بيان بدعية الذكر الجماعي عند الصوفية وما يسمونه الحضرة ؟ وبيان قوله تعالى ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم..... ) الآية.
A-
A=
A+
السائل : الاناشيد التواشيح الدينية والذكر جماعي بصوت عالي مع الترنح تسمى الحضرة . فهل هاي ممارسات مقبولة من الشريعة الإسلامية أم غير مقبولة ؟
الشيخ : لا ، إذا نحن نظرنا إلى ما قلناه آنفا : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، نفهم أن هذه الممارسات تخالف سبيل المؤمنين ، لأنه بلا شك كل عالم دارس لسيرة الرسول عَلَيْهِ َالسَلَّامَ وأصحابه الكرام - سواء في زمنه أو بعد وفاته - عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ يعلم يقينا أن هؤلاء الصحابة لم يكونوا يذكرون الله على هذه الطريقة التي يذكرها أصحاب الحلقات ، والنوبات ، أنت بتستعملوا كلمة نوبات هنا ؟
الحضور : الحضرات
الشيخ : لكن كلمة نوبات تستعمل عندنا في سوريا وهي أنسب لهم ، لأن النوبات جمع نوبة هذه ، ههه ، فالمقصود أن هذه الحلقات وهذه الحضرات يقينا لم تكن في عهد الرسول عَلَيْهِ َالسَلَّامَ ، ولذلك بالغ علماء المسلمين - الفقهاء منهم - بالتنديد بهؤلاء الذين يذكرون الله عز وجل مثل هذا الذكر الذي لا يقبله نقل ولا عقل ، أما النقل : فربنا عز وجل أمرنا بأن نعزر نبيه ونعظمه ونوقره ، وهو عبد من عباده المصطفين الأخيار ، تُرى ماذا يكون موقف العبد مع الرب ؟ لاشك أنه سيجله، ليس بعده إجلال لأحد لأنه هو خالق الكل والجميع ، فإذا كان الأمر كذلك فالصحابة لم يكونوا يرفعون أصواتهم بالذكر ، ليس حلقات هكذا ولا في مساجد ، وإنما في الصحراء في العراء لقد جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضى الله قال : ( كنا في سفر مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكنا إذا علونا جبلا كبرنا الله ، وإذا هبطنا واديا سبحنا الله ورفعنا اصواتنا ، فقال عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ : إربعوا على أنفسكم إن من تدعونه ليس بأصمّ ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا بصيرا، نما تدعون هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم ، ثم التفت الى وقال يا أبا موسى : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قل لا حول ولا قوة إلا الله ) لا حول ولا قوة إلا الله كنز من كنوز الجنة فإذا كان الرسول صَلَّوات اللَّهُ وَسَلَّامَه عَلَيْهِ ينهى أصحابه أن يرفعوا أصواتهم في الصحراء ، بعلة شرعية إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب الى اخر الحديث ، تُرى ماذا يقول الرسول عَلَيْهِ َالسَلَّامَ لهؤلاء الناس الذين يرفعون اصواتهم بذكر الله فى بيوت الله ؟ هنا فيه إخلال بأدبين اثنين : الاول : الأدب مع الرب وقد عُرف من حديث أبي موسى ، الثاني : الأدب مع العبد العابد لله في المسجد ، إلى هذه الحقيقة أو الأدب الثاني أشار عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ بقوله حينما سمع بعض الناس يرفع صوته بالذكر في المسجد قال : ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة ) كلكم يناجي ربه يعني إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب ،كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة جاء فى رواية أخرى " فتؤذوا المؤمنين " هذه هي العلة الثانية فيها إيذاء للجالسين في المسجد ، يذكرون الله ، يصلون على رسول الله ، يصلون ركعتين لله ، فهؤلاء يشوشون عليهم فيؤذونهم ، مثل هذه الأحاديث بتُكون فكرة عند الباحث بأن هؤلاء الذين يذكرون الله بهذه الأصوات - الحقيقة أنا ما رأيت هنا ما كان يقع عندنا في دمشق خاصة في بعض الليالى كليلة القدر، ليلة سبع وعشرين رمضان تدخل أكبر مسجد في سوريا وهو المسجد الأموى فبدك تسد أذنيك ، حتى ما تصم أذانك بالأصوات المرتفعة ، هنا حلقة وهناك حلقة ، هنا قادرية وهناك نقشبندية وهناك رفاعية .. الخ - ولذلك يعجبني قول ابن القيم الجوزية
