الحديث عن الدعوة إلى الله وإتباع الصراط المستقيم على ضوء الآية (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ... )) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من الشركين )) فقد ذكرنا مع هذه الآية الآية الأخرى التي تقول: (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) وأشرنا إلى أن هذه الآية الثانية تعطينا شرطين اثنين ، أن يكون العمل صالحا ، ولا يكون كذلك إلا إذا كان موافقا للسنة ؛ و الشرط الثاني أن يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى ؛ دار الكلام مع شيء من البسط والشرح حول هذين الشرطين ؛ ولكن ما يتعلق بالآية الأولى وهي قوله تعالى : (( هل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) علقت أنا على قوله تعالى آمرا نبيه عليه السلام أن يقول : (( هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) ، ولكن قبل هذا التعليق هناك تعليق آخر يجول في نفسي ، كل تال لهذه الآية الكريمة ويقف التالي الذي يريد أن يتحقق بهذا الأمر الإلهي أن يكون على بصيرة من دينه اتباعا لأمر ربه لنبيه صلى الله عليه وسلم يجب عليه أن يقف طويلا وطويلا جدا عند هذه الكلمة الطيبة المباركة (( سبيلي )) ، حيث يعلم كل مسلم أوتي شيئا من الفقه والفهم في اللغة العربية أن السبيل هذا اللفظ المذكور في الآية هو مفرد وليس جمعا أي إن الله عز وجل قال : (( قل هذه سبيلي )) ولم يقل قل هذه سبلي ، فلحكمة ما قال ربنا سبيلي ولم يقل سبلي ، ذلك لأن الطريق المؤدي إلى الله تبارك وتعالى في كل زمان وفي كل مكان وفي كل مصر وقطر إنما هو سبيل واحد ، وهذا ما وضحه نبينا صلى الله عليه وسلم كما هو شأنه في كل شيء ، يكون أصله مذكورا في الكتاب فتأتي السنة لتشرح ذلك ولتبينه ، فقال عليه السلام يوما لأصحابه وهو جالس على الأرض من تواضعه ومن حوله كثير من أصحابه فخط لهم على الأرض خطا ، ثم خط من حوله خطوطا قصيرة ثم تلا وهو يمر بأصبعه الشريفة على الخط الطويل (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) لقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية الثانية (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) يشرح قوله السابق: (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله )) لذلك يقول علماء التفسير وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومن سار مسيره كابن قيم الجوزية وابن دمشق ابن كثير صاحب التفسير المعروف بتفسير ابن كثير كلهم يقولون يجب على كل باحث وعالم أن يفسر القرآن بالقرآن ، ثم بالسنة التي هي أيضا وحي من الله تبارك وتعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث الصحيح عنه من قوله : ( لا يقعدن أحدكم متكئا على أريكته يقول هذا كتاب الله ما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ) ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، المثل هي سنة الرسول عليه السلام ، ولذلك قال من أشرنا إليهم من بعض أهل العلم آنفا بأنه ينبغي تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة لأنها أيضا من وحي الرحمن على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام كما قال : (( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) فإذا هناك وحيان : وحي متلو ألا وهو القرآن ، ووحي متعبد به لفهم القرآن ؛ فالآية السابقة حينما خط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الخط المستقيم الطويل تلا (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) أي ولو طال عليكم الأمر امشوا في هذا الطريق المستقيم ولو طال عليكم ؛ لأن الأمر كما قال عليه السلام في صحيح البخاري ومسلم: ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) المكاره هو السير في هذا الطريق المستقيم ، طويل متى سنصل ؟ أنت المهم أنك تمشي ولو أول خطوة فلو مت فيها فأنت يقينا من أهل الجنة كما جاء أيضا في الحديث الصحيح أن رجلا من الأعراب وذلك في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء إليه وآمن به ، قال له أريت إن أنا جاهدت وقاتلت معك في سبيل الله ومت أدخل الجنة ؟ قال: ( نعم ) ، فما كان منه إلا أن خاض المعركة وما خرج منها إلا شهيدا ، ولم يصل لله صلاة ؛ لماذا ؟ لأنه أخذ الخط المستقيم ومشى فيه ولو خطوة أولى ؛ فليس من المهم على السائر في هذا الطريق المستقيم الطويل أن يصل إلى نهايته ولكن أن يمشي ولو خطوة أو أكثر من ذلك حسب ما ربنا عز وجل ييسر له ويموت على ذلك ؛ ويعجبني بهذه المناسبة بيت الشعر الذي يروى عن امرؤ القيس الجاهلي اللي يقول وأنا لست بشاعر ولا أحفظ الشعر جيدا ، ولذلك فأستسلم سلفا فأقول لمن يحفظ الشعر ، فإذا وجدني قد أخطأت فليعيني وليمدني بمدده ، فماذا قال امرؤ القيس ؟ قال :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه *** ، وأيقن أنا لاحقان بقيصرا " ، شوفتوا شلون أني أطلب المدد منكم ... .
