ما الفرق بين العقيدة الأشعرية والعقيدة الماتريدية ؟
A-
A=
A+
السائل : والعقيدة الماتريدية إيش الخلاف الجوهري بينهم في هذا الموضوع ؟ يعني لماذا هؤلاء نَحَوا هذا المنحى والآخرين سلكوا طريق آخر ؟ إيش الخلاف ؟ ليش اختلفوا في هذا المنهج وكل واحد منهم أصبح له جماعة ينتسب إليها ؟
الشيخ : ليش خصَّصت الماتريدية والأشاعرة ؟
السائل : لأنهم من أهل السنة بيهمني أعرف .
الشيخ : طيب ؛ وأهل الحديث ما هنّ من أهل السنة ؟
السائل : لا ، أهل الحديث ما هو باعتبار أنهم نتبنَّى عقيدتهم نعرفها ، يعني أنا كثير من عقائد الماتريدية والأشاعرة حقيقة ما بعرفها ؛ يعني قد يكون في الجزئيات .
الشيخ : ما اختلفنا ، ليش خصَّصت الأشاعرة والماتريدية ؟ وما ذكرت ليش هدول اختلفوا مع أهل الحديث ؟
السائل : والله أنا بدي أعرف الخلاف بينهم هم أول شيء ليش دار بهذا الشكل ، وانقسموا صاروا فريقين .
الشيخ : شو الفائدة ؟
السائل : الفائدة .
الشيخ : شو الفرق بين الخلاف بين الماتريدية وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة والماتريدية ؟ أو بين الأشاعرة والماتوريدية من جهة والأشاعرة وبين أهل الحديث من جهة أخرى ؛ شو الفرق ؟
السائل : يعني تحب إذا أنت تحكي لنا في هذا الموضوع ، وجزاك الله خيرًا ، يعني حسب ما بتشوفوا مناسب ، بدنا نتعلم .
الشيخ : آ ، كويس .
السائل : هيك صار السؤال فعلًا ، بيهمني أسمع بالتفصيل هذا الموضوع .
الشيخ : تبردغ شويانة هلق [ الشَّيخ يضحك ] .
السائل : الخلاف القائم بين جمهور أهل السنة هؤلاء الثلاثة ؛ الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث .
الشيخ : عرفت فالزم ، إجا ع الطابق جانب مو أنُّو ما إجا ولَّا لسا ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : مانو حسن ، هذا عم يجي من يمَّك [ الشَّيخ يضحك ! ] .
سائل آخر : عم أقول لك ... .
السائل : لأنُّو هذا كثير - أستاذ - يُثار الموضوع ، ونحن بصراحة ما عندنا الاطلاع الكافي فيه .
الشيخ : أوَّلًا الحقيقة يجب أن نعرف أن الماتريدية والأشاعرة يلتقون بعضهم مع بعض في منهج يخالفون فيه .
السائل : أهل الحديث .
الشيخ : أهل السنة أريد أقول أنا .
السائل : آها .
الشيخ : أنا هيك أريد أقول .
السائل : لأنُّو هذه يمكن أهل الحديث ممكن منهم هالعبارة من أتباعهم .
الشيخ : إي نعم . فأهل السنة حقًّا هم أهل الحديث ، والذين يستعملون هذه اللفظة ويطلقونها على الطائفتين المذكورتَين آنفًا - أعني الماتوريدية والأشاعرة - فهي من باب إطلاق النقيض على النقيض ؛ لأن معنى أهل السنة أولئك هم الذين يتَّبعون السنة ولا يخرجون عنها ولو بطريق التأويل ، بَلْهَ التعطيل .
السائل : نعم لا شك ولا ريب .
الشيخ : وهؤلاء - أعني الطائفتين - خرجوا عن السنة في كثير من الأمور المتعلِّقة بطبيعة الحال في العقيدة ؛ لأنُّو حينما يقال : ماتريدية وأشاعرة ؛ إنما المقصود اعتقادًا وليس أحكامًا .
السائل : عقيدة .
الشيخ : عقيدة .
السائل : بالتوحيد يعني .
