ما حكم دخول البرلمانات والوزارات ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب شيخنا بارك الله فيك ما حكم هؤلاء الإخوة السلفيون الذي يدعون عن طريق هذ المسلك السياسي حكمهم شرعا إذا كان نواب ثم ما يكون حكمهم إذا عرضوا عليهم أن يكون وزراء فهم قبلوا ذلك خاصة وأنت ذكرت يا شيخنا في شريط مسجل لك أنك قلت الدخول يكون بدعة لأن الدعوة البرلمانية هي دعوة محدثة ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : أي نعم يا شيخ .
الشيخ : لا شك أنهم يعني في دخولهم هم يكونون مخطئين الدعوة التي ينتمون إليها يكونون مخطئين بل أقول ضالين عن هذه الدعوة الصالحة لكنني أقول: ( إنما الأعمال بالنيات ) وإن كان الحديث ليس له صلة قوية بهذا الموضوع لكن أفرق بين إنسان ضل وهو لا يريد الضلال وإنسان آخر ضل وهو يريد الضلال وإنسان آخر ضل وهو يريد الضلال على مثل اليهود الذي تكلم عنهم الأستاذ أبو مالك آنفا والمشركين الذي عرفوا الحق ثم حادوا عنه فهؤلاء الإخوان الذين يدخلون البرلمان إذا كان دخولهم اتباعا لأهوائهم وإيثار للحياة الدنيا على الآخرة فلا شك أنهم آثمون إثما كبيرا وإذا كان ذلك بنوع من الاجتهاد مع إخلاصهم للدعوة دعوة الحق فهم بلا شك ضالون والله عز وجل هو حسيبهم وأنا في الحقيقة من دعوتي دائما وأبدا أن نقتصر في بيان خطأ ما يقوله القائل أو ما يفعله وأن لا نتعمق في الوصول إلى مقصده وإلى ما إستقر في قلبه لأن هذا لا يعلمه إلا الله عز وجل العليم بما في الصدور أنا أتصور ناس مخلصين نعرفهم وكانوا منا وفينا في سوريا وبدأوا العلم السياسي رغم نصحي إياهم ثم أخيرا يعني كما يقال في اللغة السورية: " أكلوها على أجنابهم " يعني ندموا على ما فعلوا لكن بعد ماذا بعد تجربة دخلوها فقصدي مثل هؤلاء الذين أنا أشير إليهم في سوريا كنت ولا أزال لا أستطيع أن أقول إن نيتهم كانت سيئة لا أنا حسب علمي بهم نواياهم كانت طيبية ويريدون نصرة الإسلام وتقوية الدعوة لكن صدق فيهم: " أوردها سعد وسعد مشتمل " إلى آخره كما أنني أعلم أن فيهم ناس مغرضون يتخذون دعوة الحق في كثير من الأحيان وسيلة للوصول إلى حطام الدنيا ولذلك فأنا أقول إن هذا الإنتماء والدخول إلى البرلمان والوصول إلى أن يصبح وزيرا فهذا هو الموت الذي سيصب هذا النائب إما عاجلا وإما آجلا !
أبو مالك : يعني يصبح النائب نائبة !
الشيخ : نائبة نعم هو كذلك
أبو مالك : شيخنا جزاكم الله أشرت إلى مسألة عظيمة جدا والحقيقة هذه المسألة يغيب عن كثير حتى من إخواننا الذين يعيشون معنا ويتلقون العلم عن المنهج الصحيح في الحلق والدروس التي يحضرونها سواء عندكم أو في مجالس آخر .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : لا يدققون النظر فيما يطلقون فيه ألسنتهم ذكرتم آنفا جزاك الله خيرا بأنك بأنه رغم ما رأيتم في سوريا من سقوط هؤلاء الإخوان الذين دخلوا البرلمان وبالرغم ما أصابهم من السوء فإنك لا تستطيع أن تخلص إلى نواياهم لتدلل إلى سوء النية فيهم !
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : هذا حقيقة وجزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .
أبو مالك : وأنا أقول بأن هذه من مزايا الشيخ ناصر الدين الألباني .
الشيخ : عفوا بارك الله فيك .
