كيف يكون والدا النبي صلى الله عليه وسلم في النار ، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل نسب ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري ).؟
A-
A=
A+
علي الحلبي : شيخنا يسأل سائل يقول ما الجواب على من يقول: كيف يكون والدا النبي صلى الله عليه وسلم في النار وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( كل نسب ينقطع أو منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري ) ؟ .
الشيخ : هذا سؤال غير فقه , هل المقصود هنا النسب الديني ولا النسب التناسلي طبعا المقصود فيه النسب التناسلي والجواب بإيجاز كما يقال عن آزر والد إبراهيم عليه السلام ماذا يقال؟
سائل آخر : أبو ليلى .
الشيخ : فآزر والد ابراهيم وهو مشرك (( أتتخذ أصناما آلهة إني أراك في ضلال مبين )) فهذا هو الجواب الموجز أما المفصل فالكلام فيه طويل وطويل جدا لكننا نقول: (( ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به )) وربنا عزّ وجل يقول: (( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون )) والرسول عليه السلام الذي جاء السائل يسأل عن أبيه يقول: ( من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) ثم الدين ليس بالعقل ولا بالعاطفة إنما باتباع أحكام الله في كتابه وأحكام رسوله في سنته وفي حديثه . لو أراد الإنسان أن يعالج الأحكام الشرعية ولو كان من أعلم أهل الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصاب هذا الإسلام ما أصاب الأديان التي كانت قبله كاليهودية والنصرانية فضلا عن غيرها كالبوذية والكنفشيوسية وغيرها لكن الله عزّ وجل بسابق علمه وغالب حكمته قدّر أن يكون هذا الإسلام محفوظا إلى أن يقبض الله عزّ وجل بتلك الريح الطيبة روح كل مؤمن فلا يبقى على وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله وعليهم تقوم الساعة قدّر أن يظل هذا الإسلام محفوظا في أصليه في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا وذاك كان صيانةً للمسلمين أن ينحرفوا في دينهم إلى عقولهم وأهوائهم كما أصاب الذين من قبلنا ممن بدلوا دينهم واتبعوا أهوائهم واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات , فلذلك فما ينبغي للمسلم خاصة من ليس عنده يعني وفر من الثقافة الإسلامية إذا ما سمع خبرا نبويا أن يعالجه بطرح إشكالات وشبهات كهذا السؤال , فأي شيء في حديث أن كل نسب وسبب ينقطع إلا نسبي هذا له علاقة بالتوالد فنحن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء عنه أنه ولد من نكاح وليس من سفاح , فأبواه كانا معصومين من الوقوع في الفاحشة وفي الزنا لكي لا يكون ابنهما وهو محمد صلى الله عليه وسلم إلا شريف النسب لكن ذلك لا ينفي أن يكون على الأقل أبوه وأمه نقول على الأقل من أهل الفترة يعني من أهل الضلال يعني من أهل الشرك وعبادة الأوثان ما ينافي هذا ذاك , وبعد ذلك أقول ما ينافي أن يكون من أولئك المشركين الذين بلغتهم دعوة التوحيد ثم انحرفوا فيها مع المنحرفين عنها وهم كثر في الجاهلية الأولى كما هم كثيرون في جاهلية القرن العشرين كما يقولون , وحينئذٍ فلا غرابة أن يقول النبي صلى الله على وآله وسلم جوابا على سؤال ذلك السائل القائل: يا رسول الله أين أبي؟ , قال: ( في النار ) ثم ولى الرجل السائل , طبعا نتصور المشهد هذا نتصوره الآن أنه رجع أسيفا حزينا على أبيه لأنه ولده والرسول عليه السلام أدق الناس نظرا وأشدهم فراسةً قال: ( هاتوا الرجل ) فقال له إن أبي وأباك في النار لا شك نحن يحزننا أن يكونا والدا نبينا صلى الله عليه و اله وسلم في النار لكن حزنه عليه السلام عليهما أكبر وتأثره بذلك أشد منا بكثير ولكن أليس هذا الاستسلام منا تبعا لاستسلام نبينا بحكم ربنا العادل على الوالدين بهذا الحكم الشديد بالنسبة إلينا والعادل بالنسبة لصدوره من ربنا في حقهما وهو كذلك ولهذا هنا هذا التقدير الإلهي امتحان من أشد أنواع الامتحان للرسول أصالة ولأتباعه المؤمنين به تبعا , هل يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاء الله وقدره أم يقول لم أبي وأمي في النار؟ لا هو يرضى بلا شك ونحن إذًا تبعا له نرضى بما رضي هو به من قضاء الله وقدره ثم إن الحكمة البالغة أن يتذكر الإنسان بمثل هذا الحكم الشديد على العواطف، عواطف المسلمين أن يرجعوا في أنفسهم إلى أن الأمر كله بيد الله وأن لا أحد هناك يؤثر بجاهه ومنزلته على الله وكما قال تبارك وتعالى: (( وربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) فإذًا تقدير الله عزّ وجل لمثل هذا الأمر أبوا الرسول عليه السلام مشركان وفي النار لأكبر دليل على أن الواسطة البشرية بين الناس وبين خالق الناس لا تفيد إطلاقا لأن السلطة كل السلطة بيد الله تبارك وتعالى فهو الفعّال لما يريد فهنا تأتي الآية السابقة التي ذكرنا (( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسألون )) ففيه دابر الاعتماد على النسب لأن المسلم لما يرى أن أبوي الرسول عليه السلام هذا مصيرهم بسبب كفرهم فإذًا سوف لا يغتر أحد بأن ييقول على خلاف ما قال ذلك الشاعر العربي إيش قال؟ هاتو لنشوف .
لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما *** على الأحساب على الأحساب
السائل : نتكل .
الشيخ : على الأحساب نتكل انا أحفظ هيك ... نبني كما بنت أوائلنا ونفعل كما فعلوا .
السائل : ...
الشيخ : ... كويس ها شاطرين بالكلام , بسم الله هات الصحن ما في مجال الآن رح تحترق إيدي .
السائل : ... الله يهديك
الشيخ : اللهم اهدنا جميعا , بسم الله .
الشيخ : هذا سؤال غير فقه , هل المقصود هنا النسب الديني ولا النسب التناسلي طبعا المقصود فيه النسب التناسلي والجواب بإيجاز كما يقال عن آزر والد إبراهيم عليه السلام ماذا يقال؟
سائل آخر : أبو ليلى .
الشيخ : فآزر والد ابراهيم وهو مشرك (( أتتخذ أصناما آلهة إني أراك في ضلال مبين )) فهذا هو الجواب الموجز أما المفصل فالكلام فيه طويل وطويل جدا لكننا نقول: (( ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به )) وربنا عزّ وجل يقول: (( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون )) والرسول عليه السلام الذي جاء السائل يسأل عن أبيه يقول: ( من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) ثم الدين ليس بالعقل ولا بالعاطفة إنما باتباع أحكام الله في كتابه وأحكام رسوله في سنته وفي حديثه . لو أراد الإنسان أن يعالج الأحكام الشرعية ولو كان من أعلم أهل الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصاب هذا الإسلام ما أصاب الأديان التي كانت قبله كاليهودية والنصرانية فضلا عن غيرها كالبوذية والكنفشيوسية وغيرها لكن الله عزّ وجل بسابق علمه وغالب حكمته قدّر أن يكون هذا الإسلام محفوظا إلى أن يقبض الله عزّ وجل بتلك الريح الطيبة روح كل مؤمن فلا يبقى على وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله وعليهم تقوم الساعة قدّر أن يظل هذا الإسلام محفوظا في أصليه في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا وذاك كان صيانةً للمسلمين أن ينحرفوا في دينهم إلى عقولهم وأهوائهم كما أصاب