فقلت له " لا تبكي عينك إنما نحاول *** ... " ؛ شوف الجاهلي لكنه عاقل ؛
" لا تبكي عينك إنما*** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "
إذا فالمهم في المسلم أن يأخذ الخط المستقيم ويموت عليه ؛ ولذلك أقول هذا الكلام إن بعض الناس يستطيلون السير على المنهج الإسلامي ، إيمتى يا أخي ؟ بعضهم يستعجل مثلا لإقامة الدولة المسلمة ، وهذا أمر واجب ولا بد منه ، ولكن إقامة الدولة المسلمة تعجبني في هذه المناسبة يا شيخ علي أنت وعلي كلاكما ما شاء الله ، إن الطيور على أشكالها تقع ، أي نعم يعجبني بهذه المناسبة كلمة لبعض الدعاة المعاصرين ، قال هذا الداعية المعاصر كلمة في منتهى الحكمة وأعتقد أنه لو كان هناك وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو كان هناك مثل عمر الذي قال عنه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: ( لقد كان فيمن قبلكم محدثون ) أي ملهمون ، فإن يكن في أمتي فعمر ؛ فإذا لو كان هناك نبي لقلت إن هذا الكلام الذي ستسمعونه هذا وحي من الله ، لكن على الأقل أن يقال إنه إلهام من الله تبارك وتعالى ؛ ماذا قال هذا الداعية ؟
السائل: ..
الشيخ: لا طبعا إنما هو حسن البنا رحمه الله ، قال " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم " إذا السعي لإقامة الدولة المسلمة كما يقولون عندنا في دمشق " بدها هز أكتاف " " بدها هز أكتاف " ، والشيء بالشيء يذكر وليتحملنا يعني بعض إخواننا المستعجلين لما قد يكون في نفوسهم من سؤال أو أسئلة هناك حديث من المبشرات ألا وهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : كنا في مجلس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله سائل أي المدينتين نفتحها أولا آقسطنطينية أم رومية ؟ ـ رومية أي روما عاصمة الطليان إيطاليا ـ أي المدينتين نفتحها أولا ؟ آقسطنطينية أم رومية ؟ هذا السؤال يوحي إلينا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد بشر المسلمين بأنهم سيفتحون كلتا المدينتين قسطنطينية ورومية ؛ لكن ما كان بيّن لهم إلى تلك الساعة أيها تفتح أولا فجاء السؤال ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( قسطنطينية ) ، الجواب قسطنطينية أولا ؛ وهذا الحديث من أعلام نبوته عليه السلام الغيبية ، ما يدريه أن هذه المدينة العظيمة وهي عاصمة الروم يومئذ كما هي الآن إيطاليا وفي خصوص عاصمة روما ، هي أيش ؟ عاصمة النصارى ، ولذلك مركز البابا هناك كما تعلمون ؛ فما الذي أدرى الرسول عليه السلام بأن قسطنطينية وهي في يد الكفار المشركين الروم تفتح أولا ؟ ذلك من وحي الله تبارك وتعالى ؛ فإذا هذه بشارة عظيمة فتحت القسطنطينية فلم يبق على المسلمين إلا أن يفتحوا روما وسيكون ذلك يقينا لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما قلنا آنفا (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) لكني كنت أقول وهنا الشاهد فتح مدينة عاصمة كروما في هذا الزمان ، لا يمكن أن تفتح من المسلمين في آخر الزمان وهم كما نراهم متفرقين شذر مذر ، طرقا ومذاهب وأحزابا وهم يقرأون القرآن الكريم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) وأنتم ترون الآن إقليم من أقاليم المسلمين وهي أفغانستان مضى عليها عشر سنوات ولم يستطيع المسلمون أن يقضوا على الحاكم الكافر في بلادهم الذي أحلتها رغم أنوفهم ؛ لماذا ؟ لأن الأفغانيين يقاتلون لوحدهم ، والمسلمون يتفرجون عليهم كأنه لا يجب عليهم أن يمدوا إخوانهم بالأشخاص وبالأموال وبالسلاح وكل شيء ، فكيف يستطيع المسلمون أن يفتحوا عاصمة كروما وأنا أقول إن المسلمين هكذا كنت أقول هناك في وضعهم الحاضر لا يستطيعون أن يفتحوا قرية عندنا كدوما فكيف يستطيعون أن يفتحوا روما وهم لا يستطيعون أن يفتحوا قرية كدوما ؛ إذا فيجب علينا أن نقف متفكرين جدا في هذا الحديث (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) هذا واقع المسلمين اليوم ، فقد تفرقوا منذ قرون طويلة إلى طرق كثيرة ، وهذه الطرق من حكمة الرسول عليه السلام وأنا في الحقيقة معجب بشيء ما أحد يعني فكر فيه أو ربما فكر ولكن ما عبر عنه وهو أن الرسول عليه السلام رسام ماهر لكنه إنما يرسم ما يجوز وليس ما يحرم لأنه حرم التصوير لذوات الأرواح ولكنه هنا صور الخط المستقيم والخطوط الأخرى المعاكسة له فصور الخط المستقيم خطا طويلا وصور حوله ليس خطوطا طويلة ، وهذه المهارة في الرسم وإنما هي خطوط قصيرة لماذا ؟ لحكمة بينها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تمام الحديث لما تلا بعد أن صور هذه الصورة الرائعة وقرأ عليها الآية قال هذا صراط الله ، وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ؛ أيش معنى هذا الكلام ؟ في هنا كلام يتلفظ به لسان الرسول عليه السلام ، لكن هناك كلام لم يتلفظ به وإنما رسمه لأصحابه على الأرض وهي أن هذا الطرق قصيرة مغرية للسائرين على الدرب الطويل ، فإن على كل رأس طريق من هذه الطرق القصيرة شيطان ، كأنه يقول للسالكين على الصراط الطويل ... أين رايحين متى ستصلوا شوفوا ما أقرب هذا الطريق فإليّ إلىّ ؛ ولذلك تجد ليس فقط الضالين الشاردين الخارجين عن دائرة الإسلام بل وبعض المسلمين أنفسهم انغشوا بنصيحة الشيطان والشيطان ما عمره نصح مسلما لا في قديم الزمان ولا في ... .
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه *** ، وأيقن أنا لاحقان بقيصرا " ، شوفتوا شلون أني أطلب المدد منكم ... .
فقلت له " لا تبكي عينك إنما نحاول *** ... " ؛ شوف الجاهلي لكنه عاقل ؛
" لا تبكي عينك إنما*** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "
إذا فالمهم في المسلم أن يأخذ الخط المستقيم ويموت عليه ؛ ولذلك أقول هذا الكلام إن بعض الناس يستطيلون السير على المنهج الإسلامي ، إيمتى يا أخي ؟ بعضهم يستعجل مثلا لإقامة الدولة المسلمة ، وهذا أمر واجب ولا بد منه ، ولكن إقامة الدولة المسلمة تعجبني في هذه المناسبة يا شيخ علي أنت وعلي كلاكما ما شاء الله ، إن الطيور على أشكالها تقع ، أي نعم يعجبني بهذه المناسبة كلمة لبعض الدعاة المعاصرين ، قال هذا الداعية المعاصر كلمة في منتهى الحكمة وأعتقد أنه لو كان هناك وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو كان هناك مثل عمر الذي قال عنه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: ( لقد كان فيمن قبلكم محدثون ) أي ملهمون ، فإن يكن في أمتي فعمر ؛ فإذا لو كان هناك نبي لقلت إن هذا الكلام الذي ستسمعونه هذا وحي من الله ، لكن على الأقل أن يقال إنه إلهام من الله تبارك وتعالى ؛ ماذا قال هذا الداعية ؟
السائل: ..