الشيخ : آ . فهم يلتقون أحدهما مع الآخر في أن لهم منهجًا خالفوا فيه أهل السنة حقًّا ؛ ألا وهو - أعني المنهج - أنهم استعملوا مِعول التأويل كلهم ؛ الماتريدية والأشاعرة استعملوا معول التأويل لكثير من أحاديث من آيات الصفات وأحاديث الصفات ، فالتقوا في هذا المنهج على ضد ما عليه أهل السنة حقًّا وهم أهل الحديث ، ولكنهم اختلفوا في جوانب ممَّا يتعلق بعقيدتهم بعد أن التقوا في ذاك المنهج الذي خالفوا فيه أهل السنة حقًّا وهم أهل الحديث .
فمثلًا آيات الصفات وأحاديث الصفات يلتقي الماتريدية والأشاعرة . وقبل أن أمضي في كلامي ، قبل أن أمضي في كلامي أريد أن أستدرك فأقول : حينما نقول ماتريدية أو نقول أشاعرة كما إذا قلنا الحنفية أو قلنا المالكية أو الشافعية أو الحنابلة نقول هؤلاء مذهبيون نعني في الجملة وليس في التفصيل ؛ لأنه لا يخلو أن يوجد في كلِّ مذهب من هذه المذاهب التي عددناها آنفًا ؛ سواء منها ماكان متعلقًا بالعقيدة أو الأحكام الشرعية لا يخلو أن يكون هناك أفراد ولو أنهم كانوا قليلين أنصفوا وتجرَّدوا عن أن يكونوا مقلِّدين للماتريدية أو الأشاعرة ؛ ولذلك فأرجو بهذا الاستدراك أن لا يتبادر إلى ذهن أحد من السامعين أن كل ماتريدي فهو مؤوِّل ، كل أشعري فهو مؤوِّل ، وبنتيجة التأويل هو معطل ؛ أي : منكر لصفات إلهية ثابتة في الكتاب والسنة .
بعد هذا الاستدراك أمضي فأقول : إن الأشاعرة والماتريدية التقوا في تأويل كثير من الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات الإلهية لدرجة أننا بإمكاننا أن نقول : إنه الكفر بسبب التأويل ، لكننا كما قلنا في أول جلوسنا في هذا المكان من هذه الليلة لا نكفِّر أحدًا ؛ لأننا لا ندري لعل له عذرًا عند الله - عز وجل - ، ولعله لم تُقَمْ عليه الحجة ، ولكننا نقول إن تأويلهم قد أودى بهم إلى إنكار حقائق شرعية خطيرة جدًّا جدًّا .
أهم ما وقعوا فيه من الإنكار مسألتان اثنتان ؛ الأولى الكلام الإلهي ، والأخرى العلو الإلهي ، أما العلو فهذا أمر معروف عند كثير من المسلمين خاصَّة إذا كانوا من طلبة العلم ، فهم يتأوَّلون كل الآيات وكل الأحاديث التي فيها إثبات أن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها ، يتأوَّلون هذه النصوص التي لا يمكن تأويلها مطلقًا إلا بطريق التعطيل الذي أشار إليه ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في شعر علمي البليغ ؛ ألا وهو قوله :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهةً *** بين الرسول وبين رأي فقيهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيهِ "
فهم أنكروا بطريق التأويل بل التعطيل الكلام الإلهي كما أنكروا العلوَّ الإلهي ، فبحث العلو ما ندندن حوله ؛ لأننا تكلمنا كما تكلم غيرنا فيه كثيرًا وكثيرًا . أما الكلام الإلهي فنادر جدًّا جدًّا ممَّن تكلم فيه وبيَّن خطورة عقيدة الأشاعرة والمعتزلة في هذه المسألة التي خالفوا فيها أهل السنة حقًّا ، نعم .
السائل : ... عدم العلو بالنسبة لصفة الله - عز وجل - ، إيش الشبهة ؟ يعني لماذا هم لم يقولوا بالعلوِّ ؟
الشيخ : يعني أنت آثرت الآن البحث في المهم وليس في الأهم .
السائل : معليش ، بس بدي أعرف الشبهة عنهم ؛ يعني موضوع .
الشيخ : وإيش رأيك إذا قابلنا كلمة معليش بمثلها معليش ؟
السائل : على كيفك .
الشيخ : معليش خلينا نؤخِّرها شوية .
السائل : ماشي .
الشيخ : معليش ؟
السائل : معليش .
الشيخ : معليش .
