نصيحة الشيخ إلى جماعة التبليغ
A-
A=
A+
الشيخ : وخير لهؤلاء الإخوان الطيبين من جماعة التبليغ شيئان اثنين : الأول هو ما ننصحهم دائما أن يتفرغوا لطلب العلم ولا يتفرغوا للدعوة لأن للدعوة رجالا وقد قلت لهم هناك وفي كل مكان هل تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بالعشرات والعشرينات دعوة إلى المشركين ولا أرسل أفرادا من نخبة الصحابة كعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري ودحية الكلبي هؤلاء الدعاة هم الذين كان الرسول عليه السلام يرسلهم ومرة واحدة وقعت أن أرسل سبعين من قرّاء الصحابة وبهذه المناسبة يجب أن تعلموا أن معنى قرّاء الصحابة هم علماؤهم لأننا لا نتصور يومئذٍ قارئ كقرّائنا اليوم يحسنون القراءة والترتيل والتجويد لكن لا يفقهون ما يقرؤون من القرآن شيئا , فالصحابة لم يكونوا هكذا فذهبوا إلى قبيلة مشركة وطلبوا منهم أن ينزلوا ليدعوا إلى الله عز وجل فأعطوهم الأمان ثم غدروا بهم فقتلوهم سبعين من قرّاء أصحاب الرسول عليه السلام ولما بلغه خبر قتلهم قال أنس بن مالك: ( فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجد على ناس كما وجد على هؤلاء القرّاء ) فكان يدعو عليهم فيقول في صلاة الفجر وغيرها ( اللهم العن رعلا وذكوانا ) وقبائل أخرى سماها عليه السلام لأنهم قتلوا هؤلاء الصحابة من القراء الكرام ، هكذا كان الرسول عليه السلام يرسل علماء فما بال هؤلاء المسؤولين من جماعة التبليغ ورئيسهم هناك في الباكستان أو في الهند يرسل ناس لا علم عندهم لأنو إن كان عندهم علم يجب أن يقتدوا بالرسول عليه السلام ماذا فعل الرسول؟ إلى ماذا دعا الرسول حينما أنزل عليه قوله تعالى: (( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر )) دعا كما دعت الرسل من قبل (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) فمالهؤلاء الناس لا يدعون إلى ما دعا الرسول عليه السلام وإلى ما دعا الأصحاب الكرام بتعليم الرسول عليه الصلاة والسلام , جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسل معاذا إلى اليمن ماذا قال له؟ قال: ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) , ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله هؤلاء جميعا من كل الجماعات التي ذكرناها آنفا من إخوان مسلمين من حزب تحرير من جماعة تبليغ لا يكون أول ما يدعون إليه شهادة أن لا إله إلا الله وهذا له سبب سبق أن ذكرته أُجمله الآن أولا لظنهم إن المسلمين ما هم بحاجة لإن كل المسلمين بقولوا لا إله إلا الله إذًا ندعوهم إلى ماذا؟ هذا اسمه تحصيل حاصل لكن الواقع أن المقصود أُدعُهُم إلى شهادة لا إله إلا الله أول ما تدعوهم لأنهم كانوا عربا ولذلك كما شرحت آنفا (( كانوا إذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) لأنهم يفهمون معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله , أما, أما الرب فما كانوا ينكرونه (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) اليوم المسلمون لا يفهمون شهادة التوحيد كما فهمه العرب لكن هم يؤمنون بلفظها ويكفرون بمعناها فلماذا لا تشتغل هذه الجماعات بدعوة المسلمين للتوحيد الصحيح؟ السبب لا يعلمون واقع المسلمين اليوم أنهم منحرفون عن التوحيد الصحيح , سبب ثاني وهو أهم بالنسبة إليهم هم أنفسهم لا يعلمون حقيقة معنى لا إله إلا الله ولذلك لا يدعون الناس إلى معنى لا إله إلا الله كما أنهم لا يدعون الناس إلى أن يشهدوا أن محمدا رسول الله لماذا؟ لنفس السببين السبب الأول أنهم يشهدون أن محمد رسول الله وأنا أعتقد أنهم كذلك لكن يخالفون هذه الشهادة لأن يلزم من التصديق بأن محمدا رسول الله ألا يتقدم المسلمون بين يدي رسول الله برأي باجتهاد بنظام بِـ بِـ إلى آخره وهذا مع الأسف موجود وواقع وأوضح مثال قضية استحسان الاستحسان في بعض المذاهب قيل بأنه دليل شرعي وفي المجتمع الإسلامي هو قائم على قدم لأنهم يقولون بدعة حسنة وشو فيها يا أخي وإلى آخره .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 525
- توقيت الفهرسة : 00:06:50
- نسخة مدققة إملائيًّا