تفسير بعض السلف للآية (( وهو معكم أينما كنتم )) بالمعية العلمية هل هو ضرب من التأويل المذموم .؟ وما الضابط في ذلك .؟ وما معنى التأويل في الاصطلاح الشرعي .؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل سائل فيقول: هل ما ورد عن السلف في تفسير قول الله تبارك وتعالى: (( وهو معكم أينما كنتم )) قالوا أي بعلمه , هل هذا يعد من التأويل المذموم وما هو الضابط في ذلك ؟
الشيخ : هذا ليس تأويلا , التأويل في الاصطلاح العلمي هو إخراج العبارة أو الجملة ... عن دلالتها المتبادرة هذا هو التأويل وإنما يصار إليه إذا قام الدليل الشرعي أو العقلي المقطوع بدلالته , حينئذٍ يصار إلى التأويل , أما هنا فلا تأويل لأن سياق الآية وسباقها يعني لا يعني المعية الذاتية وإنما يعني المعية العلمية ((وهو معكم أينما كنتم)) لأن الآية أظن أولها ما من نجوى ثلاثة
السائل : وما من نجوى ثلاثة إلا
الشيخ : نعم إلا هو معهم فـ , نعم ؟
السائل : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) .
الشيخ : نعم فالمعية هنا معية اطّلاعية وعلمية ولذلك فالمعية هنا كما جاء عن السلف هي معية علمية ليس هذا تأويلا وإن كان بعضهم يسميه تأويلا , وأشهر مثال على ذلك آية (( واسأل القرية التي كنّا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنّا لصادقون )) ، اسأل القرية اللفظ القرية هي البنيان والجدران والحيطان القائمة على تلك الأرض هي القرية لكن إذا أخذت الآية بتمامها وجدت نفسك مضطرا ألّا يتبادر إلى ذهنك هذا المعنى المقصود من لفظة القرية وإنما يتبادر إلى ذهنك سكانها (( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها )) والعير التي أقبلنا فيها العير أيضا كلفظ معناه هذه القافلة من البعران الجمال مثلا والإبل لكن لا ينظر إلى اللفظة مفصولة عن سباقها وعن سياقها وإنما ينظر إلى الجملة بكاملها من أولها إلى آخرها حينئذٍ فالذي يتبادر لك من هذه الآية غير المعنى الذي يتبادر من لفظ موجود في هذه الآية هو القرية أو العير فستجد نفسك مضطرا أن تقول إن المعنى الذي يتبادر إلى ذهن أي عربي سواء كان عالما بالشريعة أو غير عالم وإنما هو عربي فسيقول (( واسأل القرية )) أي سكانها والعير أي المرافقين لها هذا ليس تأويلا أبدا , والأمثلة على هذا تكثر وتكثر جدا , من ذلك مثلا (( سيحوا في الأرض )) ففي ظرفية لكن إذا نظرت إلى هذه الآية إلى هذي الحرف في هذه الآية ما تفهم أنها ظرفية بل تفهمها على أنها على معنى على قل سيحوا في الأرض فانظروا , مش في جوف الأرض وإنما على الأرض وعلى هذا أمثلة كثيرة وكثيرة جدا وعلى ذلك جاء قوله تبارك وتعالى أيضا في سورة طه لما فرعون طغى وبغى وقال للناس: (( أنا ربكم الأعلى )) وأحضر السحرة لينتصر بهم على معجزة موسى عليه السلام فكانت العاقبة لموسى عليه وكانت العاقبة أن السحرة آمنوا (( قالوا آمنا برب هارون ... )) برب أيش ((هارون وموسى)) فماذا هدّدهم قال: (( ولأصلّبنّكم في جذوع النخل )) أيضا هنا في جذوع النخل إذا فَصلت في عن مكانها هنا فهمت في بمعنى ظرفية لكن هنا لا تصلح , لا يصلح هذا الفهم إلا أنها بمعنى على ولأصلبنكم في جذوع النخل أي على جذوع النخل هذا أيضا ليس تأويلا لأن الجملة هي تفرض عليك أن تفهم في هنا وهناك بمعنى على وأخيرا قوله عليه الصلاة والسلام وهذا الموضوع له علاقة بعقيدة زلّ عنها جماهير المسلمين قديما وحديثا قوله عليه الصلاة والسلام: ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) إيش معنى ارحموا من في الأرض يعني الديدان والحشرات التي تعيش في جوف الأرض ولا تستطيعون أن تطولوها بشيء من الرحمة؟ , ما يتبادر هذا المعنى إلى ذهن عربي إطلاقا وإنما هنا " في " كهناك " على " , الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض من على الأرض معكم يرحمكم من في السماء , أيضا يرحمكم من في السماء في هنا ليست ظرفية كما هناك في الأرض ليست ظرفية وإنما هي بمعنى على , وعلى ذلك يجب أن نفهم قوله تعالى في سورة تبارك: (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )) ... أي من على السماء أأمنتم من على السماء (( الرحمن على العرش استوى )) الآيات كلها تلتقي بعضها مع بعض بمعنى إثبات العلو لله عزّ وجل على سائر خلقه , فالله عزّ وجل على الخلق جميعا , ليس هذا وذاك من الأمثلة تأويلا إنما هو الفهم العربي السليم قبل أن تدخله العجمة وقبل أن يتسلط عليه علم الكلام , غيره
سائل آخر : يعطيك العافية شيخ .