" متى علم الناس في ديننا ... بأن الغناء سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار ... ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا: سكرنا بحب الإله ... وما أسكر القوم إلا القصع
كذاك البهائم ... يرقصها ريها والشبع "
هنا الشاهد :
" فيا للعقول ويا للنهى ... أليس منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع ... وتكرم عن مثل ذاك البيع "
وقال اخر :
" ايا جيل ابتداع شرَّ جِيلٍ لقد جئتم بأمرٍ مستحيلِ
أفي القرآن قال لكم إلهي كلوا مثل البهائم وارقصوا لي؟ "
يحاول هؤلاء بسبب جهلهم بشيئين اتنين : الأول: فقة الكتاب والسنة والآخر : ما كان عليه سلفنا الصالح ، بيتعربشوا " تعبير شامي " يتشبثون ببعض النصوص من الكتاب والسنة ما كان في الكتاب يتأولونه بغير تأويله ويفسرونه بغير تفسيره، أما السنة فهي ما يحتجون به إما صحيح لا يدل على ما يذهبون إليه ، وإما صريح لكنه غير صحيح ، فمثلا من القرآن يحتجون بقوله تعالى : (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ )) من هم ؟ (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) يقولوا ها هي الله قال: ويَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ .
نحن نقول من المنهج فى تفسير القرآن الكريم أن يفسر اولا القرآن بالقرآن ، فإذا لم يوجد آية تفسر آية فبالحديث ، فإذا لم يوجد حديث فبأقوال السلف الصالح والمفسرين ، فهنا أنتم بتفسروا (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )) في حالة واحدة ، من المفسر لهذه الجملة من هذه الآية الكريمة بمثل هذا التفسير ؟ لا أحد قاطبة ، إذا أخذنا تفسير ابن جرير وهو إمام المفسرين ، وتفسير ابن كثير وهو الذي جمع الكثير من التفاسير منها تفسير ابن جرير ، كلهم بدون أي استثناء يجمعون على أن هذه الآية يمكن تفسيرها بتفسيرين لا ثالث لهما
التفسير الأول : الذين يذكرون الله قياما حالة كونهم قائمين، وقعودا حالة كونهم قاعدين وجنوبا حالة كونهم مضجعين ، هذا القول الأول.
القول الثاني : وهذا القول سيظهر الفرق بينه وبين الآخر ، هذا القول يشمل الأحوال كلها خاص في الصلاة، في أى حال ، الان أنت تقعد وتقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، أو تضع جنبك وتقرأ آية الكرسي ، هذا هو تفسير الآية على القول الأول ، القول الثانى والأخير : الذين يذكرون الله قياما في صلاتهم حين الاستطاعة ، وقعودا حين العجز عن القيام ، وعلى جنوبهم حين العجز عن القيام والقعود ، وهذا جاء صريحا في صحيح البخارى من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلاةِ ، فَقَالَ: صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ) هذا الحديث يؤيد القول الثاني أو تفسير الآية بالقول الثاني ، أي في الصلاة ، أي يذكرون الله قائمين في الصلاة ، لأن القيام ركن من أركان الصلاة كما قال تعالى : (( وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ )) ، لا والله ما تستطيع إلا قاعدا فقاعدا ، لا ما تستطيع إلا على جنب فعلى جنب .
ثم نقول تفسيركم هذا أول من ينقضه هو أنتم ، لأنهم هم يجمعون بين القيام والقعود ، لكن الجنوب لا يضعونها ، ولذلك نقول عليكم بقى في أثناء الذكر يميل بعضكم على بعض حتى يصيروا مضحكة عند الناس ، وشيء آخر وأهم ، الآية لها تتمة (( وعلى جنوبهم ويتفكرون ... )) .
