الرَّدُّ على مَن أوجب اتباع مذهب من المذاهب المتَّبعة وحرَّمَ الخروج عليهم ، وخطر التحزُّب على الأمة الإسلامية .
A-
A=
A+
الشيخ : لذلك يقول : " ولا خلاف بيننا على أن سواد المسلمين ممَّن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق فهم غير مُكلَّفين بمثل مسؤولية أولئك المميِّزين " . هنا الشاهد في خطورة كلامه قال : " فدعوتهم إلى التحلُّل من المذاهب إنما هو استجرار لهم إلى الشَّكِّ في الدين نفسه ، وكفى بهذا تضليلًا لهم ودفعًا لمجموعهم إلى هاوية الضياع ، على هذا نفسِّر موقف " البوطي " و " الحامد " - رحمه الله - من اللامذهبية على اعتبارها في هذا المنظور خطرًا يهدِّد الشريعة الإسلامية " .
هذا الكاتب - مع الأسف الشديد - في أول الكلام يلتقي مع السلفيين على طول الخطِّ ، في آخر الكلام يخرج عنهم على طول الخطِّ ، والسبب في هذا يعود إلى شيء واحد عندي ؛ وهو أن الدعوة السلفية لما كانت بطبيعة الحال المفهوم الصحيح للإسلام ، وكان الإسلام بواقعه دينًا شاملًا لكلِّ بني الإنسان وفي كل زمان ومكان ؛ كان بطبيعة الحال الدعوة السلفية - أيضًا - لا تختصُّ بطائفة من المسلمين دون الآخرين ، إنما هي تدعو الناس جميعًا كما يدعو الإسلام ؛ لأن الدعوة السلفية هي الإسلام بالمفهوم الصحيح ؛ فهي تدعو المسلمين جميعًا أن يتمسَّكوا بإسلامهم ، لا تخصُّ الدعوة السلفية طائفةً دون أخرى ، لا تفرِّق من حيث الدعوة إلى اتباع الكتاب والسنة بين مثقَّف وغير مثقَّف ، بين متعلِّم وغير متعلِّم ؛ هي تدعو كلَّ الفئات وكل الأفراد إلى أن يخلصوا لله - عز وجل - في عبادته ولنبيِّهم في اتباعه ؛ كل المسلمين يجب أن يشتركوا في هذا .
فالآن نسمع نغمة جديدة ، وهذا الكاتب - أيضًا - من المشاكل التي تحيط بالدعوة السلفية أنه ينتمي إلى الدعوة السلفية ، وإذا به الآن يبدو منه هذا التفريق ، السبب في هذا التفريق يعود إلى أن هناك أناسًا سبقوا الدعوة السلفية بالانتماء إلى حزب أو جماعة أخرى لا تتبنَّى الدعوة السلفية لهم مذهبًا ومنهجًا سُبِقُوا أو سَبَقُوا الدعوة السلفية فانتموا إلى حزب وتثقَّفوا بثقافته ، وأكثر هذه الأحزاب كما تكلَّمنا بشيء من التفصيل في تعليقنا على الكلمة السابقة في الدرس الماضي قائمة على التَّجميع والتَّكتيل وتكثير السواد وليس على التَّثقيف والتفقُّه في الدين ، فالذي يصير ويتَّفق تأتي الدعوة السلفية إلى فرد من هؤلاء فيُعجَب بنصاعتها ووضوحها وقوَّة حججها ، فيتبنَّاها في الجملة ، ولكن ما كان سَبَقَ إليه من التبنِّي لدعوة أخرى قائمة على التكتُّل والتحزُّب لا يُفسِح هذا التكتُّل وهذا التحزُّب من حيث الواقع مجالًا للدعوة السلفية أن تدخل إلى شغاف قلبه ، وأن تسيطر على كلِّ حواسه وعلى كلِّ تصرفاته ، فتجده هو من ناحية سلفي ، ومن ناحية ليس سلفيًّا ، بل هو ضد السلفية .
