بيان أسباب النصرة والأسباب التي يظنها الناس أسباباً لها
A-
A=
A+
الشيخ : لكننا إذا دخلنا في التفاصيل ، فهناك سنجد أن المسلمين اليوم مختلفون مع الأسف في هذا العلم النافع ، الذي هو السبب الأول لنصر الله - عزَّ وجلّ - لعباده المؤمنين ، لماذا ؟ لماذا يكون الخلاف في تعريف العلم النافع ؟ ذلك لأنه مضى على المسلمين قرون كثيرة ، وسنين عديدة وهم قد انصرفوا عن كتاب الله وعن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دراسةً وتفقهًا فيهما ، هذا الفقه الذي أراده نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، في الحديث الصحيح المتفق عليه : ( من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين ) الفقه في الدين أخذ تعريفًا خاصًا ، وهو أن يتفقه الإنسان على مذهبٍ من المذاهب المتبعة اليوم ، لا أقول الآن المذاهب الأربعة ؛ لأن كلامي ليس محصورًا في المسلمين المعروفين بأهل السنة ، وإنما كلامي ينصب على كل المسلمين الذين تجمعهم شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، حيث يصلون صلاتنا ، ويستقبلون قبلتنا ، ويأكلون ذبائحنا ، كل من فعل ذلك كان منا وكان له ما لنا ، وعليه ما علينا ، هؤلاء المسلمين كافة ، انصرفوا ، لا أعني أيضًا حتى ما يتبادر إلى ذهن البعض ، ما لا أقصده ولا أعنيه ، لا أعني أفراد المسلمين العامة ، وإنما أعني خاصتهم حينما أقول إنهم انصرفوا عن التفقه في كتاب الله ، وفي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى التفقه في دائرة محدودة جدًا ، ألا وهي دائرة المذهبية الضيقة ، أما أهل السنة فهم يتبعون أئمة أربعة ، أما الآخرون فحدث ولا حرج ، فإنهم يتبعون أئمة آخرين هم بلا شك من أفاضل علماء المسلمين ، ولكن أقوالهم واستنباطاتهم الفقهية لم تصل إلى أتباعهم بالطرق العلمية الصحيحة ، كما وصلت أقوال الأئمة الأربعة إلى أتباعهم من أهل السنة والجماعة . الشاهد : أن خاصة المسلمين ركنوا إلى التقليد المذهبي ، إلا من شاء الله وقليل ما هم ، وهؤلاء بلا شك مما ربنا - عزَّ وجلّ - يمتن ويتفضل على عباده في كل زمانٍ وفي كل مكان أن يقيض للمسلمين كافة أفراد من هؤلاء العلماء الذين يأخذون من المنبعين الصافيين كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن هؤلاء كما جاء في الحديث الصحيح غرباء .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 340
- توقيت الفهرسة : 00:10:18
- نسخة مدققة إملائيًّا