الشيخ: لا طبعا إنما هو حسن البنا رحمه الله ، قال " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم " إذا السعي لإقامة الدولة المسلمة كما يقولون عندنا في دمشق " بدها هز أكتاف " " بدها هز أكتاف " ، والشيء بالشيء يذكر وليتحملنا يعني بعض إخواننا المستعجلين لما قد يكون في نفوسهم من سؤال أو أسئلة هناك حديث من المبشرات ألا وهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : كنا في مجلس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله سائل أي المدينتين نفتحها أولا آقسطنطينية أم رومية ؟ ـ رومية أي روما عاصمة الطليان إيطاليا ـ أي المدينتين نفتحها أولا ؟ آقسطنطينية أم رومية ؟ هذا السؤال يوحي إلينا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد بشر المسلمين بأنهم سيفتحون كلتا المدينتين قسطنطينية ورومية ؛ لكن ما كان بيّن لهم إلى تلك الساعة أيها تفتح أولا فجاء السؤال ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( قسطنطينية ) ، الجواب قسطنطينية أولا ؛ وهذا الحديث من أعلام نبوته عليه السلام الغيبية ، ما يدريه أن هذه المدينة العظيمة وهي عاصمة الروم يومئذ كما هي الآن إيطاليا وفي خصوص عاصمة روما ، هي أيش ؟ عاصمة النصارى ، ولذلك مركز البابا هناك كما تعلمون ؛ فما الذي أدرى الرسول عليه السلام بأن قسطنطينية وهي في يد الكفار المشركين الروم تفتح أولا ؟ ذلك من وحي الله تبارك وتعالى ؛ فإذا هذه بشارة عظيمة فتحت القسطنطينية فلم يبق على المسلمين إلا أن يفتحوا روما وسيكون ذلك يقينا لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما قلنا آنفا (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) لكني كنت أقول وهنا الشاهد فتح مدينة عاصمة كروما في هذا الزمان ، لا يمكن أن تفتح من المسلمين في آخر الزمان وهم كما نراهم متفرقين شذر مذر ، طرقا ومذاهب وأحزابا وهم يقرأون القرآن الكريم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) وأنتم ترون الآن إقليم من أقاليم المسلمين وهي أفغانستان مضى عليها عشر سنوات ولم يستطيع المسلمون أن يقضوا على الحاكم الكافر في بلادهم الذي أحلتها رغم أنوفهم ؛ لماذا ؟ لأن الأفغانيين يقاتلون لوحدهم ، والمسلمون يتفرجون عليهم كأنه لا يجب عليهم أن يمدوا إخوانهم بالأشخاص وبالأموال وبالسلاح وكل شيء ، فكيف يستطيع المسلمون أن يفتحوا عاصمة كروما وأنا أقول إن المسلمين هكذا كنت أقول هناك في وضعهم الحاضر لا يستطيعون أن يفتحوا قرية عندنا كدوما فكيف يستطيعون أن يفتحوا روما وهم لا يستطيعون أن يفتحوا قرية كدوما ؛ إذا فيجب علينا أن نقف متفكرين جدا في هذا الحديث (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) هذا واقع المسلمين اليوم ، فقد تفرقوا منذ قرون طويلة إلى طرق كثيرة ، وهذه الطرق من حكمة الرسول عليه السلام وأنا في الحقيقة معجب بشيء ما أحد يعني فكر فيه أو ربما فكر ولكن ما عبر عنه وهو أن الرسول عليه السلام رسام ماهر لكنه إنما يرسم ما يجوز وليس ما يحرم لأنه حرم التصوير لذوات الأرواح ولكنه هنا صور الخط المستقيم والخطوط الأخرى المعاكسة له فصور الخط المستقيم خطا طويلا وصور حوله ليس خطوطا طويلة ، وهذه المهارة في الرسم وإنما هي خطوط قصيرة لماذا ؟ لحكمة بينها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تمام الحديث لما تلا بعد أن صور هذه الصورة الرائعة وقرأ عليها الآية قال هذا صراط الله ، وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ؛ أيش معنى هذا الكلام ؟ في هنا كلام يتلفظ به لسان الرسول عليه السلام ، لكن هناك كلام لم يتلفظ به وإنما رسمه لأصحابه على الأرض وهي أن هذا الطرق قصيرة مغرية للسائرين على الدرب الطويل ، فإن على كل رأس طريق من هذه الطرق القصيرة شيطان ، كأنه يقول للسالكين على الصراط الطويل ... أين رايحين متى ستصلوا شوفوا ما أقرب هذا الطريق فإليّ إلىّ ؛ ولذلك تجد ليس فقط الضالين الشاردين الخارجين عن دائرة الإسلام بل وبعض المسلمين أنفسهم انغشوا بنصيحة الشيطان والشيطان ما عمره نصح مسلما لا في قديم الزمان ولا في ... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 291
- توقيت الفهرسة : 00:43:48
- نسخة مدققة إملائيًّا