الشيخ : لا ، إذا نحن نظرنا إلى ما قلناه آنفا : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، نفهم أن هذه الممارسات تخالف سبيل المؤمنين ، لأنه بلا شك كل عالم دارس لسيرة الرسول عَلَيْهِ َالسَلَّامَ وأصحابه الكرام - سواء في زمنه أو بعد وفاته - عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ يعلم يقينا أن هؤلاء الصحابة لم يكونوا يذكرون الله على هذه الطريقة التي يذكرها أصحاب الحلقات ، والنوبات ، أنت بتستعملوا كلمة نوبات هنا ؟
الحضور : الحضرات
الشيخ : لكن كلمة نوبات تستعمل عندنا في سوريا وهي أنسب لهم ، لأن النوبات جمع نوبة هذه ، ههه ، فالمقصود أن هذه الحلقات وهذه الحضرات يقينا لم تكن في عهد الرسول عَلَيْهِ َالسَلَّامَ ، ولذلك بالغ علماء المسلمين - الفقهاء منهم - بالتنديد بهؤلاء الذين يذكرون الله عز وجل مثل هذا الذكر الذي لا يقبله نقل ولا عقل ، أما النقل : فربنا عز وجل أمرنا بأن نعزر نبيه ونعظمه ونوقره ، وهو عبد من عباده المصطفين الأخيار ، تُرى ماذا يكون موقف العبد مع الرب ؟ لاشك أنه سيجله، ليس بعده إجلال لأحد لأنه هو خالق الكل والجميع ، فإذا كان الأمر كذلك فالصحابة لم يكونوا يرفعون أصواتهم بالذكر ، ليس حلقات هكذا ولا في مساجد ، وإنما في الصحراء في العراء لقد جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضى الله قال : ( كنا في سفر مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكنا إذا علونا جبلا كبرنا الله ، وإذا هبطنا واديا سبحنا الله ورفعنا اصواتنا ، فقال عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ : إربعوا على أنفسكم إن من تدعونه ليس بأصمّ ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا بصيرا، نما تدعون هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم ، ثم التفت الى وقال يا أبا موسى : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قل لا حول ولا قوة إلا الله ) لا حول ولا قوة إلا الله كنز من كنوز الجنة فإذا كان الرسول صَلَّوات اللَّهُ وَسَلَّامَه عَلَيْهِ ينهى أصحابه أن يرفعوا أصواتهم في الصحراء ، بعلة شرعية إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب الى اخر الحديث ، تُرى ماذا يقول الرسول عَلَيْهِ َالسَلَّامَ لهؤلاء الناس الذين يرفعون اصواتهم بذكر الله فى بيوت الله ؟ هنا فيه إخلال بأدبين اثنين : الاول : الأدب مع الرب وقد عُرف من حديث أبي موسى ، الثاني : الأدب مع العبد العابد لله في المسجد ، إلى هذه الحقيقة أو الأدب الثاني أشار عَلَيْهِ الصلاة َالسَلَّامَ بقوله حينما سمع بعض الناس يرفع صوته بالذكر في المسجد قال : ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة ) كلكم يناجي ربه يعني إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب ،كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة جاء فى رواية أخرى " فتؤذوا المؤمنين " هذه هي العلة الثانية فيها إيذاء للجالسين في المسجد ، يذكرون الله ، يصلون على رسول الله ، يصلون ركعتين لله ، فهؤلاء يشوشون عليهم فيؤذونهم ، مثل هذه الأحاديث بتُكون فكرة عند الباحث بأن هؤلاء الذين يذكرون الله بهذه الأصوات - الحقيقة أنا ما رأيت هنا ما كان يقع عندنا في دمشق خاصة في بعض الليالى كليلة القدر، ليلة سبع وعشرين رمضان تدخل أكبر مسجد في سوريا وهو المسجد الأموى فبدك تسد أذنيك ، حتى ما تصم أذانك بالأصوات المرتفعة ، هنا حلقة وهناك حلقة ، هنا قادرية وهناك نقشبندية وهناك رفاعية .. الخ - ولذلك يعجبني قول ابن القيم الجوزية
