من الذي يخرج للدعوة إلى الله ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ولكن من الذي يخرج ؟ وكيف يخرج؟ هل يقيد خروجه بثلاثة أيام وأربعين يوما وهذا النظام ما جاء في الإسلام, شو المانع أنه يكون بدل ثلاثة أيام أربعة أيام إذا تيسر له ذلك, لماذا هذا التقييد, إذا ما تيسر له إلا يوم واحد لماذا ثلاثة أيام ولماذا مو عشرة مو خمسة عشر ولماذا مو شهور, هذا التحديد لا أصل له لا في كتاب الله ولا في حديث رسول الله ولا في الآثار عن السلف الصالح ولا في أقوال الأئمة الأربعة الذين ندعي نحن جمهور أهل السنة والجماعة أننا ننتهي في أحكامنا وفي فقهنا إلى هؤلاء الأئمة الأربعة لا أحد منهم يذكر شيئا من هذا إطلاقا, إذن من أين جيء بهذا القيد الثلاثي ومن أين جيء بهذا القيد الأربعيني ثم من أين جيء بهذا الخروج الزرافات والجماعات أهكذا كان الأئمة المتقدمون يفعلون ؟ حاشا .
دائما نحن نذكر اتباعا لحديث الرسول عليه السلام ( خير الهدى هدى محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم, لا أحد من طلاب العلم فضلا عن أهل العلم لا يذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرسل أفرادا من خاصة أصحابه, أرسل مثلا معاذا إلى اليمن وأرسل تارة عليا إلى اليمن وأرسل أبا موسى أيضا إلى اليمن وأرسل دحية الرومي إلى الروم عفوا دحية الكلبي إلى الروم وهكذا كان عليه الصلاة والسلام يرسل نخبة فقهاء أصحابه وعلمائهم وكذلك أرسل مرة وهذه لن تتكرر في حياته صلى الله عليه وسلم أرسل سبعين قارئا لدعوة القبائل العربية المشركة التي عاشت في الجاهلية للدخول في الإسلام أفواجا فقتلوا وغدر بهم كما هو مذكور في صحيح البخاري إلى, وغيره من كتب السنة, الشاهد هؤلاء خرجوا في سبيل الله ولا شك , في سبيل الدعوة إلى الله وتنفيذا للآية السابقة لكن هل خرج معهم من عامة الصحابة؟ لا.
لا شيء من ذلك أبدا, يذكر أهل العلم بالسيرة وبتاريخ الصحابة ومنهم ابن قيم الجوزية في كتابه العظيم " إعلام الموقعين عن رب العالمين" أن الصحابة الذين كانوا يعدون الألوف المألفة كانوا من الجمهور الذي يأمرهم ربهم في قوله :(( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أكثر الصحابة الذين يعدون الألوف المؤلفة كانوا مخاطبين بهذه الآية, أهل الذكر من هم؟ يقول ابن تيمية, ابن القيم الجوزية تلميذ ابن تيمية يقول الصحابة العلماء الذين كانوا يفتون أولئك الجمهور هم يعني يبلغون المائة عفوا المائتين أو يزيدون قليلا أو يقلون, فقهاء الصحابة إذن نحو مائتين والباقي واجبهم أن يسألوا هؤلاء ترى حينما أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاذا إلى اليمن هل خرج أحد من هؤلاء صحبة هذا العالم أو ذاك العالم من أصحاب الرسول عليه السلام؟ الجواب لا وهذا هو التاريخ بين أيدينا لذلك نحن بالإضافة إلى ما قلنا آنفا أن هذا الخروج المقنن الموصوف بهذه الصفة بالرغم أنه يخالف ما كان عليه السلف والعلماء دائما يقولون :
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر بابتداع من خلف "
نحن حينما نتحدث عن أمر ما إنما نتحدث عن الطريق والسلوك الذي يجب على المسلمين الذين يريدون أن يتقربوا إلى الله زلفى لا نتكلم عما في نياتهم من حسن القصد وحسن العبادة والتقرب إلى الله, هذا أمر لا نتدخل فيه لأنه لا يعلم ما في الصدور إلا الله عز وجل .
