كلام الشيخ الألباني على حزب التحرير وإنكاره لأحاديث الآحاد .
A-
A=
A+
الشيخ : فهذا يعني أنهم أبطلوا علم الرواية التي يسموها ... رواية الآحاد ، مع الأسف الشديد ، هذه الوسوسة ، التي يدندن حولها هذا الأباضي وأمثاله ، تبناها بعض الأحزاب الإسلامية في العصر الحاضر ، وهو حزب التحرير ، فيقول مع الأسف أن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة هؤلاء بهذه الكلمة ، يهدمون الإسلام من أساسه ، ويكفي أن نتصور حقيقة تاريخية ، وصورة وهمية أنا أصورها لأقرب للناس ما هو بعيد عن أذهانهم ، أما الأمر الأول الصورة التاريخية ، نحن نعلم يقينا أن الرسول عليه السلام ، كان يرسل أفرادا من أصحابه ، يدعون القبائل العربية إلى الإسلام من أشهر هؤلاء مثلا وأشهر البلاد التي أرسل إليها هؤلاء هي اليمن ، فقد أرسل إليهم عليا ، أرسل إليهم أبا موسى ، أرسل إليهم معاذ بن جبل بماذا أرسلهم الرسول ؟ أليس بالإسلام ؟ بالإسلام أحكاما فقط ؟ أم عقيدة وأحكاما ؟ عقيدة وأحكاما على ضلال هؤلاء كلهم ، الذين يتفلسفون بأن الحديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ... لازم تروحوا جماعات بالعشرات ويكون كلامهم واحد فحينئذ تقام بالحجة على أولئك معاذ بن جبل لما أرسله الرسول إلى اليمن ، ماذا قال له ؟ قال ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن هم أطاعوك ، فأمرهم بالصلاة ... ) ، إلى آخر الحديث ، فشهادة أن لا إله إلا الله هي أس العقائد الإسلامية كلها ، ودعاهم إليها ، فرد واحد هم يقولون هذا ما تثبت به العقيدة ، إذا معناه ما يثبت الإسلام بالدعاة كلهم اليوم الإسلاميين لأنهم أفراد فهذا من أبطل الباطل الذي يناقض تاريخ المسلمين الأول ، وهذا دليل إنه من كلام علماء الكلام فرضوه لهدم أدلة أهل السنة والجماعة ، ولما يسلطوا عليهم آه ، هذا حديث آحاد لا قيمة له ، أما الصورة الخيالية التي أنا أفترضها ، لبيان خطورة هذه العقيدة الباطلة ، بأن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، قلت لأحدهم يوما ، ذهب أحد الدعاة الإسلاميين من حزب التحرير إلى اليابان ، وبدأ يكتل الناس ويجمعهم ، ويلقي عليهم محاضرات ،وبالطبع أول شيء بدأ بالعقيدة ، لأنه هم هكذا عندهم الخطة ، أول ما يبدأ به طريق الإيمان هكذا في عند الشيخ تقي الدين ، في بعض كتبه عنوان طريق الإيمان ، بدأ بالعقيدة ، من جملة هذا البحث الذي عنوانه طريق الإيمان ، حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، تخيلت أنا إنه أحد الأذكياء في المجلس يسمع المحاضرة قاله يا أستاذ أنت تقرر فينا إنه حديث الآحاد ، لا تثبت به عقيدة ،وأنت تدعوننا إلى الإسلام ،وأنت فرد واحد ، فمعنى ذلك إن ما تدعوننا إليه بعقيدتك أنت لا تقوم الحجة علينا ،ولذلك لا زم ترجع إلى بلدك ، وتجيب عشرات مثل حكايتك ،ويسمعونا شهادتك وكلامك حتى يصير حديثك حديث إيش ؟ متواتر وحينئذ تقوم الحجة علينا ، سخافة متناهية لكن هذا لازمهم كلما جاء حديث صحيح ردوه بأنه حديث آحاد ، لا يردونه بالنظر إلى السند وأنه غير صحيح لما رواه أبو بكر الصديق كذاب ؟ يقولون لا طيب لماذا لا يؤخذ ؟ وهذا يذكرني بشيء لو أبو بكر سمعت الدنيا كلها عنه ، ما عشرة عشرين ، لو مائة شخص ومائة شخص ومائة شخص ، وجاءوا وقالوا لنا أبو بكر الصديق قال قال رسول الله لا تقوم به حجة ، لماذا ؟ لأنه آحاد طيب أبو بكر يكذب ؟ لا ما يكذب حاشاه ، إذن ممكن أن يخطئ ، إذن ما دام أنه يمكن أن يخطئ فلا نأخذ روايته ، انظروا بقي الآن ، الأقوال التي يحتجون بها ، ألا يمكن أن يخطئوا ؟ مع إنه ما في أسانيد صحيحه ، بها كما نقول بالنسبة لما ثبت عن الرسول عليه السلام ، لذلك فالحق هو مع أهل السنة والجماعة ، الذي يحتجون بالأحاديث الصحيحة ، وأولئك الذين يحتجون بأقوال الآخرين ولا سند لها ولا خطام ، فهم في ضلال مبين ، خلاصة الكلام السابق هو لا مخلص لهم من أحد شيئين إذا نفوا أحدهما ، ما يستفيدون نفي الآخر ، الشيء الأول أنهم كفروا بغير حجة زعموا لكن الشيء الآخر أنهم ضللوا لأنهم خالفوا تفسير الرسول للقرآن والسلف الصالح أيضا ، بدون حجة سوى أقوال المشايخ تبعهم ، وذلك هو الضلال المبين ، أنا شخصيا كما قلت نضلل هؤلاء ولا نكفرهم ، لأن الله عز وجل هو العليم بما في صدورهم ، أجحدا ينكرون علينا أن كلام الله عز وجل صفة من صفاته وهذه حقيقة لا يمكن الإنسان يتخلص منها ، إذا تجرد من المذهبية الضيقة أم والله ما ظهرت لهم الحقيقة ، فإذا حسابهم إلى الله تبارك وتعالى .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 310
- توقيت الفهرسة : 00:58:01