دعوة الشيخ لجميع الجماعات إلى الائتلاف والاتحاد ، وبيان أنه لا يمكن إقامة الدولة الإسلامية من دون الاتحاد على المنهج الصحيح . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
دعوة الشيخ لجميع الجماعات إلى الائتلاف والاتحاد ، وبيان أنه لا يمكن إقامة الدولة الإسلامية من دون الاتحاد على المنهج الصحيح .
A-
A=
A+
الشيخ : وأنا أقول وأتمنَّى أن يقول مثل قولي كل الجماعات الإسلامية ، أنا أقول : الإخوان المسلمون لا يستطيعون أن يقوموا بواجب الإسلام وحدَهم ، السلفيون كذلك ، حزب التحرير كذلك ، شباب محمد ما أدري إيش من جمعيات إسلامية أخرى ، هؤلاء جماعات أعتقد وجودهم ضروري ؛ لأنُّو جماعة واحدة منهم لا تستطيع أن تقوم بكلِّ واجب يفرضه الإسلام على الجماعة الإسلامية ، وإنما هذه الجماعات يجب أن تقوم كلٌّ منها بواجبها بس ، ولكن بشرط واحد ؛ وهو أن يكونوا جميعًا في دائرة واحدة متَّفقون على الأسس وعلى القواعد التي ينبغي أن ينطلقوا منها ليتفاهموا ويتقاربوا .

لا شك أنَّه لا منافاة فيما يتعلق بالأمور أو بالصنائع المادية - مثلًا - بين حدَّاد وبين نجَّار وبين طيان وبين وبين إلى آخره ، ولا يستطيع جماعة الحدَّادين أن يقوموا بوظيفة النجَّارين ونحو ذلك ، لكن هؤلاء إذا كانوا متنابذين وإذا كانوا متحاربين لا يستطيعون أن يُقيموا بناءً ، بنايةً ما ، قصرًا ما إلى آخره .

وأولى وأولى أن يقوموا بهذا القصر المشيد إقامة الحكم الإسلامي والدولة الإسلامية ، أنا على يقين لا السلفيون وحدَهم يستطيعون ، ولا الإخوان المسلمون وحدَهم يستطيعون ، ولا ولا عدَّ ما شئت من جماعات وأحزاب ، وإنما هذه الجماعات إذا توحَّدت في دائرة واحدة وتعاونوا كلٌّ منهم في حدود اختصاصه ؛ فحينئذٍ أو فيومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله . وعلى ذلك نحن ماضون لا نُعادي طائفةً أو جماعة من الجماعات الإسلامية إطلاقًا ؛ لأن كل جماعة كما صرَّحتُ آنفًا تكمِّل النقص الذي يوجد عند الجماعة الأخرى .

هكذا أعتقد ينبغي أن تكون علاقات الجماعة الإسلامية بعضها مع بعض ، والذي نراه - مع الأسف الشديد - هو خلاف هذا الواجب الذي ينبغي أن يجتمع الجماعات الإسلامية عليه .

فالإخوان المسلمون الذين وُجِّه السؤال عن موقفنا منهم يعاملوننا خلاف ما نُعاملهم به ، نحن نقدِّر جهودهم كجماعة يدعون إلى تكتُّل المسلمين واجتماعهم تجاه المصائب والحوادث التي تلمُّ بالمسلمين ، وإن كان كما قلت آنفًا وحدَهم لا يكفي أن يقوموا بهذا الواجب ، لا بد أن تكون معهم الجماعات الأخرى ، فبدل من أن تكمِّل كلٌّ من الجماعتَين السلفية والإخوانية الأخرى نجد الإخوان المسلمين يعني بصورة خاصَّة أستطيع أن أقول بهذه البلاد الأردنية .

السائل : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام .

هم الذين ينشرون العداء والبغضاء بين السلفيين وبين الإخوان المسلمين ، وليت هذا الأمر وقف في حدود الأفراد والأشخاص الذين ليس لهم وزنٌ في الإخوان المسلمين ، فكل جماعة ، ماذا نقول ؟ صحابة الرسول - عليه السلام - كان فيهم كما يقول بعض الفقهاء القدامى الأعرابي البوَّال على عقبيه ، وفيهم كبار الصحابة كالخلفاء الصحابة وغيرهم ؛ فأولى وأولى أن يكون أمثال ذلك الأعرابي في كلِّ جماعة إن كانوا سلفيين أو كانوا إخوان مسلمين وغيرهم ، فأقول : ليت أن الإشاعات التي تزيد الفرقة بين الجماعتين تنبع من أفراد عاديين للإخوان المسلمين إذًا لَكان الخطب سهلًا .

لكن الواقع أن الأمر تعدَّى إلى بعض المسؤولين منهم ، أو كما هم يقولون : بعض القياديين منهم ، هم - مثلًا - يتقوَّلون الأقاويل الكثيرة التي سمعتموها ، واضطرَّتكم إلى أن توجِّهوا مثل ذاك السؤال الصريح ؛ فبعض القياديين منهم كتبوا في بعض مؤلفاتهم ما يُشعِرُ الواقف على هذه الكتابة أن القياديين أنفسهم هم ينظرون إلى السلفيين نظرة ، ما أقول عدم تقدير الاحتقار وازدراء ؛ لو أن الأمر وقف على ألسِنَة بعض الأفراد لَهَانَ الأمر ، فنجد خلاف ما نعتقد أن كبار الإخوان المسلمين يعتقدون - أيضًا - ما نعتقد من حيث أهمية الدعوة السلفية وضرورتها لهذا المجتمع الإسلامي ، وبخاصَّة اليوم ؛ وأنه لا يمكن أن تقوم قائمة للجماعات الإسلامية إلا على أساس الكتاب والسنة ، كبار الإخوان المسلمين نعرفهم هم معنا ، لكن هنا الواقع على خلاف ذلك .

مواضيع متعلقة