القراءة من كتاب الدعوة والداعية لحسن البنا، مع التعليق عليه
A-
A=
A+
الشيخ : إيه ما باله كتاب الدّعوة والدّاعية ؟
السائل : يا شيخ هل قرأتموه هل قرأتموه ؟
الشيخ : أنا .
السائل : نعم .
الشيخ : والله أنا قديما جدّا في طبعته الأولى حيث أنّني لا أجد له أثرا في نفسي صالحا أو طالحا لكن معروف حسن البنّا رحمه الله لم يكن عالما وكان عنده عاطفة إسلاميّة جيّاشة وله كتابات يخالف فيها السّنّة والمنهج السّلفي معروف هذا عنه أمّا بخصوص هذا الكتاب فليس لي عنه فكرة هات نشوف ما عندك حوله
السائل : ونسمع بتصوّف الشيخ حسن البنّا رحمه الله ؟
الشيخ : إيه .
السائل : وهذا يلمح في بعض كتبه والقراءة في هذه الأيام في هذا الكتاب مذكّرات الدّعوة والدّاعة ولعلّ هذا الكتاب من الكتب المتأخّرة ؟
الشيخ : ولعلّ .
السائل : ولعلّه من الكتب المتأخّرة لأنّه يذكر أشياء
عن دعوته وعن ما حصل له وعما قاموا به وعن النّظام وعن حياته وتكلّم عن حياته حتّى وهو صغير وفي المدرسة ويذكر مشائخه في التّصوّف ويطريهم ويقدّسهم ويذكر البدوي ويذكر أسماء قد تكون مشهورة وأسماء غير معروفة ويذكر الدّسوقي ويذكر كثيرا من هؤلاء .
الشيخ : لمّا يذكر البدوي ماذا يقول فيه ؟
السائل : البدوي هذا قوله يقول يتحدّث عن شاب قد مات غير أنّه من الشّباب كأنّه يتكلّم عن ذكرى وفاته ويذكر أنّه كان له قصّة مع هذا الشّاب وأنّه أخذ يتحدّث وإيّاه كان عاصره قبل وفاة الشّاب يقول" أخذنا نتحدّث عن الأولياء والعلم وتطرّق بنا الحديث إلى سيدس إبراهيم الدّسوقي ثمّ إلى سيدي أحمد البدوي في طنطا فقال أتدري ما نبأ سيدي أحمد البدوي فقلت له قد كان وليّا كريما وتقيّا صالحا وعالما فاضلا فقال ذلك فقط فقلت هذا ما نعلم هذا حدّ علمي فهات ما عندك فأخذ هذا الشاب الفلاّح الذي يقول الّذي لم يتعلّم التعاليم الأولى أخذ يسترسل وجعل أنّ كلّ شيء وجد وأنّ نبض الإسلام وأنّ وأنّ في صفحة كاملة على يدي سيّده البدوي والبنّا يستمع وفي آخر الكلام عقّب البنّا فقال كنت أستمع هذا التّعليق والتّسلسل في تاريخ السيّد البدوي وأنا أعجب لعقليّة هذا الشّاب الفلاّح الّذي لم يتعلّم التّعاليم الأولى وكم في مصر من ذكاء مقبور وعقل موفور " .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : لأنّ هذا الشّاب جاء بما لم يأت به الشيخ يعني ما تكلّم عن البدوي كما يستحقّ البدوي كما تكلّم هذا فمدحه على هذا الكلام هذا في الصّفحة خمس وثلاثين من مذكّرة الدّعوة والدّاعية .
الشيخ : هذه الطّبعة كم يا أستاذي طبعة أولى ثانية ثالثة مكتوب عليها .
السائل : هذه طبعة متأخّرة لعلّها آخر طبعة المكتب الإسلامي ومقدّم لها النّدوي .
سائل آخر : الطّبعة الخامسة .
الشيخ : الطّبعة الخامسة .
السائل : هذه الخامسة سنة ألف وأربعمائة وثلاثة
الشيخ : أربعمائة وثلاثة .
السائل : وثلاثة وفي صفحة واحد وعشرين يقول الشيخ عن التّصوّف يقول " ولعلّ من المفيد أن أسجّل في هذه المذكّرات بعض خواطر حول التّصوّف والطّرق في تاريخ الإسلام وفي تاريخ الدّعوة الإسلاميّة تتناول مشهد التّصوّف وآثاره وما سار إليه وكيف تكون هذه الطّرق نافعة للمجتمع الإسلامي " .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : ثمّ جاء وقفز من كلامه الكثير وقال" وطرأ على هذه الحقائق ما طرأ حقائق التّصوّف على غيرها من حقائق المعارف الإسلاميّة فأخذت صورة العلم الّذي ينظّم السّلوك الإنساني ويرسم له طريقا من الحياة خاصّا مراحله الذّكر والعبادة ومعرفة الله ونهايته الوصول إلى الجنّة ومرضات الله وهذا القسم من علوم التّصوّف وأسمّيه علوم التّربية والسّلوك لا شكّ أنّه من لبّ الإسلام وصميمه ولا شكّ أنّ الصّوفيّة قد بلغوا به مرتبة من علاج النّفوس ودوائها والطّبّ لها والرّقيّ بها لم يبلغ إليها غيرهم من المربّين ولا شكّ أنّهم حملوا النّاس بهذا الأسلوب على خطّة عمليّة من حيث أداء فرائض الله واجتناب نواهيه وصدق التّوجّه إليه " .
الشيخ : لاحول ولا قوّة إلاّ بالله .