الأمر خطير جدًّا بالنسبة للكلام الإلهي ، أهل السنة والأشاعرة والماتريدية متَّفقون أن القرآن كلام الله ، وهو من كلام الله ؛ لأن الله كلامه كما أشار في القرآن : (( لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا )) .
السائل : (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ )) .
الشيخ : لا ؛ أي كمل لشوف ؟
السائل : (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ )) . (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا * قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ )) .
الشيخ : (( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي )) ، فهذه الكلمات الإلهية منها القرآن الكريم ومنها التوراة والإنجيل والزبور إلى آخره . فهؤلاء المسلمون جميعًا من الطوائف التي ذكرناها يقولون : القرآن كلام الله ، وكلام الله صفة من صفاته ، شذَّت المعتزلة شذوذًا على المكشوف ؛ فقالوا : كلام الله مخلوق ، ما راوغت المعتزلة ؛ أعلنوا عن ضلالهم بالنسبة لغيرهم ، وعن هداهم بالنسبة لأنفسهم حين قالوا : القرآن كلام الله لكنه مخلوق .
أهل الحديث قالوا : القرآن كلام الله فهو غير مخلوق ؛ لأن كلام الله صفة من صفاته ، فمستحيل أن يكون صفة من صفات الله خلقًا من خلقه .
الأشاعرة والماتريدية وقفوا ظاهرًا مع أهل الحديث ، وباطنًا وحقيقةً مع المعتزلة ، لكن على طريقة اللَّفِّ والدوران ، ولم يجاهروا بعقيدتهم كما فعلت المعتزلة ؛ قالوا : القرآن كلام الله ، لكنه كلام نفسي وليس هو كلام لفظي ؛ يعني الله ما يتكلم ؛ إذًا شو الفرق بينهم وبين المعتزلة ؟
المعتزلة ابتداعهم الكثير ما ساعدهم على هالبدعة التي جاءت بها الأشاعرة والماتريدية بتأويل صفة الكلام إلى الكلام النفسي ، القرآن كلام الله لكنه كلام نفسي ؛ أي : ليس كلامًا لفظيًّا ؛ أي : بمعنى أوضح ليس كلامًا مسموعًا ، فربنا حين يخاطب الملائكة : (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا )) ليس هناك كلام مسموع تسمعه الملائكة ، بيقولوا : (( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا )) وبيرد عليهم ويقول لهم : (( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) هذا الكلام كله لا حقيقة له ، إنما كلام الله كلام نفسي ؛ أي : كالعلم الإلهي ؛ هل أحد يطَّلع عليه ؟ العلم الإلهي علم صفة ذاتية لا يمكن لأحد أن يطَّلع عليها ، أيضًا الكلام الإلهي هو كلام نفسي ؛ يعني قائم في نفس الله وفي ذات الله ، ما بيخرج عنه بمعنى يسمعه غيره ، خطورة هذه العقيدة أنُّو نحن نقول : القرآن كلام معجز ؛ ليش ؟ لأنُّو كلام الله ، لكن النتيجة بتطلع إيه ؟ هذا مش كلام الله !
السائل : نعم ... .
الشيخ : النتيجة تلتقي مع قول الكفرة المشركين الذين قالوا : (( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ )) ، وأوعدهم الله فقال : (( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ )) ، نعم قد يكون هناك فرق شكلي ، المعتزلة - مثلًا - الذين جهروا بضلالهم فقالوا : كلام الله مخلوق ، وأولئك الآخرون من الأشاعرة والمعتزلة ما جهروا جهرهم ، لكنهم دندنوا حول عقيدة المعتزلة ، فقد لا يقولون : إنه من قول البشر ، قد يقولون قولًا آخر أنُّو - مثلًا - قول جبريل - عليه السلام - ، فهو ليس بشرًا ، لكن حينئذٍ إيش الفرق بين أن يكون قول البشر مثل محمد اللي يسمُّوه الكفرة بأنه رجل عبقري ورجل عظيم وبين أن يقول قول جبريل - عليه السلام - ؟ النتيجة واحدة .
إذًا هالآية ، الآية اللي هي معجزة الدهر أنُّو هذا القرآن كلام الله تعطَّل ، وصار هذا ليس كلام الله ، وإنما هو كلام غير الله مش بيهمنا بقى هو بشر ولا هو ملك .
