الحلبي : شيخنا في هذه الأيام يكثر كلام الناس في كل شيء حتى ما لا يستحق أن يتكلم فيه.
الشيخ : أي والله.
الحلبي : فمن ضمن الأشياء التي للأسف يعني بعض الخطباء يتكلمون بها على المنابر يذكرون حديثا غريبا جدا ومنكر المتن لكن نريد يعني كما يقال " عند جهينة الخبر اليقين " .
الشيخ : الله يحفظك.
الحلبي : يقولون يحكم الجزيرة رجل اسمه اسم حيوان يكون كذا وكذا إلى آخره.
الشيخ : هو الظاهر الله أعلم الآن السياسة التي لا دين لها تعمل عملها, وأظن أنت مع بعض إخواننا يذكرون جيدا كنت أذكر في بعض المناسبات أنني حينما بدأت أفهم شيئا من هذا العلم الشريف علم الحديث النبوي وعرفت أن هناك جماعة كذّابين وضّاعين وأنهم يعني أنواع وكانت بواعثهم مختلفة فألقي في نفسي يومئذ أن دور وضع الحديث انتهى هكذا كان ألقي في نفسي لكن مع الاستمرار في مخالطة الناس تبين لي أن الوضع لا يزال يعمل عمله إي نعم, ونفس الأسباب السابقة هي كما يقال التاريخ يعيد نفسه, فالآن السياسة التي كما قلت آنفا لا دين لها هي الآن تستغل الخلاف القائم بين الدول العربية والتكتل والتحزب بعضهم لهؤلاء وبعضهم لهؤلاء لإيجاد آثار وأحاديث قد تكون مما يقال أكل الدهر عليها وشرب ثم تثور بعض الحوادث والفتن فيجدون بعض التطابق الصوري والشكلي بين هذا الواقع وبين تلك الآثار فيثيرها أهل الأهواء غير مفرقين بين ما صح مما لم يصح وبين ما هو حديث مرفوع إلى الرسول عليه السلام وما ليس بمرفوع, هذه مقدمة بين يدي الساعة اليوم.
هذا الحديث بلا شك أنا سئلت عنه بهذه المناسب أكثر من مرة فأنا جوابي أننا لم نره حتى ولا في الأحاديث الموضوعة أنا لا أستبعد أن يكون مثل هذا الحديث موجود في بعض كتب الأدب مثلا والتي تروي عادة ما هب ودب كما يقال فالناس يقفون على هذا الحديث فيتشبثون به لأنه يطابق واقعا ما, فبلا شك الآن أنا أتصور أن الذي يورد هذا الأثر فإنما هو مع الفتنة العراقية ضد الكويت وضد الدول العربية الأخرى على السعودية وهم يريدون أن يطبقوا هذا الحديث على حاكم السعودية أين كان هؤلاء قبل هذه الآونة من مثل هذا الأثر أو هذا الحديث الذي لا وجود له؟ بالإضافة إلى هذا أنا أقول عندي علم منذ شهور أن هناك بعض الكتاب السياسيين وضعوا كتابا ضد الملوك السعوديين ومنهم الملك الحاكم الآن وأنهم أرادوا أن يطبعوه عند بعض الناشرين في هذه البلاد فامتنعوا خشية أن يثير مشكلة سياسية, الآن أثيرت هذه الفتنة العمياء البكماء الصماء مع الأسف فبدأوا ينشرون أوراق صغيرة أنا قيل لي بأن بعضها نشر وأنا ما وصلني شيء منها فيها مثل هذا الحديث ونحوه مما لا يصح إطلاقا ولذلك نحن نحذر بصورة عامة أنفسنا جميعا ألا ندخل هذه المعارك السياسية القائمة الآن لأن الأمر زمن فتنة كما كنا شرحنا ذلك في جلسة سابقة ثم كل ما مضى زمن كل ما جد شيء من مثل هذه الفتن الفكرية ويا سبحان الله قبل أن أنطلق من داري إلى هنا هتفت إليّ امرأة وقبل هذا الهتاف امرأة صباحا تسألني عن حديث هذا الحديث أعيد السؤال من امرأة أخرى قبل أن آتي إلى هنا الحديث يقول وهو في " صحيح مسلم " الحديث من طريق جابر ... .
