قصة الصحابي " حاطب بن أبي بلتعة " وما وقع فيه من معصية التجسُّس على النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر فوائدها .
A-
A=
A+
الشيخ : فأقول بمناسبة الرَّدِّ على هؤلاء : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث الرُّسل المبشِّرين بالإسلام كمعاذ وعلي وغيرهم إلى البلاد .
...
الشيخ : هذا الحكم تعرَّض له " ابن قيم الجوزية " في كتابه " زاد المعاد " ، فهو كعادته حينما يذكر القصَّة يعقد فصولًا في استنباط الأحكام الشرعية مما في القصة ، فمن جملتها عَقَدَ فصلًا لبيان هل يجوز قتل الجاسوس الذي يتجسَّس على الدولة المسلمة أم لا ؟ فحكى القولين ، ورجَّح قول مَن يقول بقتل الجاسوس في هذا الحديث ؛ قال : لأنُّو الرسول - عليه السلام - إنما مَنَعَ عمر من قتله ليس لعلَّة الإسلام ، وإنما بعلَّة كونه من أهل بدر .
السائل : نعم ، بدريًّا .
الشيخ : في هذا إشارة إلى أنُّو الإسلام وحده غير كافي لعصمة دم هذا الجاسوس ، وإنما لأنه كان من أهل بدر عَصَمَه ذلك من القصاص .
السائل : خاصة - أستاذ - معناها ؟
الشيخ : خاصة .
السائل : هذا للآن ... .
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : وليس هناك حديث آخر ؟
الشيخ : لا .
عيد عباسي : إي ، هذا حد أو ؟
السائل : حد .
الشيخ : حد .
سائل آخر : حد .
عيد عباسي : تُضاف للحدود .
الشيخ : حتى هذا الحديث بالذات كان من جملة مشاكل الطائفة التي ذكرناها في الأردن ، وكانت انحرفت عن سائر .
عيد عباسي : وكفَّروهم .
الشيخ : وكفَّروا المسلمين ، ففي تضاعيف كلامي وإقامتي الحجَّة عليهم ذكرت هذه القصَّة للرجل ؛ لأني شعرتُ بأن هؤلاء يعني وقعوا في الخروج مع الخوارج ، أي : بمجرَّد ما يرتكب الإنسان خطأ يكفر .
السائل : يكفر .
الشيخ : إي نافق يعني كفر .
السائل : إي نعم .
الشيخ : فقلت له : إيش رأيك في قصة حاطب بن أبي بلتعة ؟ قال : اذكر لنا إياها . هذا من تؤدته - أيضًا - في البحث ، فذكرت له ما يحضرني منها خاصَّة فيما نحن في صدده يومئذٍ ، قال : طيب . قال عمر : دَعْني أقتل هذا المنافق ، والرسول أقرَّه ، هنا فصَّلت له ما فصَّلت أمس في حلب ؛ النفاق قسمان - أيضًا - مثل الكفر والظلم والفسق ؛ كفر عملي كفر اعتقادي ، نفاق عملي نفاق اعتقادي ، فسق عملي فسق اعتقادي ، ظلم عملي ظلم اعتقادي ، فقلت له : قول عمر : دَعْني أقتل هذا المنافق ؛ لا يعني أنه مرتد عن دينه ، وإلا لو كان يعني هذا لَكان أصبح كافرًا مرتدًّا عن دينه .
عيد عباسي : قتله .
الشيخ : إي ، بينما الرسول - عليه السلام - لم يُعامله هذه المعاملة ، بل قال : ( وما يدريك ؟ ) ، إلى آخر الحديث .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : شو هالكلام هذا ؟
الشيخ : شو بيعرفك أنُّو هذا إنسان يستحقُّ أن يُعامل غير معاملة الجاسوس الذي يتجسَّس ، هذا فعلًا تجسَّس ، لكن هذا له وضع عند الله ومنزلة سَبَقَ إليها بفضل كونه كان من أهل بدر ، ( وما يدريك لعل الله اطَّلع على أهل بدر فقال لهم : اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) . فقلت له : هذا الرجل لو كان قول عمر منافق بمعنى كافر كان الرسول - عليه السلام - ما عامَلَه بذاك الجواب .
رجعت سألته السؤال الفاصل في الموضوع فاسمعوا الجواب وتعجَّبوا ، قلت : يعني كيف بقى أنت تتصوَّر الموضوع أنُّو رجل كفر بهذا التجسُّس ومع ذلك ، لا ، سألته : هل تعتقد ... .
...
الشيخ : ... أنه صحابي ؟ [ الجميع يضحك ! ] .
...
سائل آخر : ... الشَّيخ - رضي الله عنه - !
