تتمة الكلام على أهل الفترة.
A-
A=
A+
السائل : هو دليل احتمال مفهوم الآية هناك احتمالين لمفهوم الآية.
الشيخ : وأنا سألتك لماذا ما سألتك عبثا ولذلك لا بد لك من أن تجيب حتى نتناقش إما أن تقصد الرسول بشخصه ودعوته وإما أن تقصد الدعوة نفسها ولو بشخص غير شخص الرسول ثم أزيدك على هذا فأقول: الآية تنفي عدم المؤاخذة بعدم بلوغ الدعوة صح؟ هل هنا تفصيل ( وكان النبي يرسل إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ) هل في الآية هذا التفصيل؟
السائل : لا.
الشيخ : إذا نحن نقول (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) إما الرسول بشخصه وإما دعوته فأنا افترضت جوابا عن سؤالك أنه جاءته دعوة الرسول لكن هذا الرسول ليس من قومه لكننا نقول لما جاءته هذه الدعوة أقيمت عليه الحجة وأنت تعلم بالمناسبة أقول أن بعض العلماء يقولون لا مش ضروري أن يكون هناك رسالة تصل إلى قوم أو إلى شخص أو أشخاص (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) أي العقل, فكل من أدرك بعقله أن لهذا الكون خالق, رازق, محيي, مميت وأنه هو الذي يستحق العبادة دون سواه عرف هذه الحقيقة بعقله الذي أعطاه الله إياه ثم جحد وكفر تكون الحجة قائمة عليه أنا لا أقول بهذا, لكن ألفت النظر بالإضافة إلى هذا جاءته دعوة الرسول لكن هذا الرسول ليس من قومه كما ضربت لك مثلا آنفا شرحا لسؤالك رجل عربي جاءته دعوة إبراهيم عليه السلام وهي دعوة الحق وتبينت له هذه الدعوة ثم كفر بها هل يكون معذورا عند الله لأن هذا النبي ليس من قومه؟ الجواب أين الدليل إذا قلنا إنه معذور وقد أقيمت الحجة عليه, ثم الحديث الذي نحن دائما نتفاخر به أمة الرسول عليه السلام ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ) هذه الحقيقة تتعلق نحن بعقيدتنا أما الأقوام الذين كانوا قبلنا فالمهم بالنسبة إليهم هو أن تقوم حجة الله عليهم إما برسول منهم وفيهم كما قال (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )) وفيهم ينقل الدعوة إليهم مباشرة أو أحد أتباعه ينقل هذه الدعوة إلى نفس القوم الآن جوابا عن سؤالك نقول الحجة قائمة ولو جاءته الدعوة من رسول ليس من قومه لأن المهم الدعوة وليس المهم إرسال الرسول بشخصه نعم إرسال الرسول بشخصه للقوم مباشرة لأنه كما قال تعالى في الآية الكريمة (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فهذا هو الحكمة أن ربنا عز وجل من قبل ما أرسل رسولا إلا من قوم إلى القوم لكن إذا افترضنا الصورة التي أنت سألت عنها آنفا أن دعوة هذا الرسول جاءت قوما ليسوا هم من قومه قد أقيمت الحجة وانتهى الأمر كيف وبعضهم يقولون الحجة تقوم بالعقل فقط هنا أقيمت بالحجة بالعقل والنقل معا.