" متى علم الناس في ديننا ... بأن الغناء سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار ... ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا: سكرنا بحب الإله ... وما أسكر القوم إلا القصع
كذاك البهائم ... يرقصها ريها والشبع "
هنا الشاهد :
" فيا للعقول ويا للنهى ... أليس منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع ... وتكرم عن مثل ذاك البيع "
وقال اخر :
" ايا جيل ابتداع شرَّ جِيلٍ لقد جئتم بأمرٍ مستحيلِ
أفي القرآن قال لكم إلهي كلوا مثل البهائم وارقصوا لي؟ "
يحاول هؤلاء بسبب جهلهم بشيئين اتنين : الأول: فقة الكتاب والسنة والآخر : ما كان عليه سلفنا الصالح ، بيتعربشوا " تعبير شامي " يتشبثون ببعض النصوص من الكتاب والسنة ما كان في الكتاب يتأولونه بغير تأويله ويفسرونه بغير تفسيره، أما السنة فهي ما يحتجون به إما صحيح لا يدل على ما يذهبون إليه ، وإما صريح لكنه غير صحيح ، فمثلا من القرآن يحتجون بقوله تعالى : (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ )) من هم ؟ (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) يقولوا ها هي الله قال: ويَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ .
نحن نقول من المنهج فى تفسير القرآن الكريم أن يفسر اولا القرآن بالقرآن ، فإذا لم يوجد آية تفسر آية فبالحديث ، فإذا لم يوجد حديث فبأقوال السلف الصالح والمفسرين ، فهنا أنتم بتفسروا (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )) في حالة واحدة ، من المفسر لهذه الجملة من هذه الآية الكريمة بمثل هذا التفسير ؟ لا أحد قاطبة ، إذا أخذنا تفسير ابن جرير وهو إمام المفسرين ، وتفسير ابن كثير وهو الذي جمع الكثير من التفاسير منها تفسير ابن جرير ، كلهم بدون أي استثناء يجمعون على أن هذه الآية يمكن تفسيرها بتفسيرين لا ثالث لهما
التفسير الأول : الذين يذكرون الله قياما حالة كونهم قائمين، وقعودا حالة كونهم قاعدين وجنوبا حالة كونهم مضجعين ، هذا القول الأول.
القول الثاني : وهذا القول سيظهر الفرق بينه وبين الآخر ، هذا القول يشمل الأحوال كلها خاص في الصلاة، في أى حال ، الان أنت تقعد وتقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، أو تضع جنبك وتقرأ آية الكرسي ، هذا هو تفسير الآية على القول الأول ، القول الثانى والأخير : الذين يذكرون الله قياما في صلاتهم حين الاستطاعة ، وقعودا حين العجز عن القيام ، وعلى جنوبهم حين العجز عن القيام والقعود ، وهذا جاء صريحا في صحيح البخارى من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلاةِ ، فَقَالَ: صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ) هذا الحديث يؤيد القول الثاني أو تفسير الآية بالقول الثاني ، أي في الصلاة ، أي يذكرون الله قائمين في الصلاة ، لأن القيام ركن من أركان الصلاة كما قال تعالى : (( وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ )) ، لا والله ما تستطيع إلا قاعدا فقاعدا ، لا ما تستطيع إلا على جنب فعلى جنب .
ثم نقول تفسيركم هذا أول من ينقضه هو أنتم ، لأنهم هم يجمعون بين القيام والقعود ، لكن الجنوب لا يضعونها ، ولذلك نقول عليكم بقى في أثناء الذكر يميل بعضكم على بعض حتى يصيروا مضحكة عند الناس ، وشيء آخر وأهم ، الآية لها تتمة (( وعلى جنوبهم ويتفكرون ... )) .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 71
- توقيت الفهرسة : 00:51:15
- نسخة مدققة إملائيًّا