لما كثير من العلماء يكون لهم باع في العلم مع ذلك تجد في كتبهم الأحاديث الضعيفة .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لما كثير من العلماء يكون لهم باع في العلم مع ذلك تجد في كتبهم الأحاديث الضعيفة .؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال آخر أستاذنا يعني بماذا تعلل العلماء القدامى مثل الذهبي أو ابن الجوزي وهم معروف أنهم في قضايا الرجال والحديث من المتشددين تجد الذهبي لما يضع أحاديث مثل كتاب الكبائر أو ابن الجوزي في بعض الكتابات تجد أنهم يكثرون من الأحاديث الضعيفة وأحيانًا الموضوعة وهم معروفين بباعهم الطويل فما هو السبب ؟

الشيخ : السبب أخي بسيط جدًا هو أن تتصور معي نشأة العالم هل ولد عالمًا؟ أقول لا، هل قفز إلى أن صار عالمًا ستقول لا، إذًا فكل إنسان يمر في مراحل في العلم أو يتقدم إلى العلم ويموت ويذكرنا بقول الزمخشري رحمه الله:

" ما للتراب وللعلوم وإنما يسعى ليعلم أنه لا يعلم "

يسعى ليعلم أنه لا يعلم فمع ذلك فليس طالب العلم في ابتداء طلبه للعلم كهو في آخر نهايته لطلب العلم أي بموته لأنه هذا الطلب ليس له نهاية، وهذا شيء نعرفه في أنفسنا ولذلك الذهبي أو ابن الجوزي أو غيرهما هم وصلوا لمرحلة من العلم الأخذ مما هب ودب أو الاقتناع برأي شائع دون هب دون القناعة العلمية القائمة على البراهين الجلية، ثم مع الزمن يرقى ويرقى فيختلف تأليفه الأخير عن تأليفه الأول والثاني وما بعده لذلك قال الحافظ ابن حجر العسقلاني وهو يعني ممن يحق لنا أن نقول لم تلد النساء مثله في علم الحديث، قال: " لست أرضى عن كتاب ألفته إلا فتح الباري لماذا؟ لأنه كان يعني يستدرك بنفسه على نفسه فضلاً عن استدراك غيره عليه، وهذا سنة الله في خلقه (( ولَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً )) " وأنا شخصيًا كرجل معروف في طلبه لهذا العلم أنا عندي كتاب وكثير من إخواننا الحاضرين يعرفونه شخصيًا وبعضهم يعرفه سماعًا ألا وهو " الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير" مجلدان عندي فيهما ألف حديث وزيادة فهذا أول ما اشتغلت بالتخريج هذا الكتاب، أنا الآن في سن الشيخوخة أستفيد من هذا الكتاب لكن لا أسمح بأن يطبع، لكثرة ما أستدرك بنفسي على نفسي، فهذا هو الجواب عن ذاك السؤال ولعله واضح إن شاء الله.

مواضيع متعلقة