بيان التوحيد الصحيح وذكر ركنيه (الرد على الصوفية في قولهم بوحدة الوجود والقول بأن الله في كل مكان، وتقسيم الناس إلى عامة وخاصة)
A-
A=
A+
الشيخ : ... ولسنا بحاجة للخوض في هذه القضية فيكفينا أن نذكر أمرين اثنين , الأمر الأول يعرفه كثير من المثقفين الإسلاميين المثقفين ثقافة إسلامية صحيحة ألا وهو ابتعاد المنتسبين إلى التصوف عن التوحيد الصحيح حينما لا يؤمنون بأن هناك خالقا ومخلوقا وإنما هم يعتقدون بما يسمى بوحدة الوجود أي أن الخالق والمخلوق شيء واحد ولذلك يصرح بعض غلاتهم بأن شهادة أن لا إله إلا الله هذا توحيد العامة أما توحيد الخاصة فهو لا هو إلا هو ولذلك اختصروا أفضل الذكر بشهادة الأحاديث الصحيحة لا إله إلا الله أفضل الذكر لا إله إلا الله هذه الأفضلية إطلاقا وحصروها بوحدة الوجود لا هو إلا هو ثم اختصروا هذا المختصر إلى أن قالوا هو هو فلا شيء سواهُ , إذًا هذا هو الإلحاد في دين الله باسم الإسلام , فهذا يشمل غلاة الصوفية حقا لكن مقابل هذا انحراف يلتقي مع هذا الانحراف الجلي الخطير هناك انحراف في جماهير المذاهب الإسلامية الموجودة اليوم , ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنهم يلتقون في عقيدة لهم مع هذا الانحراف الخطير ألا وهو قول من يسمون بالماتوريدية والأشعرية فضلا عن المعتزلة القدامى والشيعة الموجودة اليوم حيث أنهم يلتقون مع الشيعة القدامى فيما سأذكره من الانحراف في العقيدة وعلى وجه الأرض اليوم طائفة من الخوارج الذين أرادوا أن يتميزوا وأن يخرجوا أنفسهم من الانتماء إلى الخوارج ألا وهم الطائفة المعروفة بالإباضية كل هذه الجماعات وكل هذه المذاهب تلتقي مع الصوفية في القول بوحدة الوجود ولكن بعبارة برّاقة يظهرون التنزيه وهم في الحقيقة معطلون منكرون لوجود الله تبارك وتعالى أعني بهذا أن هؤلاء المسلمين ونسمع أثر عقيدتهم في المجالس العادية ألا وهو قولهم الله موجود في كل مكان , الله موجود في كل مكان , الله موجود في كل الوجود , هذا معناه القول بوحدة الوجود لأن العالم بكتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم كما جاء في حديث عمران بن حصين في صحيح البخاري ( كان الله ولا شيء معه ) كان الله ولا شيء معه إذًا كان الله ولا خلق ولا شيء لا كرسي لا أرض لا شمس لا قمر ثم خلق السموات والأرض فحينما يقول هؤلاء بأن الله في كل مكان فمعنى ذلك إما أن يعطّلوا أن هناك خالقا وهناك مخلوقا فهذا هو التعطيل الذي كان يقع فيه المؤولة الذين يؤولون آيات الصفات وينكرون وجود الله تبارك وتعالى فوق المخلوقات كلها , فسماهم السلف بالمعطلة أي إنهم يعطلون وجود الله حينما يقولون الله في كل مكان , فإما أن يقولوا بأنه لا خالق ولا مخلوق وإنما هو شيء واحد فيعود رأيهم إلى القول بوحدة الوجود , لكن ليس بصراحتهم المعهودة وإما أن يقولوا بضلالة النصارى وبأعم منها حيث أن النصارى قالوا بالأقانيم الثلاثة الأب والابن والروح القدس وأن الله عز وجل حالٌّ في عيسى الذي ولد من بطن مريم , ولكن هؤلاء الذين يحصرون الله في كل مكان هم أضل من النصارى الذين حصروا الله عزّ وجل في ثلاثة أقانيم , ومن ضلال كبير الصوفية المصرح بوحدة الوجود ألا وهو المسمّى بمحيي الدين ابن عربي والذي كان بعض المشايخ في دمشق يقول: محيي الدين خطأ والصواب ممحي الدين فهو ليس محييا للدين إنما هو ممحيا للدين , صرّح هذا الرجل فقال: " إنما كفرت النصارى لأنهم حصروا الله في ثلاثة أشياء أما نحن - يعني نفسه - فقد عممناه في كل الوجود " ولذلك قالوا: لا هو إلا هو ثم قالوا هو هو فلا شيء , إذًا القول بأن الله عزّ وجل في كل مكان المخالف لنصوص السنة والقرآن يلتقي تماما مع القول بوحدة الوجود ولازم هذا القول إنكار الخالق سبحانه وتعالى كما تقوله الدهرية والشيوعية وأمثالهم ...
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 543
- توقيت الفهرسة : 00:12:03
- نسخة مدققة إملائيًّا