الكلام على نقد متون الحديث.
A-
A=
A+
السائل : حينما ننظر إلى صحة الحديث ما ننظر إلى معناه فقط إلى سنده ؟
الشيخ : لا لا, لا بد أن ننظر إلى المعنى كيف لا.
السائل : لا بد طيب حديث الذي يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي بالمطاهر يشربها يرجو بركة أيدي المسلمين هذا الطحان استشهد به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبرك بوضوء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد بكون الشيخ فلان صححه والشيخ فلان طيب انظروا إلى المعنى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة كانوا يتبركون به أما هو يتبرك بهم فلماذا صححوا هذا الحديث ولم ينظروا إلى معناه؟
الشيخ : لأن أنا ذكرت هذا أكثر من مرة لو فتح باب تضعيف الأحاديث بالنظر في المتون لأصاب السنة ما أصاب التوراة والإنجيل من التحريف لأن الذي يريد أن ينقد المتون يجب أن يكون من أوعية العلم فقها في الكتاب في السنة حتى يكون كما قال ابن قيم الجوزية رحمه الله حينما سئل هل يمكن معرفة الحديث.
السائل : المعنى مهم أكثر لأنه يتوقف عليه العمل.
الشيخ : أرجوك أنك تمشي معي في البحث ما تحط إسفين أنا أقول ابن القيم رحمه الله سئل هل يمكن الحكم على الحديث بالوضع بدون الرجوع إلى السند؟ قال نعم من كان دراسته للسنة حتى جرت في عروقه مجرى الدم هذا يمكنه أن يعرف الحديث موضوع بدون الرجوع إلى السند فمن من علماء اللي اشتغلوا بالحديث من القدامى يمكن أن نصفهم بأنهم كما وصفهم الإمام ابن قيم الجوزية حتى نفسح المجال لمن دونهم أن ينقدوا الأحاديث من متونها هذا نادر جدا والنادر بارك الله فيك لا يبنى عليه حكم كما تعلم وإنما العبرة بالغالب لذلك نقد الأحاديث التي جرى عليها علماء المسلمين قاطبة هو من حيث الرواية وليس من حيث الدراية لأن الدراية والفقه فيها يتطلب علما غزيرا جدا وبخاصة في السنة الصحيحة.
السائل : بس هذا المعنى صريح بأن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس النبي يتبرك بأصحابه فكيف نصحح هذا الحديث وهو يعارض العقيدة ويعارض ما كان عليه السلف.
الشيخ : بارك الله فيك أنت تدندن حول ما أنا أحذر منه.
السائل : هذا ما وقع معي مع الطحان حينما قال أنا أتبرك مع الصالحين.
الشيخ : ما معنى التبرك الذي هو يعنيه وماهو التبرك الذي أنت تعنيه؟
السائل : هو يستشهد بهذا الحديث.
الشيخ : سبحان الله أنا عم أسألك سؤال, ما معنى التبرك الذي هو يعنيه وما معنى التبرك الذي أنت تعنيه يعني كثيرا ما يكون من أسباب الخلاف الاختلاف في فهم لفظة ويكون الاختلاف كما قال الشاعر " سارت مشرقة وسرت مغربا *** شتان بين مشرق ومغرب " إذا فسرت البركة بمعنى طلب الخير من مواصلة المسلمين وعدم التنافر عنهم والتكبر عليهم هذا ما فيه شيء يا أستاذ لكن إذا فسّرت البركة كما هو يفسرها وجماعة الصوفية وهو التوسل ونحو ذلك من المعاني المستنكرة التي أنت تدندن حولها يكون حينئذ الحديث فيه إشكال فعلا فالمهم من أجل هذا وذاك ما فتح علماء الحديث نقد المتون ما فتحوا بابه على مصراعين لأنه خطر جدا وأنت تعرف في العصر الحاضر الآن كم وكم من أحاديث صحيحة لا إشكال عند علماء المسلمين فيها قديما مع ذلك الآن تنكر بماذا تنكر؟ هو بملاحظة خاصة تنقدح في نفس القادح ويتوهم أن هذا ما فيه خلاف إطلاقا فالذين ينكرون أحاديث نزول عيسى عليه السلام من السماء, وخروج الدجال, وخروج المهدي وإلى آخره أتراهم ينكرون هكذا يعني هكذا سبهللا وإلا بمعنى قام في أذهانهم وهم يقطعون بأن هذا المعنى يجعلهم يرفضون هذه الأحاديث, أنت تعرف مثلا أن الذين ينكرون أحاديث المهدي أنهم لاحظوا أن الأمة الإسلامية من أسباب ضعفها وذلها الذي ران عليها هو تواكلهم على وانتظارهم لخروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام قالوا هذا إذا سبب من أسباب تأخر المسلمين فإذا نحن نطيح بالسبب وبنقول هذه الأحاديث غير صحيحة, هذا باب خطير يا أستاذ زيد باب خطير جدا لأن لا يمكن وضع مبادئ وقواعد يلتقي عليها كل الذين يريدون إنكار الأحاديث بمتونها وليس الأمر كذلك بالنسبة للذين ينكرون الأحاديث ويضعفونها من أسانيدها هناك قواعد وضوابط وحتى صار علما توارثه الخلف عن السلف, أما نقد المتون ليس هناك ضوابط وقواعد ولذلك كثر الذين يتهجمون على السنة الصحيحة ليس فقط اليوم اليوم ازداد الأمر شرا لكن من قديم الزمان المعتزلة والخوارج الذين ينكرون كثيرا من الأحاديث الصحيحة.