وهذا مثال نحن كنا نتحدَّث عنه قبل أن نقرؤه مسطورًا كما هو الشأن الآن ، كنا نقرؤه في تصرفات بعض هؤلاء الناس ؛ نجده يعيش أحدهم وهو يدَّعي السلفية لكن لا أحد يستفيد من دعوته ، أو ، نعم لا أحد يستفيد من تبنِّيه للدعوة السلفية ممن حوله شيئًا إلا شيئًا لا يكاد يُذكر ؛ لماذا ؟ هو لا يدعو للدعوة السلفية ، فهو حملها لنفسه ولشخصه فقط ، أما الشيء الذي يدعو إليه فهو حريص ومجتهد في الدعوة إليه ، وهو هذا التكتُّل وهذا التحزُّب على مفاهيم إسلامية عامة لا توضِّح لمتبنِّيه الإسلام على وجه صحيح كما جاء في الكتاب والسنة .
هذا التكتُّل وهذا التحزُّب لا يُفسِح المجال لانتشار الدعوة السلفية بين جميع طبقات الأمة وأفرادها ؛ لأن هذا ينافي التكتُّل والتحزُّب كما شرحنا هذا في الدرس الماضي ؛ لأننا حين نقول :
" هذا هو الحقُّ ما به خَفَاءُ *** فدَعْني عن بنيَّات الطريقِ "
سوف ينفصل واحد عن الثاني ، والأخ عن أخيه ، وهذا ينافي التكتُّل ؛ لذلك = -- وعليكم السلام -- = لذلك وُجِد ناس هو نصفه سلفي ونصفه حزبي ، هو النصف الأول فيما يتعلَّق بشخصه ونفسه ، والنصف الآخر فيما يتعلَّق بمجتمعه الذي يعيش فيه ، فهو في مجتمعه ليس سلفيًّا ؛ لذلك هو يريد أن نَدَع عامة الناس كما سمعتم ، وعامة الناس يمثِّلون الأكثرية الساحقة من المسلمين بطبيعة الحال ؛ يريد أن ندَعَهم متمسِّكين بمذاهبهم ولا ندعُوَهم لاتباع الكتاب والسنة ؛ لأنُّو هذا بزعمه دعوى لهم إلى متاهةٍ وإلى ضلال وإلى التجرُّد والخروج من الدين والعياذ بالله - تعالى - !
ههنا نريد أن نبيِّن الفرق بين الدعوة السلفية في حقيقتها وبين الدعوة السلفية في حدود ما يتحمَّله بعضُ المنتمين إليها من الأحزاب الإسلامية .
هذا الكاتب - مع الأسف الشديد - في أول الكلام يلتقي مع السلفيين على طول الخطِّ ، في آخر الكلام يخرج عنهم على طول الخطِّ ، والسبب في هذا يعود إلى شيء واحد عندي ؛ وهو أن الدعوة السلفية لما كانت بطبيعة الحال المفهوم الصحيح للإسلام ، وكان الإسلام بواقعه دينًا شاملًا لكلِّ بني الإنسان وفي كل زمان ومكان ؛ كان بطبيعة الحال الدعوة السلفية - أيضًا - لا تختصُّ بطائفة من المسلمين دون الآخرين ، إنما هي تدعو الناس جميعًا كما يدعو الإسلام ؛ لأن الدعوة السلفية هي الإسلام بالمفهوم الصحيح ؛ فهي تدعو المسلمين جميعًا أن يتمسَّكوا بإسلامهم ، لا تخصُّ الدعوة السلفية طائفةً دون أخرى ، لا تفرِّق من حيث الدعوة إلى اتباع الكتاب والسنة بين مثقَّف وغير مثقَّف ، بين متعلِّم وغير متعلِّم ؛ هي تدعو كلَّ الفئات وكل الأفراد إلى أن يخلصوا لله - عز وجل - في عبادته ولنبيِّهم في اتباعه ؛ كل المسلمين يجب أن يشتركوا في هذا .
