ذكر الشيخ ما حصل له من جماعة الإخوان في الأردن من المقاطعة والهجر .
A-
A=
A+
الشيخ : ... حتى جئتُ هذه البلاد ، أو بمعنى أدق بدأت أتردَّد على هذه البلاد قبل أن أستوطِنَها منذ نحو عشر سنين تقريبًا ؟
السائل : ... .
الشيخ : بدأت أتردَّد - أيضًا - في سبيل نقل الدعوة إلى هذه البلاد بشيء من التوضيح والبيان كما جَرَينا على ذلك في البلاد السورية ، وبدأنا نجد آذانًا صاغية - أيضًا - من كثير من الشباب شباب الإخوان المسلمين ؛ حتى وصل الأمر ببعض مراكزهم وبصورة خاصَّة أو بعبارة واضحة في " الزرقاء " أن فتحوا لي مقرَّهم ورحَّبُوا بي لإلقاء محاضرات فيهم ، وقد فعلت فعلًا .
وما لم يمضِ زمن طويل إلا بدأ الشباب شباب الإخوان يتجاوبون مع الدعوة بصورة ليست غريبة عندي ؛ لأني لمسْتُ مثلها هناك في سوريا ، ولكن وجدنا بعد ذلك موقفًا غريبًا وعجيبًا جدًّا ؛ أوَّلًا : من حيث أننا مسلمون جميعًا ، وثانيًا : من حيث أنهم قلبوا لنا ظهر المجنِّ ، فبينما كانوا يدعوننا لإلقاء المحاضرات هناك فإذا بهم يصدُّون أفرادهم عنَّا صدودًا إلى درجة أن وقعت بعض الحوادث الغريبة والغريبة جدًّا ، وبخاصة في صفوف أو في دائرة الإخوان المسلمين التي إن كنا نحن نأخذ عليها شيئًا فهو الذي نصرِّح به دائمًا وأبدًا أنهم يقنعون بتجميع المسلمين وتوحيد كلمتهم على إسلام دون أن يدخلوا في التفاصيل حتى فيما يتعلق بالعقيدة ، حتى في بعض الجوانب التي لا يجوز السكوت عنها .
فكنت لما صُدِمْتُ تلك الصدمة كنت أتساءل : أين الدعوة العامة التي أعلَنَها " حسن البنا " - رحمه الله - بقوله : إن دعوتنا سلفية صوفية ، وإن كان هو فسَّرَ هذا تفسيرًا لا يتنافى بادي الرأي مع الدعوة السلفية ؟ لكن من حيث واقع جماعة الإخوان المسلمين فَبِلا شك فيهم السلفي ، فيهم المذهبي ، فيهم الصوفي ، هكذا قامت دعوتهم ، وعلى هذا الأساس تكتَّلوا ، فعجبْتُ من هذه المفاجأة حينما أرسلوا بعض إخوانهم من الذين مضى عليهم سنين طويلة في صفوف جماعة الإخوان هنا أرسلوا إليهم يذكِّرونهم ويطلبون منهم بأن يمتنعوا من التردُّد على دروس الشَّيخ الألباني !
وجرى نقاش طويل بينهم بين الأخوَين المشار إليهما ، وكما هي أصولهم وعادتهم أنهم يمهلون الفرد منهم كإنذار أنه إن استمرَّ على ما يرونه مخالفًا لخطَّتِهم أن يجمِّدوه ثم يفصلوه ، وهكذا كان الأمر ، فأرسلوا وراءَهما وناقشوهما في القضية من جديد ؛ قالوا : يا جماعة ، ما ندري هذا الموقف من الشَّيخ لماذا ؟ الشَّيخ يصرِّح بأنه لا يدعو إلى التكتُّل ولا إلى التحزب ، كل ما فيه هو أنه عنده بعض معلومات كما يقول هو يريد أن ينشرها إلى الناس ، ولا فرق عنده بين إخواني أو غير إخواني ، بين صوفي وبين سلفي ؛ فالدعوة للناس جميعًا ؛ فلماذا هذا الإصرار بأن تفصلونا وتبعدونا عن حضور حلقات الرجل ونحن مضى علينا سنتين أو ثلاث سنين وقد شعرنا بالفرق بين ما كنَّا عليه من الجهل بالإسلام الصحيح ، وما نحن عليه الآن من المعرفة ؟ فلماذا هذه المعاداة ؟
كان جوابهم - أيضًا - جوابًا عجيبًا قال : لا يجوز الجمع بين الولاءَين ، فالولاء إما للدعوة - يعني دعوة الإخوان - ، وإما للشَّيخ ؛ فأجابوا - أيضًا - إخواننا هؤلاء بأنُّو الشَّيخ لا يدعو إلى التكتُّل والتحزب ، بل هو يكمِّل حركتنا ، ويوضِّح بعض المسائل التي أنتم منصرفون عنها لنظامكم القائم ؛ فكانت النتيجة أن فُصِلوا نهائيًّا .