السائل : الحديث اللي تبع التبرك كنتم تصححونه ورجعتم إلى تضعيفه.
الشيخ : بلى.
السائل : الحمد لله هو كان يستشهد به ويجعله حجة علينا.
الشيخ : هؤلاء يا شيخ زينو.
السائل : هل رجعتم لسنده.
الشيخ : طبعا بالسند.
السائل : بالسند وليس للمعنى.
الشيخ : لا, أنا إذا أنكرت حديثا من حيث المعنى لا أكلف غيري بهذا الذي أنكرته لهذا السبب الذي ذكرته لك آنفا أنا عندي حديث اليوم انتهيت من تخريجه.
السائل : جزاكم الله خيرا على الإسلام والمسلمين إن شاء الله أنتم كنتم سببا في هدايتي إلى الدعوة السلفية.
الشيخ : الله يبارك فيك.
السائل : دائما أذكر ذلك وأدعو لكم بخير.
الشيخ : جزاك الله خيرا وتقبل منك.
السائل : إن شاء الله.
الشيخ : لا لا, لا بد أن ننظر إلى المعنى كيف لا.
السائل : لا بد طيب حديث الذي يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي بالمطاهر يشربها يرجو بركة أيدي المسلمين هذا الطحان استشهد به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبرك بوضوء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد بكون الشيخ فلان صححه والشيخ فلان طيب انظروا إلى المعنى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة كانوا يتبركون به أما هو يتبرك بهم فلماذا صححوا هذا الحديث ولم ينظروا إلى معناه؟
الشيخ : لأن أنا ذكرت هذا أكثر من مرة لو فتح باب تضعيف الأحاديث بالنظر في المتون لأصاب السنة ما أصاب التوراة والإنجيل من التحريف لأن الذي يريد أن ينقد المتون يجب أن يكون من أوعية العلم فقها في الكتاب في السنة حتى يكون كما قال ابن قيم الجوزية رحمه الله حينما سئل هل يمكن معرفة الحديث.
السائل : المعنى مهم أكثر لأنه يتوقف عليه العمل.
الشيخ : أرجوك أنك تمشي معي في البحث ما تحط إسفين أنا أقول ابن القيم رحمه الله سئل هل يمكن الحكم على الحديث بالوضع بدون الرجوع إلى السند؟ قال نعم من كان دراسته للسنة حتى جرت في عروقه مجرى الدم هذا يمكنه أن يعرف الحديث موضوع بدون الرجوع إلى السند فمن من علماء اللي اشتغلوا بالحديث من القدامى يمكن أن نصفهم بأنهم كما وصفهم الإمام ابن قيم الجوزية حتى نفسح المجال لمن دونهم أن ينقدوا الأحاديث من متونها هذا نادر جدا والنادر بارك الله فيك لا يبنى عليه حكم كما تعلم وإنما العبرة بالغالب لذلك نقد الأحاديث التي جرى عليها علماء المسلمين قاطبة هو من حيث الرواية وليس من حيث الدراية لأن الدراية والفقه فيها يتطلب علما غزيرا جدا وبخاصة في السنة الصحيحة.