أبو مالك : وأذكر شيئا آخر أضيفه إلى هذه المسألة وهي أنكم ذكرتم كثيرا بأن الكافر بعينه لا نستطيع أن نحكم عليه بأنه من أهل النار إذا مات .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : وهذه أيضا قضية يتورط فيها كثير من الناس .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : ومن هنا أقول لو لم يكن إلا هاتان القضيتان أو المسألتان مما تعلمون الناس في العقيدة لكفانا فخرا أن نسمعه من الشيخ ناصر الدين الألباني .
الشيخ : الله يبارك فيك
أبو مالك : لكن شيخنا وأنت تقول هذا عن الخصوم والأعداء الألداء .
الشيخ : أي والله .
أبو مالك : سواء كانوا يقولون لا إله إلا الله أم لا يقولون لا إله إلا الله .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : فما بالكم شيخنا بارك الله فيك .
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : شيخنا جزاكم الله خيرا فيمن يتهم نوايا المخلصين من الناس الذين يعملون للدعوة ولا ندعي بأننا منهم ولكن نقول يتهم المخلصين الآخرين ثم يلذون بكم وبمن حولكم في دعواهم هذه ويصوبون سهامهم إليكم وإلى من يجالسكم .
الشيخ : الله المستعان .
أبو مالك : ولا بأس بأن أذكر هنا إسما صريحا وهو الأخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي وصلني منذ أيام مذكرة من إخوة لنا في الكويت أرسلوها لنا يتكلم أو ينقد فيها الكتاب الذي ألفته وهو كتاب السلفية أو هي السلفية نسبة وعقيدة ومنهجا ، والنقدات التي وجهها يعلم الله بأنه ليس منها واحدة أصاب فيها الحق بل أخطأ في جميعها ولكن هناك مسألة قضية كبيرة في هذه النقدات العلمية يقول بأن فلانا ألف كتابه وألبسه لباس السلفية ولا ندري أهي قاديانية محدثة أم صوفية مستحدثة أم ثعلبية ماكرة أم فتنة يواقعها أم بيع للدين بالدنيا أم أم إلى آخره والحقيقية أنا عجبت اتصل بي في صباح هذا اليوم ولما سألته أو قلت هل أنت الذي كتبت ؟ قال نعم أنا الذي كتبت قلت له .
الشيخ : عفوا إتصل بك أم إتصلت به ؟
أبو مالك : لا هو إتصل بناء على توصية لأحد الإخوان أن يتصل .
الشيخ : آه هذا يجب أن نعرفه ؟
أبو مالك : لا هو لم يتصل بنفسه وإنما اتصل بناء على قولي لأحد الإخوان أن يتصل بي !
الشيخ : هو هذا أي نعم .
السائل : من هو ؟
أبو مالك : عبد الرحمن عبد الخالق .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : يعني كلمات مرعبة أقول أنا هذه الكلمات أنت تعلمنا الآن شيئا عظيما نحلي به أعناقنا ونتقلد به في أذاننا أقراطا ذهبية تجعلنا نميس بها في الناس ونعلمهم كيف تكون الدعوة إلى الله فكيف بأولئك الإخوة ومنهم الأخ عبد الخالق الذي يعني أنتم قبل أيام وكنت أحدثكم في قضية مثل هذه القضية قلت بأن مثل عبد الرحمن عبد الخالق لا يمكن أن يكتب مثل هذا لما نعرفه عنه !
الشيخ : أي نعم وقلت ربما كتبها غيره !
أبو مالك : أيوه ، ربما كتبه غيره ولكن هو أقر كما يقول إخواننا المصريون أقرها بعظمة لسانه
الشيخ : الله أكبر
أبو مالك : وقال نعم أنا قلت هذا .
الشيخ : الله أكبر الله أكبر .
أبو مالك : قلت له بارك الله فيك: هل تقول يا عبد الرحمن هل تعتقد بأن هذه الصفات التي أطلقتها عليّ وفي كتابي هل تستطيع أن تلقى بها الله يوم القيامة ! هل تستطيع أن تدلل على أنك صادق في كلمة واحدة قلتها؟ قال: أنا ما قلت ما جزمت بهذا وإما قلت وإما وإما
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : قلت يعني كأنك تقول: اختر ما شئت من هذه الصفات .
الشيخ : أي واحدة منها .
أبو مالك : أي واحدة منها .
