ما الحديثان الضعيفان في البخاري و سبب ضعفهما . ؟
A-
A=
A+
السائل : الآن نقف بتقرير ... ، نحن نعلم أن... كل مؤلف من هؤلاء المؤلفين أعتمد على طريقة معينة في جمع الحديث ، فالبخاري أعتمد على طريقة معينة ، ومسلم أعتمد على طريقة معينة وهكذا ، فالآن أنا سمعت أنك ضعفت حديثين للبخاري ، فنريد أن نعلم ما الحديث الذي ضُعف ؟ ولماذا ضُعف ؟
الشيخ : ضعف لأنه ثبت خطأ أحد الرواة ، أحد الحديثين حديث ابن عباس وهو في الصحيحين وليس في البخاري فقط ، قال : ( تزوج رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم ميمونة وهو محرم ) وقبل أن أتوسع قليلا في الجواب اريد الفت النظر، قد يمكن أن يقول واحد مثلي لي الفخر أن أضعف ما صححه الإمام البخاري ، لكن ليس لي أن أقول ذلك ، لأنى مسبوق إلى مثل هذا الشيء من كبار العلماء ، لكن مع الأسف الشديد - وهذا بيت القصيد من هذا الكلام - لجهل عامة طلاب العلم ، بل العلماء أنفسهم بمثل هذا العلم ، وعدم دراستهم لكتب اهل العلم ، لما بيسمعوا الألباني ، مين هذا الألباني الأعجمي من ألبانيا ، وأقام في سوريا ما شاء ثم هنا ، شو بيطلع بإيده يضعف صحيح البخاري وهو كتاب تلقته الأمة بالقبول ؟ انا اقول نعم هذا الكتاب تلقته الامة بالقبول لكن يا ترى هل الأمة تلقت صحيح البخاري وصحيح مسلم بالقبول كما تلقت المصحف الكريم ؟
طبعا لا ، بمعنى هل كل حرف في صحيح البخاري هو ككل حرف في القرآن الكريم ؟ ما أحد يجرؤ يقول هذا الكلام ، لكن وحدة هذا التلقي في قلوب الناس الذين لم يدرسوا صحيح البخاري دراسة علمية واعية متجردة عن العواطف الجامحة ، التي تصرف الناس عن الإيمان بالحقائق العلمية ، هي التي تجعلهم يستعظمون إذا ما بلغهم أو قرأوا في كتاب من كتب الألباني أن حديث البخاري لا يصح ، على الرغم من كونه فى الصحيح ، لكن مش أنا قلته ، قاله أئمة، هذا الحديث بالذات ضعفه ابن تيمية وابن القيم الجوزية والإمام ابن حجر العسقلاني في صحيح البخاري .
السائل : في فتح الباري ؟
الشيخ : في فتح الباري ، نعم
السائل : ضعفه ابن حجر في فتح الباري
الشيخ : اي نعم ، وهكذا كثير من العلماء ، الشاهد - نرجع الآن نقول - ابن عباس يقول عن ميمونة ( أن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم تزوجها وهو محرم ) ، لكن قد صح من أكثر من طريق عن ميمونة نفسها أنها قالت : ( تزوجني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو حلال ) ، فماذا يفعل الباحث فى هذه الحالة ؟ لابد من الترجيح ، رجعنا للترجيح وجدنا الروايات عن ميمونة نفسها أولا ليست غريبة ، بمعنى لم يتفرد بها راو واحد ، الحديث الغريب عند علماء الحديث هو الذى يتفرد بروايته راو واحد ولو كان ثقة ، ولذلك هم يقسمون الغريب إلى صحيح وضعيف ، لأنهم يعنون بالغريب تفرد الراوي به ، فإن كان المتفرد به ثقة حافظا ضابطا ، فيكون حديثه غريبا صحيحا ، وإن كان ضعيفا فيكون غريبا وضعيفا ، حديث ابن عباس غريب لم يروه عن رسول الله الا ابن عباس ، ثم عن ابن عباس رواه عكرمة وأظن له متابعون ، لكن الذي تفرد به ابن عباس ، أما حديث ميمونة فقد جاء من طرق عنها ، فرجح العلماء الذين أشرت إليهم وغيرهم من الذين لا أذكرهم الآن ، رجحوا رواية الحلال بملاحظة شيئين اثنين ، أحدهما: يتعلق بالغرابة وعدمها - وقد ذكرت ذلك آنفا - ، والأخرى أن الرواية اللي جاءت من طرق عن ميمونة هي عن ميمونة نفسها صاحبة العلاقة ، فهي أدرى بنفسها ممن يروى عنها وهو ابن عباس ، فما في غرابة هنا أن يقال أن حديث ابن عباس مع كونه فى صحيح البخاري فهو غريب بمعنى ضعيف ، لا من حيث ان الرواة الذين رووا هذا الحديث فى صحيح البخاري أنهم ضعفاء أو كذابون ، لا ، وإنما انه لم ينج الراوي من الخطأ بدليل الطرق الأخرى التي جاءت عن صاحبة القصة نفسها وهي ميمونة قالت : ( تزوجني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو حلال ) .