السائل : في الصّفحة ثلاث وعشرين أيّام دمنهور ،
هو يتكلّم بين هذه الصّفحات كثيرا عن التّصوّف والإستغراق فيه إلى غير ذلك لكن هنا يقول في صفحة أربع وعشرين من الكتاب " وكنّا في كثير من أيّام الجمعة الّتي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور فكنّا أحيانا نزور الدّسوقي فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصّبح مباشرة حيث نصل حوالي السّاعة الثّامنة صباحا فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلو مترا ونزور ونصلّي الجمعة ونستريح بعد الغداء ونصلّي العصر ونعوذ أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريبا وكنّا أحيانا نزور علبة النّوّام حيث دفن في مقبرتها الشّيخ سيّد سنجر من خواصّ رجال الطّريقة الخصافيّة والمعروفين بصلاحهم وتقواهم ونقضي هناك يوما كاملا ثمّ نعود " يتحدّث ويتمدّح بكونه كان يتربّى هذه التّربية ويقوم بهذا تجاه الأولياء وتجاه قبورهم .
الشيخ : ذكرتم أنّ هذه الطّبعة للمكتب الإسلامي كيف ما علّق عليها .
السائل : قدّم لها النّدوي .
الشيخ : بيعلق على مثلي ... الله أكبر .
السائل : أيّام الصّمت والعزّة وكانت لنا أيّام ننذر فيها الصّمت والآن وإن كان هذه الأشياء يتحدّث عن حياته مع أنّه يرى أنّها هي الّتي بنته وأوصلته إلى ما وصل إليه " وكانت لنا أيّام ننذر فيها الصّمت والبعد عن النّاس فلا يتكلّم أحدنا إلاّ بذكر أو قرآن وكان الطّلبة على عادتهم ينتهزونها فرصة للمعاكسة فيتقدّمون إلى النّاظر أو الأساتذة مبلّغين أنّ فلانا الطّالب قد أصيب في لسانه فيأتي الأستاذ ليستوضح الأمر فكنّا نجيبه بآية من القرآن فينصرف وأذكر بالخير أستاذنا الشّيخ فرحات " هذا صمت السطور .
الشيخ : أي نعم .
السائل : وله شغف بالغزالي ... ويثني على الغزالي ويجعله إماما ثمّ يقول إنّي ما استطعت أن أنفكّ عن تربية الغزالي وعن أسلوبه في التّربية .
الشيخ : شهادة خطيرة .
السائل : وفعلا أنا ما استطعت يقول هذا عن نفسه في صفحة ثلاث وثلاثين الحضرة في الصّفحة إحدى وأربعين في الحضرة ... يقول الشّيخ " كنت سعيدا بالحياة في القاهرة هذا العام فقد ظهر ترتيبي إلى أن قال ... كما كنت أجد متعة كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة من كلّ أسبوع في منزل الشّيخ الحصّافي ثمّ في كثير من ليالي الأسبوع في منزل الخليفة الأوّل للشّيخ الحصّافي علي أفندي غالب " .
الشيخ : التّرجمة هاي عشان يلفّ الجمهور حوله حتّى إذا رشّح نفسه في الانتخاب ينجح .
السائل : هنا في الصّفحة الأربعين خروجه في المولد .
الشيخ : نعم .
السائل : ويذكر " وأنّه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول " .
سائل آخر : الحضرة هاي كيف الحضرة ؟
الشيخ : الرّقص بالذّكر .
سائل آخر : رقص وذكر .
الشيخ : آه .
سائل آخر : ذكر ورقص .
الشيخ : أي نعم .
السائل : ويقول " وأنّه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالموكب بعد الحضرة " .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : " كلّ ليلة من أوّل ربيع الأوّل إلى الثاني عشر منه من منزل أحد الإخوان يقول من أوّل ربيع الأوّل إلى الثاني عشر منه من منزل أحد الإخوان وتصادف أننا في أحد اللّيالي كان الدّور على أخينا الشيخ شلبي فذهبنا على العادة بعد العشاء فوجدنا البيت منيرا نظيفا مجهّزا ووزّع الشّربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة وخرجنا في الموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تامّة وبعد العودة جلسنا مع الشّيخ شلبي قليلا وأردنا الإنصراف فإذا هو يقول بابتسامة لطيفة رقيقة إن شاء الله غدا تزورونني مبكّرين لندفن روحيّة روحيّة هذه وحيدته وقد رزقها بعد إحدى عشرة سنة من زواجه تقريبا وكان بها شغفا مولعا ما كان يفارقها حتّى في عمله وقد شبّت وترعرعت وأسماها روحيّة لأنّها كانت تحتلّ من نفسه منزلة الرّوح فاستغربنا وسألنا ومتى توفّيت فقال اليوم قبيل المغرب فقلنا ولماذا لم تخبرنا فنخرج من منزل آخر بالموكب وما الّذي حدث فقد سقط عنّا الحزن وانقلب المأتم فرحا فهل تريدون نعمة من الله أكبر من هذه النّعمة وانقلب الحديث إلى درس تصوّف يلقيه الشّيخ شلبي ويعلّل وفاة كريمته بغيرة الله على قلبه فإنّ الله يغار على قلوب عباده الصّالحين أن تتعلّق بغيره أو تنصرف إلى سواه واستشهد بإبراهيم عليه السّلام وقد تعلّق قلبه بإسماعيل فأمر الله أن يذبحه ويعقوب عليه السّلام إذ تعلّق قلبه بيوسف " .
سائل آخر : هذا كرامته أكبر من إبراهيم عليه السّلام لأنّ الله ما بولد إبراهيم .
السائل : " يقول وقد تعلّق قلبه بإسماعيل فأمره الله أن يذبحه ويعقوب عليه السّلام إذ تعلّق قلبه بيوسف فأضاعه الله منه عدّة سنوات " ما أدري لماذا ترك محمّدا فقد توفّي ولده إبراهيم .