الشيخ : وهي مهلكة الله أكبر !
أبو مالك : أي نعم فشيخنا بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا وكم تعلمنا منكم !
الشيخ : عفوا .
أبو مالك : وعلمكم الذي يفيض والحمد لله على العالم كله لا يعجز و جزاكم الله خيرا عن توجيه نصيحة لمثل أخينا عبد الرحمن عبد الخالق بمثل هذه المناسبة التي تحدثتم فيها عن هذه المسألة العقدية وهي من أخطر من المسائل التي يتعرض لها كثير من إخواننا .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : فنريد كلمة حول هذه المسألة في فقه الدعوة لعلها تصل إلى أذن هذا الأخ فيكون له عظة منها لعله يتوب إلى الله توبة نصوحا وأنا قلت له ماذا تقول لربك يا عبد الرحمن يوم أقف أنا وإياك بين يديك وهو سآلك ولا بد ماذا تقول لربك يوم القيامة فأنا أرجوا شيخنا ؟
الشيخ : والله أنا ليس لي ما أقوله من كلام كثير بالنسبة لأخينا عبد الرحمن إلا أن أوصيه بتقوى الله تبارك وتعالى وأن نذكره ببعض ما ذكرته آنفا بغير هذه المناسبة التي تعرضتم لها الآن وهي أن موضوع التحدث عن نوايا النفوس والقلوب وبخاصة هذه النوايا التي تتعلق بمن نعرف عنهم أنهم من إخواننا المسلمين بل ومن إخواننا السلفيين الذين التقوا معنا على منهج الكتاب ومنهج السنة الصحيحة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم بخاصة بأمثال هؤلاء لا يجوز إسلاميا أن نتحدث عما في صدورهم وعما انطوت عليه نواياهم لأن هذه الأمور لا يطلع عليها إلا الله عز وجل العليم بما في الصدور ونحن على مثل اليقين أن هؤلاء الإخوان من السلفيين الذين دخلوا البرلمان هناك في الكويت أو قديما في سوريا أو حديثا في مصر وأخيرا مع الأسف في في اليمن حيث أنه تواترت إلينا الأخبار بأن من ينتمون إلى الإخوان أو إلى الإصلاح تحالفوا مع البعثيين ومع الناصريين بل ومع العلمانيين بزعم أن هذا التحالف الدخول في البرلمان فيه الإصلاح للجتمع الإسلامي اليمني أو الكويتي أو غير هذه الأقاليم فمع اعتقادنا جازمين بأن هذا الانتماء وهذا الدخول في هذا البرلمانات التي قامت على الحكم بغير ما أنزل أنه أولا تأييد عملي لما يجهر به إخواننا هؤلاء السلفيون بل وغيرهم من مثل الإخوان المسلمين أنهم يدعون إلى أن يكون الحكم لله وحده لا شريك له وليس للشعب وليس للدستور الذي قام على نظام الدساتير الكافرة والتي أخذت من بلاد الكفر ونقلت إلى بلاد الإسلام بحكم أنا قوانين يكون تطبيقها من صالح البلد المسلم على الرغم من أننا نعتقد أن انتماء هؤلاء الإخوان إلى مثل هذه البرلمانات هو أولا مخالفة صريحة لدعوة الكتاب والسنة وللمنهج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعوة على الرغم من هذه المخالفة الصريحة فنحن قد وجدنا في تاريخ العصر الحاضر أن هؤلاء المسلمين الذين دخلوا البرلمانات ما أفادوا المسلمين شيئا بل أضروا بهم ضررا بعيدا وكان من عاقبة ذلك أن قام حكام بعضهم حارب الإسلام محاربة صريحة وبعضم يحارب الإسلام وراء الستار والحجاب فعلى الرغم من هذه المخالفة للشرع من جهة والمخالفة للتجربة التي لم تنجح قلنا آنفا جوابا عن سؤال إننا لا نستطيع أن نقول بأن نوايا هؤلاء الذين دخلوا البرلمانات بقصد الإصلاح كما يقولون إن نواياهم سيئة مع أن عملهم لا نشك في أنه مخالف وضلال مبين لذلك نحن ننصح أخانا عبد الرحمن هذا ولا سيما وهو معنا إلى عهد قريب في الدعوة أنصحه بنصحتين اثنتين النصيحة الأولى إن الله عز وجل يقول: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) فما يجوز لمثله أن يحكم على من كان مثله