ثم بدأت بعد ذلك أمور تَجِدُّ إشاعات وأكاذيب عجيبة وعجيبة جدًّا تَبِعَها قرار صريح صدر من الجماعة هنا ، ووُجِّه إلى كل أفراد الإخوان المسلمين بأنه لا يجوز لهم أن يحضروا حلقات الشَّيخ الألباني . فزدنا تعجُّبًا ، ومع ذلك فأنا أعرف أن طبيعة شباب الإخوان لا يمكِنُهم أن يتجاوبوا مع مثل هذا القرار ، وقد سمَّيته فعلًا قرارًا جائرًا ؛ لأن الإخوان متعطِّشون إلى معرفة الكتاب والسنة ، وهكذا كان الأمر ، وعلى الرغم من صدور هذا القرار الصريح إلى درجة أن بعض كبارهم ورؤوسهم ممن كانوا يتردَّدون عليَّ وينقلون في " نوط " كما يقولون اليوم كل جواب سؤال يُوجَّه إليَّ يتفقَّهوا في دينهم ، أصبح هؤلاء من بعض الرؤوس يجافوننا ، وربما إذا التقينا في الطريق أعرضوا عنَّا ، وهكذا بسبب هذا القرار الجائر . ولما قيل لبعضهم : كيف ... أنتَ نعرفك رجل مسلمًا متخلِّقًا ودارسًا للفقه الإسلامي كيف تعاملون الشَّيخ هكذا ؟ كان الجواب : هذا قرار القيادة ، ويجب أن نخضع لها ، وعلى كل حال هذه لها مدة . وفعلًا هذا القرار - كما أنا اعتقدت - لم يُنفَّذ ، وبدأ بعض هؤلاء رؤوس الإخوان يتردَّدون علينا كما كانوا من قبل .
السائل : ... .
الشيخ : بدأت أتردَّد - أيضًا - في سبيل نقل الدعوة إلى هذه البلاد بشيء من التوضيح والبيان كما جَرَينا على ذلك في البلاد السورية ، وبدأنا نجد آذانًا صاغية - أيضًا - من كثير من الشباب شباب الإخوان المسلمين ؛ حتى وصل الأمر ببعض مراكزهم وبصورة خاصَّة أو بعبارة واضحة في " الزرقاء " أن فتحوا لي مقرَّهم ورحَّبُوا بي لإلقاء محاضرات فيهم ، وقد فعلت فعلًا .
وما لم يمضِ زمن طويل إلا بدأ الشباب شباب الإخوان يتجاوبون مع الدعوة بصورة ليست غريبة عندي ؛ لأني لمسْتُ مثلها هناك في سوريا ، ولكن وجدنا بعد ذلك موقفًا غريبًا وعجيبًا جدًّا ؛ أوَّلًا : من حيث أننا مسلمون جميعًا ، وثانيًا : من حيث أنهم قلبوا لنا ظهر المجنِّ ، فبينما كانوا يدعوننا لإلقاء المحاضرات هناك فإذا بهم يصدُّون أفرادهم عنَّا صدودًا إلى درجة أن وقعت بعض الحوادث الغريبة والغريبة جدًّا ، وبخاصة في صفوف أو في دائرة الإخوان المسلمين التي إن كنا نحن نأخذ عليها شيئًا فهو الذي نصرِّح به دائمًا وأبدًا أنهم يقنعون بتجميع المسلمين وتوحيد كلمتهم على إسلام دون أن يدخلوا في التفاصيل حتى فيما يتعلق بالعقيدة ، حتى في بعض الجوانب التي لا يجوز السكوت عنها .
