تفسير القرآن ومعانيه و أحكامه و آدابه . ما هي خير الطرق في تفسير القرآن الكريم ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... بأنّ الله عزّ وجلّ ، ولّى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أن يفسّر لهم القرآن الكريم ، وأن يبيّن لهم المعاني التي قد يحتاجون إلى توضيحها وبيانها لأنّ البيان المذكور في الآية بيان عام (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم ... )) لذلك كانت خطّة علماء التّفسير دائما وأبدا ، أنّ خير الطّرق في تفسير القرآن الكريم ،إنمّا هو أن يفسّر القرآن بالقرآن ، فإذا كان هناك آية مجملة وآية مفسّرة ، سلّطت هذه الآية المفسّرة على الآية المجملة وبيّنت بها ، وإذا لم يكن هناك في القرآن ما يفسر آية ، نظر في الحديث ، فأوّل مرتبة هو تفسير القرآن بالقرآن ، والمرتبة الثّانية تفسير القرآن بالسنّة ولا شك أن المقصود عند الإطلاق كما تعلمون ، السنة الصحيحة ، فإن لم يوجد في السنة الصحيحة ، ما يبين الآية ، فحينئذ نرجع إلى المرتبة الثالثة ، وهي تفسير الآية بأقوال الصّحابة ، وهكذا دواليك إن لم يوجد فتفسير الآية بأقوال التّابعين ، إلى القرون الثّلاثة المشهود لهم بالخيريّة ، وهنا لا بدّ من الوقوف قليلا عند التّفسير الّذي ذكرناه ، من تفسير الصّحابة والتّابعين وأتباعهم وهو الّذي يرمز إليه عند العلماء بالتّفسير المأثور ، المأثور أوّل ما يدخل كلام الرّسول ثم الصّحابة ، ثم التّابعين ثم أتباعهم ، قد يجد طالب العلم في هذه التّفاسير أقوالا عن بعض الصّحابة مختلفة في تفسير آية ما فحينئذ يجب النّظر ، وهذا من أصول علم التّفسير ، يجب النّظر في هذه الأقوال الظّاهر اختلافها هل هو اختلاف تضادّ أم هو اختلاف تنوّع ؟ فإن كان اختلاف تضادّ ، فحينئذ لا بدّ من استعمال العالم لعلمه
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 316
- توقيت الفهرسة : 00:00:39
- نسخة مدققة إملائيًّا