في الدعوة والله أعلم بالصالح والمفسد من بينهما أن يحكم بأن نيته قلب الإسلام رأسا على عقب وإفساد الدعوة السلفية وإلباسها ثوبا غير الثوب الصحيح ثوب إلحادي مبطن بدعوة إسلامية ننصحه بأن لا يسيء الظن بنية من خالفه في الرأي ولا سيما وقد قرأت كثيرا من العبارات التي اتهمت الرجل بها وإذا به يقول بخلاف ما نسبت إليه هذا الأمر أدعه بينك وبينه أما أن تتعرض للتصريح بإساءة الظن به فهذا مما يوسع الخرق على الراقع لأن هذا سيدفع كثيرا من الناس إلى أن يتهموك أنت بسوء النبية وهنا تزداد الفرقة ويزداد المخالفة وتزداد الشقة بين الدعاة الإسلاميين فضلا عن جماهير المسلمين هذه نصيحتي الأولى وهي واضحة جدا لا تقبل النقاش لأن أحد من المسلمين لا يعلم ما في صدور الآخرين أما النصيحة الأخرى فهي ان تعود إلى دعوتك وأن تعنى بنشر العلم الصحيح بين جماهير المسلمين وأن تعنى بتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة ظاهرا وباطنا لتكون مقتديا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم غاية وأسلوبا غاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو نشر عقيدة التوحيد والدين الذي أنزله الله على قلب محمد عليه السلام والوسيلة هي التي سلكها الرسول عليه السلام في دعوة الناس إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يقولون في سوريا من بعض منسياتك لم يعن بالتقرب إلى المشركين الضالين ولم يساوم في سبيل دعوته لأن الله عز وجل أحسن تربيته وحذره من أن يميل إليهم شيئا قليلا في مثل قوله تعالى: (( لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا )) فالله عز وجل ربى نبيه عليه السلام وأحسن تربيته وهو بالتالي أحسن تربية أصحابه واحدا بعد واحد واحدا بعد واحد حتى أوجد تلك الكتلة التي بها تمكن عليه الصلاة والسلام من دفع هجوم الكفار على أرضه التي هاجر إليها أما أنت ومن ترى أو يرى رأيك من الدخول إلى البرلمان فهذا عاقبة أمر ذلك خسران مبين ذلك لأنك ستخسر الدعوة التي كنت فيها حريصا وربيت من شئت على هذه الدعوة ثم أخيرا شغلوا بالسياسة وبالدخول في البرلمان ثم قد يرشحون ليكونوا وزراء وهؤلاء الوزراء سيحكمون بغير ما أنزل الله فأين دعوة الحاكمية لله وحده لا شريك له إذا كنتم تؤيدون الحكم القائم بدعوى إصلاح الحكم ! كنت أسمع قديما وقديما جدا أن من دعوة الإخوان المسلمين هو إصلاح المجتمع بإصلاح الأفراد وهذا الذين نحن ندين الله به ونعتقده جازمين وهي دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يشهد بذلك سيرته العطرة وتاريخه النير فلا أدري والله ما الذي حذا بكم أن تخالفوا هدي نبيكم إلى الدخول إلى البرلمان القائم على الحكم بغير ما أنزل الله هل تريدون أن نسيء الظن بنيتكم كلا ثم كلا إذا يجب أن نتناصح إن عملكم هذا ليس على منهاج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح أما النوايا فحسابها عند الله تبارك وتعالى فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا عبد الرحمن إني أعظك أن تكون من الجاهلين وكنت حريصا جدا أن نلتقي هنا في هذه الأرض لأنه يصعب عليّ أن آتيكم كما فعلت قديما فلعلك تستجيب لدعوتي هذه ونلتقي لنتفاهم حول قضايا العصر الحاضر ونضع المنهج الذي به يستقيم حال المسلمين وبه يتمكنون من إقامة حكم الله في الأرض فأرجو أن تجد دعوتي هذه في قلبك مكانا بحيث يدفعك إلى أن تزورنا وأن تنزل عندي ضيفا مكرما حتى نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو ليلى : جزاك الله خيرا يا شيخ .
