ما حكم العمل الجماعي والتحزب ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال آخر هل ترون أن أصل فكرة العمل الجماعي اليوم بدعة أو حرام أو أن نقدكم يتناول أخطاء التطبيق ؟
الشيخ : أم ؟
السائل : أم أن النقد عندكم لهذه التجمع والحزبية يتناول أخطاء التطبيق أم أن الأصل في فكرة العمل الجماعي بدعة أو حرام ؟
الشيخ : لا العمل الجماعي ليس هناك مجال لإنكاره إذا لم يقترن به التحزب العمل الجماعي هو مما يشمله عديد من الآيات الكريمة وكونوا مع الصادقين قول رب العالمين: (( وكونوا مع الصادقين )) وبمثل قوله: ((ولا تحاضون على طعام المسكين )) (( وتعاونوا على البر والتقوى )) فمثل هذا التعاون الجماعي ما هناك مجال لإنكاره إطلاقا لأن الإسلام قائم على هذا التعاون ولكن الظاهر الذي تبدو في العصر الحاضر هي قد خرجت عن هذه الغاية من التعاون على البر والتقوى حيث خالطها كثير من التحزب والتعصب إلى درجة أنه صار أمرا مهضوما مقبولا عند كثير من الدعاة التكتل بإسم التحزب ونحن نعلم أن الله عز وجل قد نهى في كثير من الآيات القرآنية عن التحزب والتعصب لطائفة أو لجماعة لها نظامها الخاص ولها منهجها الخاص ولو لم يكن هذا النظام وهذا المنهاج مطابقا للسنة من كل جانب أصبح التحزب اليوم فرقة تمثل ما حذر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أحاديثه التي تعتبر تبيانا وتفصيلا لمثل قوله تبارك وتعالى: (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ولا يخفى على كل مسلم باحث اليوم كثرة الأحزاب المنتشرة في العالم الإسلامي وأن لكل حزب منهجه ونظامه وأن هذه الأحزاب متنافرة متباغضة على خلاف المقصود من التكتل والتجمع الإسلامي فلكل منهاجه ولكل رئيسه ولكل طائفته وكل هذه الطوائف لا تلتقي بعضها مع بعض وهذا بلا شك مما تشمله أو يشمله عموم الآية السابقة (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ، خلاصة الأمر التكتل والتجمع في سبيل العمل بالإسلام الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام هذا أمر واجب لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما كان يقال بل لن تقوم قائمة المسلمين ولن يتحقق المجتمع الإسلامي ولن تقوم الدولة الإسلامية إلا بمثل هذا التكتل وهذا التجمع لكن شرطه أن يكون لا عصبية لشخص أو لطائفة دون أخرى وإنما يكون التعصب كله لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالح هذا ما عندي .
السائل : في قراءة متواتر (( من الذي فارقوا دينهم )) .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : أي نعم قرأ حمزة والكسائي .
الشيخ : نعم .
السائل : ما هو حد الاعتدال في إهتمام المسلم بالسياسة اليوم ضمن ضوابطها الإسلامية ؟
الشيخ : إذا كان المقصود بالسياسة هو سياسة الأمة فالحقيقة أن السياسة ليست من عمل فرد من أفراد الأمة أو أفراد من أفراد الأمة وإنما هي من واجبات الدولة المسلمة إذا كان المقصود بالسياسة كما هو المتبادر هو سياسة الأمة وإدارة شؤونها لما فيه صالح دينها ودنياها فهذا البحث فيه الآن في زعمنا بل في اعتقادنا أمر سابق لأوانه لأنه مع الأسف ليس هناك دولة مسلمة تحكم بما أنزل الله كما ينبغي وإنما هناك دول قائمة بعضها خير من بعض أو لعلى الأصوب أن نقول بعضها شر من بعض أما السياسية الشرعية فهي بلا شك فرض من الفروض الكفائية وإنما يقوم بها أهل الشورى وهل هناك فيما تعلمون مجلس شورى في دولة من الدول الإسلامية مؤلفة أولا من نخبة من علماء الشريعة ثم نخبة من علماء متخصصين في كل العلوم التي تعتبر من الفروض الكفائية فيتعاون هؤلاء العلماء كل في اختصاصه فأنا أقول آسفا قد يوجد في مجلس شورى ومما يسمى اليوم بالبرلمانات من كل ذوي الاختصاصات وفي كل العلوم والمجالات إلا العلم الشرعي فليس هناك أهل شورى يستشارون فيما ينبغي على الدولة المسلمة أن تفعله وأن تسوس رعاياها على مقتضى الأحكام الشرعية
