بيان خطورة التفرُّق في مجلس العلم وعدم التقارب فيه ، وبيان أن صلاح الظاهر من صلاح الباطن ، وأنه ينبغي على المسلمين ألا يستيهنوا بهذه الآداب العظيمة التي يسمِّيها بعض المخالفين " قشور " !!
A-
A=
A+
الشيخ : كنا إذا سافرنا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ونزلنا منزلًا ؛ تفرَّقنا في الوديان والشعاب ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إنما تفرُّقُكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان ) ، قال : فكنَّا بعد ذلك إذا نزلنا منزلًا اجتمعنا ؛ حتى لو جلسنا على بساط لَوَسِعَنا . وهذه حقيقة شرعية ونفسية في آن واحد ؛ ذلك لأن الشرع قد أكَّدَ في غير ما نصٍّ واحد أن الظاهر صلاحه بصلاح الباطن ، وفساده بفساد الباطن ، وصلاح الباطن صلاح الظاهر ، وفساد الباطن ... فساده ظاهر ؛ يعني أن هناك تفاعلًا بين الظاهر والباطن كلاهما يُقوِّي الآخر في الصلاح وفي الفساد ، وحينما يقول العلماء : " الظاهر هو عنوان الباطن " يعنون هذه الحقيقة .
ذلك مما جاء في أحاديث كثيرة منها الحديث المشهور والمخرَّج في " الصحيحين " من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إن الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنَّ كثير من الناس ) .
لا تنس تصلي التحية يا سيد ، صليت التحية ؟ أحسنت .
( وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنَّ كثير من الناس ؛ فمن اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ألا وإنَّ لكل ملك حمى ، ألا وإنَّ حمى الله محارمه ، ألا ومَن حامَ حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ) ؛ فإذًا إذا كان القلب صالحًا نضحَ صالحًا ، والعكس بالعكس ، من هنا قال العلماء : " الظاهر عنوان الباطن " ، كذلك كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هديه وسنَّته إذا قام إلى الصلاة أمَرَ بتسوية الصفوف ، وكان في كثير من الأحيان يقول : ( لَتسوُّنَّ صفوفَكم أو لَيُخالفنَّ الله بين وجوهكم ) ، ( لَتسوُّنَّ صفوفكم ) فإن لم تفعلوا ضربَ الله قلوب بعضكم ببعض ؛ أي : كان هذا الاختلاف في الظاهر في تسوية الصف سببًا لاختلاف الباطن ، من هذا الباب تمامًا حديث أبي ثعلبة الخُشَني أن الرسول - عليه السلام - قال لهم : ( إنما تفرُّقكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان ) ، وهذا وين نازلين هنّ ؟ في البرِّيَّة في " الشُّول " ؛ فكيف بنا إذا جلسنا لِذكْر ولعلم ؛ فلا يليق بنا أن نجلس هكذا كما .
= -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- =
كما جاء في " صحيح مسلم " أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - دخل يومًا على الصحابة في المسجد فرآهم متفرِّقين ، فقال لهم : ( ما لي أراكم عزين ؟! ) ، فهذا التفرُّق ولو بالأبدان هذا يُنبي على التفرق في القلوب والأذهان ، فإذا ما نحن ابتعدنا عن التفرُّق الذي نهى عنه الشارع الحكيم ولو في الظاهر .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
إذا ابتعدنا عن التفرُّق في الظاهر الذي نهى عنه الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان ذلك من أقوى الأسباب في إيجاد الاتفاق في الباطن .
لذلك لا ينبغي للمسلمين أن يستهينوا بالآداب الإسلامية الشرعية التي يعبِّر عنها بعضُ الناس اليوم بأنها أمور شكلية تافهة لا قيمة لها ، فإن هذه الأمور الظاهرة التي يُعبِّرون عنها بأنها تافهة وشكلية هي لها منزلة في الشريعة الإسلامية ، وبعضهم يُعبِّر عنها بأنها قشور ، والواجب على المسلم أن يهتمَّ باللُّباب من الأمور ، ويغفل هؤلاء أو يتغافلون أن اللُّبَّ الذي يخلقه الله مباشرةً دون سعي الإنسان وتكييفه يخلقه وحوله قِشرٌ ؛ ذلك لِيحفَظَه ويَسْلمَ من الآفات التي قد تعترض سبيل حياته ، هذا في الأمور المادية ، ففي الأمور الدينية والمعنوية كذلك ؛ أي : هذه الأمور التي تسمَّى بالأمور الشكلية والقشرية هي - أيضًا - من الأمور التي يجب التمسُّك بها ؛ لأنها بها نستطيع أن نحافظ على ما يسمُّونه باللُّبِّ ، القشر لا ينبغي الاستهتار به دون اللُّبِّ ، فالله - عز وجل - قد شرع هذا وشرع هذا ، شرعَ اللُّبَّ لأنه هو الأصل ، وشرع القشر - على حدِّ تعبيرهم - للمحافظة على هذا اللُّبِّ .