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, الحديث مروي عن جابر في " صحيح مسلم " وغيره فيه ثلاثة أطراف أحدها يتعلق بالعراق بمناسبة الواقع الآن والطرف الثاني يتعلق بالشام والطرف الثالث يتعلق بالمهدي, الطرف الثالث مرفوع إلى الرسول جابر بيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون في آخر أمّتي خليفة يحثو المال حثوا لا يعدّه عدا ) حديث مرفوع وصحيح الطرفان الأولان عن جابر قال " يأتي زمن تمنع العراق من قفيزها ويأتي زمن على الشام تمنع من مدها " فالناس الآن شافوا هذا الواقع وهذا الحصار الذي فرض على العراق إذا منعت قفيزها القفيز بتعرفوا المقصود فيه ما يشبه القفة يوضع فيها الطحين أو القمح أو ما شابه ذلك فالآن تتنبه بعض الأذهان حينما يمر بها هذا الحديث يا ترى هذا الحديث بيطبق على واقعنا اليوم كان السؤال حول هذا سؤال المرأة في الصباح هل هذا الحديث صحيح وإلا لا؟ السؤال مساء هل للحديث علاقة بواقعنا الآن؟ كان جوابي بطبيعة الحال الحديث صحيح لكن ليس علاقة بزماننا هذا الحديث له معنيان المعنى الأول أن المسلمين سيتوسعون في الفتوحات الإسلامية ويفرضون الجزية على البلاد العراقية والشامية فتردهم ثم يقع أحد شيئين إما أن تسلم هذه البلاد وهذا هو الذي وقع فحينئذ ترفع الجزية عنهم فلا يرد شيء من هذه الجزيات ومنها الطعام أو وهذا يكون في آخر الزمان تنقلب هذه البلاد إلى ما كانت عليه من الكفر فلا تمد المسلمين بشيء من الجزية والقفيز والمد ونحو ذلك, الشاهد من هذا أن هذا حديث صحيح لكن يلقى في أذهان بعض الناس أن له علاقة بالفتنة القائمة الآن والواقع أن هذا الحديث في " صحيح مسلم " وشرحه الإمام النووي وغيره وذكروا هذا المعنى الذي ذكرته آنفا, الآن نصلي المغرب وبعدين إن شاء بقي شيء عندك وإلا؟ الدور الآن للأستاذ ولعله ما نسي حديثه هاته وقبل حديثك أريد أن أستدرك على نفسي حديثا, هدول الشباب سنوا سنة حسنة ومن تمامها أن تتقدم إلينا.
السائل : نحن ما بدناش نضيق على أبي ليلى خشية أن يبطّل يدعونا مثل ما ... .
الشيخ : لا, هو مش منهم!
السائل : ... .
الشيخ : هههه, فاتني أن أذكر في حديثي السابق حديث جابر الذي ذكرته أن فيه ثلاثة أطراف ذكرت في الطرف الأول العراق وأنها تمنع قفيزها والطرف الثاني الشام وأنها تمنع مدها ففاتني أن أذكر أن جابرا رضي الله عنه سئل في كل من الفقرتين فيما يتعلق بالعراق سئل ممن المنع هذا ممن؟ قال " من العجم " وهذا من دواعي تحريك الحديث في هذا الزمن ولما تحدث عن الشام قيل له ممن؟ قال " من الروم " فإذا تذكرتم معي هذا التفسير وذاك من جابر حينئذ يتبين الكلام السابق فالعجم أسلمت فمنعت إيش؟ قفيزها, والروم أسلمت فمنعت قفيزها فهذا تحقق تاريخيا وقد يعود كما قلنا آنفا تعود البلاد إلى الكفر فتمنع من باب أولى ما يجب عليها من الجزية هذا ما أردت أن أستدرك على نفسي والآن هات حديثك.