقل جائز ، وليس فيه إحياء لمعنى التشبه بالكفار ، فهذا أمر جائز، والمثال في ذلك أن نستحضر مثلين اثنين أحدهما ثابت من حيث الراوية والآخر فيه ضعف ، أما الثابت فهو ما جاء في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في قصة خروجه عليه السلام ، مسافرا ونزوله في مكان فلما أصبح به الصباح خرج لقضاء الحاجه فأراد المغيرة بن شعبة أن يصب الوضوء على النبي صلى الله عليه وسلم فصب عليه حتى جاء الرسول عليه السلام إلى تشمير كميه ، الشاهد قال المغيرة : " وعليه جبة رومية ضيقة الكمين ، فلم يستطع من ضيقها أن يشمر عن ذراعيه ، فأخرجها وألقى الجبة على كتفيه ، حتى توضأ عليه السلام وغسل ذراعيه " الشاهد أنه عليه السلام لبس جبة رومية فهذا يعني أنه إذا كان هناك لباس من ألبسة الكفار ، تنسب إليهم ولم يكن فيه ظاهرة التشبه والتقليد لهم ، فيجوز لما يترتب من وراء ذلك من مصلحة الدفء ونحو ذلك ، وكذلك المثال الثاني أذكره لشهرته في السيرة ، وإن كان غير ثابت على الطريقة الحديثية ، وهي أن الرسول عليه السلام أمرهم أن ينزلوا في مكان في غزوة الخندق يمكن ، لما قال له المنذر بن الحباب
السائل : الحباب بن المنذر
الشيخ : الحباب بن المنذر : " أهذا وحي أم هو الرأى والحرب والمكيدة ؟ " قال ( هو الرأي ) فقال له : " إذن ننزل لمكان آخر " الآن استدرك على نفسي فأقول لكن فيه فائدة ، هذا مروي في السيرة وغير صحيح ، لكن ليس له صلة بمثالنا إنما المثال هو حفر الخندق ، حيث قال سلمان كما روي عنه ، : " أنهم كانوا إذا حوصروا في بلد ما أحاطوا البلدة بالخندق " فالرسول عليه السلام ، وافق على ذلك لما فيه من مصلحة جلية ، مجردة عن أي مفسدة ، فبهذا الميزان يجب نحن أن نتلقى عادات الغربيين ، الآن نأتي بمثال آخر ، في ناس يلبسون جواكيت مختلفة ، ما في مانع ، لكن ما معنى لبس البنطلون ، ما معنى وضع الجرافيت. لا فائدة من ذلك ، سوى تمثل عادات الغربيين والتأثر بتقاليدهم ، فإذن يجب أن نفرق بين ما ينسجم مع الإسلام ومبادئه وقواعده ، وبين ما ينهى وينفر عنه ، فإذن هذه المظاهرات ليست وسيلة إسلامية تنبئ عن الرضى أو عدم الرضى ، من الشعوب المسلمة لأن لهم وسائل أخرى باستطاعتهم أن يسلكوها ، والذي يخطر في بالي أننا في الواقع حينما نقر مثل هذه المظاهرات كأنما أتصور أن المجتمع الإسلامي ، بعد أن يصبح فعلا مجتمعا إسلاميا ، سيظل في في نظمه وعاداته على عادات الغربيين سيتغير كل شيء سوف يكون الوضع الاجتماعي في المجتمع الإسلامي في غنية مثل هذه المظاهرات ، وأخيرا أصحيح أنه إذا أقيمت مظاهرات تغير هذا الحكم إذا كان القائمون مصرين على ذلك . لا وكم وكم من مظاهرات قامت ووقعت وقتل فيها قتلى كثيرين وكثيرين جدا ، ثم بقي الأمر على ما كان عليه قبل المظاهرات فلا نرى أن هذه وسيلة ، تدخل في قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة ، لأنها من تقاليد الغربيين .