الشيخ : أبدًا هي بذاتها ، تعرفوها هَيْ كمان قضية الشَّيخ - رضي الله عنه - ؟ من بادية الشام أحد المشايخ يدرِّس " الفتوحات المكية " ، وبتعرفوا أكثركم ما في " الفتوحات المكية " مما يسمُّونه بالشَّطحات ، نسمِّيه نحن بالكفريات ، وهذا الشَّيخ بيظهر عنده باب التأويل واسع وشاطر في اللغة والمجاز والحقيقة وما أدري إيش ، فكان كل ما يجي قدَّام طامَّة يؤوِّل له إياها ؛ أنُّو هَيْ معناها مو هيك ، لا هيك ، لا هيك لا هيك لَوصل لعند واحدة أعيا الشَّيخ تأويلها ، فكَّر فكَّر قال له : ... تأويل ما كان . قام كتب على الهامش : كفر الشَّيخ - رضي الله عنه - [ الجميع يضحك ! ] .
...
الشيخ : الشاهد : بقى هذا الرجل مسكين هذا ... في ضلال ، قال : هذا حاطب بن أبي بلتعة كفر لولا أنه صحابي ، قلنا له : سبحان الله ! يا رجل ، أين تذهب بقوله - تبارك وتعالى - : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ؟ فإذًا ربنا - عز وجل - ما بيغفر الشرك ، وربنا ما عنده محاباة ؛ هذا صحابي يغفر له الشرك ، هداك ما هو صحابي ما بيغفر له إياها .
السائل : مع أنه يقول للرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )) .
الشيخ : فعلًا ذكرت له هذه الآية وغيرها قام سكت ، قلت له : طيب ؛ بدي أسألك سؤال ؛ لو أنُّو هذا الصحابي اعتقد بأن محمَّدًا - عليه الصلاة والسلام - هو جزء من ربِّ العالمين - سبحانه وتعالى - مثل ما هو مضمون قول مَن يقولون أنُّو قبض قبضة من نوره .
السائل : هذه موجودة هذه .
الشيخ : فقال لها : كوني محمَّدًا فكانت ؛ يعني محمد جزء من ربِّ العالمين ، شو رأيك يا أستاذ إذا صحابي مثل هذا حاطب قال أنُّو محمد - عليه الصلاة والسلام - جزء من ربِّ العالمين هذا كفر ولَّا ليس بكفر ؟ قال : كفر . قلت : يُغفر له ؟ قال : لا . قلت : ليش ما تفرِّق بين هذا وبين ذاك ؟ فكان هذا من جملة الأشياء اللي كشفت له طريق الهدى ، إي نعم .
سائل آخر : شيخنا .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : في بعض ... بيقولوا أنه ... شو معناها ؟
الشيخ : والله هذا شيء .
سائل آخر : هذا هو الحكي الآن .
الشيخ : هذا شيء عريق .
سائل آخر : كفر .
الشيخ : إي نعم ، عريق في الضلالة .
...
الشيخ : هذا الحكم تعرَّض له " ابن قيم الجوزية " في كتابه " زاد المعاد " ، فهو كعادته حينما يذكر القصَّة يعقد فصولًا في استنباط الأحكام الشرعية مما في القصة ، فمن جملتها عَقَدَ فصلًا لبيان هل يجوز قتل الجاسوس الذي يتجسَّس على الدولة المسلمة أم لا ؟ فحكى القولين ، ورجَّح قول مَن يقول بقتل الجاسوس في هذا الحديث ؛ قال : لأنُّو الرسول - عليه السلام - إنما مَنَعَ عمر من قتله ليس لعلَّة الإسلام ، وإنما بعلَّة كونه من أهل بدر .
السائل : نعم ، بدريًّا .
الشيخ : في هذا إشارة إلى أنُّو الإسلام وحده غير كافي لعصمة دم هذا الجاسوس ، وإنما لأنه كان من أهل بدر عَصَمَه ذلك من القصاص .
السائل : خاصة - أستاذ - معناها ؟
الشيخ : خاصة .
السائل : هذا للآن ... .
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : وليس هناك حديث آخر ؟
الشيخ : لا .
عيد عباسي : إي ، هذا حد أو ؟
السائل : حد .
الشيخ : حد .
سائل آخر : حد .
عيد عباسي : تُضاف للحدود .
الشيخ : حتى هذا الحديث بالذات كان من جملة مشاكل الطائفة التي ذكرناها في الأردن ، وكانت انحرفت عن سائر .
عيد عباسي : وكفَّروهم .
الشيخ : وكفَّروا المسلمين ، ففي تضاعيف كلامي وإقامتي الحجَّة عليهم ذكرت هذه القصَّة للرجل ؛ لأني شعرتُ بأن هؤلاء يعني وقعوا في الخروج مع الخوارج ، أي : بمجرَّد ما يرتكب الإنسان خطأ يكفر .
السائل : يكفر .
الشيخ : إي نافق يعني كفر .
السائل : إي نعم .
