الحلبي : فيما يتعلق في موضوع حديث البخاري أستاذي من العجائب شيئان اثنان ، شيء متعلق بالمقلد وهو ابن حزم ، وشيء متعلق بالمقلد وهو الغزالي ؛ الشيء الأول أستاذي أن ابن حزم لما أعل الحديث بالانقطاع ما جاب سيرة هشام ابن عمار ولكن قال هذا الحديث منقطع لم يتصل ما بين البخاري وصدقة بن خالد وهو شيخ هشام بن عمار شيخنا ، ونبه على هذا العيني والعراقي وكثير من أهل العلم ؛ لكن المشهور عنه في الأذهان أنه قال عن هشام بن عمار وإلا الذي أثبته في المحلى وهو الأشهر بين أيدي الناس أنه قال لم ينقطع بين البخاري وبين صدقة بن خالد وفي واسطة قبل صدقة

الشيخ : لم يتصل

الحلبي : لم يتصل قصدي بين البخاري وبين صدقة بن خالد هو شيخ شيخ البخاري وليس شيخه ؛ وفي هذا الكلام تأكيد للكلام أستاذي الذي ذكرته يعلق ابن القيم فيقول: " والبخاري أبعد خلق الله عن التدليس " بهذه العبارة الجميلة

الشيخ : ما شاء الله

الحلبي : هذا الشيء الأول شيخنا ؛ والشيء الثاني بالنسبة للغزالي في هذا الكتاب له فلسفة عجيبة جدا لم يسبق إليها ، أيش يقول ؟ يقول: ولعل الرسول عليه الصلاة والسلام أراد بهذا الحديث أجزاء الصورة مجتمعة .

الشيخ : لا ، هذا مسبوق إليه .

الحلبي : مسبوق شيخنا يعني لو تكلمنا عن هذه النقطة ؟

الشيخ : هذا الكلام باطل هذا ليه ؟ لسببين اثنين ، السبب الأول قوله عليه الصلاة والسلام: ( يستحلون ) يستحلون ، وكل عربي يفهم أن معنى يستحلون أن الشيء المستحل أصله حرام ، فإذن حينما يقول : ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر ـ أي الزنا ـ والحرير ـ أي البلدي ـ و الخمر ) كل هذه الأشياء معروفة أنها حرام لذاتها ، فهم مع ذلك يستحلونها ؛ فكذلك الأمر الرابع المعطوف على سابقه يكون أيضا محرما ، أولا بدليل أنها داخلة تحت عموم قوله: يستحلون. أي هو حرام يستحلونه ؛ وثانيا بدلالة اقتران وإن كان العلماء لهم كلام هنا أن دلالة الاقتران ضعيفة ، طيب ضعيفة نقول نحن موضوعة ما لها قيمة ، لكن قوله : ( يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) هذا أكبر دليل على أن هذه الأشياء الأربعة محرمة ؛ ممكن أن يقال إن هذا الوعيد الشديد ( يمسون في لهو ولعب ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير ) بالنسبة للهيئة بالنسبة للمجموعة ؛ لكن لا يمكن أن يقال إن هذه المجموعة محرمة ؛ لكن إذا فصلنا بعضها عن بعض تبقى بعضها مباحة ، هذا لا يمكن أن يقال هذا تعطيل للنص .

الحلبي : شيخنا من تذكر سبق يعني سبقه في الذهن الآن ولا ... ؟

الشيخ : لا ، بعينه ما أذكر لكن قيل فيه يعني ... .