الحديث عن الشرط الأول من شروط العمل الصالح ، وهو ( أن يكون موافقًا للسنة ) ، والكلام على اهتمام العلماء بالسنة .
A-
A=
A+
الشيخ : إذا عرفنا هذا فأريد أن أحصُرَ كلمتي هذه في الشرط الأول ؛ ذلك لأنَّ كثيرًا من المسلمين اليوم قد ضلُّوا سواء السبيل في فهم هذا الشرط ؛ أي : متى يكون العمل صالحًا ؟ إنَّ كثيرين من الناس يتوهَّمون أن العمل يكون صالحًا ومقبولًا عند الله - تبارك وتعالى - بزعمهم بمجرَّد أن صاحبه مخلصٌ لله فيه .
فإذا تذكَّرتم الآية السابقة مع تفسيرها عرفتُمْ أن هذا الزعم مردود على صاحبه ؛ لأنَّ الإخلاص في العمل شرط واحد من شرطين ، وليس كلَّ الشرط ؛ لأن الشرط الآخر أن يكون عملُه موافقًا للسنة .
ولكي يعرف المسلم أن عملَه موافق للسنة لا بد له من أحد أمرين ؛ إما أن يكون عارفًا بالكتاب والسنة ، وإما أن يكون سائلًا لِمَن كان عالمًا بالكتاب والسنة ، والواقع المؤسف اليوم أنَّ العلم بالكتاب والسنة أصبح في هذا العدد الضَّخم من عدد المسلمين عددًا محصورًا مذكورًا ، فقد أعرَضَ جماهيرُ العلماء فضلًا عن غيرهم عن العناية بالسنة بصورة خاصَّة ؛ وذلك يستلزم أن اشتغالهم بغير السنة ولو كان هذا الاشتغال إنما هو من تفسير كلام الله أن ذلك لا يفيدهم شيئًا كبيرًا ؛ لأن القرآنَ الكريم فهمُه قائم على السنة كما بيَّنَ ذلك ربُّنا - تبارك وتعالى - في مثل قوله لنبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) ، فالله - عز وجل - قد صرَّح في هذه الآية أن هناك قرآنا منزَّلًا ، وأن هناك بيانًا لهذا القرآن المنزَّل ، فهذا البيان هو كلام الرسول - عليه الصلاة والسلام - : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) .
فإذا لم يكن العالم مطَّلعًا على السنة لم يستطِعْ أن يفهم القرآن ؛ لأن القرآن وحدَه دون الاستعانة على فهمه بالسنة لا سبيل إلى فهمه ؛ لذلك اجتمع أهل السنة على أنَّ المصادر التي ينبغي الرجوع إليها في شريعة الإسلام إنما هما مصدران فقط القرآن والسنة ، وما أجمعوا على ذلك إلا لأنَّ القرآن كما ذَكَرْنا لا سبيل لفهمه إلا بالسنة ، ولكن مع هذا الإجمال لم يقُمْ أكثرُ أهل العلم بما يجب عليهم من العناية بخدمة السنة ، فقد تفرَّدَ بذلك طائفة من علماء الحديث قديمًا وأفراد قليلون جدًّا في العصور المتأخِّرة ، بل إن علماء الحديث الذين خدموا السنة قديمًا جلُّهم خدموها من حيث التشريع ، إنما القليلون منهم جدًّا الذين خدموا السنة بتحقيق وتمييز ما صحَّ منها مما لم يصحَّ ، وفي مقدمة هؤلاء الأئمة الإمام البخاري والإمام مسلم ، ولكن بقيت هناك أكثر الأحاديث تحتاج إلى تنقية ، وتحتاج كما يعبِّر علماء مصطلح الحديث إلى تفتيش وإلى تحقيق ليتميَّز منها الصحيح من الضعيف ، فالذين اشتغلوا بالتفسير لم يُعنَوا العناية الواجبة بالسنة من حيث تمييز صحيحها من ضعيفها ؛ لذلك نجد في كتب التفسير كثيرًا من الأحاديث التي تُنسَب إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي ليست من الصحة في شيء ، ولست الآن في صدد ضرب الأمثلة على هذا ؛ لأنَّني أعتقد أنه لا يخلو أن يكون في أذهانكم بعض تلك الأمثلة ، إنما الغرض أن أذكِّر بوجوب الرجوع لفهم الدين الذي جعلَه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - دواءً لهذا المرض الذي ألَمَّ بالمسلمين ، إنما يكون هذا الدين بالمفهوم السلفي الأول الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وكان عليه أصحابه الكرام ، ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلا من طريق السنة .