فالشاهد أنا أشعر بأن البحث الحقيقة أخذ من الوقت أكثر مما كنت أتصوره لكن في اعتقادي أنه إن شاء الله يكون مفيدا ويكون مبينا لما يجب أن يكون عليه المسلم في هذا الزمان الذي تكاثرت فيه الفرق والمذاهب والأحزاب أكثر من ذي قبل لأن الفرق والأحزاب التي كانت من قبل ليس الأمر كما يظن بعضهم أنها اندثرت فلم يبق هناك خوارج ولم يبق هناك معتزلة لا, ذهبت الأسماء وبقيت حقائقها ومسمياتها ولعل بعض الحاضرين يعلم أن في هذا البلد بالذات رجل يتبجح ويتفاخر فيقول أنا معتزلي, وينكر حقائق من الشريعة ليست فقط من السنة بل ومن القرآن الكريم حتى لقد حاولنا أن نلتقي معه وبعد لأي اتفق معنا وجاء وجلس هنا وإذا به يبدأ حديثه بتقديس العقل وتعظيمه وتقديره أكثر مما قدره الشرع فأنا أحببت أن ألفت نظره إلى قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) فأجابني بكلام هو الكفر بعينه قال القرآن لا تقوم به حجة لأن القرآن ذو وجوه له عدة تفاسير قلت الله أكبر قال تعالى (( أفي الله شك )) هل في هذه الآية قولان؟ ليس هناك في بعض الآيات بلا شك فيها بعض الأقوال لكن مع ذلك فالسنة تفسرها مثلا (( أو لامستم النساء )) فيه قولان هذا اللمس والمعنى الآخر هو كناية عن الجماع لكن السنة وضحت أن المقصود هو الجماع لكن آيات خاصة يتعلق منها بعلم الغيب هذه ليس فيها أقوال كثيرة ولذلك لما صرح بهذا الكلام انتهت الجلسة بدون بحث إطلاقا لأنه كما يقولون " مبين المكتوب من عنوانه " إذا كان يشكك في كل آية في اتلقرآن الكريم فبأي طريق أنت تتفاهم معه هو يظن أن عقله فوق عقل الأنبياء والرسل الرسل كانوا يقيمون الحجة على أقوامهم بقال الله وليس بعقله هو, الشاهد أن الأحزاب الآن والفرق والطوائف والجماعات هي تكرار للفرق السابقة وربما يكون هناك شيء جديد من الضلال لم يكن يقوله من قبلهم من الفرق الضالة وهذا هو المثال هذا المعتزلي الذي صرح بأنه ما من آية في القرآن إلا فيها قولان فأكثر لهذا ننصح إخواننا المسلمين بأن يتعرفوا هذه الحقيقة وهي اختلاف الأمة وهذا مما ... في القرآن الكريم (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) وليتذكروا معي قوله صلى الله عليه وسلم ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة, قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي ما أنا عليه وأصحابي ) وفي الرواية الأخرى ( هي الجماعة ) إذا هذا الإختلاف الذي رأيناه تاريخيا ورأيناه واقعيا هذا مما تنبأ به الرسول صلى الله عليه وسلم (( وما ينطق عن هوى * إن هو إلا وحي يوحى )) ولكن المهم ليس أن نعرف هذا الاختلاف كواقع أولا وكمنبأ عنه من الرسول ثانيا ليس هذا بالمهم كما يهمنا أن نعرف ما هو المخرج من هذا الإختلاف جاءكم الجواب في كلام الرسول عليه السلام حين سئل عن الفرقة الناجية فقال ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) إذا هنا لا يصح للمسلم أن يقضي حياته وهو يتمسك بمذهب من المذاهب الإعتقادية كالماتريدية والأشعرية والإباضية والمعتزلية ونحو ذلك أو في الفروع يتمسك بالمذهب الحنفية أو المالكية أو الشافعية أو الحنبلية ليس هذا هو النجاة, النجاة أن يعيش المسلم على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه ما هو السيبل ما هو الطريق لمعرفة ما كان عليه الرسول عليه السلام وما كان عليه أصحابه الكرام؟ أنا أقول لكم كلمة صريحة ليس الطريق هو أن يضل المسلم يقرأ كتابا في المذهب الماتريدي في العقيدة أو الأشعري أو أو إلى آخره وليست الطريقة أن يقرأ كتابا في الأحكام على المذهب الحنفي أو إلى آخره وإنما أن يتفقه بكتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبآثار السلف الصالح, أنا لا أريد من كل فرد من أفراد المسلمين أن يتسلق علم الإجتهاد وأن يصل إلى أن يفسر القرآن, وأن يميز الصحيح من الضعيف من أحاديث الرسول عليه السلام وهو لا يزال في الصف الابتدائي لا ليس هذا قصدي قصدي كعقيدة وكمنهج كل مسلم مهما كان ولو كان عاميا يجب أن يعتقد بأن الدين هو القرآن والسنة فإذا لم يكن عالما فالله عز وجل بين له سبيل التعلم فقال (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أهل الذكر هم أهل القرآن هم العارفون بتفسير كلام الله عز وجل وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلاام فإذا كان طالب علم فيمشي في طلب العلم رويدا رويدا قليلا قليلا وتكون غايته من طلب العلم هو الوصول إلى معرفة ما اختلف فيه الناس أن يعرف الحق مما اختلف فيه الناس وليس أن يظل كل إنسان منا كما تعلم من بيئته هذا عاش في بيئة حنفية فإذا هو حنفي, هذا عاش في بيئة شافعية فإذا هو شافعي, وأين الذي عاش في بيئة مسلمة خالصة لوجه الله عز وجل هذا لا يمكنه أن يوجد إلا على هذا المنهج الذي ذكرناه لكم آنفا وهو أن نتعرف على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا شك أن هذا لا يعني بوجه من الوجوه إطلاقا عدم الإستفادة من علوم الأئمة الأربعة ومن جاؤوا من بعدهم حاش وكلا لا يمكن لأي طالب علم أن يستغني عن جهود العلماء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم سواء كانوا علماء في التفسير أو علماء في الحديث أو علماء في الفقه في الفقه المذهبي أو الفقه المقارن لا يستطيع أن يستغني عن جهود العلماء لا نريد من كلامنا هذا هو الحط من قيمة هؤلاء بل نحن نريد أن نعمل بأصولهم وقواعدهم التي قعدوها في كتبهم منها قولهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " الآن في عالمنا الإسلامي هذا الحديث أو هذه الجملة التي ثبتت والحمد لله عن الأئمة الأربعة لا تكاد مذهبا على وجه الأرض جعل هذا النص من الأئمة كلهم منهاجه وقاعدته التي ينطلق منها لا يزالون على التقليد هذا حنفي هذا شافعي إلى آخره, لا تجد مثلا إلا ما ندر جدا لا تجد حنفيا يفعل أفعالا سهلة جدا يرفع يديه الآن أنا ضربت لك مثلا الخلاف في الإيمان فلا أقول لا تجد حنفيا يعتقد أن الإيمان قول واعتقاد وعمل وإنما يقول كما تلقى منذ صغره الإيمان قول واعتقاد ولا يزيد ولا ينقص لا تجد حنفيا يؤمن بأدلة الكتاب والسنة في هذه المسألة فضلا عن مسألة جزئية من الفروع كما يقولون يرفع يديه عند الركوع والرفع منه أو يضع يديه على الصدر بناء على السنة الصحيحة وإنما يضعها عند عورته هكذا قال تحت السرة لماذا؟ لأنهم نشأوا على المذهبية الضيقة وأعرضوا عن العمل بالنص الذي اتفقوا عليه جميعا إذا صح الحديث فهو مذهبي, إذا كلمتنا هذه كلها تدور وتدندن حول العمل بما ثبت في الكتاب والسنة بالنسبة لكلّ مسلم إن كان عالما مجتهدا فيأخذ الحكم من الكتاب والسنة إذا كان طلب علم فيبحث فيما اختلف فيه العلماء ويستصفي ويستخلص منه ما هو الأقرب إلى الكتاب والسنة وإن كان من عامة المسلمين (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وبذلك تتحقق الآية السابقة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) وبذلك يمكن أن يحقق المسلم في نفسه أنه محبوب عند ربه بتذكره لقوله تعالى وبه أختم هذه الجلسة (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فمن كان منكم حريصا على أن يكون حبيبا لله عز وجل فعليه أن يخلص اتباعه لرسول الله لا يخلص اتباعه لمذهب أو أب أو جد وإنما لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وبهذا القدر الكفاية والحمد لله رب العالمين وإن كان هناك سؤال من بعض الحاضرين فلا بأس وإلا فالساعة الحادية عشر.
