تكلم على الذين يريدون سلوك الطريقة القصيرة الخاطئة من أجل الوصول إلى الدولة المسلمة .؟
A-
A=
A+
الشيخ : الدعوة السلفية لا تتعرف إطلاقًا على أي تحزب ولو قام به أكبر رجل عالم في الدعوة السلفية ، فمجرد ما يدعوا إلى التحزب والتكتل ، معناه أن هذا بدأ الانحراف عن الخط المستقيم وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح حينما كان جالسًا بين أصحابه فخط لهم على الأرض خطًا مستقيمًا وقرأ قوله تعالى : (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) وخط خطوطًا قصيرة حول الخط المستقيم ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( هذا صراط الله ، وهذه طرق على جانبي الخط المستقيم ، وعلى رأس كل طريق منها شيطان ، يدعوا الناس إليه ) هذه الطرق ليست هي الطرق الصوفية القديمة فقط ، وإنما هي أيضًا هذه الأحزاب الجديدة التي كل منها ، هذه الطرق قديمًا كانت تتبنى أفكار وعقائد ليس لها علاقة بالسياسة ، كالاعتزال والإرجاء ونحو ذلك ، بعضها كانت تتبنى منهجًا سياسيًا كالخوارج مثلاً الذين من دينهم -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا- الخروج على أئمة المسلمين وحكامهم ، فأقول هذه الطرق القصيرة التي أشار إليها الرسول عليه السلام هي تجمع كل الطرق وكل المذاهب وكل المناهج التي لا تمشي على الخط المستقيم ، وتتبنى رأيًا من باب الغاية تبرر الوسيلة كل مسلم لا تخفى عليه مثل بعض الآيات التي ذكرناها من النهي عن التفرق وعن التحزب ، لكن الجواب يقولون المصلحة الآن تقتضي ذلك ، نقول المصلحة لا تكون بمخالفة الشريعة ، وبخاصة إذا كانت تؤدي إلى تفريق المسلمين شيعًا وأحزابًا ، (( كل حزبٍ بما لديهم فرحون )) وأنا أعرف بتجربتي بأن الذين يقومون بمثل هذه التكتلات وهذه التحزبات يقولون معترفين بأن الخط العلمي الذي ينهجه السلفيون ، بلا شك هذا خط لا يمكن أحد يخالفهم ، لكن مداه طويل وطويل جدًا ، إيمتى تقوم الدولة المسلمة ؟ وإيمتى سنقضي على الكفار الذين احتلوا أراضينا ؟ وإيمتى سنقيم الدولة الإسلامية في بلادنا حيث يُحكم فينا القانون الأجنبي وهكذا ، نحن نقول لسنا مسئولين أولاً : متى يكون ذلك ؟ وثانيًا : الأمور هذه لا يمكن أن تعامل معاملة الأمور الاقتصادية ، فهم مثلاً يضعون سنين معينة حتى يرفعوا مستوى المعيشة أو نوع من العمل عندهم نظامي ، إلى مستوى محدود ، هذه أمور غيبية لا يمكن تحديدها إطلاقًا ، وإنما يجب نحن أن نمشي على الصراط المستقيم ، فإذا وصلنا فبفضل الله عزَّ وجلّ وإذا لم نصل فقد أعذرنا وبينا عذرنا والله عزَّ وجلّ نرجو أن لا يؤاخذنا لأننا سرنا على الطريق المستقيم ، أما هذه الخطوط ، فأرجو أن تلاحظوا معي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير إلى معنى دقيق جدًا ، حينما مد خطًا طويلاً ، وقال : ( وأن هذا صراطي مستقيمًا ) ثم على جانبي هذا الخط الطويل خطوط قصيرة ، لقد عنى ما سمعته أنا بأذني هذه بدمشق منذ أكثر من عشر سنوات قال لي أحد الحزبيين: لا شك أن هذا الطريق الذي أنتم سالكوه هو طريق سليم ، لكن هذا روحه طويلة إيمتى بدكم تصلوا ؟ متى تريدون تقيمون الدولة المسلمة ؟ أما نحن فسوف نقيمها ، كيف تكون إقامتها بالهتافات ، بالتكتلات الحزبية ونحو ذلك ، ثم مضى على كثير من هؤلاء سنين طويلة وعلى النظام العسكري السابق " مكانك راوح " هل استفادوا به علمًا صححوا به عقيدة ؟ صححوا به سلوكًا ؟ ! صححوا به عبادة ؟ ! أبدًا ، خمسين سنة ، ثلاثين سنة " مكانك راوح " أما الذين سلكوا على الصراط المستقيم فهم ماشون ومشية السلحفاء التي يُضرب بها المثل حينما تسابقت مع الأرنب ، وين مذكور هذا في كليلة ودمنة أو أين ؟ وصلت السلحفاء قبل الأرنب ، لماذا ؟ لأنها كانت دؤوبة ، تمشي رويدًا ولكنها وصلت ، بينما الأرنب كان يلتهي بأمور أخرى ، وبهذه المناسبة أنا أذكر بيتين للجاهلي ، الشاعر الذي يُضرب به المثل ، امرؤ القيس ، لما يقول ، والله نحن أولى والله أن نأخذ الحكمة من هذا الجاهلي ، مع إنه نحن مسلمون وذاك كافر ، قال :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أن لا حقين بقيصرا "
" فقلت له لا تبكي عينك إنما نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا "
هذا رجل جاهلي كان يريد أن ، يصل إلى أن يصير ملك العرب . فقال له لا تحزن ، نحن ماشيين في الطريق ، فإما أن نصل إلى الملك ، وإما أن نموت فنعذر ، والله نحن لازم يكون هذا سبيلنا ، نمشي في طريق الله - عزَّ وجلّ - فإن استطعنا أن نقيم الدولة المسلمة ، أو قبل ذلك المجتمع الإسلامي ، لا تتصوروا أنه يمكن إقامة حكم إسلامي في مجتمع غير إسلامي ، يجب قبل كل شيء إيجاد المجتمع الإسلامي ؛ لأنه هذا الذي يتقبل الحاكم المسلم ، أما المجتمع غير الإسلامي لا يتقبل الحاكم المسلم ؛ لأنه ستقوم عليه ثورات ، ومعاداة كثيرة وكثيرة جدًا ، وواقع العالم العربي اليوم يعني مع الأسف مشهور ومعروف ، مع أنه ليس هناك من قام بنظام إسلامي ، أما لو قام بنظام إسلامي مش دولة واحدة تقوم ضده بتقوم الدولة كلها ، فلذلك فنحن علينا نمشي على الخط المستقيم ، فإن شاء الله ربنا يوصلنا للهدف أو نموت فنعذرَ .
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أن لا حقين بقيصرا "
" فقلت له لا تبكي عينك إنما نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا "
هذا رجل جاهلي كان يريد أن ، يصل إلى أن يصير ملك العرب . فقال له لا تحزن ، نحن ماشيين في الطريق ، فإما أن نصل إلى الملك ، وإما أن نموت فنعذر ، والله نحن لازم يكون هذا سبيلنا ، نمشي في طريق الله - عزَّ وجلّ - فإن استطعنا أن نقيم الدولة المسلمة ، أو قبل ذلك المجتمع الإسلامي ، لا تتصوروا أنه يمكن إقامة حكم إسلامي في مجتمع غير إسلامي ، يجب قبل كل شيء إيجاد المجتمع الإسلامي ؛ لأنه هذا الذي يتقبل الحاكم المسلم ، أما المجتمع غير الإسلامي لا يتقبل الحاكم المسلم ؛ لأنه ستقوم عليه ثورات ، ومعاداة كثيرة وكثيرة جدًا ، وواقع العالم العربي اليوم يعني مع الأسف مشهور ومعروف ، مع أنه ليس هناك من قام بنظام إسلامي ، أما لو قام بنظام إسلامي مش دولة واحدة تقوم ضده بتقوم الدولة كلها ، فلذلك فنحن علينا نمشي على الخط المستقيم ، فإن شاء الله ربنا يوصلنا للهدف أو نموت فنعذرَ .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 340
- توقيت الفهرسة : 01:11:37
- نسخة مدققة إملائيًّا