الشيخ : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله
السائل : " ولهذا يجب أن لا يتعلّق القلب بغير الله تبارك وتعالى وإلاّ كان كذّابا في دعوى المحبّة " .
الشيخ : الله أكبر إبراهيم تعلّق قلبه بإسماعيل فجزاه إن شئت أجبتك ... هذا كفر ...
سائل آخر : هذا الكلام يوجد في كلام ابن القيّم .
الشيخ : يوجد في كلام ابن القيّم ؟
السائل : " ولهذا يجب على قلب العبد أن لا يتعلّق بغير الله تبارك وتعالى وإلاّ كان كذّابا في دعوى المحبّة وساق قصّة الفضيل بن عياض فقد أمسك بيد ابنته الصّغرى فقبلها فقالت له يا أبتاه أتحبّني فقال نعم يا بنيّة فقالت والله ما كنت أظنّك كذّابا قبل اليوم فقال وكيف ذلك وكم كذبت فقالت لقد ظننت أنّك بحالك هذه مع الله لا تحبّ معه أحدا فبكى " .
سائل آخر : من جهله لا يفرّق بين المحبّة الطّبيعيّة والمحبّة مع الله
الشيخ : نعوذ بالله من هذا الكلام هذا كلام يمسّ مقام النّبوّة ( إنّي أحبّهما اللّهمّ أحبّ من أحبّهما ) الرسول يقول عن الحسن والحسين .
السائل : " قالت البنت قد ظننت أن بحالك هذه مع الله لا تجبّ معه أحدا فبكى الرّجل وقال يا مولاي حتّى الصّغار قد اكتشفوا رياء عبدك الفضيل وهكذا من هذه الأحاديث الّتي كان الشّيخ شلبي " .
سائل آخر : وبعدين الرّسول بكى على ولده إبراهيم وبكى على ولد ابنته ... .
السائل : هذا كان يلقي درسا وفي درسه سلفيّ .
الشيخ : في درسه ؟
السائل : سلفيّ أحد السّلفيّين .
الشيخ : طيّب .
السائل : أحد السّلفيين .
الشيخ : آه كويّس .
السائل : أحدهم حامل السّنّة وكأنّ السّلفي أراد أن يذكّر الشّيخ بأن يعرّج عن الأمور المهمّة في العقيدة ولكنّ الشّيخ مكر به ثمّ أوضح أنّه ضحك عليه وأنّه مكر به في النّهاية نسمع الآن ماذا يقول الشّيخ يقول " وفي إحدى اللّيالي شعرت بروح غريبة روح تحقد ورأيت مستمعي قد تميّز عليّ في درسي فقد تميّز بعضهم على بعض حتّى في الأماكن ولم أكد حتّى فوجئت بسؤال ما رأي الأستاذ في مسألة التّوسّل فقلت له يا أخي أظنّك لا تريد أن تسألني عن هذه المسألة وحدها ولكنّك تريد أن تسألني كذلك في الصّلاة والسّلام بعد الأذان وفي قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفي لفظ السّيادة للرّسول صلّى الله عليه وسلّم في التّشهّد وفي أبوي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأين مقرّهما وفي قراءة القرآن وهل يصل ثوابها إلى الميّت أو لا يصل وفي هذه الحلقات الّتي يقيمها أهل الطّرق وهل هي معصية أو قربة إلى الله وأخذت أسرد له مسائل الخلاف جميعا الّتي كانت مدار فتنة سابقة وخلاف شديد فيما بيننا فاستغرب الرّجل وقال نعم أريد الجواب على هذا كلّه فقلت له يا أخي إنّي لست بعالم ولكنّي رجل مدرّس مدنيّ أحفظ بعض الآيات وبعض الأحاديث " سبحان الله كيف اجتمعت جماعة التّبليغ هذا أسلوبهم مع الشيخ هناك هذا أسلوبهم مع هذا الرّجل انظروا ماذا يقول في النّهاية أيضا " ولكنّي رجل مدرّس مدنيّ أحفظ بعض الآيات وبعض الأحاديث النّبويّة الشّريفة وبعض الأحكام الدّينيّة من مطالعتي للكتب وأتطوّع في تدريسها للنّاس فإذا خرجت بي عن هذا النّطاق فقد أحرجتني ومن قال لا أدري فقد أفتى فإذا أعجبك ما أقول ورأيت فيه خيرا فاسمع مشكورا وإذا أردت التّوسّع في المعرفة فاسأل غيري من العلماء والفضلاء المختصّين فهم يستطيعون إفتاءك بما تريد وأمّا أنا فهذا مبلغ علمي ولا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها .
سائل آخر : فقد أحسن .
السائل : لا يبيّن كذبه الآن هو يقول هو سيقول عن نفسه اسمع الآن " فأخذ الرّجل بهذا القول ولم يجد جوابا وأخذت عليه بهذا الأسلوب ... وارتاح الحاضرون أو معضمهم إلى هذا التّخلّص ولكنّي لم أرد أن تضيع الفرصة فالتفتّ إليهم وقلت لهم يا إخواني أنا أعلم تماما أنّ هذا الأخ السّائل وأنّ الكثير من حضراتكم ما كان يريد من وراء هذا السّؤال إلاّ أن يعرف هذا المدرّس الجديد من أيّ حزب هو أمن حزب الشيخ موسى أو من حزب الشيخ عبد السّميع وهذه المعرفة لا تفيدكم شيئا وقد قضيتم في يوم الفتنة ثمان سنوات وفيها الكفاية وهذه المسائل اختلف فيها المسلمون مئات السّنين ولا زالوا مختلفين والله تبارك وتعالى يرضى منّا بالحبّ والوحدة ويكره منّا الخلاف والفرقة أرجو أن تعاهدوا الله أن تدعوا هذه الأمور الآن وتجتهدوا أن تتعلّموا أصول الدّين وقواعده " .
