هل في قصة أبو بصير في صلح الحديبية جواز الدخول في البرلمانات ؟
A-
A=
A+
السائل : بارك الله فيك ، التقيت ببعض مسؤولي بعض الجماعات في مدينة الرياض ... وجواز الدخول في البرلمانات ، وهم يجيزون الدخول فيها ، وكنت يعني عارضتهم قلت : أنُّو هذا ما يجوز ، ولا يصلح في الإسلام ، فأخذ الميكرفون ... وقال : هذه الرجعية ، وتكلَّم عليَّ كلام لا يصلح أن يقال ، فالشاهد - بارك الله فيك - : أنه ممَّا استدل عليَّ به بجواز الدخول في البرلمانات قصة يعني .
الشيخ : يوسف .
السائل : لا ، أبو بصير ، يعني إرجاع النبي - صلى الله عليه وسلم - له .
الشيخ : الله أكبر !
السائل : وأنه هذا مما يستدل وجه الاستدلال به أنه مضطر ، وأنه وقع في مسألة الصلح هذه الذي لا بد أن ... عليها الإنسان ، فيقول يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه في حالة اضطرار فرَدَّ الصحابة ... .
الشيخ : " أورَدَها سعدٌ وسَعْدٌ مشتَمِلْ *** ما هكذا - يا سعدُ - تُورَدُ الإبِلْ "
نحن عُرِفَ خطُّنا ، مثل هذا الإنسان يُذكَّر بطريقة الرسول - عليه السلام - بصورة عامة ، هذا لسنا بحاجة الآن للدخول في التفصيل ، ثم يُقال له : ثانيًا : أنت تنسب الرسول - عليه السلام - إلى أنه ارتكب عمدًا مخالفًا للشرع مضطرًّا ، وهذا كذب على الله وعلى رسوله ، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعل ذلك إلا طاعة لله - عز وجل - ؛ لأنه كان تعاهَدَ معهم كما هو معروف في قصة صلح الحديبية ، فإذًا هو أرجَعَ هذا المؤمن الفارَّ بدينه وسلَّمه للمشركين تنفيذًا لنصِّ القرآن : (( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ )) ، فالرسول - عليه السلام - وفَّى بالعهد هنا ، ولا يُقال ، وهذا من جهلهم في الواقع ... حينما يتأوَّلون بعض الحوادث وبعض الوقائع بخلاف في تأويلها الصحيح .
ثم نحن نقول : أين اضطراركم أن تدخلوا البرلمان الذي يحكم بغير ما أنزل الله ؟! هذا خيال في خيال ، الضرورة كما تعلمون جميعًا تُقدَّر بقدرها ، ما الذي يرمون إليه بهذه الضرورة المدَّعاة وهي الدخول في البرلمان ؟! إقامة الحكم بالإسلام ، طيب ، أَهَكَذا يكون إقامة الحكم بالإسلام بمخالفة أحكام الإسلام ؟! إذًا لا فرق بينكم وبين هؤلاء الذين تريدون أن تحلُّوا محلَّهم وتقوموا مقامهم ؛ لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله ، فأنتم تريدون زعمتم أن تحكموا بما أنزل الله ، وابتداءً تسوِّغون أن تحكموا بغير ما أنزل الله ؛ فإذًا يعني حجة داحضة إن لم أقُلْ إنه من السفه بمكان أن يقال : إننا نريد أن نصل إلى الحكم بطريق الدخول بالبرلمان ، هذا أوَّلًا : ليس سببًا شرعيًّا ؛ مشاركة الكفار أو الضُّلَّال على الأقل في حكمهم هذا ليس سببًا شرعيًّا . وثانيًا : ليس سببًا كونيًّا ؛ فقد جَرَّب المسلمون قرابة أكثر من نصف قرن من الزمان أن يصلوا إلى الحكم بطريق مشاركة الفسَّاق أو الفجار أو الذين يحكمون بغير ما أنزل الله بأيِّ نية كان ذلك ، ثم لم يستفيدوا شيئًا ؛ لأن كلَّ مَن خالف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يأخُذْ بأسباب النصر التي شَرَعَها الله - تبارك وتعالى - للمسلمين فلن يصلوا أبدًا إلى الغاية المنشودة ؛ لأنهم ما نصروا الله - عز وجل - كما أمَرَ في القرآن الكريم ، بل خذلوا أنفسَهم بأن شاركوا غيرَهم من المخالفين لشريعة الإسلام ، فمثل هذا الكلام يعني من الوضوح ضلاله بمكان ، فلا يحتاج إلى كثير من الكلام .