السائل : بس هذا المعنى صريح بأن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس النبي يتبرك بأصحابه فكيف نصحح هذا الحديث وهو يعارض العقيدة ويعارض ما كان عليه السلف.
الشيخ : بارك الله فيك أنت تدندن حول ما أنا أحذر منه.
السائل : هذا ما وقع معي مع الطحان حينما قال أنا أتبرك مع الصالحين.
الشيخ : ما معنى التبرك الذي هو يعنيه وماهو التبرك الذي أنت تعنيه؟
السائل : هو يستشهد بهذا الحديث.
الشيخ : سبحان الله أنا عم أسألك سؤال, ما معنى التبرك الذي هو يعنيه وما معنى التبرك الذي أنت تعنيه يعني كثيرا ما يكون من أسباب الخلاف الاختلاف في فهم لفظة ويكون الاختلاف كما قال الشاعر " سارت مشرقة وسرت مغربا *** شتان بين مشرق ومغرب " إذا فسرت البركة بمعنى طلب الخير من مواصلة المسلمين وعدم التنافر عنهم والتكبر عليهم هذا ما فيه شيء يا أستاذ لكن إذا فسّرت البركة كما هو يفسرها وجماعة الصوفية وهو التوسل ونحو ذلك من المعاني المستنكرة التي أنت تدندن حولها يكون حينئذ الحديث فيه إشكال فعلا فالمهم من أجل هذا وذاك ما فتح علماء الحديث نقد المتون ما فتحوا بابه على مصراعين لأنه خطر جدا وأنت تعرف في العصر الحاضر الآن كم وكم من أحاديث صحيحة لا إشكال عند علماء المسلمين فيها قديما مع ذلك الآن تنكر بماذا تنكر؟ هو بملاحظة خاصة تنقدح في نفس القادح ويتوهم أن هذا ما فيه خلاف إطلاقا فالذين ينكرون أحاديث نزول عيسى عليه السلام من السماء, وخروج الدجال, وخروج المهدي وإلى آخره أتراهم ينكرون هكذا يعني هكذا سبهللا وإلا بمعنى قام في أذهانهم وهم يقطعون بأن هذا المعنى يجعلهم يرفضون هذه الأحاديث, أنت تعرف مثلا أن الذين ينكرون أحاديث المهدي أنهم لاحظوا أن الأمة الإسلامية من أسباب ضعفها وذلها الذي ران عليها هو تواكلهم على وانتظارهم لخروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام قالوا هذا إذا سبب من أسباب تأخر المسلمين فإذا نحن نطيح بالسبب وبنقول هذه الأحاديث غير صحيحة, هذا باب خطير يا أستاذ زيد باب خطير جدا لأن لا يمكن وضع مبادئ وقواعد يلتقي عليها كل الذين يريدون إنكار الأحاديث بمتونها وليس الأمر كذلك بالنسبة للذين ينكرون الأحاديث ويضعفونها من أسانيدها هناك قواعد وضوابط وحتى صار علما توارثه الخلف عن السلف, أما نقد المتون ليس هناك ضوابط وقواعد ولذلك كثر الذين يتهجمون على السنة الصحيحة ليس فقط اليوم اليوم ازداد الأمر شرا لكن من قديم الزمان المعتزلة والخوارج الذين ينكرون كثيرا من الأحاديث الصحيحة.
السائل : الحديث اللي تبع التبرك كنتم تصححونه ورجعتم إلى تضعيفه.
الشيخ : بلى.
السائل : الحمد لله هو كان يستشهد به ويجعله حجة علينا.
الشيخ : هؤلاء يا شيخ زينو.
السائل : هل رجعتم لسنده.
الشيخ : طبعا بالسند.
السائل : بالسند وليس للمعنى.
الشيخ : لا, أنا إذا أنكرت حديثا من حيث المعنى لا أكلف غيري بهذا الذي أنكرته لهذا السبب الذي ذكرته لك آنفا أنا عندي حديث اليوم انتهيت من تخريجه.
السائل : جزاكم الله خيرا على الإسلام والمسلمين إن شاء الله أنتم كنتم سببا في هدايتي إلى الدعوة السلفية.
الشيخ : الله يبارك فيك.
السائل : دائما أذكر ذلك وأدعو لكم بخير.
الشيخ : جزاك الله خيرا وتقبل منك.
السائل : إن شاء الله.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 915
- توقيت الفهرسة : 00:47:53