الشيخ : صحيح إنه الوسائل إذا لم تكن مخالفة للشريعة ، فهي الأصل فيها الإباحة هذا لا إشكال فيه. لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية فمن هنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية ، فالخروج بتظاهرات أو مظاهرات ، وإعلان عدم الرضا أو الرضى وإعلان تأييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين ، هذا نظام يلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب من الشعب وإلى الشعب ، أما حينما يكون المجتمع إسلاميا ، فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات وإنما يحتاج إلى إقامة الحجة ، على الحاكم الذي يخالف شريعة الله ، كما يروى وأنا أقول هذا كما يروى إشارة إلى بعض ما يروى ولكنها على كل حال يعني تبين حقيقة معروفة من الناحية التاريخية ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لما قام خطيبا يحض الناس على ترك المغالاة في المهور وإلى هنا الحكم الرواية صحيحة ، وإنما الشاهد في الرواية الأخرى التي في سندها ضعف ، وهي أن امرأة قامت قالت : " يا عمر الأمر ليس في يدك ، إنما الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم: (( فإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا )) فكيف أنت تقول لا يجوز إلا أربعمائة درهم مهرا لبناتكم " فكان جواب عمر إن صحت الراوية : " أخطأ عمر وأصابت المرأة " فكون المجتمع الإسلامي ليس بحاجة لمثل هذه النظم وما يترتب من ورائها ، من وسائل حينما يتحقق المجتمع الإسلامي ، يستطيع الإنسان أن يدخل ، ويبلغ رأيه وحجته إلى الذي بيده الأمر ، أو على الأقل إلى نائبه وليس بحاجة إلى ظهور بمثل هذه التظاهرات التي تلقيناها ، من جملة ما تلقيناها من عادات الغربيين ومن نظمهم ، وكما هو الشأن الآن نحن نقلد الغربيين في كثير من عاداتهم وتقاليدهم ، فلا من التفصيل بينما يجوز لنا أن نأخذ عنهم وما لا يجوز انظر مثلا نحن نأخذ عنهم بعض الوسائل هذه الوسائل إذا كانت تؤدي إلى غرض مشروع أو على الأقل جائز ، وليس فيه إحياء لمعنى التشبه بالكفار ، فهذا أمر جائز، والمثال في ذلك أن نستحضر مثلين اثنين أحدهما ثابت من حيث الراوية والآخر فيه ضعف ، أما الثابت فهو ما جاء في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في قصة خروجه عليه السلام ، مسافرا ونزوله في مكان فلما أصبح به الصباح خرج لقضاء الحاجه فأراد المغيرة بن شعبة أن يصب الوضوء على النبي صلى الله عليه وسلم فصب عليه حتى جاء الرسول عليه السلام إلى تشمير كميه ، الشاهد قال المغيرة : " وعليه جبة رومية ضيقة الكمين ، فلم يستطع من ضيقها أن يشمر عن ذراعيه ، فأخرجها وألقى الجبة على كتفيه ، حتى توضأ عليه السلام وغسل ذراعيه " الشاهد أنه عليه السلام لبس جبة رومية فهذا يعني أنه إذا كان هناك لباس من ألبسة الكفار ، تنسب إليهم ولم يكن فيه ظاهرة التشبه والتقليد لهم ، فيجوز لما يترتب من وراء ذلك من مصلحة الدفء ونحو ذلك ، وكذلك المثال الثاني أذكره لشهرته في السيرة ، وإن كان غير ثابت على الطريقة الحديثية ، وهي أن الرسول عليه السلام أمرهم أن ينزلوا في مكان في غزوة الخندق يمكن ، لما قال له المنذر بن الحباب
السائل : الحباب بن المنذر
الشيخ : الحباب بن المنذر : " أهذا وحي أم هو الرأى والحرب والمكيدة ؟ " قال ( هو الرأي ) فقال له : " إذن ننزل لمكان آخر " الآن استدرك على نفسي فأقول لكن فيه فائدة ، هذا مروي في السيرة وغير صحيح ، لكن ليس له صلة بمثالنا إنما المثال هو حفر الخندق ، حيث قال سلمان كما روي عنه ، : " أنهم كانوا إذا حوصروا في بلد ما أحاطوا البلدة بالخندق " فالرسول عليه السلام ، وافق على ذلك لما فيه من مصلحة جلية ، مجردة عن أي مفسدة ، فبهذا الميزان يجب نحن أن نتلقى عادات الغربيين ، الآن نأتي بمثال آخر ، في ناس يلبسون جواكيت مختلفة ، ما في مانع ، لكن ما معنى لبس البنطلون ، ما معنى وضع الجرافيت. لا فائدة من ذلك ، سوى تمثل عادات الغربيين والتأثر بتقاليدهم ، فإذن يجب أن نفرق بين ما ينسجم مع الإسلام ومبادئه وقواعده ، وبين ما ينهى وينفر عنه ، فإذن هذه المظاهرات ليست وسيلة إسلامية تنبئ عن الرضى أو عدم الرضى ، من الشعوب المسلمة لأن لهم وسائل أخرى باستطاعتهم أن يسلكوها ، والذي يخطر في بالي أننا في الواقع حينما نقر مثل هذه المظاهرات كأنما أتصور أن المجتمع الإسلامي ، بعد أن يصبح فعلا مجتمعا إسلاميا ، سيظل في في نظمه وعاداته على عادات الغربيين سيتغير كل شيء سوف يكون الوضع الاجتماعي في المجتمع الإسلامي في غنية مثل هذه المظاهرات ، وأخيرا أصحيح أنه إذا أقيمت مظاهرات تغير هذا الحكم إذا كان القائمون مصرين على ذلك . لا وكم وكم من مظاهرات قامت ووقعت وقتل فيها قتلى كثيرين وكثيرين جدا ، ثم بقي الأمر على ما كان عليه قبل المظاهرات فلا نرى أن هذه وسيلة ، تدخل في قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة ، لأنها من تقاليد الغربيين .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 210
- توقيت الفهرسة : 00:33:39
- نسخة مدققة إملائيًّا