من مصائب الأشاعرة الآن أحدهم مؤلِّف كتاب ضلَّت الأشاعرة على وجه الأرض كلها في هذا العصر ؛ لأن العقيدة يتبنَّونها منه وهو المسمَّى بكتاب " الجوهرة " .
السائل : حديث هذا أستاذ ؟
الشيخ : متأخِّر .
السائل : نعم .
الشيخ : إي نعم ، وعليه عدة شروح ، من جملة مَن شرح هذا الكتاب رجل من كبار علماء الأزهر ، وله بعض تعاليق على بعض الكتب بتدل على أنَّه على علم خاصة بما يسمَّى بعلوم الآلة ، وهو الشَّيخ " محي الدين عبد الحميد " ، له تعليقات - مثلًا - على " سنن أبي داود " وغيره من الكتب ، له حاشية على " شرح الجوهرة " لأحد علماء الأشاعرة المسمَّى بـ " اللقاني " ، " اللقاني " شرح " الجوهرة " ، هذا " محي الدين عبد الحميد " وضع حاشية ، أحيانًا يتوسَّع في الكلام في هذه الحاشية أكثر من الشارح ، لما جاء للكلام عن الكلام الإلهي هاللي في الكتاب يقول أنُّو الكلام الإلهي هو كلام نفسي وليس كلامًا لفظيًّا بيقعد يناقش المعتزلة ؛ مين ؟ أشعري بيناقش المعتزلة ، بيقول للمعتزلة : لماذا أنتم تنكرون الكلام الإلهي ؟ هل هناك مانع أن يكون الله - عز وجل - كلَّم موسى كما قال في القرآن الكريم : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ؟ هل هناك مانع أن يكون الله خلق في موسى قوَّة فأدرك ما في النفس الإلهية من الكلام الإلهي ؟
السائل : ليش هالتنطع هاد يعني ... ؟
الشيخ : ليش ؟ منشان يمشِّي على مذهبه الكلام النفسي .
السائل : نعم .
الشيخ : وربنا بيقول في صريح القرآن الكريم في أوائل سورة طه : (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) ، (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى )) ، ربنا يقول في صريح القرآن أنُّو خاطب موسى وقال له : (( اسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى )) ؛ هذا كلام مسموع .
السائل : أستاذي ، الإيحاء مش بيجي على أكثر من الصورة ؟
الشيخ : طبعًا .
السائل : طيب ؛ ممكن يجي ... إيحاء عن طريق الإيحاء .
الشيخ : إي ، لكن هذا ملغى عندهم ، وهذا هو الكفر اللي نقول هلق فيه ، لَكان ؛ ربنا بيقول في القرآن الكريم : (( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) هذا هو الكلام اللفظي ، (( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا )) ، هنّ أنكروا هذا الكلام اللفظي ؛ يعني محمد - عليه السلام - لما عُرِجَ به إلى السماوات العُلَى ما في مكالمة بينه وبين ربه بالمعنى اللي هن اللي نحن نقرِّره هنّ بيلغوه ، القرآن كله يا جماعة " قال ، قالوا " بين رب العالمين بين الملائكة بين إبليس ، قصة إبليس وحدها بتكفي ؛ (( فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ )) ، (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي )) ؛ يعني مخاطبة بصير كلام مسموع حتى إبليس سمعه من ربِّ العالمين ، فتعهَّد وتجبَّر ، قال الله - عز وجل - إنه هو سيضلُّ عباده كلهم إلا عبادك المخلصين ، يعني القصص المذكورة في القرآن كلها قائمة على إثبات الكلام اللفظي المسموع ، كل هذه الحقائق أُنكِرَت ، شو بدي أقول لك عشر آيات مئة آية ؟ فضلًا عن الأحاديث وبخاصة الأحاديث التي تسمَّى بالأحاديث القدسية ، كل هذه معطلة ، شو اللي عطَّلها ؟ تفسير الكلام الإلهي بالإيش ؟ بالكلام النفسي .
الأشاعرة والماتريدية داهنوا جماهير المسلمين قالوا : كلام الله غير مخلوق ، لكن لما ناقشوا المعتزلة أفهموا أنُّو الكلام اللي ما هو مخلوق هو المستقر في ذات الله كالعلم ، أما كلام صرَّح به القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة يمكن هذا الكلام ما بيناسب إذا كان بقى في ناس الآخرين الآن ما نعرف شو ... التقوا الجماعة ... .