الشيخ : وإياكم إن شاء الله الله يحفظكم .
أبو مالك : وأخيرا بعد هذا السؤال ومعذرة لإطالة الكلام في هذا المجال
الشيخ : أي نعم .
السائل : أي نعم يا شيخ .
الشيخ : لا شك أنهم يعني في دخولهم هم يكونون مخطئين الدعوة التي ينتمون إليها يكونون مخطئين بل أقول ضالين عن هذه الدعوة الصالحة لكنني أقول: ( إنما الأعمال بالنيات ) وإن كان الحديث ليس له صلة قوية بهذا الموضوع لكن أفرق بين إنسان ضل وهو لا يريد الضلال وإنسان آخر ضل وهو يريد الضلال وإنسان آخر ضل وهو يريد الضلال على مثل اليهود الذي تكلم عنهم الأستاذ أبو مالك آنفا والمشركين الذي عرفوا الحق ثم حادوا عنه فهؤلاء الإخوان الذين يدخلون البرلمان إذا كان دخولهم اتباعا لأهوائهم وإيثار للحياة الدنيا على الآخرة فلا شك أنهم آثمون إثما كبيرا وإذا كان ذلك بنوع من الاجتهاد مع إخلاصهم للدعوة دعوة الحق فهم بلا شك ضالون والله عز وجل هو حسيبهم وأنا في الحقيقة من دعوتي دائما وأبدا أن نقتصر في بيان خطأ ما يقوله القائل أو ما يفعله وأن لا نتعمق في الوصول إلى مقصده وإلى ما إستقر في قلبه لأن هذا لا يعلمه إلا الله عز وجل العليم بما في الصدور أنا أتصور ناس مخلصين نعرفهم وكانوا منا وفينا في سوريا وبدأوا العلم السياسي رغم نصحي إياهم ثم أخيرا يعني كما يقال في اللغة السورية: " أكلوها على أجنابهم " يعني ندموا على ما فعلوا لكن بعد ماذا بعد تجربة دخلوها فقصدي مثل هؤلاء الذين أنا أشير إليهم في سوريا كنت ولا أزال لا أستطيع أن أقول إن نيتهم كانت سيئة لا أنا حسب علمي بهم نواياهم كانت طيبية ويريدون نصرة الإسلام وتقوية الدعوة لكن صدق فيهم: " أوردها سعد وسعد مشتمل " إلى آخره كما أنني أعلم أن فيهم ناس مغرضون يتخذون دعوة الحق في كثير من الأحيان وسيلة للوصول إلى حطام الدنيا ولذلك فأنا أقول إن هذا الإنتماء والدخول إلى البرلمان والوصول إلى أن يصبح وزيرا فهذا هو الموت الذي سيصب هذا النائب إما عاجلا وإما آجلا !
أبو مالك : يعني يصبح النائب نائبة !
الشيخ : نائبة نعم هو كذلك
أبو مالك : شيخنا جزاكم الله أشرت إلى مسألة عظيمة جدا والحقيقة هذه المسألة يغيب عن كثير حتى من إخواننا الذين يعيشون معنا ويتلقون العلم عن المنهج الصحيح في الحلق والدروس التي يحضرونها سواء عندكم أو في مجالس آخر .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : لا يدققون النظر فيما يطلقون فيه ألسنتهم ذكرتم آنفا جزاك الله خيرا بأنك بأنه رغم ما رأيتم في سوريا من سقوط هؤلاء الإخوان الذين دخلوا البرلمان وبالرغم ما أصابهم من السوء فإنك لا تستطيع أن تخلص إلى نواياهم لتدلل إلى سوء النية فيهم !
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : هذا حقيقة وجزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .
أبو مالك : وأنا أقول بأن هذه من مزايا الشيخ ناصر الدين الألباني .
الشيخ : عفوا بارك الله فيك .
أبو مالك : وأذكر شيئا آخر أضيفه إلى هذه المسألة وهي أنكم ذكرتم كثيرا بأن الكافر بعينه لا نستطيع أن نحكم عليه بأنه من أهل النار إذا مات .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : وهذه أيضا قضية يتورط فيها كثير من الناس .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : ومن هنا أقول لو لم يكن إلا هاتان القضيتان أو المسألتان مما تعلمون الناس في العقيدة لكفانا فخرا أن نسمعه من الشيخ ناصر الدين الألباني .