الشيخ : وأنا سألتك لماذا ما سألتك عبثا ولذلك لا بد لك من أن تجيب حتى نتناقش إما أن تقصد الرسول بشخصه ودعوته وإما أن تقصد الدعوة نفسها ولو بشخص غير شخص الرسول ثم أزيدك على هذا فأقول: الآية تنفي عدم المؤاخذة بعدم بلوغ الدعوة صح؟ هل هنا تفصيل ( وكان النبي يرسل إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ) هل في الآية هذا التفصيل؟
السائل : لا.
الشيخ : إذا نحن نقول (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) إما الرسول بشخصه وإما دعوته فأنا افترضت جوابا عن سؤالك أنه جاءته دعوة الرسول لكن هذا الرسول ليس من قومه لكننا نقول لما جاءته هذه الدعوة أقيمت عليه الحجة وأنت تعلم بالمناسبة أقول أن بعض العلماء يقولون لا مش ضروري أن يكون هناك رسالة تصل إلى قوم أو إلى شخص أو أشخاص (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) أي العقل, فكل من أدرك بعقله أن لهذا الكون خالق, رازق, محيي, مميت وأنه هو الذي يستحق العبادة دون سواه عرف هذه الحقيقة بعقله الذي أعطاه الله إياه ثم جحد وكفر تكون الحجة قائمة عليه أنا لا أقول بهذا, لكن ألفت النظر بالإضافة إلى هذا جاءته دعوة الرسول لكن هذا الرسول ليس من قومه كما ضربت لك مثلا آنفا شرحا لسؤالك رجل عربي جاءته دعوة إبراهيم عليه السلام وهي دعوة الحق وتبينت له هذه الدعوة ثم كفر بها هل يكون معذورا عند الله لأن هذا النبي ليس من قومه؟ الجواب أين الدليل إذا قلنا إنه معذور وقد أقيمت الحجة عليه, ثم الحديث الذي نحن دائما نتفاخر به أمة الرسول عليه السلام ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ) هذه الحقيقة تتعلق نحن بعقيدتنا أما الأقوام الذين كانوا قبلنا فالمهم بالنسبة إليهم هو أن تقوم حجة الله عليهم إما برسول منهم وفيهم كما قال (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )) وفيهم ينقل الدعوة إليهم مباشرة أو أحد أتباعه ينقل هذه الدعوة إلى نفس القوم الآن جوابا عن سؤالك نقول الحجة قائمة ولو جاءته الدعوة من رسول ليس من قومه لأن المهم الدعوة وليس المهم إرسال الرسول بشخصه نعم إرسال الرسول بشخصه للقوم مباشرة لأنه كما قال تعالى في الآية الكريمة (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فهذا هو الحكمة أن ربنا عز وجل من قبل ما أرسل رسولا إلا من قوم إلى القوم لكن إذا افترضنا الصورة التي أنت سألت عنها آنفا أن دعوة هذا الرسول جاءت قوما ليسوا هم من قومه قد أقيمت الحجة وانتهى الأمر كيف وبعضهم يقولون الحجة تقوم بالعقل فقط هنا أقيمت بالحجة بالعقل والنقل معا.