الشيخ : فقلت له : إيش رأيك في قصة حاطب بن أبي بلتعة ؟ قال : اذكر لنا إياها . هذا من تؤدته - أيضًا - في البحث ، فذكرت له ما يحضرني منها خاصَّة فيما نحن في صدده يومئذٍ ، قال : طيب . قال عمر : دَعْني أقتل هذا المنافق ، والرسول أقرَّه ، هنا فصَّلت له ما فصَّلت أمس في حلب ؛ النفاق قسمان - أيضًا - مثل الكفر والظلم والفسق ؛ كفر عملي كفر اعتقادي ، نفاق عملي نفاق اعتقادي ، فسق عملي فسق اعتقادي ، ظلم عملي ظلم اعتقادي ، فقلت له : قول عمر : دَعْني أقتل هذا المنافق ؛ لا يعني أنه مرتد عن دينه ، وإلا لو كان يعني هذا لَكان أصبح كافرًا مرتدًّا عن دينه .
عيد عباسي : قتله .
الشيخ : إي ، بينما الرسول - عليه السلام - لم يُعامله هذه المعاملة ، بل قال : ( وما يدريك ؟ ) ، إلى آخر الحديث .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : شو هالكلام هذا ؟
الشيخ : شو بيعرفك أنُّو هذا إنسان يستحقُّ أن يُعامل غير معاملة الجاسوس الذي يتجسَّس ، هذا فعلًا تجسَّس ، لكن هذا له وضع عند الله ومنزلة سَبَقَ إليها بفضل كونه كان من أهل بدر ، ( وما يدريك لعل الله اطَّلع على أهل بدر فقال لهم : اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) . فقلت له : هذا الرجل لو كان قول عمر منافق بمعنى كافر كان الرسول - عليه السلام - ما عامَلَه بذاك الجواب .
رجعت سألته السؤال الفاصل في الموضوع فاسمعوا الجواب وتعجَّبوا ، قلت : يعني كيف بقى أنت تتصوَّر الموضوع أنُّو رجل كفر بهذا التجسُّس ومع ذلك ، لا ، سألته : هل تعتقد ... .
...
الشيخ : ... أنه صحابي ؟ [ الجميع يضحك ! ] .
...
سائل آخر : ... الشَّيخ - رضي الله عنه - !
الشيخ : أبدًا هي بذاتها ، تعرفوها هَيْ كمان قضية الشَّيخ - رضي الله عنه - ؟ من بادية الشام أحد المشايخ يدرِّس " الفتوحات المكية " ، وبتعرفوا أكثركم ما في " الفتوحات المكية " مما يسمُّونه بالشَّطحات ، نسمِّيه نحن بالكفريات ، وهذا الشَّيخ بيظهر عنده باب التأويل واسع وشاطر في اللغة والمجاز والحقيقة وما أدري إيش ، فكان كل ما يجي قدَّام طامَّة يؤوِّل له إياها ؛ أنُّو هَيْ معناها مو هيك ، لا هيك ، لا هيك لا هيك لَوصل لعند واحدة أعيا الشَّيخ تأويلها ، فكَّر فكَّر قال له : ... تأويل ما كان . قام كتب على الهامش : كفر الشَّيخ - رضي الله عنه - [ الجميع يضحك ! ] .
...
الشيخ : الشاهد : بقى هذا الرجل مسكين هذا ... في ضلال ، قال : هذا حاطب بن أبي بلتعة كفر لولا أنه صحابي ، قلنا له : سبحان الله ! يا رجل ، أين تذهب بقوله - تبارك وتعالى - : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ؟ فإذًا ربنا - عز وجل - ما بيغفر الشرك ، وربنا ما عنده محاباة ؛ هذا صحابي يغفر له الشرك ، هداك ما هو صحابي ما بيغفر له إياها .
السائل : مع أنه يقول للرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )) .
الشيخ : فعلًا ذكرت له هذه الآية وغيرها قام سكت ، قلت له : طيب ؛ بدي أسألك سؤال ؛ لو أنُّو هذا الصحابي اعتقد بأن محمَّدًا - عليه الصلاة والسلام - هو جزء من ربِّ العالمين - سبحانه وتعالى - مثل ما هو مضمون قول مَن يقولون أنُّو قبض قبضة من نوره .
السائل : هذه موجودة هذه .
الشيخ : فقال لها : كوني محمَّدًا فكانت ؛ يعني محمد جزء من ربِّ العالمين ، شو رأيك يا أستاذ إذا صحابي مثل هذا حاطب قال أنُّو محمد - عليه الصلاة والسلام - جزء من ربِّ العالمين هذا كفر ولَّا ليس بكفر ؟ قال : كفر . قلت : يُغفر له ؟ قال : لا . قلت : ليش ما تفرِّق بين هذا وبين ذاك ؟ فكان هذا من جملة الأشياء اللي كشفت له طريق الهدى ، إي نعم .
سائل آخر : شيخنا .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : في بعض ... بيقولوا أنه ... شو معناها ؟
الشيخ : والله هذا شيء .
سائل آخر : هذا هو الحكي الآن .
الشيخ : هذا شيء عريق .
سائل آخر : كفر .
الشيخ : إي نعم ، عريق في الضلالة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 237
- توقيت الفهرسة : 00:41:41
- نسخة مدققة إملائيًّا