أما الحديث الثاني فأظن أنك تعني قوله عَلَيْهِ الَسَلَّام وهو في البخاري من حديث - ما اذكر من هو الصحابي - وهو قوله عَلَيْهِ الَسَلَّام : ( إني لأعرف أمتي يوم القيامة ، قالوا : كيف يارسول الله ؟ قال : يأتوني غرا محجلين من اثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) .
الحديث دون قوله : ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) صحيح ، أما هذه الزيادة فيسميها الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره - بالتعبير الحديثي - أنها زيادة مدرجة أي ليست من حديث الرسول عَلَيْهِ الَسَلَّام ، وإنما هي من بعض الرواة ، ولذلك فالحديث ينتهي ( غرا محجلين من آثار الوضوء ) ، أما زيادة ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) فهذه زيادة من بعض الرواة ، ثم هي من حيث المعنى ليست صحيحة - كما يشرحون ذلك أيضا - ومن أدلتهم في ذلك : أنها تعني أن المسلم حين يتوضأ بدل ما يغسل من هون إلى هنا ، بيغسل مقدمة الرأس إلى أسفل الذقن ، بدل ما يغسل إلى فوق المرفقين بأصبع أو أصبعتين ، يصل إلى العضد بيشمر هيك ، خلاف السنة ، وقد جاء فى الحديث الثابت عن الرسول عَلَيْهِ الَسَلَّام في مسند الإمام أحمد وغيره ( أنه توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال : فمن زاد على هذا - اي كما وكيفا - فقد تعدى وظلم ) فلا يجوز الزيادة على ما جاء به الرسول عَلَيْهِ الَسَلَّام ، لأنه كما تعلمون خير الهدى هدى محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم .
كأني أشعر شوى أن البحث هذا علمي شوى ، فأنا منتظر اسئلة أخرى تتحرك هاديك الجبهة شوية ، معلش ، ههه .
الشيخ : ضعف لأنه ثبت خطأ أحد الرواة ، أحد الحديثين حديث ابن عباس وهو في الصحيحين وليس في البخاري فقط ، قال : ( تزوج رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم ميمونة وهو محرم ) وقبل أن أتوسع قليلا في الجواب اريد الفت النظر، قد يمكن أن يقول واحد مثلي لي الفخر أن أضعف ما صححه الإمام البخاري ، لكن ليس لي أن أقول ذلك ، لأنى مسبوق إلى مثل هذا الشيء من كبار العلماء ، لكن مع الأسف الشديد - وهذا بيت القصيد من هذا الكلام - لجهل عامة طلاب العلم ، بل العلماء أنفسهم بمثل هذا العلم ، وعدم دراستهم لكتب اهل العلم ، لما بيسمعوا الألباني ، مين هذا الألباني الأعجمي من ألبانيا ، وأقام في سوريا ما شاء ثم هنا ، شو بيطلع بإيده يضعف صحيح البخاري وهو كتاب تلقته الأمة بالقبول ؟ انا اقول نعم هذا الكتاب تلقته الامة بالقبول لكن يا ترى هل الأمة تلقت صحيح البخاري وصحيح مسلم بالقبول كما تلقت المصحف الكريم ؟
طبعا لا ، بمعنى هل كل حرف في صحيح البخاري هو ككل حرف في القرآن الكريم ؟ ما أحد يجرؤ يقول هذا الكلام ، لكن وحدة هذا التلقي في قلوب الناس الذين لم يدرسوا صحيح البخاري دراسة علمية واعية متجردة عن العواطف الجامحة ، التي تصرف الناس عن الإيمان بالحقائق العلمية ، هي التي تجعلهم يستعظمون إذا ما بلغهم أو قرأوا في كتاب من كتب الألباني أن حديث البخاري لا يصح ، على الرغم من كونه فى الصحيح ، لكن مش أنا قلته ، قاله أئمة، هذا الحديث بالذات ضعفه ابن تيمية وابن القيم الجوزية والإمام ابن حجر العسقلاني في صحيح البخاري .
