بيان الشيخ لخرافيين يظنهم العوام أولياء .
A-
A=
A+
الشيخ : ... لكن ما بالك والقصص كثيرة وكثيرة جدا بأن الشخص يشرب الخمر، فينكر عليه، فيقول هذا يشرب من خمر الجنة، هذا ليس من خمركم بشيء، آخر يبيع الحشيش، فيقول حينما ينكر عليه، أنت تظن أنا أبيع الحشيش المخدر ، أنا أبيع ضد الحشيش المخدر وأنه كون أن الإنسان يشتري من عندي هذا الحشيش، فهو يقلع عن عادته في استعمال الحشيش المخدر، وبهذا عطلوا العقل وعطلوا الشريعة وحسبكم في ذلك قولهم هناك شريعة وهناك حقيقة، والحقيقة تخالف الشريعة ولهم كلمات خطيرة وخطيرة جدا ولعله يحسن أن أذكر لكم قصة وقعت لي شخصيا، خرجت كعادتي في طريقي إلى إخواننا في حلب، واتخذنا في الطريق منزلا بتنا فيه ليلة، في قرية تبعد عن دمشق، نحو ستين كيلو اسمها دير عطية، ونحن سامرون فيها وساهرون بدل أن يطرق الباب، الدار على الجادة، في الطبقة الدنيا بدل أن يطرق الباب تطرق النافذة، فيخرج رب الدار للنظر من هذا الطارق الغريب في طرقه بدل أن يطرق الباب يطرق النافذة، ففوجئنا بصياح صاحب الدار مرحبا بالطارق، أهلا وسهلا بفلان، نحن طبعا أشرأبت أعيننا إلى هذا الضيف الكريم الذي احتفى به صاحب الدار هذا الاحتفاء العظيم، دخل هذا الضيف المزعوم، ففوجئت به كما فوجئ هو بي، وأعني الرجل حشاش، تارك للصلاة لا يصوم رمضان، يشرب الدخان في رمضان، وهو ساند ظهره لزاوية من زوايا المسجد خارج المسجد وعيناه شاخصتان مصفرتان من تأثير الحشيش فيهما فأنا فوجئت به، من جهة أن هذا رب الدار يلي نحن ضيوف عنده عم يرحب بحشاش بفاسق فاجر، إن لم يكن كافر، فوجئ بي لأنه هو جارنا، أنا دكانتي هناك كانت بجانب هذا المسجد، فكلما خرجت للصلاة وهو يحشش، يشرب دخان طبعا فيه حشيش، فلما رآني جلس بعيدا عني، وأخذ يتظاهر بأنه مأخوذ يعني مجذوب أخذه الحال يعني، فأخذ يركع ويسجد هكذا ويقول كلام يقولوا عنا في الشام كلام مغطى ، يعني كلام شو بيقولوا في اللغة العربية يعني جملة غير تامة، شو بندوره حشيش بيض باذنجان يعني جملة غير تامة، ... حينئذ عرفت بأن رب الدار يعتقد بهذا الإنسان أنه من كبار الأولياء، ارتجلت كلمة افتتحتها بالآية الكريمة (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون ... )) .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 195
- توقيت الفهرسة : 01:01:51
- نسخة مدققة إملائيًّا