متى يجوز تقدير المضاف المحذوف .
A-
A=
A+
الشيخ : لكنهم عطلوها ، حرفوا دلالتها الصريحة (( إلى ربها ناظرة )) قالوا إلى نعيم ربها ناظرة ، ما فيها شيء إلى نعيم ربها ناظرة ، قدروا مضافاً محذوفاً ، وكما قلنا نحن آنفاً في بيان كيف ينبغي أن تُفهم اللغة العربية ، فضلاً عن الكلام الإلهي القائم على اللغة العربية ، جاء الأمير ، جاء الملك ، هل يجوز لنا أن نفهم جاء خادم الأمير أو خادم الملك ؟ لا ، يا أخي يقول لك هذا أمر معروف في اللغة العربية ، تقدير مضاف محذوف ، وهنا بحث عند أهل العلم يقولون تقدير المضاف المحذوف يجوز عند وجود الدليل المقتضي لذلك ، وإلا كانت تعطلت اللغة العربية أنا بقول جاء أحمد ، هو شو يفهم جاء ابنه ، جاء أبو أحمد ، جاء ابنه ، لك يا أخي من أين جئت بهذا التأويل ؟ ! ما يعجبه إلا أن يعطل اللغة العربية ، فهنا هكذا فعل المعتزلة وغيرهم في تفسير نصوص الكتاب والسنة
السائل:..
الشيخ: ، نعم ، لكن الحق لم يوافق أهواءهم ؛ لذلك يقولوا لك في ضرورة للتأويل ، ما هي الضرورة ؟ ما دخل في عقله ومعنى هذا أنهم ما نقول ليسوا مؤمنين مطلقاً ، لكن نقول بكل جرأة إن إيمانهم ناقص وضعيف ؛ لأن الله عز وجل يقول في مطلع سورة البقرة : (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) أول صفة المتقين هم : (( الذين يؤمنون بالغيب )) بنص الكتاب ، طيب ، من الغيب ؟ (( إلى ربها ناظرة )) ، ما بدها فلسفة ، هم يستعملوا العقل البشري ، مثل القوة البشرية ، هل تستطيع أن تزيل جبل عن مكانها ؟ لا ، القوة البشرية محدودة ، كذلك البصر محدود ، السمع محدود ، كذلك العقل محدود تماماً ، كل شيء في الإنسان خلق ضعيفاً ، فهم لما يسمعوا الآية : (( إلى ربها ناظرة )) كيف ؟ نحن إذا قلنا إلى ربها ناظرة معناه حصرنا في جهة ، وضعناه فوق حطيناه أما إلى آخره ، من هذه الشبهات التي استقوها من ما يشاهدونه حولهم كمخلوقين ، لكن الخالق نسوا أنه وصف نفسه بصفتين اثنتين ، إحداهم إيجابية والأخرى سلبية ، الإيجابية صفة قائمة فيه ، أما السلبية تنزيه له تبارك وتعالى ، فقال : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) تنزيه ، إنه أي شيء يخطر في بالك من صفات الله عز وجل يختلط عليك الأمر ، حتى يكون مثل صفاتنا ، تقول رأسا ليس كمثله شيء ، لكن هل هو عبارة عن معنى قائم في الذهن لا حقيقة له ولا وجود له ، حاشاه ، يعني نحن الآن أن نتصور العنقاء ، العنقاء اسم عربي قديم خيالي ، طير كبير يتحدث عنه السندباد البحري في قصة ألف ليلة وليلة ، وأمثالها ، أنه عبارة عن طير كبير ، البيض تبعه مثل القبة ، شايف ويحكي قصة فيها طرافة وظرافة ، كلها خيال بخيال ، العنقاء جسم ، اسم بدون جسم ، اسم قائم في الذهن ، معنى قائم في الذهن ، لكن في خارج الذهن ، يعني في الواقع لا حقيقة له .
ربنا عز وجل الذي له كل صفات الكمال ومنزه عن كل صفات النقصان ، هل هو هكذا ؟ معنى قائم في نفوسنا وليس له حقيقة قائمة خارج هذا الكون ، خارج هذا العقل ؟ الله أكبر من ذلك ، بل هو خلق السموات والأرض ، فهو له كل صفات الكمال فهو ذات موجودة حقيقية ، ولها كل صفات الكمال ، إذ الأمر كذلك ، فما هي صفاته عز وجل ؟ ليس لنا مجال في العقل أن نصفه من عندنا ، بل قد كفانا مؤنة تشغيل عقولنا ، بأن وصف نفسه لنا في الكتاب والسنة ، من جملة هذه الصفات : (( إلى ربها ناظرة )) وأن المؤمنين كما قال أحد فقهاء الشعراء ، نستطيع أن نقول :
"يراه المؤمنين بغير كيف وتشبيهٍ وضرب من مثال "
فرؤية الله ثابتة في الآخرة أنكرها المعتزلة ، أنكرها الخوارج ، ألعدم وجود نصوص في الكتاب والسنة؟ لا ، النصوص موجودة ولكنهم حرفوها وعطلوا معانيها ، إذاً ما استفادوا شيئاً من إيمانهم بهذه النصوص ، مع إنكارهم حقائق دلائلها ، فإذاً يجب أن نؤمن بالنص لفظاً ومعنى ، النص محفوظ معصوم ، كيف نعرف المعنى ؟ هنا كما يقال بيت القصيد ، بالرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح ، القرآن يفسر أول شيء بالقرآن ، ثم بالسنة الصحيحة ، ثم بالآثار السلفية ، فهل نجد عند السلف الصالح تفسير هذه الآية : (( وجوه يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرة )) أي إلى نعيم ربها ؟ أبداً كل أثر يأتي عن السلف يتفق مع ظاهر الآية أولاً ، ثم مع الأحاديث الصحيحة الصريحة في الدلالة على أن الآية على ظاهرها التي يفهمها كل عربي ، إذا كان لم يُصب بهوى ، لم يصب بمذهبيه أو حزبيه مقيتة .