قالوا : لا ، لكن كلام الله كلام نفسي ليس ملفوظًا وليس مسموعًا ، وكما ذكرت لكم آنفًا هذا معناه إنكار عشرات الآيات ومئات الأحاديث القدسية التي يقول فيها الرسول - عليه السلام - : قال الله - تبارك وتعالى - .
السائل : فيما يرويه عن ربِّه .
الشيخ : إي نعم ، قال الله - تبارك وتعالى - كذا وكذا ، ( يا عبادي ، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا فلا تظالموا ، يا عبادي ) هذا كله كلام نفسي ! ما أحد سمع هذا الكلام أبدًا ، فضلًا بقى عن القصص التي ذكرها ربنا في القرآن بينه وبين الملائكة ، بينه وبين إبليس الرجيم ، بينه وبين موسى - عليه السلام - وعيسى إلى آخره . ويوم القيامة (( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ )) ما فيش كلام أبدًا إطلاقًا ! هذا أكبر تعطيل وقعت فيه هؤلاء الفرق .
بعدها تجي مسألة استواء الله على عرشه تجي بقى أنت مشان ما نضيِّع لك سؤالك ؛ شو كان سؤالك ؟
السائل : إذا سمحت ، بدي أقول أنُّو هن قالوا صرفوا موضوع الكلام كلام الله - عز وجل - حتى لا يتشبَّه الخالق بالمخلوق .
الشيخ : هيك زعموا .
السائل : هيك زعموا .
الشيخ : إي نعم .
الشيخ : ليش خصَّصت الماتريدية والأشاعرة ؟
السائل : لأنهم من أهل السنة بيهمني أعرف .
الشيخ : طيب ؛ وأهل الحديث ما هنّ من أهل السنة ؟
السائل : لا ، أهل الحديث ما هو باعتبار أنهم نتبنَّى عقيدتهم نعرفها ، يعني أنا كثير من عقائد الماتريدية والأشاعرة حقيقة ما بعرفها ؛ يعني قد يكون في الجزئيات .
الشيخ : ما اختلفنا ، ليش خصَّصت الأشاعرة والماتريدية ؟ وما ذكرت ليش هدول اختلفوا مع أهل الحديث ؟
السائل : والله أنا بدي أعرف الخلاف بينهم هم أول شيء ليش دار بهذا الشكل ، وانقسموا صاروا فريقين .
الشيخ : شو الفائدة ؟
السائل : الفائدة .
الشيخ : شو الفرق بين الخلاف بين الماتريدية وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة وأهل الحديث ؟ أو بين الأشاعرة والماتريدية ؟ أو بين الأشاعرة والماتوريدية من جهة والأشاعرة وبين أهل الحديث من جهة أخرى ؛ شو الفرق ؟
السائل : يعني تحب إذا أنت تحكي لنا في هذا الموضوع ، وجزاك الله خيرًا ، يعني حسب ما بتشوفوا مناسب ، بدنا نتعلم .
الشيخ : آ ، كويس .
السائل : هيك صار السؤال فعلًا ، بيهمني أسمع بالتفصيل هذا الموضوع .
الشيخ : تبردغ شويانة هلق [ الشَّيخ يضحك ] .
السائل : الخلاف القائم بين جمهور أهل السنة هؤلاء الثلاثة ؛ الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث .
الشيخ : عرفت فالزم ، إجا ع الطابق جانب مو أنُّو ما إجا ولَّا لسا ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : مانو حسن ، هذا عم يجي من يمَّك [ الشَّيخ يضحك ! ] .
سائل آخر : عم أقول لك ... .
السائل : لأنُّو هذا كثير - أستاذ - يُثار الموضوع ، ونحن بصراحة ما عندنا الاطلاع الكافي فيه .
الشيخ : أوَّلًا الحقيقة يجب أن نعرف أن الماتريدية والأشاعرة يلتقون بعضهم مع بعض في منهج يخالفون فيه .
السائل : أهل الحديث .
الشيخ : أهل السنة أريد أقول أنا .
السائل : آها .
الشيخ : أنا هيك أريد أقول .
السائل : لأنُّو هذه يمكن أهل الحديث ممكن منهم هالعبارة من أتباعهم .