فالاجتماع في المجلس هو من هذه الأمور التي حضَّ عليها الرسول - عليه السلام - في قوله السابق : ( إنما تفرُّقكم في الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) ، فالتفرُّق في الدرس والابتعاد عن المدرِّس هذا ليس من الإسلام ، ليس من الآداب التي شَرَعَها الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، ولذلك كان هديه - عليه الصلاة والسلام - إذا جلس بين أصحابه لا يكاد يُميِّز ولا يكاد يُعرف أنه هو الرسول المصطفى من بيننا جميعًا ، وكلُّكم يعلم أن الأعرابي كان يدخل للمجلس أو المسجد فيقول : أيُّكم محمد - عليه الصلاة والسلام - ؟ ذلك لاقتراب بعضهم إلى بعض ، ولعدم تميُّز الرسول - عليه الصلاة والسلام - بشيء على سائر إخوانه من الصحابة الكرام .
هذه كلمة بين يدي ذلك التفرُّق وابتعاد بعضنا عن بعض .
ذلك مما جاء في أحاديث كثيرة منها الحديث المشهور والمخرَّج في " الصحيحين " من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إن الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنَّ كثير من الناس ) .
لا تنس تصلي التحية يا سيد ، صليت التحية ؟ أحسنت .
( وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنَّ كثير من الناس ؛ فمن اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ألا وإنَّ لكل ملك حمى ، ألا وإنَّ حمى الله محارمه ، ألا ومَن حامَ حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ) ؛ فإذًا إذا كان القلب صالحًا نضحَ صالحًا ، والعكس بالعكس ، من هنا قال العلماء : " الظاهر عنوان الباطن " ، كذلك كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هديه وسنَّته إذا قام إلى الصلاة أمَرَ بتسوية الصفوف ، وكان في كثير من الأحيان يقول : ( لَتسوُّنَّ صفوفَكم أو لَيُخالفنَّ الله بين وجوهكم ) ، ( لَتسوُّنَّ صفوفكم ) فإن لم تفعلوا ضربَ الله قلوب بعضكم ببعض ؛ أي : كان هذا الاختلاف في الظاهر في تسوية الصف سببًا لاختلاف الباطن ، من هذا الباب تمامًا حديث أبي ثعلبة الخُشَني أن الرسول - عليه السلام - قال لهم : ( إنما تفرُّقكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان ) ، وهذا وين نازلين هنّ ؟ في البرِّيَّة في " الشُّول " ؛ فكيف بنا إذا جلسنا لِذكْر ولعلم ؛ فلا يليق بنا أن نجلس هكذا كما .
= -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- =
كما جاء في " صحيح مسلم " أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - دخل يومًا على الصحابة في المسجد فرآهم متفرِّقين ، فقال لهم : ( ما لي أراكم عزين ؟! ) ، فهذا التفرُّق ولو بالأبدان هذا يُنبي على التفرق في القلوب والأذهان ، فإذا ما نحن ابتعدنا عن التفرُّق الذي نهى عنه الشارع الحكيم ولو في الظاهر .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
إذا ابتعدنا عن التفرُّق في الظاهر الذي نهى عنه الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان ذلك من أقوى الأسباب في إيجاد الاتفاق في الباطن .
لذلك لا ينبغي للمسلمين أن يستهينوا بالآداب الإسلامية الشرعية التي يعبِّر عنها بعضُ الناس اليوم بأنها أمور شكلية تافهة لا قيمة لها ، فإن هذه الأمور الظاهرة التي يُعبِّرون عنها بأنها تافهة وشكلية هي لها منزلة في الشريعة الإسلامية ، وبعضهم يُعبِّر عنها بأنها قشور ، والواجب على المسلم أن يهتمَّ باللُّباب من الأمور ، ويغفل هؤلاء أو يتغافلون أن اللُّبَّ الذي يخلقه الله مباشرةً دون سعي الإنسان وتكييفه يخلقه وحوله قِشرٌ ؛ ذلك لِيحفَظَه ويَسْلمَ من الآفات التي قد تعترض سبيل حياته ، هذا في الأمور المادية ، ففي الأمور الدينية والمعنوية كذلك ؛ أي : هذه الأمور التي تسمَّى بالأمور الشكلية والقشرية هي - أيضًا - من الأمور التي يجب التمسُّك بها ؛ لأنها بها نستطيع أن نحافظ على ما يسمُّونه باللُّبِّ ، القشر لا ينبغي الاستهتار به دون اللُّبِّ ، فالله - عز وجل - قد شرع هذا وشرع هذا ، شرعَ اللُّبَّ لأنه هو الأصل ، وشرع القشر - على حدِّ تعبيرهم - للمحافظة على هذا اللُّبِّ .
فالاجتماع في المجلس هو من هذه الأمور التي حضَّ عليها الرسول - عليه السلام - في قوله السابق : ( إنما تفرُّقكم في الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) ، فالتفرُّق في الدرس والابتعاد عن المدرِّس هذا ليس من الإسلام ، ليس من الآداب التي شَرَعَها الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، ولذلك كان هديه - عليه الصلاة والسلام - إذا جلس بين أصحابه لا يكاد يُميِّز ولا يكاد يُعرف أنه هو الرسول المصطفى من بيننا جميعًا ، وكلُّكم يعلم أن الأعرابي كان يدخل للمجلس أو المسجد فيقول : أيُّكم محمد - عليه الصلاة والسلام - ؟ ذلك لاقتراب بعضهم إلى بعض ، ولعدم تميُّز الرسول - عليه الصلاة والسلام - بشيء على سائر إخوانه من الصحابة الكرام .
هذه كلمة بين يدي ذلك التفرُّق وابتعاد بعضنا عن بعض .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 247
- توقيت الفهرسة : 00:20:37
- نسخة مدققة إملائيًّا