سائل آخر : وحدة الأمّة وإلاّ وحدة الوجود .
السائل : يعني يتّحدون مع بعض وحدة الأمّة الحاصل أنّه يقول " يرضى منّا بالحبّ والوحدة " .
سائل آخر : على أيّ أساس ؟
السائل : ما يهمّ .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : وأنّه أيضا يعترف أنّه ما أجاب بذاك الجواب للمخرج يعني يسكت هذا عبارة عن مغالطة وضحك على النّاس فشخص يسأله ويجاوبه بهذا الجواب ثمّ فيما بعد يقول أنا أجبته بهذا الجواب من أجل أن أتخلّص وإلاّ ليست هي الحقيقة .
الشيخ : أي نعم .
السائل : هو كذب في الوقت نفسه .
سائل آخر : يعني كأنّه يعلّم الدّعاة إذا جاءكم سلفيّ يسألكم فاصرفوه هكذا .
الشيخ : أي نعم .
سائل آخر : في المذكّرات يذكر صراحة أنّه أخذ العقيدة عن جوهرة التّوحيد .
الشيخ : هذا الكتاب عندك ؟
سائل آخر : إي موجود يا شيخ .
الشيخ : طبعة المكتب الإسلامي ؟
سائل آخر : آه والكتاب طبعته الأولى إلّي عندي أقدم من هذه
الشيخ : سنة أدّيش .
سائل آخر : قبل هذه بخمسة عشر عاما .
الشيخ : طيّب خذ راحتك .
السائل : أنا في الواقع أحببت أن نسمع هذا الكلام لأنّ حتّى إخواننا الّذين يكتبون عن تصوّف البنّا لايذكرون إلاّ أنّه على الطّريقة الحصافيّة ولا يذكرون هذه الأمور العظيمة الّتي يربّي عليها شباب الأمّة مذكّراته هذه موجودة عند جميع شباب الإخوان لا نستثني الّذي ليست عنده اطّلع عليها فهم يقرؤون كتب البنّا ويعيشون معها في كلّ وقت ولا يقرأ هؤلاء الحزبيّون إلاّ كتب قادتهم فينبغي أن لا يسكت عن مثل هذا وشباب الأمّة يتربّون عليه يخرج هذا الكلام لهم ليعرفوه وكثير من الشباب لو علموا هذا من البنّا للفظوا أيديهم من دعوته .
الشيخ : هذا إذا كانوا سلفيّين .
السائل : إذا كانوا سلفيّين وقد انخدعوا ؟
الشيخ : أمّا غير السّلفيّين .
السائل : إذا بيّن لهم الحقّ أخذوا به ؟
الشيخ : أريد أن أقول كلامك في عمومه غير مسلّم لأنّ الإخوان المسلمين أكثرهم لم يربّوا تربية إسلاميّة صحيحة سلفيّة أفراد منهم ساعدتهم الظّروف واتّصلوا ببعض السّلفيّين فاستقامت أفكارهم وصلحت عقيدتهم هؤلاء فقط هم قلّ من جلّ إذا اطّلعوا على هذا نبذوه نبذ النّوافس .
السائل : هذا هو الّذي أقصده .
الشيخ : هذا الّذي تقصده .
السائل : والكتابات الّتي أقصد أنّها تكتب يكتبها السلفيّون
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني في مشائخ للإخوان والسّلفيّين الّذين وجدت عندهم غيرة على هؤلاء أن ينخدعوا .
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السّلام .
السائل : الشّعارات يكتبون فيقولون محذّرين لهؤلاء أنّ البنّا عنده كذا ولديه طريقة صوفيّة ولكنّهم يغفلون أو يتغافلون عن مثل هذه المواقع الّتي يذكرها البنّا .
الشيخ : شوف يا أستاذ .
السائل : وقد يذكرونها عن الأتباع مثل سعيد حوّى والتّلمساني وفلان وفلان ويذكرون شغفهم بالقبور وتعلّقهم بها ويسكتون عن ما عند البنّا هذا قصدي ؟
الشيخ : لا يمكن أن تجد سلفيّا انضمّ إلى الإخوان المسلمين لكن تجد كثيرا من الإخوان المسلمين لا أقول انضمّوا إلى السّلفيّة لكن صاروا سلفيّين في العقيدة والفرق بين إخوانيّ صار سلفيّا ولم ينضمّ إلى السّلفيّين أنّه لا يخرج عن حزبيته بخلاف أن لو انضمّ إلى السّلفيّين فحينئذ سيخرج عن حزبيّة الإخوان المسلمين والّذي أعرفه أنّ كثيرا من الإخوان المسلمين لمّا جاءتهم الدّعوة السّلفيّة واضحة بيّنة استجابوا لها وصاروا سلفيّين في ذوات أنفسهم لكن لم يصيروا سلفيّين لغيرهم ولذلك فلن تستطيع أن تحضى بواحد منهم ينقد البنّا بحقّ لأنّه بذلك يخرج عن الإخوان المسلمين
سائل آخر : أو يخرج إن كان رأسا .
الشيخ : لا هو إن كان أخرج يكون حسن لكن لا يجعلوا لهم سبيلا لإخراجه واضح .
السائل : واضح .
الشيخ : ولذلك مع الأسف لن تجد واحدا من هؤلاء الإخوانيّين السّلفيّين من يمكنه أن ينقد الإخوان المسلمين .