فإذا تذكَّرتم الآية السابقة مع تفسيرها عرفتُمْ أن هذا الزعم مردود على صاحبه ؛ لأنَّ الإخلاص في العمل شرط واحد من شرطين ، وليس كلَّ الشرط ؛ لأن الشرط الآخر أن يكون عملُه موافقًا للسنة .
ولكي يعرف المسلم أن عملَه موافق للسنة لا بد له من أحد أمرين ؛ إما أن يكون عارفًا بالكتاب والسنة ، وإما أن يكون سائلًا لِمَن كان عالمًا بالكتاب والسنة ، والواقع المؤسف اليوم أنَّ العلم بالكتاب والسنة أصبح في هذا العدد الضَّخم من عدد المسلمين عددًا محصورًا مذكورًا ، فقد أعرَضَ جماهيرُ العلماء فضلًا عن غيرهم عن العناية بالسنة بصورة خاصَّة ؛ وذلك يستلزم أن اشتغالهم بغير السنة ولو كان هذا الاشتغال إنما هو من تفسير كلام الله أن ذلك لا يفيدهم شيئًا كبيرًا ؛ لأن القرآنَ الكريم فهمُه قائم على السنة كما بيَّنَ ذلك ربُّنا - تبارك وتعالى - في مثل قوله لنبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) ، فالله - عز وجل - قد صرَّح في هذه الآية أن هناك قرآنا منزَّلًا ، وأن هناك بيانًا لهذا القرآن المنزَّل ، فهذا البيان هو كلام الرسول - عليه الصلاة والسلام - : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) .
فإذا لم يكن العالم مطَّلعًا على السنة لم يستطِعْ أن يفهم القرآن ؛ لأن القرآن وحدَه دون الاستعانة على فهمه بالسنة لا سبيل إلى فهمه ؛ لذلك اجتمع أهل السنة على أنَّ المصادر التي ينبغي الرجوع إليها في شريعة الإسلام إنما هما مصدران فقط القرآن والسنة ، وما أجمعوا على ذلك إلا لأنَّ القرآن كما ذَكَرْنا لا سبيل لفهمه إلا بالسنة ، ولكن مع هذا الإجمال لم يقُمْ أكثرُ أهل العلم بما يجب عليهم من العناية بخدمة السنة ، فقد تفرَّدَ بذلك طائفة من علماء الحديث قديمًا وأفراد قليلون جدًّا في العصور المتأخِّرة ، بل إن علماء الحديث الذين خدموا السنة قديمًا جلُّهم خدموها من حيث التشريع ، إنما القليلون منهم جدًّا الذين خدموا السنة بتحقيق وتمييز ما صحَّ منها مما لم يصحَّ ، وفي مقدمة هؤلاء الأئمة الإمام البخاري والإمام مسلم ، ولكن بقيت هناك أكثر الأحاديث تحتاج إلى تنقية ، وتحتاج كما يعبِّر علماء مصطلح الحديث إلى تفتيش وإلى تحقيق ليتميَّز منها الصحيح من الضعيف ، فالذين اشتغلوا بالتفسير لم يُعنَوا العناية الواجبة بالسنة من حيث تمييز صحيحها من ضعيفها ؛ لذلك نجد في كتب التفسير كثيرًا من الأحاديث التي تُنسَب إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي ليست من الصحة في شيء ، ولست الآن في صدد ضرب الأمثلة على هذا ؛ لأنَّني أعتقد أنه لا يخلو أن يكون في أذهانكم بعض تلك الأمثلة ، إنما الغرض أن أذكِّر بوجوب الرجوع لفهم الدين الذي جعلَه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - دواءً لهذا المرض الذي ألَمَّ بالمسلمين ، إنما يكون هذا الدين بالمفهوم السلفي الأول الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وكان عليه أصحابه الكرام ، ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلا من طريق السنة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 217
- توقيت الفهرسة : 00:09:14
- نسخة مدققة إملائيًّا