السائل : في فتح الباري ؟
الشيخ : في فتح الباري ، نعم
السائل : ضعفه ابن حجر في فتح الباري
الشيخ : اي نعم ، وهكذا كثير من العلماء ، الشاهد - نرجع الآن نقول - ابن عباس يقول عن ميمونة ( أن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم تزوجها وهو محرم ) ، لكن قد صح من أكثر من طريق عن ميمونة نفسها أنها قالت : ( تزوجني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو حلال ) ، فماذا يفعل الباحث فى هذه الحالة ؟ لابد من الترجيح ، رجعنا للترجيح وجدنا الروايات عن ميمونة نفسها أولا ليست غريبة ، بمعنى لم يتفرد بها راو واحد ، الحديث الغريب عند علماء الحديث هو الذى يتفرد بروايته راو واحد ولو كان ثقة ، ولذلك هم يقسمون الغريب إلى صحيح وضعيف ، لأنهم يعنون بالغريب تفرد الراوي به ، فإن كان المتفرد به ثقة حافظا ضابطا ، فيكون حديثه غريبا صحيحا ، وإن كان ضعيفا فيكون غريبا وضعيفا ، حديث ابن عباس غريب لم يروه عن رسول الله الا ابن عباس ، ثم عن ابن عباس رواه عكرمة وأظن له متابعون ، لكن الذي تفرد به ابن عباس ، أما حديث ميمونة فقد جاء من طرق عنها ، فرجح العلماء الذين أشرت إليهم وغيرهم من الذين لا أذكرهم الآن ، رجحوا رواية الحلال بملاحظة شيئين اثنين ، أحدهما: يتعلق بالغرابة وعدمها - وقد ذكرت ذلك آنفا - ، والأخرى أن الرواية اللي جاءت من طرق عن ميمونة هي عن ميمونة نفسها صاحبة العلاقة ، فهي أدرى بنفسها ممن يروى عنها وهو ابن عباس ، فما في غرابة هنا أن يقال أن حديث ابن عباس مع كونه فى صحيح البخاري فهو غريب بمعنى ضعيف ، لا من حيث ان الرواة الذين رووا هذا الحديث فى صحيح البخاري أنهم ضعفاء أو كذابون ، لا ، وإنما انه لم ينج الراوي من الخطأ بدليل الطرق الأخرى التي جاءت عن صاحبة القصة نفسها وهي ميمونة قالت : ( تزوجني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو حلال ) .
أما الحديث الثاني فأظن أنك تعني قوله عَلَيْهِ الَسَلَّام وهو في البخاري من حديث - ما اذكر من هو الصحابي - وهو قوله عَلَيْهِ الَسَلَّام : ( إني لأعرف أمتي يوم القيامة ، قالوا : كيف يارسول الله ؟ قال : يأتوني غرا محجلين من اثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) .
الحديث دون قوله : ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) صحيح ، أما هذه الزيادة فيسميها الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره - بالتعبير الحديثي - أنها زيادة مدرجة أي ليست من حديث الرسول عَلَيْهِ الَسَلَّام ، وإنما هي من بعض الرواة ، ولذلك فالحديث ينتهي ( غرا محجلين من آثار الوضوء ) ، أما زيادة ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) فهذه زيادة من بعض الرواة ، ثم هي من حيث المعنى ليست صحيحة - كما يشرحون ذلك أيضا - ومن أدلتهم في ذلك : أنها تعني أن المسلم حين يتوضأ بدل ما يغسل من هون إلى هنا ، بيغسل مقدمة الرأس إلى أسفل الذقن ، بدل ما يغسل إلى فوق المرفقين بأصبع أو أصبعتين ، يصل إلى العضد بيشمر هيك ، خلاف السنة ، وقد جاء فى الحديث الثابت عن الرسول عَلَيْهِ الَسَلَّام في مسند الإمام أحمد وغيره ( أنه توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال : فمن زاد على هذا - اي كما وكيفا - فقد تعدى وظلم ) فلا يجوز الزيادة على ما جاء به الرسول عَلَيْهِ الَسَلَّام ، لأنه كما تعلمون خير الهدى هدى محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم .
كأني أشعر شوى أن البحث هذا علمي شوى ، فأنا منتظر اسئلة أخرى تتحرك هاديك الجبهة شوية ، معلش ، ههه .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 71
- توقيت الفهرسة : 00:16:16
- نسخة مدققة إملائيًّا