فالشاهد أنا أشعر بأن البحث الحقيقة أخذ من الوقت أكثر مما كنت أتصوره لكن في اعتقادي أنه إن شاء الله يكون مفيدا ويكون مبينا لما يجب أن يكون عليه المسلم في هذا الزمان الذي تكاثرت فيه الفرق والمذاهب والأحزاب أكثر من ذي قبل لأن الفرق والأحزاب التي كانت من قبل ليس الأمر كما يظن بعضهم أنها اندثرت فلم يبق هناك خوارج ولم يبق هناك معتزلة لا, ذهبت الأسماء وبقيت حقائقها ومسمياتها ولعل بعض الحاضرين يعلم أن في هذا البلد بالذات رجل يتبجح ويتفاخر فيقول أنا معتزلي, وينكر حقائق من الشريعة ليست فقط من السنة بل ومن القرآن الكريم حتى لقد حاولنا أن نلتقي معه وبعد لأي اتفق معنا وجاء وجلس هنا وإذا به يبدأ حديثه بتقديس العقل وتعظيمه وتقديره أكثر مما قدره الشرع فأنا أحببت أن ألفت نظره إلى قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) فأجابني بكلام هو الكفر بعينه قال القرآن لا تقوم به حجة لأن القرآن ذو وجوه له عدة تفاسير قلت الله أكبر قال تعالى (( أفي الله شك )) هل في هذه الآية قولان؟ ليس هناك في بعض الآيات بلا شك فيها بعض الأقوال لكن مع ذلك فالسنة تفسرها مثلا (( أو لامستم النساء )) فيه قولان هذا اللمس والمعنى الآخر هو كناية عن الجماع لكن السنة وضحت أن المقصود هو الجماع لكن آيات خاصة يتعلق منها بعلم الغيب هذه ليس فيها أقوال كثيرة ولذلك لما صرح بهذا الكلام انتهت الجلسة بدون بحث إطلاقا لأنه كما يقولون " مبين المكتوب من عنوانه " إذا كان يشكك في كل آية في اتلقرآن الكريم فبأي طريق أنت تتفاهم معه هو يظن أن عقله فوق عقل الأنبياء والرسل الرسل كانوا يقيمون الحجة على أقوامهم بقال الله وليس بعقله هو, الشاهد أن الأحزاب الآن والفرق والطوائف والجماعات هي تكرار للفرق السابقة وربما يكون هناك شيء جديد من الضلال لم يكن يقوله من قبلهم من الفرق الضالة وهذا هو المثال هذا المعتزلي الذي صرح بأنه ما من آية في القرآن إلا فيها قولان فأكثر لهذا ننصح إخواننا المسلمين بأن يتعرفوا هذه الحقيقة وهي اختلاف الأمة وهذا مما ... في القرآن الكريم (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) وليتذكروا معي قوله صلى الله عليه وسلم ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة, قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي ما أنا عليه وأصحابي ) وفي الرواية الأخرى ( هي الجماعة ) إذا هذا الإختلاف الذي رأيناه تاريخيا ورأيناه واقعيا هذا مما تنبأ به الرسول صلى الله عليه وسلم (( وما ينطق عن هوى * إن هو إلا وحي يوحى )) ولكن المهم ليس أن نعرف هذا الاختلاف كواقع أولا وكمنبأ عنه من الرسول ثانيا ليس هذا بالمهم كما يهمنا أن نعرف ما هو المخرج من هذا الإختلاف جاءكم الجواب في كلام الرسول عليه السلام حين سئل عن الفرقة الناجية فقال ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) إذا هنا لا يصح للمسلم أن يقضي حياته وهو يتمسك بمذهب من المذاهب الإعتقادية كالماتريدية والأشعرية والإباضية والمعتزلية ونحو ذلك أو في الفروع يتمسك بالمذهب الحنفية أو المالكية أو الشافعية أو الحنبلية ليس هذا هو النجاة, النجاة أن يعيش المسلم على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه ما هو السيبل ما هو الطريق لمعرفة ما كان عليه الرسول عليه السلام وما كان عليه أصحابه الكرام؟ أنا أقول لكم كلمة صريحة ليس الطريق هو أن يضل المسلم يقرأ كتابا في المذهب الماتريدي في العقيدة أو الأشعري أو أو إلى آخره وليست الطريقة أن يقرأ كتابا في الأحكام على المذهب الحنفي أو إلى آخره وإنما أن يتفقه بكتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبآثار السلف الصالح, أنا لا أريد من كل فرد من أفراد المسلمين أن يتسلق علم الإجتهاد وأن يصل إلى أن يفسر القرآن, وأن يميز الصحيح من الضعيف من أحاديث الرسول عليه السلام وهو لا يزال في الصف الابتدائي لا ليس هذا قصدي قصدي كعقيدة وكمنهج كل مسلم مهما كان ولو كان عاميا يجب أن يعتقد بأن الدين هو القرآن والسنة فإذا لم يكن عالما فالله عز وجل بين له سبيل التعلم فقال (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أهل الذكر هم أهل القرآن هم العارفون بتفسير كلام الله عز وجل وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلاام فإذا كان طالب علم فيمشي في طلب العلم رويدا رويدا قليلا قليلا وتكون غايته من طلب العلم هو الوصول إلى معرفة ما اختلف فيه الناس أن يعرف الحق مما اختلف فيه الناس وليس أن يظل كل إنسان منا كما تعلم من بيئته هذا عاش في بيئة حنفية فإذا هو حنفي, هذا عاش في بيئة شافعية فإذا هو شافعي, وأين الذي عاش في بيئة مسلمة خالصة لوجه الله عز وجل هذا لا يمكنه أن يوجد إلا على هذا المنهج الذي ذكرناه لكم آنفا وهو أن نتعرف على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا شك أن هذا لا يعني بوجه من الوجوه إطلاقا عدم الإستفادة من علوم الأئمة الأربعة ومن جاؤوا من بعدهم حاش وكلا لا يمكن لأي طالب علم أن يستغني عن جهود العلماء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم سواء كانوا علماء في التفسير أو علماء في الحديث أو علماء في الفقه في الفقه المذهبي أو الفقه المقارن لا يستطيع أن يستغني عن جهود العلماء لا نريد من كلامنا هذا هو الحط من قيمة هؤلاء بل نحن نريد أن نعمل بأصولهم وقواعدهم التي قعدوها في كتبهم منها قولهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " الآن في عالمنا الإسلامي هذا الحديث أو هذه الجملة التي ثبتت والحمد لله عن الأئمة الأربعة لا تكاد مذهبا على وجه الأرض جعل هذا النص من الأئمة كلهم منهاجه وقاعدته التي ينطلق منها لا يزالون على التقليد هذا حنفي هذا شافعي إلى آخره, لا تجد مثلا إلا ما ندر جدا لا تجد حنفيا يفعل أفعالا سهلة جدا يرفع يديه الآن أنا ضربت لك مثلا الخلاف في الإيمان فلا أقول لا تجد حنفيا يعتقد أن الإيمان قول واعتقاد وعمل وإنما يقول كما تلقى منذ صغره الإيمان قول واعتقاد ولا يزيد ولا ينقص لا تجد حنفيا يؤمن بأدلة الكتاب والسنة في هذه المسألة فضلا عن مسألة جزئية من الفروع كما يقولون يرفع يديه عند الركوع والرفع منه أو يضع يديه على الصدر بناء على السنة الصحيحة وإنما يضعها عند عورته هكذا قال تحت السرة لماذا؟ لأنهم نشأوا على المذهبية الضيقة وأعرضوا عن العمل بالنص الذي اتفقوا عليه جميعا إذا صح الحديث فهو مذهبي, إذا كلمتنا هذه كلها تدور وتدندن حول العمل بما ثبت في الكتاب والسنة بالنسبة لكلّ مسلم إن كان عالما مجتهدا فيأخذ الحكم من الكتاب والسنة إذا كان طلب علم فيبحث فيما اختلف فيه العلماء ويستصفي ويستخلص منه ما هو الأقرب إلى الكتاب والسنة وإن كان من عامة المسلمين (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وبذلك تتحقق الآية السابقة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) وبذلك يمكن أن يحقق المسلم في نفسه أنه محبوب عند ربه بتذكره لقوله تعالى وبه أختم هذه الجلسة (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فمن كان منكم حريصا على أن يكون حبيبا لله عز وجل فعليه أن يخلص اتباعه لرسول الله لا يخلص اتباعه لمذهب أو أب أو جد وإنما لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وبهذا القدر الكفاية والحمد لله رب العالمين وإن كان هناك سؤال من بعض الحاضرين فلا بأس وإلا فالساعة الحادية عشر.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 1036
- توقيت الفهرسة : 00:01:56