السائل : يا شيخ هل قرأتموه هل قرأتموه ؟
الشيخ : أنا .
السائل : نعم .
الشيخ : والله أنا قديما جدّا في طبعته الأولى حيث أنّني لا أجد له أثرا في نفسي صالحا أو طالحا لكن معروف حسن البنّا رحمه الله لم يكن عالما وكان عنده عاطفة إسلاميّة جيّاشة وله كتابات يخالف فيها السّنّة والمنهج السّلفي معروف هذا عنه أمّا بخصوص هذا الكتاب فليس لي عنه فكرة هات نشوف ما عندك حوله
السائل : ونسمع بتصوّف الشيخ حسن البنّا رحمه الله ؟
الشيخ : إيه .
السائل : وهذا يلمح في بعض كتبه والقراءة في هذه الأيام في هذا الكتاب مذكّرات الدّعوة والدّاعة ولعلّ هذا الكتاب من الكتب المتأخّرة ؟
الشيخ : ولعلّ .
السائل : ولعلّه من الكتب المتأخّرة لأنّه يذكر أشياء
عن دعوته وعن ما حصل له وعما قاموا به وعن النّظام وعن حياته وتكلّم عن حياته حتّى وهو صغير وفي المدرسة ويذكر مشائخه في التّصوّف ويطريهم ويقدّسهم ويذكر البدوي ويذكر أسماء قد تكون مشهورة وأسماء غير معروفة ويذكر الدّسوقي ويذكر كثيرا من هؤلاء .
الشيخ : لمّا يذكر البدوي ماذا يقول فيه ؟
السائل : البدوي هذا قوله يقول يتحدّث عن شاب قد مات غير أنّه من الشّباب كأنّه يتكلّم عن ذكرى وفاته ويذكر أنّه كان له قصّة مع هذا الشّاب وأنّه أخذ يتحدّث وإيّاه كان عاصره قبل وفاة الشّاب يقول" أخذنا نتحدّث عن الأولياء والعلم وتطرّق بنا الحديث إلى سيدس إبراهيم الدّسوقي ثمّ إلى سيدي أحمد البدوي في طنطا فقال أتدري ما نبأ سيدي أحمد البدوي فقلت له قد كان وليّا كريما وتقيّا صالحا وعالما فاضلا فقال ذلك فقط فقلت هذا ما نعلم هذا حدّ علمي فهات ما عندك فأخذ هذا الشاب الفلاّح الذي يقول الّذي لم يتعلّم التعاليم الأولى أخذ يسترسل وجعل أنّ كلّ شيء وجد وأنّ نبض الإسلام وأنّ وأنّ في صفحة كاملة على يدي سيّده البدوي والبنّا يستمع وفي آخر الكلام عقّب البنّا فقال كنت أستمع هذا التّعليق والتّسلسل في تاريخ السيّد البدوي وأنا أعجب لعقليّة هذا الشّاب الفلاّح الّذي لم يتعلّم التّعاليم الأولى وكم في مصر من ذكاء مقبور وعقل موفور " .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : لأنّ هذا الشّاب جاء بما لم يأت به الشيخ يعني ما تكلّم عن البدوي كما يستحقّ البدوي كما تكلّم هذا فمدحه على هذا الكلام هذا في الصّفحة خمس وثلاثين من مذكّرة الدّعوة والدّاعية .
الشيخ : هذه الطّبعة كم يا أستاذي طبعة أولى ثانية ثالثة مكتوب عليها .
السائل : هذه طبعة متأخّرة لعلّها آخر طبعة المكتب الإسلامي ومقدّم لها النّدوي .
سائل آخر : الطّبعة الخامسة .
الشيخ : الطّبعة الخامسة .
السائل : هذه الخامسة سنة ألف وأربعمائة وثلاثة
الشيخ : أربعمائة وثلاثة .
السائل : وثلاثة وفي صفحة واحد وعشرين يقول الشيخ عن التّصوّف يقول " ولعلّ من المفيد أن أسجّل في هذه المذكّرات بعض خواطر حول التّصوّف والطّرق في تاريخ الإسلام وفي تاريخ الدّعوة الإسلاميّة تتناول مشهد التّصوّف وآثاره وما سار إليه وكيف تكون هذه الطّرق نافعة للمجتمع الإسلامي " .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : ثمّ جاء وقفز من كلامه الكثير وقال" وطرأ على هذه الحقائق ما طرأ حقائق التّصوّف على غيرها من حقائق المعارف الإسلاميّة فأخذت صورة العلم الّذي ينظّم السّلوك الإنساني ويرسم له طريقا من الحياة خاصّا مراحله الذّكر والعبادة ومعرفة الله ونهايته الوصول إلى الجنّة ومرضات الله وهذا القسم من علوم التّصوّف وأسمّيه علوم التّربية والسّلوك لا شكّ أنّه من لبّ الإسلام وصميمه ولا شكّ أنّ الصّوفيّة قد بلغوا به مرتبة من علاج النّفوس ودوائها والطّبّ لها والرّقيّ بها لم يبلغ إليها غيرهم من المربّين ولا شكّ أنّهم حملوا النّاس بهذا الأسلوب على خطّة عمليّة من حيث أداء فرائض الله واجتناب نواهيه وصدق التّوجّه إليه " .
الشيخ : لاحول ولا قوّة إلاّ بالله .