الشيخ : إي نعم . فأهل السنة حقًّا هم أهل الحديث ، والذين يستعملون هذه اللفظة ويطلقونها على الطائفتين المذكورتَين آنفًا - أعني الماتوريدية والأشاعرة - فهي من باب إطلاق النقيض على النقيض ؛ لأن معنى أهل السنة أولئك هم الذين يتَّبعون السنة ولا يخرجون عنها ولو بطريق التأويل ، بَلْهَ التعطيل .
السائل : نعم لا شك ولا ريب .
الشيخ : وهؤلاء - أعني الطائفتين - خرجوا عن السنة في كثير من الأمور المتعلِّقة بطبيعة الحال في العقيدة ؛ لأنُّو حينما يقال : ماتريدية وأشاعرة ؛ إنما المقصود اعتقادًا وليس أحكامًا .
السائل : عقيدة .
الشيخ : عقيدة .
السائل : بالتوحيد يعني .
الشيخ : آ . فهم يلتقون أحدهما مع الآخر في أن لهم منهجًا خالفوا فيه أهل السنة حقًّا ؛ ألا وهو - أعني المنهج - أنهم استعملوا مِعول التأويل كلهم ؛ الماتريدية والأشاعرة استعملوا معول التأويل لكثير من أحاديث من آيات الصفات وأحاديث الصفات ، فالتقوا في هذا المنهج على ضد ما عليه أهل السنة حقًّا وهم أهل الحديث ، ولكنهم اختلفوا في جوانب ممَّا يتعلق بعقيدتهم بعد أن التقوا في ذاك المنهج الذي خالفوا فيه أهل السنة حقًّا وهم أهل الحديث .
فمثلًا آيات الصفات وأحاديث الصفات يلتقي الماتريدية والأشاعرة . وقبل أن أمضي في كلامي ، قبل أن أمضي في كلامي أريد أن أستدرك فأقول : حينما نقول ماتريدية أو نقول أشاعرة كما إذا قلنا الحنفية أو قلنا المالكية أو الشافعية أو الحنابلة نقول هؤلاء مذهبيون نعني في الجملة وليس في التفصيل ؛ لأنه لا يخلو أن يوجد في كلِّ مذهب من هذه المذاهب التي عددناها آنفًا ؛ سواء منها ماكان متعلقًا بالعقيدة أو الأحكام الشرعية لا يخلو أن يكون هناك أفراد ولو أنهم كانوا قليلين أنصفوا وتجرَّدوا عن أن يكونوا مقلِّدين للماتريدية أو الأشاعرة ؛ ولذلك فأرجو بهذا الاستدراك أن لا يتبادر إلى ذهن أحد من السامعين أن كل ماتريدي فهو مؤوِّل ، كل أشعري فهو مؤوِّل ، وبنتيجة التأويل هو معطل ؛ أي : منكر لصفات إلهية ثابتة في الكتاب والسنة .
بعد هذا الاستدراك أمضي فأقول : إن الأشاعرة والماتريدية التقوا في تأويل كثير من الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات الإلهية لدرجة أننا بإمكاننا أن نقول : إنه الكفر بسبب التأويل ، لكننا كما قلنا في أول جلوسنا في هذا المكان من هذه الليلة لا نكفِّر أحدًا ؛ لأننا لا ندري لعل له عذرًا عند الله - عز وجل - ، ولعله لم تُقَمْ عليه الحجة ، ولكننا نقول إن تأويلهم قد أودى بهم إلى إنكار حقائق شرعية خطيرة جدًّا جدًّا .
أهم ما وقعوا فيه من الإنكار مسألتان اثنتان ؛ الأولى الكلام الإلهي ، والأخرى العلو الإلهي ، أما العلو فهذا أمر معروف عند كثير من المسلمين خاصَّة إذا كانوا من طلبة العلم ، فهم يتأوَّلون كل الآيات وكل الأحاديث التي فيها إثبات أن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها ، يتأوَّلون هذه النصوص التي لا يمكن تأويلها مطلقًا إلا بطريق التعطيل الذي أشار إليه ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في شعر علمي البليغ ؛ ألا وهو قوله :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهةً *** بين الرسول وبين رأي فقيهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيهِ "
فهم أنكروا بطريق التأويل بل التعطيل الكلام الإلهي كما أنكروا العلوَّ الإلهي ، فبحث العلو ما ندندن حوله ؛ لأننا تكلمنا كما تكلم غيرنا فيه كثيرًا وكثيرًا . أما الكلام الإلهي فنادر جدًّا جدًّا ممَّن تكلم فيه وبيَّن خطورة عقيدة الأشاعرة والمعتزلة في هذه المسألة التي خالفوا فيها أهل السنة حقًّا ، نعم .