الشيخ : أم ؟
السائل : أم أن النقد عندكم لهذه التجمع والحزبية يتناول أخطاء التطبيق أم أن الأصل في فكرة العمل الجماعي بدعة أو حرام ؟
الشيخ : لا العمل الجماعي ليس هناك مجال لإنكاره إذا لم يقترن به التحزب العمل الجماعي هو مما يشمله عديد من الآيات الكريمة وكونوا مع الصادقين قول رب العالمين: (( وكونوا مع الصادقين )) وبمثل قوله: ((ولا تحاضون على طعام المسكين )) (( وتعاونوا على البر والتقوى )) فمثل هذا التعاون الجماعي ما هناك مجال لإنكاره إطلاقا لأن الإسلام قائم على هذا التعاون ولكن الظاهر الذي تبدو في العصر الحاضر هي قد خرجت عن هذه الغاية من التعاون على البر والتقوى حيث خالطها كثير من التحزب والتعصب إلى درجة أنه صار أمرا مهضوما مقبولا عند كثير من الدعاة التكتل بإسم التحزب ونحن نعلم أن الله عز وجل قد نهى في كثير من الآيات القرآنية عن التحزب والتعصب لطائفة أو لجماعة لها نظامها الخاص ولها منهجها الخاص ولو لم يكن هذا النظام وهذا المنهاج مطابقا للسنة من كل جانب أصبح التحزب اليوم فرقة تمثل ما حذر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أحاديثه التي تعتبر تبيانا وتفصيلا لمثل قوله تبارك وتعالى: (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ولا يخفى على كل مسلم باحث اليوم كثرة الأحزاب المنتشرة في العالم الإسلامي وأن لكل حزب منهجه ونظامه وأن هذه الأحزاب متنافرة متباغضة على خلاف المقصود من التكتل والتجمع الإسلامي فلكل منهاجه ولكل رئيسه ولكل طائفته وكل هذه الطوائف لا تلتقي بعضها مع بعض وهذا بلا شك مما تشمله أو يشمله عموم الآية السابقة (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ، خلاصة الأمر التكتل والتجمع في سبيل العمل بالإسلام الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام هذا أمر واجب لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما كان يقال بل لن تقوم قائمة المسلمين ولن يتحقق المجتمع الإسلامي ولن تقوم الدولة الإسلامية إلا بمثل هذا التكتل وهذا التجمع لكن شرطه أن يكون لا عصبية لشخص أو لطائفة دون أخرى وإنما يكون التعصب كله لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالح هذا ما عندي .
السائل : في قراءة متواتر (( من الذي فارقوا دينهم )) .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : أي نعم قرأ حمزة والكسائي .
الشيخ : نعم .
السائل : ما هو حد الاعتدال في إهتمام المسلم بالسياسة اليوم ضمن ضوابطها الإسلامية ؟
الشيخ : إذا كان المقصود بالسياسة هو سياسة الأمة فالحقيقة أن السياسة ليست من عمل فرد من أفراد الأمة أو أفراد من أفراد الأمة وإنما هي من واجبات الدولة المسلمة إذا كان المقصود بالسياسة كما هو المتبادر هو سياسة الأمة وإدارة شؤونها لما فيه صالح دينها ودنياها فهذا البحث فيه الآن في زعمنا بل في اعتقادنا أمر سابق لأوانه لأنه مع الأسف ليس هناك دولة مسلمة تحكم بما أنزل الله كما ينبغي وإنما هناك دول قائمة بعضها خير من بعض أو لعلى الأصوب أن نقول بعضها شر من بعض أما السياسية الشرعية فهي بلا شك فرض من الفروض الكفائية وإنما يقوم بها أهل الشورى وهل هناك فيما تعلمون مجلس شورى في دولة من الدول الإسلامية مؤلفة أولا من نخبة من علماء الشريعة ثم نخبة من علماء متخصصين في كل العلوم التي تعتبر من الفروض الكفائية فيتعاون هؤلاء العلماء كل في اختصاصه فأنا أقول آسفا قد يوجد في مجلس شورى ومما يسمى اليوم بالبرلمانات من كل ذوي الاختصاصات وفي كل العلوم والمجالات إلا العلم الشرعي فليس هناك أهل شورى يستشارون فيما ينبغي على الدولة المسلمة أن تفعله وأن تسوس رعاياها على مقتضى الأحكام الشرعية
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 698
- توقيت الفهرسة : 00:15:58
- نسخة مدققة إملائيًّا