كيف حفظ الله هذا الدين ؟
A-
A=
A+
الشيخ : فأقول نعم ربنا عز وجل ذكر الذكر في الآية فهو قد حفظ القرآن الكريم بحروفه ولكنه حفظه معانيه بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك فلا يمكن تحقيق هذه التصفية للسّنة إلا من طريق علماء الحديث وبالتالي لا يمكن فهم القرآن إلا بطريق هذه السنة المصفاة وإلا وقع المسلمون فيما وقعت فيه الفرق الخارجة عن الفرقة الناجية وذلك بأن القرآن كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن القرآن حمال وجوه أي يتحمل عدة معاني ولذلك قال ربنا عز وجل: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) (( وأنزلنا إليك الذكر )) يا محمد (( لتبين للناس )) بسنتك (( ما نزل إليهم )) من القرآن الكريم ففي هذه الآية ما يشير إلى أنّ فيها ما هو مبيِّن و ما هو مبيَّن فالمبيَّن هو القرآن المنزل المكني عنه بالذكر والمبيِّن هو رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم المخاطب بهذه الآية و لذلك فلا سبيل إلى فهم القرآن إلا بالسنة والسنة الصحيحة ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أمرين اثنين ليتحقق هذا البيان تحققا صحيحا الأمر الأول حذر أمته من أين يقولوا عليه ما لم يقل ففي الحديث المتواتر عنه: ( من كذب عليّ متعمدا فليتبؤ مقعده من النار ) وفي لفظ آخر ( من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) هذا هو الأمر الأول حذر النبي صلى الله عليه و آله وسلم أمته من أنّ يتقوّلوا عليه شيئا حتى تبقى السنة كما تلفظ بها النبي صلى الله عليه و آله و سلم أو كما فعلها أو كما أقرها والأمر الآخر الذي نبه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أمته هو وجوب الرجوع إلى السنة كما يرجعون إلى القرآن ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ( لا ألفيّن أحدكم متكأ على أريكته يقولوا هذا كتاب فما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) بالجمع بين هذين الأمرين اللذين نبه النبي صلى الله عليه و آله و سلم يمكننا أن نفهم الدين الذي جعله عليه الصلاة و السلام دواءنا من أدوائنا التي حلت بنا وأحاطت بنا من كل جانب هذا هو الأمر الأول .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 691
- توقيت الفهرسة : 00:01:23
- نسخة مدققة إملائيًّا