السائل : في الصّفحة ثلاث وعشرين أيّام دمنهور ،
هو يتكلّم بين هذه الصّفحات كثيرا عن التّصوّف والإستغراق فيه إلى غير ذلك لكن هنا يقول في صفحة أربع وعشرين من الكتاب " وكنّا في كثير من أيّام الجمعة الّتي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور فكنّا أحيانا نزور الدّسوقي فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصّبح مباشرة حيث نصل حوالي السّاعة الثّامنة صباحا فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلو مترا ونزور ونصلّي الجمعة ونستريح بعد الغداء ونصلّي العصر ونعوذ أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريبا وكنّا أحيانا نزور علبة النّوّام حيث دفن في مقبرتها الشّيخ سيّد سنجر من خواصّ رجال الطّريقة الخصافيّة والمعروفين بصلاحهم وتقواهم ونقضي هناك يوما كاملا ثمّ نعود " يتحدّث ويتمدّح بكونه كان يتربّى هذه التّربية ويقوم بهذا تجاه الأولياء وتجاه قبورهم .
الشيخ : ذكرتم أنّ هذه الطّبعة للمكتب الإسلامي كيف ما علّق عليها .
السائل : قدّم لها النّدوي .
الشيخ : بيعلق على مثلي ... الله أكبر .
السائل : أيّام الصّمت والعزّة وكانت لنا أيّام ننذر فيها الصّمت والآن وإن كان هذه الأشياء يتحدّث عن حياته مع أنّه يرى أنّها هي الّتي بنته وأوصلته إلى ما وصل إليه " وكانت لنا أيّام ننذر فيها الصّمت والبعد عن النّاس فلا يتكلّم أحدنا إلاّ بذكر أو قرآن وكان الطّلبة على عادتهم ينتهزونها فرصة للمعاكسة فيتقدّمون إلى النّاظر أو الأساتذة مبلّغين أنّ فلانا الطّالب قد أصيب في لسانه فيأتي الأستاذ ليستوضح الأمر فكنّا نجيبه بآية من القرآن فينصرف وأذكر بالخير أستاذنا الشّيخ فرحات " هذا صمت السطور .
الشيخ : أي نعم .
السائل : وله شغف بالغزالي ... ويثني على الغزالي ويجعله إماما ثمّ يقول إنّي ما استطعت أن أنفكّ عن تربية الغزالي وعن أسلوبه في التّربية .
الشيخ : شهادة خطيرة .
السائل : وفعلا أنا ما استطعت يقول هذا عن نفسه في صفحة ثلاث وثلاثين الحضرة في الصّفحة إحدى وأربعين في الحضرة ... يقول الشّيخ " كنت سعيدا بالحياة في القاهرة هذا العام فقد ظهر ترتيبي إلى أن قال ... كما كنت أجد متعة كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة من كلّ أسبوع في منزل الشّيخ الحصّافي ثمّ في كثير من ليالي الأسبوع في منزل الخليفة الأوّل للشّيخ الحصّافي علي أفندي غالب " .
الشيخ : التّرجمة هاي عشان يلفّ الجمهور حوله حتّى إذا رشّح نفسه في الانتخاب ينجح .
السائل : هنا في الصّفحة الأربعين خروجه في المولد .
الشيخ : نعم .
السائل : ويذكر " وأنّه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول " .
سائل آخر : الحضرة هاي كيف الحضرة ؟
الشيخ : الرّقص بالذّكر .
سائل آخر : رقص وذكر .
الشيخ : آه .
سائل آخر : ذكر ورقص .
الشيخ : أي نعم .
السائل : ويقول " وأنّه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالموكب بعد الحضرة " .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : " كلّ ليلة من أوّل ربيع الأوّل إلى الثاني عشر منه من منزل أحد الإخوان يقول من أوّل ربيع الأوّل إلى الثاني عشر منه من منزل أحد الإخوان وتصادف أننا في أحد اللّيالي كان الدّور على أخينا الشيخ شلبي فذهبنا على العادة بعد العشاء فوجدنا البيت منيرا نظيفا مجهّزا ووزّع الشّربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة وخرجنا في الموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تامّة وبعد العودة جلسنا مع الشّيخ شلبي قليلا وأردنا الإنصراف فإذا هو يقول بابتسامة لطيفة رقيقة إن شاء الله غدا تزورونني مبكّرين لندفن روحيّة روحيّة هذه وحيدته وقد رزقها بعد إحدى عشرة سنة من زواجه تقريبا وكان بها شغفا مولعا ما كان يفارقها حتّى في عمله وقد شبّت وترعرعت وأسماها روحيّة لأنّها كانت تحتلّ من نفسه منزلة الرّوح فاستغربنا وسألنا ومتى توفّيت فقال اليوم قبيل المغرب فقلنا ولماذا لم تخبرنا فنخرج من منزل آخر بالموكب وما الّذي حدث فقد سقط عنّا الحزن وانقلب المأتم فرحا فهل تريدون نعمة من الله أكبر من هذه النّعمة وانقلب الحديث إلى درس تصوّف يلقيه الشّيخ شلبي ويعلّل وفاة كريمته بغيرة الله على قلبه فإنّ الله يغار على قلوب عباده الصّالحين أن تتعلّق بغيره أو تنصرف إلى سواه واستشهد بإبراهيم عليه السّلام وقد تعلّق قلبه بإسماعيل فأمر الله أن يذبحه ويعقوب عليه السّلام إذ تعلّق قلبه بيوسف " .
سائل آخر : هذا كرامته أكبر من إبراهيم عليه السّلام لأنّ الله ما بولد إبراهيم .
السائل : " يقول وقد تعلّق قلبه بإسماعيل فأمره الله أن يذبحه ويعقوب عليه السّلام إذ تعلّق قلبه بيوسف فأضاعه الله منه عدّة سنوات " ما أدري لماذا ترك محمّدا فقد توفّي ولده إبراهيم .