مع ذلك فنحن قد شاهدنا كثيرا من هؤلاء الذين يخرجون ذلك الخروج الذي يسمونه في سبيل الله, رأينا في سوريا في دمشق وحماة وحلب ونحو ذلك كذلك في عمان ناسا طيبين صالحين يخرجون لله عز وجل لكن الأمر لا يكفي أن يكون القصد حسنا لا بد أن يقترن مع القصد الحسن مع النية الحسنة العلم النافع وألقينا كلمة منذ أيام قريبة حول قوله تعالى (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) لا يشرك بعبادة ربه أحدا أي ليبتغي بعبادته ربه عز وجل وحده لا شريك له.
وهذا نحن لا نشك في هؤلاء المسلمين أو في غيرهم ممن يتعبدون الله ولو بمخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النوايا ظاهرها طيبة ولا يجوز لنا إلا أن تعتقد هذا الظاهر لكننا لا نستطيع إلا أن نبلغ هؤلاء بأنكم كما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
الذي يخرج في سبيل الله أول شيء يجب أن يكون عالما.
ثم لا يكفي أن يكون عالما بفقه من فقه المذاهب الأربعة لأن المذاهب كثيرة وهناك خلافات كثيرة في المسائل عديدة تعد بالمئات إن لم نقل بالألوف وبخاصة إذا ذهبوا إلى بلاد الكفر والضلال وهناك الشرك والكفر والخلاعة والفسق والفجور إلخ . فقد يسألون سؤالا فإذا لم يكن متفقها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الآثار السلفية لم يستطع أن يجيب, يروون هناك عندنا نكتة في سوريا يقولون أن عاميا متحمسا وهو مسلح بالخنجر في وسطه لقي رجلا من اليهود فأخذ بتلابيب ثيابه وقال له أولا أسلم وإلا قتلته فارتجف من خوفه من القتل قال: دخلك ماذا أقول؟ قال: والله ما أدري, هذا متحمس, هذا قلبه طيب لكن بلغ به الجهل, طبعا عفوا (( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )) لعلهم يتذكرون بلغ به الجهل أنه لا يدري أن يلقن المشرك أن يقول لا إله إلا الله لكن المسألة بالنسبة لمن يخرج للدعوة إلى الله أدق بكثير من هذه النكتة التي رويناها آنفا لذلك نحن ننصح إخواننا هؤلاء وكل مسلم يبتغي وجه الله بما يدين الله به خير له من هذا الخروج الذي لا مثيل له فيما مضى من كل القرون أن يجلسوا في بيت من بيوت الله يتدارسون كتاب الله ويتلونه بينهم ويكون فيهم رجل عالم بالتفسير عالم بالحديث عالم بالفقه ذلك خير لهم وأتقى من هذا الخروج الذي لم يبن أولا على هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لم يبن على العلم الذي ينبغي أن ينقلوه إلى الآخرين .
دائما نحن نذكر اتباعا لحديث الرسول عليه السلام ( خير الهدى هدى محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم, لا أحد من طلاب العلم فضلا عن أهل العلم لا يذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرسل أفرادا من خاصة أصحابه, أرسل مثلا معاذا إلى اليمن وأرسل تارة عليا إلى اليمن وأرسل أبا موسى أيضا إلى اليمن وأرسل دحية الرومي إلى الروم عفوا دحية الكلبي إلى الروم وهكذا كان عليه الصلاة والسلام يرسل نخبة فقهاء أصحابه وعلمائهم وكذلك أرسل مرة وهذه لن تتكرر في حياته صلى الله عليه وسلم أرسل سبعين قارئا لدعوة القبائل العربية المشركة التي عاشت في الجاهلية للدخول في الإسلام أفواجا فقتلوا وغدر بهم كما هو مذكور في صحيح البخاري إلى, وغيره من كتب السنة, الشاهد هؤلاء خرجوا في سبيل الله ولا شك , في سبيل الدعوة إلى الله وتنفيذا للآية السابقة لكن هل خرج معهم من عامة الصحابة؟ لا.
