طلب من الشيخ نصيحة عامة تتعلق بواقعنا اليوم.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
طلب من الشيخ نصيحة عامة تتعلق بواقعنا اليوم.؟
A-
A=
A+
السائل : الواقع هذه جلسة طويلة رحمانيّة مباركة .
الشيخ : إن شاء الله .
السائل : خصوصا أنّه بيننا شيوخنا الأحبّة و سعدنا بما أبدوه لنا من نصائح وتعليقات و استمعنا إلى جمال و أبي أكرم و الجميع ولابدّ أن نجمل بعض الكلمات حتّى نخرج من الاجتماع بشيء مهمّ و بحكمة نريد أن نستمع من شيخنا العزيز إلى الحكمة النّهائيّة الّتي ممكن أن نقول هذه هي نتيجة هذا الاجتماع فأنا أقول بداية قبل أن نستمع إلى شيخنا تكون آخر كلمة لك ..
الشيخ : لا تفضّل فيك البركة يا أستاذ .
السائل : تسلم , أنّ الجهاد في الأفغان أو غير الأفغان هو لإنشاء حكومة إسلاميّة تعمل بالإسلام , تحكم بالإسلام و بالشّورى هذا هو الهدف , هدف الجهاد الحكم بالإسلام .
الشيخ : تمام .
السائل : الدّعوة هي أوّل مهمّة للمسلم هذا أمر مهمّ , إذن أمامنا عدّة أمور , حكومة إسلاميّة تعمل بالإسلام الصّحيح وهذا يحتاج إلى نشر الدّعوة قبل أن تنشأ هذه الحكومة , إذا انتهى الجهاد بعد سنة أو سنتين أو عشرة , لا يمكن أن تنتشر الدّعوة بالشّكل الصّحيح خلال سنوات قليلة لا يمكن , فإذن لدينا عربة ويجرّها حصان من يكون أمام ؟ الحصان أو العربة ؟ الحصان يكون أمام العربة , في حالتنا ماهو أهمّ شيء من هو الّذي يجرّ الجهاد أم الدّعوة أوّلا نريد أن نتّفق على هذا .
الشيخ : كلاهما .
السائل : من الأهمّ ؟
الشيخ : كلاهما .
السائل : نقول كلاهما مع بعض كالعربة و الحصان مع بعض , فإذن يجب أن نعمل من هذا المنطلق , يجب أن نركّز على الدّعوة , وبنفس الوقت ندعم الجهاد حتّى في النّتيجة إذا انتهى الجهاد بأمر الله إلى شيء جميل و نشأت الدّولة الإسلاميّة هناك حتّى تكون جذورها جذور إسلاميّة عميقة وليست كجذور الدّولة الإسلاميّة الّتي نشأت في إيران , الكلّ سرّ و ابتهج عندما حصلت الثّورة في إيران ولكن هذه النّتيجة تعرفونها , لا نريد إجهاضا لهذا الجهاد إذا لم نهتمّ بالدّعوة , أنا أقول سيجهض هذا الجهاد لأنّ في النّتيجة سنرى دولة عقيمة , دولة ضعيفة , دولة تعمل بالطّريق الأعوج فأهمّ شيء أنا أقول هو الدّعوة حتّى أقول قبل الجهاد لأنّ جهاد بدون دعوة صحيحة يكون ناقصا , فيجب وليس فقط على شيخنا , شيخنا هو فرد واحد نريد من علماء الأمّة كلّها , نريد عمل مؤتمر لبحث هذه النّقطة فقط لا يكون غير هذه النّقطة فيه ما هو مسقبل أفغانستان , لو نفترض انتهى الجهاد ماهي النّتيجة ؟ نبتديء من البداية لو افترضنا انسحبت إسرائيل من الضّفّة الغربيّة ونريد أن نحكم الضّفّة الغربيّة من سيحكم ؟ كيف سيكون الحكم ؟ ما هو نوعه ؟ الأمّة الإسلاميّة كلّها لا تفكّر في هذا الشّيء تفكّر في اليوم الّذي تعيش فيه فقط , نريد أن نضع استراتيجيّة إسلاميّة لهذا العمل سواء كان في فلسطين أو في أفغانستان هو نشر الدّعوة الصّحيحة حتّى من يصل إلى الحكم من القادة يكون مؤمنا بهذا الطّريق فنريد الحكمة النّهائيّة أن نستمعها من شيخنا الجليل .