الشيخ : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله
السائل : " ولهذا يجب أن لا يتعلّق القلب بغير الله تبارك وتعالى وإلاّ كان كذّابا في دعوى المحبّة " .
الشيخ : الله أكبر إبراهيم تعلّق قلبه بإسماعيل فجزاه إن شئت أجبتك ... هذا كفر ...
سائل آخر : هذا الكلام يوجد في كلام ابن القيّم .
الشيخ : يوجد في كلام ابن القيّم ؟
السائل : " ولهذا يجب على قلب العبد أن لا يتعلّق بغير الله تبارك وتعالى وإلاّ كان كذّابا في دعوى المحبّة وساق قصّة الفضيل بن عياض فقد أمسك بيد ابنته الصّغرى فقبلها فقالت له يا أبتاه أتحبّني فقال نعم يا بنيّة فقالت والله ما كنت أظنّك كذّابا قبل اليوم فقال وكيف ذلك وكم كذبت فقالت لقد ظننت أنّك بحالك هذه مع الله لا تحبّ معه أحدا فبكى " .
سائل آخر : من جهله لا يفرّق بين المحبّة الطّبيعيّة والمحبّة مع الله
الشيخ : نعوذ بالله من هذا الكلام هذا كلام يمسّ مقام النّبوّة ( إنّي أحبّهما اللّهمّ أحبّ من أحبّهما ) الرسول يقول عن الحسن والحسين .
السائل : " قالت البنت قد ظننت أن بحالك هذه مع الله لا تجبّ معه أحدا فبكى الرّجل وقال يا مولاي حتّى الصّغار قد اكتشفوا رياء عبدك الفضيل وهكذا من هذه الأحاديث الّتي كان الشّيخ شلبي " .
سائل آخر : وبعدين الرّسول بكى على ولده إبراهيم وبكى على ولد ابنته ... .
السائل : هذا كان يلقي درسا وفي درسه سلفيّ .
الشيخ : في درسه ؟
السائل : سلفيّ أحد السّلفيّين .
الشيخ : طيّب .
السائل : أحد السّلفيين .
الشيخ : آه كويّس .
السائل : أحدهم حامل السّنّة وكأنّ السّلفي أراد أن يذكّر الشّيخ بأن يعرّج عن الأمور المهمّة في العقيدة ولكنّ الشّيخ مكر به ثمّ أوضح أنّه ضحك عليه وأنّه مكر به في النّهاية نسمع الآن ماذا يقول الشّيخ يقول " وفي إحدى اللّيالي شعرت بروح غريبة روح تحقد ورأيت مستمعي قد تميّز عليّ في درسي فقد تميّز بعضهم على بعض حتّى في الأماكن ولم أكد حتّى فوجئت بسؤال ما رأي الأستاذ في مسألة التّوسّل فقلت له يا أخي أظنّك لا تريد أن تسألني عن هذه المسألة وحدها ولكنّك تريد أن تسألني كذلك في الصّلاة والسّلام بعد الأذان وفي قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفي لفظ السّيادة للرّسول صلّى الله عليه وسلّم في التّشهّد وفي أبوي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأين مقرّهما وفي قراءة القرآن وهل يصل ثوابها إلى الميّت أو لا يصل وفي هذه الحلقات الّتي يقيمها أهل الطّرق وهل هي معصية أو قربة إلى الله وأخذت أسرد له مسائل الخلاف جميعا الّتي كانت مدار فتنة سابقة وخلاف شديد فيما بيننا فاستغرب الرّجل وقال نعم أريد الجواب على هذا كلّه فقلت له يا أخي إنّي لست بعالم ولكنّي رجل مدرّس مدنيّ أحفظ بعض الآيات وبعض الأحاديث " سبحان الله كيف اجتمعت جماعة التّبليغ هذا أسلوبهم مع الشيخ هناك هذا أسلوبهم مع هذا الرّجل انظروا ماذا يقول في النّهاية أيضا " ولكنّي رجل مدرّس مدنيّ أحفظ بعض الآيات وبعض الأحاديث النّبويّة الشّريفة وبعض الأحكام الدّينيّة من مطالعتي للكتب وأتطوّع في تدريسها للنّاس فإذا خرجت بي عن هذا النّطاق فقد أحرجتني ومن قال لا أدري فقد أفتى فإذا أعجبك ما أقول ورأيت فيه خيرا فاسمع مشكورا وإذا أردت التّوسّع في المعرفة فاسأل غيري من العلماء والفضلاء المختصّين فهم يستطيعون إفتاءك بما تريد وأمّا أنا فهذا مبلغ علمي ولا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها .
سائل آخر : فقد أحسن .
السائل : لا يبيّن كذبه الآن هو يقول هو سيقول عن نفسه اسمع الآن " فأخذ الرّجل بهذا القول ولم يجد جوابا وأخذت عليه بهذا الأسلوب ... وارتاح الحاضرون أو معضمهم إلى هذا التّخلّص ولكنّي لم أرد أن تضيع الفرصة فالتفتّ إليهم وقلت لهم يا إخواني أنا أعلم تماما أنّ هذا الأخ السّائل وأنّ الكثير من حضراتكم ما كان يريد من وراء هذا السّؤال إلاّ أن يعرف هذا المدرّس الجديد من أيّ حزب هو أمن حزب الشيخ موسى أو من حزب الشيخ عبد السّميع وهذه المعرفة لا تفيدكم شيئا وقد قضيتم في يوم الفتنة ثمان سنوات وفيها الكفاية وهذه المسائل اختلف فيها المسلمون مئات السّنين ولا زالوا مختلفين والله تبارك وتعالى يرضى منّا بالحبّ والوحدة ويكره منّا الخلاف والفرقة أرجو أن تعاهدوا الله أن تدعوا هذه الأمور الآن وتجتهدوا أن تتعلّموا أصول الدّين وقواعده " .