لا شيء من ذلك أبدا, يذكر أهل العلم بالسيرة وبتاريخ الصحابة ومنهم ابن قيم الجوزية في كتابه العظيم " إعلام الموقعين عن رب العالمين" أن الصحابة الذين كانوا يعدون الألوف المألفة كانوا من الجمهور الذي يأمرهم ربهم في قوله :(( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أكثر الصحابة الذين يعدون الألوف المؤلفة كانوا مخاطبين بهذه الآية, أهل الذكر من هم؟ يقول ابن تيمية, ابن القيم الجوزية تلميذ ابن تيمية يقول الصحابة العلماء الذين كانوا يفتون أولئك الجمهور هم يعني يبلغون المائة عفوا المائتين أو يزيدون قليلا أو يقلون, فقهاء الصحابة إذن نحو مائتين والباقي واجبهم أن يسألوا هؤلاء ترى حينما أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاذا إلى اليمن هل خرج أحد من هؤلاء صحبة هذا العالم أو ذاك العالم من أصحاب الرسول عليه السلام؟ الجواب لا وهذا هو التاريخ بين أيدينا لذلك نحن بالإضافة إلى ما قلنا آنفا أن هذا الخروج المقنن الموصوف بهذه الصفة بالرغم أنه يخالف ما كان عليه السلف والعلماء دائما يقولون :
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر بابتداع من خلف "
نحن حينما نتحدث عن أمر ما إنما نتحدث عن الطريق والسلوك الذي يجب على المسلمين الذين يريدون أن يتقربوا إلى الله زلفى لا نتكلم عما في نياتهم من حسن القصد وحسن العبادة والتقرب إلى الله, هذا أمر لا نتدخل فيه لأنه لا يعلم ما في الصدور إلا الله عز وجل .
مع ذلك فنحن قد شاهدنا كثيرا من هؤلاء الذين يخرجون ذلك الخروج الذي يسمونه في سبيل الله, رأينا في سوريا في دمشق وحماة وحلب ونحو ذلك كذلك في عمان ناسا طيبين صالحين يخرجون لله عز وجل لكن الأمر لا يكفي أن يكون القصد حسنا لا بد أن يقترن مع القصد الحسن مع النية الحسنة العلم النافع وألقينا كلمة منذ أيام قريبة حول قوله تعالى (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) لا يشرك بعبادة ربه أحدا أي ليبتغي بعبادته ربه عز وجل وحده لا شريك له.
وهذا نحن لا نشك في هؤلاء المسلمين أو في غيرهم ممن يتعبدون الله ولو بمخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النوايا ظاهرها طيبة ولا يجوز لنا إلا أن تعتقد هذا الظاهر لكننا لا نستطيع إلا أن نبلغ هؤلاء بأنكم كما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
الذي يخرج في سبيل الله أول شيء يجب أن يكون عالما.
ثم لا يكفي أن يكون عالما بفقه من فقه المذاهب الأربعة لأن المذاهب كثيرة وهناك خلافات كثيرة في المسائل عديدة تعد بالمئات إن لم نقل بالألوف وبخاصة إذا ذهبوا إلى بلاد الكفر والضلال وهناك الشرك والكفر والخلاعة والفسق والفجور إلخ . فقد يسألون سؤالا فإذا لم يكن متفقها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الآثار السلفية لم يستطع أن يجيب, يروون هناك عندنا نكتة في سوريا يقولون أن عاميا متحمسا وهو مسلح بالخنجر في وسطه لقي رجلا من اليهود فأخذ بتلابيب ثيابه وقال له أولا أسلم وإلا قتلته فارتجف من خوفه من القتل قال: دخلك ماذا أقول؟ قال: والله ما أدري, هذا متحمس, هذا قلبه طيب لكن بلغ به الجهل, طبعا عفوا (( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )) لعلهم يتذكرون بلغ به الجهل أنه لا يدري أن يلقن المشرك أن يقول لا إله إلا الله لكن المسألة بالنسبة لمن يخرج للدعوة إلى الله أدق بكثير من هذه النكتة التي رويناها آنفا لذلك نحن ننصح إخواننا هؤلاء وكل مسلم يبتغي وجه الله بما يدين الله به خير له من هذا الخروج الذي لا مثيل له فيما مضى من كل القرون أن يجلسوا في بيت من بيوت الله يتدارسون كتاب الله ويتلونه بينهم ويكون فيهم رجل عالم بالتفسير عالم بالحديث عالم بالفقه ذلك خير لهم وأتقى من هذا الخروج الذي لم يبن أولا على هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لم يبن على العلم الذي ينبغي أن ينقلوه إلى الآخرين .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 712
- توقيت الفهرسة : 00:12:56
- نسخة مدققة إملائيًّا