التعليق على مقالة وَرَدَتْ في " مجلة المجتمع الكويتية " حول الأحوال الشخصية ، وذكر منهج أهل السنة والجماعة في ذلك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التعليق على مقالة وَرَدَتْ في " مجلة المجتمع الكويتية " حول الأحوال الشخصية ، وذكر منهج أهل السنة والجماعة في ذلك .
A-
A=
A+
الشيخ : ... (( ... الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

فقد رأيت أن أصَلَ البحث السابق حول منهج الدعوة السلفية ببحث في هذه الليلة بمناسبة أني اطَّلعت على مقال في مجلة " المجتمع " التي تصدر في الكويت وهي مجلة إسلامية ، لتعلموا خطورة بل عظمة تمسُّكنا بكتاب ربنا وسنة نبيِّنا وعلى منهج سلفنا الصالح ، وأن هذا المنهج إذا ما أهمَلَه المسلمون ضلُّوا سواء السبيل ، وكنا ضربنا لكم مثلًا من العقائد الإسلامية المتعلقة بالقرآن الكريم الذي هو الأصل الأول ، والمصدر الأول ، والمرجع الأول للشريعة الإسلامية على أساس أنه كلام الله - تبارك وتعالى - وليس كلام البشر ولا كلام غير البشر ، ضَرَبْنا مثلًا على مبلغ الانحراف في فهم الكتاب والسنة عن منهج السلف الصالح .

في القرآن الكريم على اعتبار أنه من كلام الله - عز وجل - ، وكيف وَصَلَ الأمر ببعض الفرق الإسلامية أن يُعرُّوا هذا القرآن الكريم مِن أن يكون كلام الله - عز وجل - ، فبعضهم قال صراحةً : إنه ليس كلام الله ، بل هو مخلوق ، وبعضهم وافق هذا القائل ضمنًا ، ولكنه لم يصرِّح تصريحه ، فأنكر أن يكون لله كلامًا مسموعًا ووصفه بأنه كلام نفسي ، ووصْف الكلام بهذا هو تعطيل الكلام الإلهي الذي من صفاته أنه يُسمَع ممن يخاطبه الله - تبارك وتعالى - به سواء كان صالحًا أو طالحًا .

لا أريد بطبيعة الحال أن أُعيدَ القول فيما مضى ، ولكني أرَدْتُ بمناسبة اطِّلاعي ... على هذه المجلة أن أقدِّم إليكم مثالًا من واقع حياتنا الإسلامية اليوم ، كاتب هذا المقال يُعالج حركة هناك في الكويت إسلامية تطالب ، وليست هذه الحركة بغريبة عن سائر البلاد الإسلامية ، فكل البلاد الإسلامية تطالب الحكَّام بأن يعودوا في قوانينهم إلى موافقتها للشريعة الإسلامية ؛ فَمِن هذه القوانين قوانين الأحوال الشخصية ، فيظهر أن هناك مجلات وجرائد كثيرة تعالج مثل هذا القانون وتُطالب الدولة هناك بأن تعود بهذا القانون إلى ما يُوافق الإسلام ؛ أي : كتابًا وسنة .

فمن العجائب والغرائب أن يحول بعض المتحمِّسين للإسلام بين الدولة وبين تحقيق هذا الطلب الإسلامي ؛ وهو الرجوع بقانون الأحوال الشخصية إلى الكتاب والسنة ، يستند في ذلك إلى مستند صحيح في نفسه ، ولكنه ليس دليلًا له يؤيِّده في طلبه ؛ فهي كما قيل قديمًا كلمة حقٍّ يُراد بها باطل ، ما هذا هو الحق الذي يستند إليه ؟

مواضيع متعلقة