ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) ؟
A-
A=
A+
أنت شفت الرسول ؟ أنت شفت الرسول ؟ الله أكبر ، واشتغلت الشوشرة بين الناس وهات أفهم عليهم ، أنا كنت بدأت بالأذكار والأوراد حتى أتممتها وانسللت انسلالًا الهريبة نصف الشريعة - يضحك الشيخ رحمه الله وطلبته حفظهم الله - سبحان الله الناس هؤلاء ما في عندهم وعي ولا عندهم أدب ، ولا عندهم ثقافة ، يتكلموا على جهل ، هذا الإمام يقول أنت شفت الرسول ؟ مسكين ، لا هو يصلي شاف الرسول ، ما شاف الرسول ، الكلام يلي يوجهه لغيره يرجع له ، فلو قيل له يا ترى ماذا يفعل ؟ رايح يقول هيك العلماء ، هيك العلماء علمونا ، رايح يقول بالنسبة لظاهر مذهبه أنه علماؤنا قالوا ما في جمع في المطر ، بس ناس آخرين رايحين يقولوا علماؤنا قالوا في جمع في المطر ، فعلماءك اللي قالوا ما في جمع في المطر شافوا الرسول ؟ شافوا الرسول ؟ ما شافوا الرسول ، إذًا القضية قضية رواية ، ليش عم تنكر هذه الوسيلة التي عليها الفقه الإسلامي كله من بعد الصحابة الأولين كل فقه هذه القرون قائم على الرواية التي معناها ، أن هؤلاء الرواة ما شافوا الرسول. جهل عميق ، يعني شديد جدًا ، يخجل الإنسان أن يأتيه أن يحكيه عن مسلم ويتقدم ليؤم الناس صحيح أننا ما رأينا الرسول عليه السلام لكن الرسول من تمام رأفته ورحمته بأمته ، أنه خاطبهم بمناسبات شتى بالنسبة للصلاة التي تتكرر كل يوم خمس مرات ، قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) وقال : ( فليبلغ الشاهد الغائب ) فهو يعلم أن الذين سيأتون من بعده عليه السلام ما سمعوا صوته ولا شاهدوا عبادته وصلاته ، لكنه يعلم أيضًا بأن أصحابه الذين شاهدوه ورأوا عباداته سينقلونها إلى من يأتون من بعده ، فحضهم على ذلك وقال : ( فليبلغ الشاهد الغائب ) ، حتى قال عليه السلام : ( بلغوا عني ولو آية ) ، ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) ( بلغوا عني ولو آية ) هذه اللفظة لا ينبغي أن تفهم بمعنى الآية الاصطلاحي أي آية من آيات القرآن الكريم ، ليس هذا هو المقصود ، المقصود هنا جملة بلغوا عني ولو جملة ، هذا المعنى عربي أولا وفقهيٌ ثانيًا ؛ لأنه يشمل الجملة من القرآن ومن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، فليس المقصود بهذا الحديث الحض على تبليغ آية من القرآن الكريم فقط ، بل ولو جملة من أحاديث الرسول عليه السلام ، وهذا كتوجيه عملي للرسول عليه السلام إلى الفكرة والعقيدة ، التي قدمها إلى أمته في أحاديث عديدة التي منها قوله عليه السلام : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ) فكما ينبغي للمسلم أن يبلغ الناس كتاب الله ، فكذلك ينبغي للمسلم أن يبلغ الناس حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن كلًا منهما من الكتاب والحديث متمم للآخر ، وهذا ما أشار إليه ربنا عز وجل في قوله : (( وأنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم )) فالشاهد أن العالم الإسلامي منذ عهد الصحابة الذين أدركهم التابعون وهؤلاء التابعون الذين لم يدركوا الرسول يعيشون على أساس هذا المنهج وهو : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) إن كنتم أصحابًا رأيتموني فكما شاهدتموني ، وإن كنتم أتباعًا فمن بعدهم ، فكما نقل إليكم من شاهدني ، ولذلك أكد هذا عليه السلام في حجة الوداع حينما قال : ( خذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا أبدا ) فإذًا هو حض أصحابه على أن يتلقوا العلم مباشرة منه من جهة ، ومن جهة أخرى أمرهم أن يبلغوا ما أخذوا عنه إلى الناس وبخاصة أنه قال عليه السلام : ( رب مبلغٍ أوعى له من سامع ) ولذلك كان من فضل الله - عز وجل - على عباده المؤمنين الذين جاءوا بعد أصحاب النبي الكريم أن وجد فيهم من صدق عليه ، هذا الشطر من الحديث الذي أشرت إليه : ( رب مبلغ أوعى له من سامع ) ، فأصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام يعدون الألوف المؤلفة لكن العلماء منهم يعني ما استطاع أهل العلم بعد البحث والفحص أن يرفعوا عددهم إلى ثلاثمائة العلماء منهم فنفهم من هذا أن عامة الصحابة ما كانوا من أهل العلم الذين يجوز لهم أن ينفصلوا أو أن ينصبوا أنفسهم لإفتاء الناس بما يقع لهم بل عامة الصحابة كانوا من الشطر الثاني ، الذي أخبر عنه ربنا عز وجل في الآية المعروفة : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أكثر الصحابة الذين كانوا يعدون الألوف المؤلفة هم كانوا من القسم الذين لا يعلمون وتشملهم الآية التي تأمرهم أن يسألوا أهل العلم منهم وأهل العلم منهم ما بلغوا ثلاثمائة عالم لكن ما شاء الله العلماء الذين جاءوا في التابعين فمن بعدهم بلغوا الألوف المؤلفة تأكيدًا ومصداقًا لقوله عليه السلام : ( رب مُبلغٍ أوعى له من سامعٍ ) ، ولقوله الآخر : ( أمتي كالمطر لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره ) ، هذا الحديث وذاك من البشائر التي خلفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنته وفي أحاديثه حتى يستمر دولاب العلم دائرًا ومنطلقًا إلى يوم يرسل الله - عز وجل - تلك الريحة الطيبة فتقبض روح كل مؤمن ، ولا يبقى على الأرض إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة ، فإذًا من الجهل بل والجهالة بمكان أن يخاطب من يتقدم ليؤم الناس فيقول هل أنت رأيت الرسول ، وبالاستفهام الاستنكاري وبحالة شديدة من الغضب جدًا ؛ لأن هذا يدل على جهل عميق كل من جاء من بعد الصحابة كما قلنا آنفًا ما رأوا الرسول إذًا هم لا يعرفون كيف يصلون ، لا يعرفون كيف يتعبدون كل العبادات
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 203
- توقيت الفهرسة : 00:13:16
- نسخة مدققة إملائيًّا