الشيخ : الله يبارك فيك
أبو مالك : لكن شيخنا وأنت تقول هذا عن الخصوم والأعداء الألداء .
الشيخ : أي والله .
أبو مالك : سواء كانوا يقولون لا إله إلا الله أم لا يقولون لا إله إلا الله .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : فما بالكم شيخنا بارك الله فيك .
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : شيخنا جزاكم الله خيرا فيمن يتهم نوايا المخلصين من الناس الذين يعملون للدعوة ولا ندعي بأننا منهم ولكن نقول يتهم المخلصين الآخرين ثم يلذون بكم وبمن حولكم في دعواهم هذه ويصوبون سهامهم إليكم وإلى من يجالسكم .
الشيخ : الله المستعان .
أبو مالك : ولا بأس بأن أذكر هنا إسما صريحا وهو الأخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي وصلني منذ أيام مذكرة من إخوة لنا في الكويت أرسلوها لنا يتكلم أو ينقد فيها الكتاب الذي ألفته وهو كتاب السلفية أو هي السلفية نسبة وعقيدة ومنهجا ، والنقدات التي وجهها يعلم الله بأنه ليس منها واحدة أصاب فيها الحق بل أخطأ في جميعها ولكن هناك مسألة قضية كبيرة في هذه النقدات العلمية يقول بأن فلانا ألف كتابه وألبسه لباس السلفية ولا ندري أهي قاديانية محدثة أم صوفية مستحدثة أم ثعلبية ماكرة أم فتنة يواقعها أم بيع للدين بالدنيا أم أم إلى آخره والحقيقية أنا عجبت اتصل بي في صباح هذا اليوم ولما سألته أو قلت هل أنت الذي كتبت ؟ قال نعم أنا الذي كتبت قلت له .
الشيخ : عفوا إتصل بك أم إتصلت به ؟
أبو مالك : لا هو إتصل بناء على توصية لأحد الإخوان أن يتصل .
الشيخ : آه هذا يجب أن نعرفه ؟
أبو مالك : لا هو لم يتصل بنفسه وإنما اتصل بناء على قولي لأحد الإخوان أن يتصل بي !
الشيخ : هو هذا أي نعم .
السائل : من هو ؟
أبو مالك : عبد الرحمن عبد الخالق .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : يعني كلمات مرعبة أقول أنا هذه الكلمات أنت تعلمنا الآن شيئا عظيما نحلي به أعناقنا ونتقلد به في أذاننا أقراطا ذهبية تجعلنا نميس بها في الناس ونعلمهم كيف تكون الدعوة إلى الله فكيف بأولئك الإخوة ومنهم الأخ عبد الخالق الذي يعني أنتم قبل أيام وكنت أحدثكم في قضية مثل هذه القضية قلت بأن مثل عبد الرحمن عبد الخالق لا يمكن أن يكتب مثل هذا لما نعرفه عنه !
الشيخ : أي نعم وقلت ربما كتبها غيره !
أبو مالك : أيوه ، ربما كتبه غيره ولكن هو أقر كما يقول إخواننا المصريون أقرها بعظمة لسانه
الشيخ : الله أكبر
أبو مالك : وقال نعم أنا قلت هذا .
الشيخ : الله أكبر الله أكبر .
أبو مالك : قلت له بارك الله فيك: هل تقول يا عبد الرحمن هل تعتقد بأن هذه الصفات التي أطلقتها عليّ وفي كتابي هل تستطيع أن تلقى بها الله يوم القيامة ! هل تستطيع أن تدلل على أنك صادق في كلمة واحدة قلتها؟ قال: أنا ما قلت ما جزمت بهذا وإما قلت وإما وإما
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : قلت يعني كأنك تقول: اختر ما شئت من هذه الصفات .
الشيخ : أي واحدة منها .
أبو مالك : أي واحدة منها .
الشيخ : وهي مهلكة الله أكبر !
أبو مالك : أي نعم فشيخنا بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا وكم تعلمنا منكم !
الشيخ : عفوا .