سائل آخر : وحدة الأمّة وإلاّ وحدة الوجود .
السائل : يعني يتّحدون مع بعض وحدة الأمّة الحاصل أنّه يقول " يرضى منّا بالحبّ والوحدة " .
سائل آخر : على أيّ أساس ؟
السائل : ما يهمّ .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : وأنّه أيضا يعترف أنّه ما أجاب بذاك الجواب للمخرج يعني يسكت هذا عبارة عن مغالطة وضحك على النّاس فشخص يسأله ويجاوبه بهذا الجواب ثمّ فيما بعد يقول أنا أجبته بهذا الجواب من أجل أن أتخلّص وإلاّ ليست هي الحقيقة .
الشيخ : أي نعم .
السائل : هو كذب في الوقت نفسه .
سائل آخر : يعني كأنّه يعلّم الدّعاة إذا جاءكم سلفيّ يسألكم فاصرفوه هكذا .
الشيخ : أي نعم .
سائل آخر : في المذكّرات يذكر صراحة أنّه أخذ العقيدة عن جوهرة التّوحيد .
الشيخ : هذا الكتاب عندك ؟
سائل آخر : إي موجود يا شيخ .
الشيخ : طبعة المكتب الإسلامي ؟
سائل آخر : آه والكتاب طبعته الأولى إلّي عندي أقدم من هذه
الشيخ : سنة أدّيش .
سائل آخر : قبل هذه بخمسة عشر عاما .
الشيخ : طيّب خذ راحتك .
السائل : أنا في الواقع أحببت أن نسمع هذا الكلام لأنّ حتّى إخواننا الّذين يكتبون عن تصوّف البنّا لايذكرون إلاّ أنّه على الطّريقة الحصافيّة ولا يذكرون هذه الأمور العظيمة الّتي يربّي عليها شباب الأمّة مذكّراته هذه موجودة عند جميع شباب الإخوان لا نستثني الّذي ليست عنده اطّلع عليها فهم يقرؤون كتب البنّا ويعيشون معها في كلّ وقت ولا يقرأ هؤلاء الحزبيّون إلاّ كتب قادتهم فينبغي أن لا يسكت عن مثل هذا وشباب الأمّة يتربّون عليه يخرج هذا الكلام لهم ليعرفوه وكثير من الشباب لو علموا هذا من البنّا للفظوا أيديهم من دعوته .
الشيخ : هذا إذا كانوا سلفيّين .
السائل : إذا كانوا سلفيّين وقد انخدعوا ؟
الشيخ : أمّا غير السّلفيّين .
السائل : إذا بيّن لهم الحقّ أخذوا به ؟
الشيخ : أريد أن أقول كلامك في عمومه غير مسلّم لأنّ الإخوان المسلمين أكثرهم لم يربّوا تربية إسلاميّة صحيحة سلفيّة أفراد منهم ساعدتهم الظّروف واتّصلوا ببعض السّلفيّين فاستقامت أفكارهم وصلحت عقيدتهم هؤلاء فقط هم قلّ من جلّ إذا اطّلعوا على هذا نبذوه نبذ النّوافس .
السائل : هذا هو الّذي أقصده .
الشيخ : هذا الّذي تقصده .
السائل : والكتابات الّتي أقصد أنّها تكتب يكتبها السلفيّون
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني في مشائخ للإخوان والسّلفيّين الّذين وجدت عندهم غيرة على هؤلاء أن ينخدعوا .
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السّلام .
السائل : الشّعارات يكتبون فيقولون محذّرين لهؤلاء أنّ البنّا عنده كذا ولديه طريقة صوفيّة ولكنّهم يغفلون أو يتغافلون عن مثل هذه المواقع الّتي يذكرها البنّا .
الشيخ : شوف يا أستاذ .
السائل : وقد يذكرونها عن الأتباع مثل سعيد حوّى والتّلمساني وفلان وفلان ويذكرون شغفهم بالقبور وتعلّقهم بها ويسكتون عن ما عند البنّا هذا قصدي ؟
الشيخ : لا يمكن أن تجد سلفيّا انضمّ إلى الإخوان المسلمين لكن تجد كثيرا من الإخوان المسلمين لا أقول انضمّوا إلى السّلفيّة لكن صاروا سلفيّين في العقيدة والفرق بين إخوانيّ صار سلفيّا ولم ينضمّ إلى السّلفيّين أنّه لا يخرج عن حزبيته بخلاف أن لو انضمّ إلى السّلفيّين فحينئذ سيخرج عن حزبيّة الإخوان المسلمين والّذي أعرفه أنّ كثيرا من الإخوان المسلمين لمّا جاءتهم الدّعوة السّلفيّة واضحة بيّنة استجابوا لها وصاروا سلفيّين في ذوات أنفسهم لكن لم يصيروا سلفيّين لغيرهم ولذلك فلن تستطيع أن تحضى بواحد منهم ينقد البنّا بحقّ لأنّه بذلك يخرج عن الإخوان المسلمين
سائل آخر : أو يخرج إن كان رأسا .
الشيخ : لا هو إن كان أخرج يكون حسن لكن لا يجعلوا لهم سبيلا لإخراجه واضح .
السائل : واضح .
الشيخ : ولذلك مع الأسف لن تجد واحدا من هؤلاء الإخوانيّين السّلفيّين من يمكنه أن ينقد الإخوان المسلمين .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 362
- توقيت الفهرسة : 00:34:00