فالآن نسمع نغمة جديدة ، وهذا الكاتب - أيضًا - من المشاكل التي تحيط بالدعوة السلفية أنه ينتمي إلى الدعوة السلفية ، وإذا به الآن يبدو منه هذا التفريق ، السبب في هذا التفريق يعود إلى أن هناك أناسًا سبقوا الدعوة السلفية بالانتماء إلى حزب أو جماعة أخرى لا تتبنَّى الدعوة السلفية لهم مذهبًا ومنهجًا سُبِقُوا أو سَبَقُوا الدعوة السلفية فانتموا إلى حزب وتثقَّفوا بثقافته ، وأكثر هذه الأحزاب كما تكلَّمنا بشيء من التفصيل في تعليقنا على الكلمة السابقة في الدرس الماضي قائمة على التَّجميع والتَّكتيل وتكثير السواد وليس على التَّثقيف والتفقُّه في الدين ، فالذي يصير ويتَّفق تأتي الدعوة السلفية إلى فرد من هؤلاء فيُعجَب بنصاعتها ووضوحها وقوَّة حججها ، فيتبنَّاها في الجملة ، ولكن ما كان سَبَقَ إليه من التبنِّي لدعوة أخرى قائمة على التكتُّل والتحزُّب لا يُفسِح هذا التكتُّل وهذا التحزُّب من حيث الواقع مجالًا للدعوة السلفية أن تدخل إلى شغاف قلبه ، وأن تسيطر على كلِّ حواسه وعلى كلِّ تصرفاته ، فتجده هو من ناحية سلفي ، ومن ناحية ليس سلفيًّا ، بل هو ضد السلفية .
وهذا مثال نحن كنا نتحدَّث عنه قبل أن نقرؤه مسطورًا كما هو الشأن الآن ، كنا نقرؤه في تصرفات بعض هؤلاء الناس ؛ نجده يعيش أحدهم وهو يدَّعي السلفية لكن لا أحد يستفيد من دعوته ، أو ، نعم لا أحد يستفيد من تبنِّيه للدعوة السلفية ممن حوله شيئًا إلا شيئًا لا يكاد يُذكر ؛ لماذا ؟ هو لا يدعو للدعوة السلفية ، فهو حملها لنفسه ولشخصه فقط ، أما الشيء الذي يدعو إليه فهو حريص ومجتهد في الدعوة إليه ، وهو هذا التكتُّل وهذا التحزُّب على مفاهيم إسلامية عامة لا توضِّح لمتبنِّيه الإسلام على وجه صحيح كما جاء في الكتاب والسنة .
هذا التكتُّل وهذا التحزُّب لا يُفسِح المجال لانتشار الدعوة السلفية بين جميع طبقات الأمة وأفرادها ؛ لأن هذا ينافي التكتُّل والتحزُّب كما شرحنا هذا في الدرس الماضي ؛ لأننا حين نقول :
" هذا هو الحقُّ ما به خَفَاءُ *** فدَعْني عن بنيَّات الطريقِ "
سوف ينفصل واحد عن الثاني ، والأخ عن أخيه ، وهذا ينافي التكتُّل ؛ لذلك = -- وعليكم السلام -- = لذلك وُجِد ناس هو نصفه سلفي ونصفه حزبي ، هو النصف الأول فيما يتعلَّق بشخصه ونفسه ، والنصف الآخر فيما يتعلَّق بمجتمعه الذي يعيش فيه ، فهو في مجتمعه ليس سلفيًّا ؛ لذلك هو يريد أن نَدَع عامة الناس كما سمعتم ، وعامة الناس يمثِّلون الأكثرية الساحقة من المسلمين بطبيعة الحال ؛ يريد أن ندَعَهم متمسِّكين بمذاهبهم ولا ندعُوَهم لاتباع الكتاب والسنة ؛ لأنُّو هذا بزعمه دعوى لهم إلى متاهةٍ وإلى ضلال وإلى التجرُّد والخروج من الدين والعياذ بالله - تعالى - !
ههنا نريد أن نبيِّن الفرق بين الدعوة السلفية في حقيقتها وبين الدعوة السلفية في حدود ما يتحمَّله بعضُ المنتمين إليها من الأحزاب الإسلامية .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 152
- توقيت الفهرسة : 00:30:58
- نسخة مدققة إملائيًّا