تكلم على كمال الرسالة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم على كمال الرسالة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : هذا القسم الأخير رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه كما جاء في القرآن لأن المقصود مما جاء في القرآن متعلقا بهذا القسم هو الدلالة على واسع قدرة الله عز وجل وحكمته وعظمة قدرته ، أما ما يتعلق بالعقائد وبالأحكام وبالسلوك فقد بيّن ذلك بيانا شافيا و أوجز النبي صلى الله عليه وسلم التعبير عن هذا بحديث يرويه الإمام الشافعي في كتاب له يعرف بالسنن فقال بإسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ، وما تركت شيئا يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ) وهذا بلا شك لو لم يكن هذا الحديث واردا في بعض كتب الأئمة كما ذكرت آنفا لكفانا قوله تبارك وتعالى: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم )) ((لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم)) لذلك جاء في صحيح البخاري ومسلم أيضا من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن رجلا من كبار التابعين أتاها واسم هذا الرجل مسروق كان مولى من الموالي ثم عُتق وكان من أكابر علماء التابعين قال: يا عائشة أسألك عن قوله تبارك وتعالى: (( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى )) عفوا هذا فيما بعد ، كان أول سؤال لأنه سأل شيئا آخر ، ( قال : يا عائشة أو يا أم المؤمنين هل رأى محمد ربه ؟ قالت : لقد قفّ شعري مما قلت ، قال : يا أم المؤمنين ارحميني ولا تعجلي عليّ أليس يقول الله عز وجل : (( ولقد رآه نزلة أخرى )) : قالت : أنا أعلم الناس بذلك ، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : رأيت جبريل في صورته التي خلق فيها مرتين وله ستمئة جناح وقد سد الأفق ) ثم قالت وهنا الشاهد : ( ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية ، من حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تعالى: (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا )) ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئا أُمر بتبليغه فقد بالغ في الافتراء على الله عز وجل ثم تلت هنا الشاهد ( قوله تبارك وتعالى : (( يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله ) يحفظك إيش (يعصمك من الناس )) ) -هنا الشاهد القصة الثانية- ( ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تعالى : (( قل لا يعلم من في السموات وما في الأرض الغيب إلا الله )) ) هذه رواية متفق عليها بين البخاري ومسلم ، زاد الإمام مسلم في الفصل الثاني ( قالت : السيدة عائشة ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا أُمر بتبليغه لكتم قول الله عز وجل: (( و إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) ) فإذا ضممنا إلى الآية التي استدلت بها السيدة عائشة (( بلّغ ما أنزل إليك من ربك )) إلى حديث الذي ذكرناه آنفا ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ... ) وأشياء أخرى كثيرة جدا منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه ( ما بعث الله نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ) إذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة وكان حريصا جدا جدا في أن ليس يبلغها للحاضرين والشاهدين بل كان يأمرهم ويقول لهم: ( فيبلغ الشاهد الغائب ، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ) إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ، الرسالة ألخص الآن تتضمن شيئين تبليغ اللفظ وبيان المعنى فيما يتعلق بالعقائد والأحكام والسلوك فيما يتعلق بالأمور الغيبية والتي يُعبر عنها اليوم بما وراء الطبيعة فهذه تركها في القرآن لسببين اثنين ، الأول لا يترتب من ورائها عمل ، السبب الثاني تحقيق قوله تبارك وتعالى: (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم )) إذن هذه الآيات الواقع سيبين أن هذه معجزة من معجزات الله عز وجل ، لذلك هذا القسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتعرض لها ببيان إلا ما قل وندر ، إذا رجعنا إلى الأقسام الثلاثة كأني أشعر بأنك تتساءل ما دام أن الرسول عليه السلام قال: ( تركتكم على المحجة البيضاء ) قال في الرواية الأخرى ( تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك ) فلماذا تفرق المسلمون قديما إلى مذاهب عقدية فكرية وإلى مذاهب فقهية وإلى طرق صوفية و و إلخ؟؟ وحتى لا أطيل ولا أذهب بعيدا عن ما قصدت بسؤالك أقول إن كان هذا هو الذي ترمي إليه فأنا أمضي فيما عندي ، وإن كنت رميت بسؤالك شيئا آخر فأرجو أن توضحه لي بعد هذا الكلام

السائل : أنا أقصد ما الذي يبحثه العلماء في تفسير القرآن وما الذي أن يعني في كلام فصل لا يبحث

الشيخ : أنا أجبتك عن هذا السؤال بارك الله فيك

السائل : ما خطر في بالي السؤال الثاني

الشيخ : هذا هو الجواب وجزاك الله خير ، أنا أكرر على مسامعك ما ترك الرسول كلاما لأحد فيما يتعلق بهذه الأقسام الثلاثة بالعقيدة بالأحكام في السلوك ما ترك لأحد قولا ، لكن هنا يخطر في بالي شيء وأظنه ... .

مواضيع متعلقة