الشيخ : بارك الله فيك سمعنا الحكمة النّهائيّة , لكنّي أؤكّد ما تفضّلت به أوّلا بالتّذكير بحديث يجمع الجهادين معا قال عليه الصّلاة و السّلام ( جاهدوا المشركين بأموالكم و ألسنتكم و أنفسكم ) هذا هو الجهاد الّذي يجب أن نقوم به ليس الجهاد بمعنى قتال الكفّار فقط بالسّلاح لا سيما ونحن كما هو واقعنا المؤسف ضعفاء في السّلاح فعلينا أن نجمع بين الجهادين جهاد اللّسان وجهاد السّنان و أضمّ إلى وجوب الدّعوة الّتي جاء الكتاب في نصوصه المعروفة وهذا الحديث مؤكّدا لهذه النّصوص وهو تبليغ الدّعوة إلى النّاس أقول لا يكفي أن يعنى الدّعاة الإسلاميّون بالدّعوة إلى الإسلام قلت هذا و أكرّر على مسامعكم إسلاما عامّا غير مفهوم لدى العامّة و إنّما يجب أن يكون مفهوما , هذا الإسلام الّذي يدعو إليه الدّعاة يجب أن يكون مفهوما على الأقلّ في أصوله وعقيدته , ثانيا يجب أن يكون أو أن تكون الدّعوة مقرونة بالتّربية الإسلاميّة , ونحن نشعر اليوم بشيء يفرح القلب بلا شكّ وهو ما صار عرفا عامّا فيقال الصّحوة الإسلاميّة نحن نشعر بهذه الصّحوة لكنّي أقول آسفا إنّها صحوة فكريّة وليست صحوة تربويّة يعني المسلمون الآن بلا شكّ هم خير ممّا كانوا قبل ربع قرن من الزّمان أو أكثر من النّاحية الفكريّة و الصّحوة هذه صحوة علميّة لكنّهم من النّاحية التّربويّة لا يزال الكثير لا أقول من عامّة المسلمين بل الدّعاة الإسلاميّين أنفسهم لا يعنون في ذوات نفوسهم أوّلا وفي ذوات من يلوذ بهم ومن هم مسؤولون عنهم ثانيا بتطبيق هذا الإسلام الّذي فهموه ووجب عليهم العمل به فالآن الدّعوة الإسلاميّة قائمة على اللّسان فقط دون العمل بها إلاّ ما شاء الله و قليل ما هم ولهذا لعلّ الأستاذ أبو مالك يذكر جيّدا أنّه جزاه الله خيرا حينما هيّأ لي إلقاء تلك الكلمة في المعهد العلمي و إلاّ إيش كان اسمه؟
أبو مالك : المعهد الشّرعي .