لعل الأستاذ أبو مالك يتحفنا ... .
الشيخ : يوسف .
السائل : لا ، أبو بصير ، يعني إرجاع النبي - صلى الله عليه وسلم - له .
الشيخ : الله أكبر !
السائل : وأنه هذا مما يستدل وجه الاستدلال به أنه مضطر ، وأنه وقع في مسألة الصلح هذه الذي لا بد أن ... عليها الإنسان ، فيقول يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه في حالة اضطرار فرَدَّ الصحابة ... .
الشيخ : " أورَدَها سعدٌ وسَعْدٌ مشتَمِلْ *** ما هكذا - يا سعدُ - تُورَدُ الإبِلْ "
نحن عُرِفَ خطُّنا ، مثل هذا الإنسان يُذكَّر بطريقة الرسول - عليه السلام - بصورة عامة ، هذا لسنا بحاجة الآن للدخول في التفصيل ، ثم يُقال له : ثانيًا : أنت تنسب الرسول - عليه السلام - إلى أنه ارتكب عمدًا مخالفًا للشرع مضطرًّا ، وهذا كذب على الله وعلى رسوله ، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعل ذلك إلا طاعة لله - عز وجل - ؛ لأنه كان تعاهَدَ معهم كما هو معروف في قصة صلح الحديبية ، فإذًا هو أرجَعَ هذا المؤمن الفارَّ بدينه وسلَّمه للمشركين تنفيذًا لنصِّ القرآن : (( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ )) ، فالرسول - عليه السلام - وفَّى بالعهد هنا ، ولا يُقال ، وهذا من جهلهم في الواقع ... حينما يتأوَّلون بعض الحوادث وبعض الوقائع بخلاف في تأويلها الصحيح .
ثم نحن نقول : أين اضطراركم أن تدخلوا البرلمان الذي يحكم بغير ما أنزل الله ؟! هذا خيال في خيال ، الضرورة كما تعلمون جميعًا تُقدَّر بقدرها ، ما الذي يرمون إليه بهذه الضرورة المدَّعاة وهي الدخول في البرلمان ؟! إقامة الحكم بالإسلام ، طيب ، أَهَكَذا يكون إقامة الحكم بالإسلام بمخالفة أحكام الإسلام ؟! إذًا لا فرق بينكم وبين هؤلاء الذين تريدون أن تحلُّوا محلَّهم وتقوموا مقامهم ؛ لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله ، فأنتم تريدون زعمتم أن تحكموا بما أنزل الله ، وابتداءً تسوِّغون أن تحكموا بغير ما أنزل الله ؛ فإذًا يعني حجة داحضة إن لم أقُلْ إنه من السفه بمكان أن يقال : إننا نريد أن نصل إلى الحكم بطريق الدخول بالبرلمان ، هذا أوَّلًا : ليس سببًا شرعيًّا ؛ مشاركة الكفار أو الضُّلَّال على الأقل في حكمهم هذا ليس سببًا شرعيًّا . وثانيًا : ليس سببًا كونيًّا ؛ فقد جَرَّب المسلمون قرابة أكثر من نصف قرن من الزمان أن يصلوا إلى الحكم بطريق مشاركة الفسَّاق أو الفجار أو الذين يحكمون بغير ما أنزل الله بأيِّ نية كان ذلك ، ثم لم يستفيدوا شيئًا ؛ لأن كلَّ مَن خالف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يأخُذْ بأسباب النصر التي شَرَعَها الله - تبارك وتعالى - للمسلمين فلن يصلوا أبدًا إلى الغاية المنشودة ؛ لأنهم ما نصروا الله - عز وجل - كما أمَرَ في القرآن الكريم ، بل خذلوا أنفسَهم بأن شاركوا غيرَهم من المخالفين لشريعة الإسلام ، فمثل هذا الكلام يعني من الوضوح ضلاله بمكان ، فلا يحتاج إلى كثير من الكلام .
لعل الأستاذ أبو مالك يتحفنا ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 284
- توقيت الفهرسة : 00:29:48
- نسخة مدققة إملائيًّا