الرَّدُّ على بعض الإشكالات التي تُوهم تحريم مسِّ المصحف .
A-
A=
A+
الشيخ : أما ما يُورد في هذه المناسبة من بعض الشبهات والإشكالات فليست بأشياء قوية ، منها - مثلًا - الاحتجاج ببعض الآية الكريمة : (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) في المنع للجنب والحائض من مسِّ القرآن ، فهذه غفلة عن أنَّ الآية لا تريد التحدُّث عن مثل هذا الحكم وبالنسبة للبشر ، وإنما سيقت لتتحدَّث عن أمِّ القرآن ، أصلِه الذي هو اللوح المحفوظ الذي منه نزل هذا القرآن الذي بين أيدينا ، فقوله - تبارك وتعالى - : (( لَا يَمَسُّهُ )) راجع إلى الكتاب المكنون ، حيث قال - عز وجل - : (( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) .
فهذا الكتاب المكنون هو الذي (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) ، وقرآننا لا يُوصف بأنه مكنون ، بل هو ظاهر مبين ، وإنما أمُّه الذي هو في اللوح المحفوظ فهذا هو الذي لا يمسُّه إلا المطهرون ؛ ولذلك كان المقصود بالمطهَّرون هم الملائكة المقرَّبون وليسوا البشر ؛ لأسباب كثيرة منها سياق الآية : (( كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) ، هذا الكتاب المكنون لا تناله أيدي الشياطين ، (( وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ )) ، وكذلك جاء في سورة عبس كتفسير لهذه الآية الكريمة : (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) حتى قال الإمام " مالك " - رحمه الله - في كتابه " الموطأ " : " أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية : (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) أنها كالتي في سورة عبس : (( كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ )) " ؛ هؤلاء السفرة الكرام البَرَرة هم المطهَّرون في الآية السابقة .
وأشياء أخرى كنا استَفَدْناها من " ابن القيم " - رحمه الله - في كتابه " أقسام القرآن " ممَّا يدل على أن المطهَّرون هم الملائكة وليسوا البشر ؛ لأن البشر الصالح منهم فضلًا عن الطالح ليس مطهَّرًا ، وإنما هو متطهِّر ، وفرق في اللغة العربية بين المطهَّر وبين المتطهِّر ، فالمطهَّر هو المطهَّر خلقةً ، والمتطهِّر هو الذي تلوَّث ثم تطهَّر ؛ لذلك قال - تعالى - : (( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا )) ؛ أي : مسجد قباء الذي كان للأنصار وأثنى الله عليهم ، فمَدَحَهم بقوله - عز وجل - : (( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا )) .
كذلك قوله - تعالى - : (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) ، ما قال يحب المطهَّرين ؛ لأنُّو هذا ليس فيه فضل ، شيء خلقه الله - عز وجل - مطهَّرًا هذا لا يمدح ، لكن الشيء الذي خلقه قابلًا للتلوُّث وللتطهُّر فيتطهَّر ؛ فهؤلاء الذين يثنى عليهم ، فالآية إذًا : (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) ليس لها علاقة بهذا الموضوع إطلاقًا ، إنما هي تتحدث عن أمِّ هذا القرآن الذي هو في اللوح المحفوظ ، وأن الملائكة هي الذي تنزَّلت به على الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولم تتنزَّل به الشياطين .
فهذا الكتاب المكنون هو الذي (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) ، وقرآننا لا يُوصف بأنه مكنون ، بل هو ظاهر مبين ، وإنما أمُّه الذي هو في اللوح المحفوظ فهذا هو الذي لا يمسُّه إلا المطهرون ؛ ولذلك كان المقصود بالمطهَّرون هم الملائكة المقرَّبون وليسوا البشر ؛ لأسباب كثيرة منها سياق الآية : (( كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) ، هذا الكتاب المكنون لا تناله أيدي الشياطين ، (( وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ )) ، وكذلك جاء في سورة عبس كتفسير لهذه الآية الكريمة : (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) حتى قال الإمام " مالك " - رحمه الله - في كتابه " الموطأ " : " أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية : (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) أنها كالتي في سورة عبس : (( كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ )) " ؛ هؤلاء السفرة الكرام البَرَرة هم المطهَّرون في الآية السابقة .
وأشياء أخرى كنا استَفَدْناها من " ابن القيم " - رحمه الله - في كتابه " أقسام القرآن " ممَّا يدل على أن المطهَّرون هم الملائكة وليسوا البشر ؛ لأن البشر الصالح منهم فضلًا عن الطالح ليس مطهَّرًا ، وإنما هو متطهِّر ، وفرق في اللغة العربية بين المطهَّر وبين المتطهِّر ، فالمطهَّر هو المطهَّر خلقةً ، والمتطهِّر هو الذي تلوَّث ثم تطهَّر ؛ لذلك قال - تعالى - : (( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا )) ؛ أي : مسجد قباء الذي كان للأنصار وأثنى الله عليهم ، فمَدَحَهم بقوله - عز وجل - : (( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا )) .
كذلك قوله - تعالى - : (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) ، ما قال يحب المطهَّرين ؛ لأنُّو هذا ليس فيه فضل ، شيء خلقه الله - عز وجل - مطهَّرًا هذا لا يمدح ، لكن الشيء الذي خلقه قابلًا للتلوُّث وللتطهُّر فيتطهَّر ؛ فهؤلاء الذين يثنى عليهم ، فالآية إذًا : (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )) ليس لها علاقة بهذا الموضوع إطلاقًا ، إنما هي تتحدث عن أمِّ هذا القرآن الذي هو في اللوح المحفوظ ، وأن الملائكة هي الذي تنزَّلت به على الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولم تتنزَّل به الشياطين .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 226
- توقيت الفهرسة : 00:18:42
- نسخة مدققة إملائيًّا