الشيخ : الشّرعي , وكان موضوعها التّصفية و التّربية , التّصفية والتّربية لابدّ من القرن بين القضيّتين تصفية الإسلام وهذا مجال الدّعوة تصفية الإسلام ممّا دخل فيه , كلّكم يعلم و أعني كلّكم إن شاء الله الحاضرين كلّكم يعلم أنّه دخل في الإسلام في العقيدة ما ليس من الإسلام في شيء , ودخل في الفقه و الأحكام الشّرعيّة ما ليس للإسلام بسبيل ودخل في السّلوك وفي التّربية الإسلاميّة ما ليس من الأخلاق الإسلاميّة له علاقة إطلاقا , فإذن إذا سألنا سائل من أين نبدأ ؟ نبدأ بالدّعوة مقرونة بالتّربية و المقصود بالدّعوة ليست هي الدّعوة القائمة اليوم و أصبحت الدّعوة بدعة عصريّة , يعني صار فلان داعية وفلانة أيضا داعية صار عندنا فلانات داعيات و أنا أعتقد أنّه هذه ليست ممّا يفرح المسلم لأنّ معنى هذا أنّ الرّجال العلماء هم مقصّرون في الدّعوة ولذلك فجاءت النّسوة يكملن أو يسدّدن هذا التّقصير الّذي قصّر فيه الرّجال لم يكن في العهد الأوّل و لا في العهد الثّاني و لا الثّالث في عهد العلم الأوّلين الّذين نحن نتّبعهم اليوم لم يكن هناك دعاة من النّساء إطلاقا أكبر داعية يمكن أن تكون من النّساء هي السّيّدة عائشة ومع ذلك فقد خرجت خرجة ندمت على هذا الخروج وكانت تبكي وتبلّ خمارها بدموعها بسبب خروجها للانتصار لمن ؟ للقتيل المظلوم عثمان رضي الله عنه وهي كانت بلا شكّ أعلم بكثير من رجالات العلماء فضلا عن غيرهم وكانت أحقّ من كثير من هؤلاء الرّجال أن تكون داعية أمّا اليوم فما شاء الله تأخذ بعض الدّاعيّات الحريّة ويستولون على مسجد من المساجد ويمنعون الرّجال ممّن قد فاتتهم الصّلاة ليدخلوا لأنّه الآن فيه درس خاصّ للنّساء , المهمّ لابدّ من قرن التّربية بالتّصفية فتصفية الإسلام من كلّ دخيل فيه هو الّذي يمكن أن يعيد إلينا المجتمع الإسلامي و بالتّالي أن يحقّق لنا الدّولة الإسلاميّة وليس الأمر كما يظنّ بعض الدّعاة الإسلاميّين وهم كثر حيث يظنّون قبل كلّ شيء إقامة الدّولة المسلمة ومثل ما قال أبو يوسف قلت لهم هبوا الآن في ليلة لا قمر فيها فوقع انقلاب إسلامي كيف سيحكم هؤلاء الانقلابيون الإسلام هم لا علم عندهم بالإسلام لا يعرفون العقيدة لا يعرفون الأحكام سيضطرّون أن يعملوا بالقوانين الّتي ورثوها من سلفهم و السّلف الّذين انقلبوا عليهم فإذن الدّعوة قبل كلّ شيء ودعوة الناس اليوم ستأخذ من الدّعاة الإسلاميّين الّذين يدعون حقّا وبكلّ إخلاص لله عزّ وجلّ ليسوا مأجورين لا يعملون للوظيفة و للرّاتب كما هو واقعنا اليوم إلاّ من شاء الله وقليل ما هم , فهؤلاء الدّعاة المخلصون إذا قاموا بواجبهم سيستمرّ دعوتهم سنين طويلة حتّى يتكوّن الشّعب الّذي إذا ما استطاع إقامة الدّولة المسلمة فأعلنت بعض الأحكام الشّرعيّة منها مثلا أنّه لا يجوز للنّساء أن يخرجن متبرّجات كان الشّعب مهيّئا لقبول مثل هذا الحكم أمّا إذا لم يكن هناك علم ولم يكن هناك تربية فسيكون أوّل من يعصي هذا القرار الّذي يوضع من قبل الحاكم صاحب الانقلاب أهله سيخالفونه في قراره لأنّه لم يربّهم على هذه التّربية الصّحيحة ولذلك فأنا دائما أدندن حول هاتين النّقطتين أيّ دعوة لا تقوم على أساس تصفية الإسلام ممّا دخل فيه أوّلا مقرونا بالتّربية الصّحيحة ثانيا فلا حياة لهذه الدّعوة و لا ثمرة لها و لا يهمّنا كما قال صاحبنا آنفا أنّه هل يستجيب النّاس أو لا يستجيبون نحن علينا أن نمشي في دعوتنا ما دمنا نعتقد أنّ دعوتنا هي الحقّ و أن