الشيخ : هذا ليس تأويلا , التأويل في الاصطلاح العلمي هو إخراج العبارة أو الجملة ... عن دلالتها المتبادرة هذا هو التأويل وإنما يصار إليه إذا قام الدليل الشرعي أو العقلي المقطوع بدلالته , حينئذٍ يصار إلى التأويل , أما هنا فلا تأويل لأن سياق الآية وسباقها يعني لا يعني المعية الذاتية وإنما يعني المعية العلمية ((وهو معكم أينما كنتم)) لأن الآية أظن أولها ما من نجوى ثلاثة
السائل : وما من نجوى ثلاثة إلا
الشيخ : نعم إلا هو معهم فـ , نعم ؟
السائل : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) .
الشيخ : نعم فالمعية هنا معية اطّلاعية وعلمية ولذلك فالمعية هنا كما جاء عن السلف هي معية علمية ليس هذا تأويلا وإن كان بعضهم يسميه تأويلا , وأشهر مثال على ذلك آية (( واسأل القرية التي كنّا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنّا لصادقون )) ، اسأل القرية اللفظ القرية هي البنيان والجدران والحيطان القائمة على تلك الأرض هي القرية لكن إذا أخذت الآية بتمامها وجدت نفسك مضطرا ألّا يتبادر إلى ذهنك هذا المعنى المقصود من لفظة القرية وإنما يتبادر إلى ذهنك سكانها (( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها )) والعير التي أقبلنا فيها العير أيضا كلفظ معناه هذه القافلة من البعران الجمال مثلا والإبل لكن لا ينظر إلى اللفظة مفصولة عن سباقها وعن سياقها وإنما ينظر إلى الجملة بكاملها من أولها إلى آخرها حينئذٍ فالذي يتبادر لك من هذه الآية غير المعنى الذي يتبادر من لفظ موجود في هذه الآية هو القرية أو العير فستجد نفسك مضطرا أن تقول إن المعنى الذي يتبادر إلى ذهن أي عربي سواء كان عالما بالشريعة أو غير عالم وإنما هو عربي فسيقول (( واسأل القرية )) أي سكانها والعير أي المرافقين لها هذا ليس تأويلا أبدا , والأمثلة على هذا تكثر وتكثر جدا , من ذلك مثلا (( سيحوا في الأرض )) ففي ظرفية لكن إذا نظرت إلى هذه الآية إلى هذي الحرف في هذه الآية ما تفهم أنها ظرفية بل تفهمها على أنها على معنى على قل سيحوا في الأرض فانظروا , مش في جوف الأرض وإنما على الأرض وعلى هذا أمثلة كثيرة وكثيرة جدا وعلى ذلك جاء قوله تبارك وتعالى أيضا في سورة طه لما فرعون طغى وبغى وقال للناس: (( أنا ربكم الأعلى )) وأحضر السحرة لينتصر بهم على معجزة موسى عليه السلام فكانت العاقبة لموسى عليه وكانت العاقبة أن السحرة آمنوا (( قالوا آمنا برب هارون ... )) برب أيش ((هارون وموسى)) فماذا هدّدهم قال: (( ولأصلّبنّكم في جذوع النخل )) أيضا هنا في جذوع النخل إذا فَصلت في عن مكانها هنا فهمت في بمعنى ظرفية لكن هنا لا تصلح , لا يصلح هذا الفهم إلا أنها بمعنى على ولأصلبنكم في جذوع النخل أي على جذوع النخل هذا أيضا ليس تأويلا لأن الجملة هي تفرض عليك أن تفهم في هنا وهناك بمعنى على وأخيرا قوله عليه الصلاة والسلام وهذا الموضوع له علاقة بعقيدة زلّ عنها جماهير المسلمين قديما وحديثا قوله عليه الصلاة والسلام: ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) إيش معنى ارحموا من في الأرض يعني الديدان والحشرات التي تعيش في جوف الأرض ولا تستطيعون أن تطولوها بشيء من الرحمة؟ , ما يتبادر هذا المعنى إلى ذهن عربي إطلاقا وإنما هنا " في " كهناك " على " , الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض من على الأرض معكم يرحمكم من في السماء , أيضا يرحمكم من في السماء في هنا ليست ظرفية كما هناك في الأرض ليست ظرفية وإنما هي بمعنى على , وعلى ذلك يجب أن نفهم قوله تعالى في سورة تبارك: (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )) ... أي من على السماء أأمنتم من على السماء (( الرحمن على العرش استوى )) الآيات كلها تلتقي بعضها مع بعض بمعنى إثبات العلو لله عزّ وجل على سائر خلقه , فالله عزّ وجل على الخلق جميعا , ليس هذا وذاك من الأمثلة تأويلا إنما هو الفهم العربي السليم قبل أن تدخله العجمة وقبل أن يتسلط عليه علم الكلام , غيره
سائل آخر : يعطيك العافية شيخ .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 529
- توقيت الفهرسة : 00:24:54
- نسخة مدققة إملائيًّا