أبو مالك : وعلمكم الذي يفيض والحمد لله على العالم كله لا يعجز و جزاكم الله خيرا عن توجيه نصيحة لمثل أخينا عبد الرحمن عبد الخالق بمثل هذه المناسبة التي تحدثتم فيها عن هذه المسألة العقدية وهي من أخطر من المسائل التي يتعرض لها كثير من إخواننا .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : فنريد كلمة حول هذه المسألة في فقه الدعوة لعلها تصل إلى أذن هذا الأخ فيكون له عظة منها لعله يتوب إلى الله توبة نصوحا وأنا قلت له ماذا تقول لربك يا عبد الرحمن يوم أقف أنا وإياك بين يديك وهو سآلك ولا بد ماذا تقول لربك يوم القيامة فأنا أرجوا شيخنا ؟
الشيخ : والله أنا ليس لي ما أقوله من كلام كثير بالنسبة لأخينا عبد الرحمن إلا أن أوصيه بتقوى الله تبارك وتعالى وأن نذكره ببعض ما ذكرته آنفا بغير هذه المناسبة التي تعرضتم لها الآن وهي أن موضوع التحدث عن نوايا النفوس والقلوب وبخاصة هذه النوايا التي تتعلق بمن نعرف عنهم أنهم من إخواننا المسلمين بل ومن إخواننا السلفيين الذين التقوا معنا على منهج الكتاب ومنهج السنة الصحيحة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم بخاصة بأمثال هؤلاء لا يجوز إسلاميا أن نتحدث عما في صدورهم وعما انطوت عليه نواياهم لأن هذه الأمور لا يطلع عليها إلا الله عز وجل العليم بما في الصدور ونحن على مثل اليقين أن هؤلاء الإخوان من السلفيين الذين دخلوا البرلمان هناك في الكويت أو قديما في سوريا أو حديثا في مصر وأخيرا مع الأسف في في اليمن حيث أنه تواترت إلينا الأخبار بأن من ينتمون إلى الإخوان أو إلى الإصلاح تحالفوا مع البعثيين ومع الناصريين بل ومع العلمانيين بزعم أن هذا التحالف الدخول في البرلمان فيه الإصلاح للجتمع الإسلامي اليمني أو الكويتي أو غير هذه الأقاليم فمع اعتقادنا جازمين بأن هذا الانتماء وهذا الدخول في هذا البرلمانات التي قامت على الحكم بغير ما أنزل أنه أولا تأييد عملي لما يجهر به إخواننا هؤلاء السلفيون بل وغيرهم من مثل الإخوان المسلمين أنهم يدعون إلى أن يكون الحكم لله وحده لا شريك له وليس للشعب وليس للدستور الذي قام على نظام الدساتير الكافرة والتي أخذت من بلاد الكفر ونقلت إلى بلاد الإسلام بحكم أنا قوانين يكون تطبيقها من صالح البلد المسلم على الرغم من أننا نعتقد أن انتماء هؤلاء الإخوان إلى مثل هذه البرلمانات هو أولا مخالفة صريحة لدعوة الكتاب والسنة وللمنهج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعوة على الرغم من هذه المخالفة الصريحة فنحن قد وجدنا في تاريخ العصر الحاضر أن هؤلاء المسلمين الذين دخلوا البرلمانات ما أفادوا المسلمين شيئا بل أضروا بهم ضررا بعيدا وكان من عاقبة ذلك أن قام حكام بعضهم حارب الإسلام محاربة صريحة وبعضم يحارب الإسلام وراء الستار والحجاب فعلى الرغم من هذه المخالفة للشرع من جهة والمخالفة للتجربة التي لم تنجح قلنا آنفا جوابا عن سؤال إننا لا نستطيع أن نقول بأن نوايا هؤلاء الذين دخلوا البرلمانات بقصد الإصلاح كما يقولون إن نواياهم سيئة مع أن عملهم لا نشك في أنه مخالف وضلال مبين لذلك نحن ننصح أخانا عبد الرحمن هذا ولا سيما وهو معنا إلى عهد قريب في الدعوة أنصحه بنصحتين اثنتين النصيحة الأولى إن الله عز وجل يقول: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) فما يجوز لمثله أن يحكم على من كان مثله في الدعوة والله أعلم بالصالح والمفسد من بينهما أن يحكم بأن نيته قلب الإسلام رأسا على عقب وإفساد الدعوة السلفية وإلباسها ثوبا غير الثوب الصحيح ثوب إلحادي مبطن بدعوة إسلامية ننصحه