نتلطّف كما قال الأستاذ جمال في الدّعوة ما يهمّنا بعد ذلك إن كان المستجيبون كثيرين أم كانوا قليلين ولنا في ذلك أسوة ببعض الأنبياء السّابقين فقد جاء في صحيح مسلم عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله و سلّم من حديث ابن عبّاس أنّه عليه الصّلاة والسّلام رأى سوادا في الأفق فسأل عن هذا السّواد فقال " هذا موسى وقومه " ثمّ نظر جهة أخرى فرأى سوادا أعظم فسأل عن هذا السّواد قال " هذه أمّتك " قال عليه الصّلاة والسّلام في تمام الحديث ( ثمّ عرض عليّ النّبيّ ومعه الرّهط و الرّهطان و النّبيّ ومعه الرّجل و الرّجلان و النّبيّ وليس معه أحد ) كثير من الدّعاة الإسلاميّين اليوم يتفاخر بعضهم على بعض بأنّ عدد أتباعهم أكثر من عدد الآخرين وهذا ليس من الإسلام في شيء خاصّة ونحن نقرأ في الحديث الصّحيح ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلّة نحن يومئذ يا رسول الله قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ) إلى آخر الحديث فلا ينبغي نحن أن نتفاخر بكثرة العدد لأنّ كثير من هؤلاء المتفاخرين يتوهّمون خلاف الحقّ حينما يجدون أتباعهم كثيرين يتوهّمون أنّ هذا بسبب دعأن وتهم هي دعوة حقّ و بالتّالي يتوهّمون أن من كان أتباعه قليلين فدعوته ليست دعوة الحقّ لذلك نحن يهمّنا جدّا أن ننشر السّنّة فالسّنّة كما قال عليه السّلام في الحديث المعروف عندكم جميعا ( تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب الله وسنّتي و لا يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ) فالكتاب و السّنّة هي المنجاة هي سفينة نوح عليه الصّلاة و السّلام ونحن نجد اليوم عامّة الدّعاة الإسلاميّين يعرضون عن دراسة السّنّة ويكتفون بدراسة بعض القوانين و أحسنهم من يقرأ بعض الكتب الفقهيّة و لا يعرّج على دراسة السّنّة الّتي بها تتحقّق التربية كمثل هذا الحديث يقول فيه ( وعرض عليّ النّبيّ وليس معه أحد ) عنيت أن أقول في استشهادي بهذا الحديث قد يقول قائل إنّه فلان من الدّعاة الإسلاميّين لكن أسلوبه سيّء قد يكون كذلك وقد يكون المدّعي أن أسلوبه سيء هو مخطئ لكن نحن لا نبرّئ أحدا و لاندّعي في أحد العصمة أبدا لكن الّذي نريده من الدّعاة الإسلاميّين حقّا أن لا يستلزموا من قلّة الأتباع بطلان دعوة الدّاعي وإلاّ تسرّبت هذه الدّعوة إلى مسّ مقام أولئك الأنبياء الّذين ذكر الرّسول عليه الصّلاة و السّلام عنهم أنّه رأى النّبيّ معه الرّهط و الرّهطان ومعه الرّجل و الرّجلان و النّبيّ وليس معه أحد هل كان هذا النّبيّ في دعوته مبطلا الجواب حاشا لله هل كان أيضا في أسلوبه في دعوته مبطلا الجواب لا إذن لم يتّبعه أحد لأنّ الأرض لم تكن خصبة وهكذا الدّعوة الصّالحة إذا وجدت الأرض الصّالحة آتت أكلها وثمارها و العكس بالعكس تماما لذلك أنا يا أبا يوسف أدندن حول القضيّتين لابدّ من التّصفية و التّربية فالدّعوة يجب أن تكون دعوة باللّسان و بالسّنان عند الإمكان , عند الإمكان ويجب أن تقرن مع الدّعوة التّربية و إلاّ فلا فائدة من الكلام وهنا يأتي قوله تبارك وتعالى في القرآن (( يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) فيجب أن نكون دعاة و عاملين بما ندعو النّاس إليه ومربّين لمن كان على الأقلّ حولنا على هذه الدّعوة الصّالحة إن شاء الله تبارك وتعالى ونرجو الله تبارك وتعالى أن يعلّمنا ما ينفعنا و أن يوفّقنا للعمل بما علّمنا , نعم .

مواضيع متعلقة