الذين من قبلنا ممن بدلوا دينهم واتبعوا أهوائهم واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات , فلذلك فما ينبغي للمسلم خاصة من ليس عنده يعني وفر من الثقافة الإسلامية إذا ما سمع خبرا نبويا أن يعالجه بطرح إشكالات وشبهات كهذا السؤال , فأي شيء في حديث أن كل نسب وسبب ينقطع إلا نسبي هذا له علاقة بالتوالد فنحن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء عنه أنه ولد من نكاح وليس من سفاح , فأبواه كانا معصومين من الوقوع في الفاحشة وفي الزنا لكي لا يكون ابنهما وهو محمد صلى الله عليه وسلم إلا شريف النسب لكن ذلك لا ينفي أن يكون على الأقل أبوه وأمه نقول على الأقل من أهل الفترة يعني من أهل الضلال يعني من أهل الشرك وعبادة الأوثان ما ينافي هذا ذاك , وبعد ذلك أقول ما ينافي أن يكون من أولئك المشركين الذين بلغتهم دعوة التوحيد ثم انحرفوا فيها مع المنحرفين عنها وهم كثر في الجاهلية الأولى كما هم كثيرون في جاهلية القرن العشرين كما يقولون , وحينئذٍ فلا غرابة أن يقول النبي صلى الله على وآله وسلم جوابا على سؤال ذلك السائل القائل: يا رسول الله أين أبي؟ , قال: ( في النار ) ثم ولى الرجل السائل , طبعا نتصور المشهد هذا نتصوره الآن أنه رجع أسيفا حزينا على أبيه لأنه ولده والرسول عليه السلام أدق الناس نظرا وأشدهم فراسةً قال: ( هاتوا الرجل ) فقال له إن أبي وأباك في النار لا شك نحن يحزننا أن يكونا والدا نبينا صلى الله عليه و اله وسلم في النار لكن حزنه عليه السلام عليهما أكبر وتأثره بذلك أشد منا بكثير ولكن أليس هذا الاستسلام منا تبعا لاستسلام نبينا بحكم ربنا العادل على الوالدين بهذا الحكم الشديد بالنسبة إلينا والعادل بالنسبة لصدوره من ربنا في حقهما وهو كذلك ولهذا هنا هذا التقدير الإلهي امتحان من أشد أنواع الامتحان للرسول أصالة ولأتباعه المؤمنين به تبعا , هل يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاء الله وقدره أم يقول لم أبي وأمي في النار؟ لا هو يرضى بلا شك ونحن إذًا تبعا له نرضى بما رضي هو به من قضاء الله وقدره ثم إن الحكمة البالغة أن يتذكر الإنسان بمثل هذا الحكم الشديد على العواطف، عواطف المسلمين أن يرجعوا في أنفسهم إلى أن الأمر كله بيد الله وأن لا أحد هناك يؤثر بجاهه ومنزلته على الله وكما قال تبارك وتعالى: (( وربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) فإذًا تقدير الله عزّ وجل لمثل هذا الأمر أبوا الرسول عليه السلام مشركان وفي النار لأكبر دليل على أن الواسطة البشرية بين الناس وبين خالق الناس لا تفيد إطلاقا لأن السلطة كل السلطة بيد الله تبارك وتعالى فهو الفعّال لما يريد فهنا تأتي الآية السابقة التي ذكرنا (( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسألون )) ففيه دابر الاعتماد على النسب لأن المسلم لما يرى أن أبوي الرسول عليه السلام هذا مصيرهم بسبب كفرهم فإذًا سوف لا يغتر أحد بأن ييقول على خلاف ما قال ذلك الشاعر العربي إيش قال؟ هاتو لنشوف .
لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما *** على الأحساب على الأحساب
السائل : نتكل .
الشيخ : على الأحساب نتكل انا أحفظ هيك ... نبني كما بنت أوائلنا ونفعل كما فعلوا .
السائل : ...
الشيخ : ... كويس ها شاطرين بالكلام , بسم الله هات الصحن ما في مجال الآن رح تحترق إيدي .
السائل : ... الله يهديك
الشيخ : اللهم اهدنا جميعا , بسم الله .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 530
- توقيت الفهرسة : 00:01:14
- نسخة مدققة إملائيًّا