السائل:..
الشيخ: ، نعم ، لكن الحق لم يوافق أهواءهم ؛ لذلك يقولوا لك في ضرورة للتأويل ، ما هي الضرورة ؟ ما دخل في عقله ومعنى هذا أنهم ما نقول ليسوا مؤمنين مطلقاً ، لكن نقول بكل جرأة إن إيمانهم ناقص وضعيف ؛ لأن الله عز وجل يقول في مطلع سورة البقرة : (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) أول صفة المتقين هم : (( الذين يؤمنون بالغيب )) بنص الكتاب ، طيب ، من الغيب ؟ (( إلى ربها ناظرة )) ، ما بدها فلسفة ، هم يستعملوا العقل البشري ، مثل القوة البشرية ، هل تستطيع أن تزيل جبل عن مكانها ؟ لا ، القوة البشرية محدودة ، كذلك البصر محدود ، السمع محدود ، كذلك العقل محدود تماماً ، كل شيء في الإنسان خلق ضعيفاً ، فهم لما يسمعوا الآية : (( إلى ربها ناظرة )) كيف ؟ نحن إذا قلنا إلى ربها ناظرة معناه حصرنا في جهة ، وضعناه فوق حطيناه أما إلى آخره ، من هذه الشبهات التي استقوها من ما يشاهدونه حولهم كمخلوقين ، لكن الخالق نسوا أنه وصف نفسه بصفتين اثنتين ، إحداهم إيجابية والأخرى سلبية ، الإيجابية صفة قائمة فيه ، أما السلبية تنزيه له تبارك وتعالى ، فقال : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) تنزيه ، إنه أي شيء يخطر في بالك من صفات الله عز وجل يختلط عليك الأمر ، حتى يكون مثل صفاتنا ، تقول رأسا ليس كمثله شيء ، لكن هل هو عبارة عن معنى قائم في الذهن لا حقيقة له ولا وجود له ، حاشاه ، يعني نحن الآن أن نتصور العنقاء ، العنقاء اسم عربي قديم خيالي ، طير كبير يتحدث عنه السندباد البحري في قصة ألف ليلة وليلة ، وأمثالها ، أنه عبارة عن طير كبير ، البيض تبعه مثل القبة ، شايف ويحكي قصة فيها طرافة وظرافة ، كلها خيال بخيال ، العنقاء جسم ، اسم بدون جسم ، اسم قائم في الذهن ، معنى قائم في الذهن ، لكن في خارج الذهن ، يعني في الواقع لا حقيقة له .
ربنا عز وجل الذي له كل صفات الكمال ومنزه عن كل صفات النقصان ، هل هو هكذا ؟ معنى قائم في نفوسنا وليس له حقيقة قائمة خارج هذا الكون ، خارج هذا العقل ؟ الله أكبر من ذلك ، بل هو خلق السموات والأرض ، فهو له كل صفات الكمال فهو ذات موجودة حقيقية ، ولها كل صفات الكمال ، إذ الأمر كذلك ، فما هي صفاته عز وجل ؟ ليس لنا مجال في العقل أن نصفه من عندنا ، بل قد كفانا مؤنة تشغيل عقولنا ، بأن وصف نفسه لنا في الكتاب والسنة ، من جملة هذه الصفات : (( إلى ربها ناظرة )) وأن المؤمنين كما قال أحد فقهاء الشعراء ، نستطيع أن نقول :
"يراه المؤمنين بغير كيف وتشبيهٍ وضرب من مثال "
فرؤية الله ثابتة في الآخرة أنكرها المعتزلة ، أنكرها الخوارج ، ألعدم وجود نصوص في الكتاب والسنة؟ لا ، النصوص موجودة ولكنهم حرفوها وعطلوا معانيها ، إذاً ما استفادوا شيئاً من إيمانهم بهذه النصوص ، مع إنكارهم حقائق دلائلها ، فإذاً يجب أن نؤمن بالنص لفظاً ومعنى ، النص محفوظ معصوم ، كيف نعرف المعنى ؟ هنا كما يقال بيت القصيد ، بالرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح ، القرآن يفسر أول شيء بالقرآن ، ثم بالسنة الصحيحة ، ثم بالآثار السلفية ، فهل نجد عند السلف الصالح تفسير هذه الآية : (( وجوه يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرة )) أي إلى نعيم ربها ؟ أبداً كل أثر يأتي عن السلف يتفق مع ظاهر الآية أولاً ، ثم مع الأحاديث الصحيحة الصريحة في الدلالة على أن الآية على ظاهرها التي يفهمها كل عربي ، إذا كان لم يُصب بهوى ، لم يصب بمذهبيه أو حزبيه مقيتة .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 161
- توقيت الفهرسة : 00:35:04
- نسخة مدققة إملائيًّا