فكنت لما صُدِمْتُ تلك الصدمة كنت أتساءل : أين الدعوة العامة التي أعلَنَها " حسن البنا " - رحمه الله - بقوله : إن دعوتنا سلفية صوفية ، وإن كان هو فسَّرَ هذا تفسيرًا لا يتنافى بادي الرأي مع الدعوة السلفية ؟ لكن من حيث واقع جماعة الإخوان المسلمين فَبِلا شك فيهم السلفي ، فيهم المذهبي ، فيهم الصوفي ، هكذا قامت دعوتهم ، وعلى هذا الأساس تكتَّلوا ، فعجبْتُ من هذه المفاجأة حينما أرسلوا بعض إخوانهم من الذين مضى عليهم سنين طويلة في صفوف جماعة الإخوان هنا أرسلوا إليهم يذكِّرونهم ويطلبون منهم بأن يمتنعوا من التردُّد على دروس الشَّيخ الألباني !
وجرى نقاش طويل بينهم بين الأخوَين المشار إليهما ، وكما هي أصولهم وعادتهم أنهم يمهلون الفرد منهم كإنذار أنه إن استمرَّ على ما يرونه مخالفًا لخطَّتِهم أن يجمِّدوه ثم يفصلوه ، وهكذا كان الأمر ، فأرسلوا وراءَهما وناقشوهما في القضية من جديد ؛ قالوا : يا جماعة ، ما ندري هذا الموقف من الشَّيخ لماذا ؟ الشَّيخ يصرِّح بأنه لا يدعو إلى التكتُّل ولا إلى التحزب ، كل ما فيه هو أنه عنده بعض معلومات كما يقول هو يريد أن ينشرها إلى الناس ، ولا فرق عنده بين إخواني أو غير إخواني ، بين صوفي وبين سلفي ؛ فالدعوة للناس جميعًا ؛ فلماذا هذا الإصرار بأن تفصلونا وتبعدونا عن حضور حلقات الرجل ونحن مضى علينا سنتين أو ثلاث سنين وقد شعرنا بالفرق بين ما كنَّا عليه من الجهل بالإسلام الصحيح ، وما نحن عليه الآن من المعرفة ؟ فلماذا هذه المعاداة ؟
كان جوابهم - أيضًا - جوابًا عجيبًا قال : لا يجوز الجمع بين الولاءَين ، فالولاء إما للدعوة - يعني دعوة الإخوان - ، وإما للشَّيخ ؛ فأجابوا - أيضًا - إخواننا هؤلاء بأنُّو الشَّيخ لا يدعو إلى التكتُّل والتحزب ، بل هو يكمِّل حركتنا ، ويوضِّح بعض المسائل التي أنتم منصرفون عنها لنظامكم القائم ؛ فكانت النتيجة أن فُصِلوا نهائيًّا .
ثم بدأت بعد ذلك أمور تَجِدُّ إشاعات وأكاذيب عجيبة وعجيبة جدًّا تَبِعَها قرار صريح صدر من الجماعة هنا ، ووُجِّه إلى كل أفراد الإخوان المسلمين بأنه لا يجوز لهم أن يحضروا حلقات الشَّيخ الألباني . فزدنا تعجُّبًا ، ومع ذلك فأنا أعرف أن طبيعة شباب الإخوان لا يمكِنُهم أن يتجاوبوا مع مثل هذا القرار ، وقد سمَّيته فعلًا قرارًا جائرًا ؛ لأن الإخوان متعطِّشون إلى معرفة الكتاب والسنة ، وهكذا كان الأمر ، وعلى الرغم من صدور هذا القرار الصريح إلى درجة أن بعض كبارهم ورؤوسهم ممن كانوا يتردَّدون عليَّ وينقلون في " نوط " كما يقولون اليوم كل جواب سؤال يُوجَّه إليَّ يتفقَّهوا في دينهم ، أصبح هؤلاء من بعض الرؤوس يجافوننا ، وربما إذا التقينا في الطريق أعرضوا عنَّا ، وهكذا بسبب هذا القرار الجائر . ولما قيل لبعضهم : كيف ... أنتَ نعرفك رجل مسلمًا متخلِّقًا ودارسًا للفقه الإسلامي كيف تعاملون الشَّيخ هكذا ؟ كان الجواب : هذا قرار القيادة ، ويجب أن نخضع لها ، وعلى كل حال هذه لها مدة . وفعلًا هذا القرار - كما أنا اعتقدت - لم يُنفَّذ ، وبدأ بعض هؤلاء رؤوس الإخوان يتردَّدون علينا كما كانوا من قبل .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 145
- توقيت الفهرسة : 00:13:01
- نسخة مدققة إملائيًّا