بأن لا يسيء الظن بنية من خالفه في الرأي ولا سيما وقد قرأت كثيرا من العبارات التي اتهمت الرجل بها وإذا به يقول بخلاف ما نسبت إليه هذا الأمر أدعه بينك وبينه أما أن تتعرض للتصريح بإساءة الظن به فهذا مما يوسع الخرق على الراقع لأن هذا سيدفع كثيرا من الناس إلى أن يتهموك أنت بسوء النبية وهنا تزداد الفرقة ويزداد المخالفة وتزداد الشقة بين الدعاة الإسلاميين فضلا عن جماهير المسلمين هذه نصيحتي الأولى وهي واضحة جدا لا تقبل النقاش لأن أحد من المسلمين لا يعلم ما في صدور الآخرين أما النصيحة الأخرى فهي ان تعود إلى دعوتك وأن تعنى بنشر العلم الصحيح بين جماهير المسلمين وأن تعنى بتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة ظاهرا وباطنا لتكون مقتديا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم غاية وأسلوبا غاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو نشر عقيدة التوحيد والدين الذي أنزله الله على قلب محمد عليه السلام والوسيلة هي التي سلكها الرسول عليه السلام في دعوة الناس إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يقولون في سوريا من بعض منسياتك لم يعن بالتقرب إلى المشركين الضالين ولم يساوم في سبيل دعوته لأن الله عز وجل أحسن تربيته وحذره من أن يميل إليهم شيئا قليلا في مثل قوله تعالى: (( لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا )) فالله عز وجل ربى نبيه عليه السلام وأحسن تربيته وهو بالتالي أحسن تربية أصحابه واحدا بعد واحد واحدا بعد واحد حتى أوجد تلك الكتلة التي بها تمكن عليه الصلاة والسلام من دفع هجوم الكفار على أرضه التي هاجر إليها أما أنت ومن ترى أو يرى رأيك من الدخول إلى البرلمان فهذا عاقبة أمر ذلك خسران مبين ذلك لأنك ستخسر الدعوة التي كنت فيها حريصا وربيت من شئت على هذه الدعوة ثم أخيرا شغلوا بالسياسة وبالدخول في البرلمان ثم قد يرشحون ليكونوا وزراء وهؤلاء الوزراء سيحكمون بغير ما أنزل الله فأين دعوة الحاكمية لله وحده لا شريك له إذا كنتم تؤيدون الحكم القائم بدعوى إصلاح الحكم ! كنت أسمع قديما وقديما جدا أن من دعوة الإخوان المسلمين هو إصلاح المجتمع بإصلاح الأفراد وهذا الذين نحن ندين الله به ونعتقده جازمين وهي دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يشهد بذلك سيرته العطرة وتاريخه النير فلا أدري والله ما الذي حذا بكم أن تخالفوا هدي نبيكم إلى الدخول إلى البرلمان القائم على الحكم بغير ما أنزل الله هل تريدون أن نسيء الظن بنيتكم كلا ثم كلا إذا يجب أن نتناصح إن عملكم هذا ليس على منهاج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح أما النوايا فحسابها عند الله تبارك وتعالى فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا عبد الرحمن إني أعظك أن تكون من الجاهلين وكنت حريصا جدا أن نلتقي هنا في هذه الأرض لأنه يصعب عليّ أن آتيكم كما فعلت قديما فلعلك تستجيب لدعوتي هذه ونلتقي لنتفاهم حول قضايا العصر الحاضر ونضع المنهج الذي به يستقيم حال المسلمين وبه يتمكنون من إقامة حكم الله في الأرض فأرجو أن تجد دعوتي هذه في قلبك مكانا بحيث يدفعك إلى أن تزورنا وأن تنزل عندي ضيفا مكرما حتى نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو ليلى : جزاك الله خيرا يا شيخ .
الشيخ : وإياكم إن شاء الله الله يحفظكم .
أبو مالك : وأخيرا بعد هذا السؤال ومعذرة لإطالة الكلام في هذا المجال
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 700
- توقيت الفهرسة : 00:13:14
- نسخة مدققة إملائيًّا