السائل : ... عدم العلو بالنسبة لصفة الله - عز وجل - ، إيش الشبهة ؟ يعني لماذا هم لم يقولوا بالعلوِّ ؟
الشيخ : يعني أنت آثرت الآن البحث في المهم وليس في الأهم .
السائل : معليش ، بس بدي أعرف الشبهة عنهم ؛ يعني موضوع .
الشيخ : وإيش رأيك إذا قابلنا كلمة معليش بمثلها معليش ؟
السائل : على كيفك .
الشيخ : معليش خلينا نؤخِّرها شوية .
السائل : ماشي .
الشيخ : معليش ؟
السائل : معليش .
الشيخ : معليش .
الأمر خطير جدًّا بالنسبة للكلام الإلهي ، أهل السنة والأشاعرة والماتريدية متَّفقون أن القرآن كلام الله ، وهو من كلام الله ؛ لأن الله كلامه كما أشار في القرآن : (( لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا )) .
السائل : (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ )) .
الشيخ : لا ؛ أي كمل لشوف ؟
السائل : (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ )) . (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا * قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ )) .
الشيخ : (( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي )) ، فهذه الكلمات الإلهية منها القرآن الكريم ومنها التوراة والإنجيل والزبور إلى آخره . فهؤلاء المسلمون جميعًا من الطوائف التي ذكرناها يقولون : القرآن كلام الله ، وكلام الله صفة من صفاته ، شذَّت المعتزلة شذوذًا على المكشوف ؛ فقالوا : كلام الله مخلوق ، ما راوغت المعتزلة ؛ أعلنوا عن ضلالهم بالنسبة لغيرهم ، وعن هداهم بالنسبة لأنفسهم حين قالوا : القرآن كلام الله لكنه مخلوق .
أهل الحديث قالوا : القرآن كلام الله فهو غير مخلوق ؛ لأن كلام الله صفة من صفاته ، فمستحيل أن يكون صفة من صفات الله خلقًا من خلقه .
الأشاعرة والماتريدية وقفوا ظاهرًا مع أهل الحديث ، وباطنًا وحقيقةً مع المعتزلة ، لكن على طريقة اللَّفِّ والدوران ، ولم يجاهروا بعقيدتهم كما فعلت المعتزلة ؛ قالوا : القرآن كلام الله ، لكنه كلام نفسي وليس هو كلام لفظي ؛ يعني الله ما يتكلم ؛ إذًا شو الفرق بينهم وبين المعتزلة ؟
المعتزلة ابتداعهم الكثير ما ساعدهم على هالبدعة التي جاءت بها الأشاعرة والماتريدية بتأويل صفة الكلام إلى الكلام النفسي ، القرآن كلام الله لكنه كلام نفسي ؛ أي : ليس كلامًا لفظيًّا ؛ أي : بمعنى أوضح ليس كلامًا مسموعًا ، فربنا حين يخاطب الملائكة : (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا )) ليس هناك كلام مسموع تسمعه الملائكة ، بيقولوا : (( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا )) وبيرد عليهم ويقول لهم : (( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) هذا الكلام كله لا حقيقة له ، إنما كلام الله كلام نفسي ؛ أي : كالعلم الإلهي ؛ هل أحد يطَّلع عليه ؟ العلم الإلهي علم صفة ذاتية لا يمكن لأحد أن يطَّلع عليها ، أيضًا الكلام الإلهي هو كلام نفسي ؛ يعني قائم في نفس الله وفي ذات الله ، ما بيخرج عنه بمعنى يسمعه غيره ، خطورة هذه العقيدة أنُّو نحن نقول : القرآن كلام معجز ؛ ليش ؟ لأنُّو كلام الله ، لكن النتيجة بتطلع إيه ؟ هذا مش كلام الله !
السائل : نعم ... .
الشيخ : النتيجة تلتقي مع قول الكفرة المشركين الذين قالوا : (( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ )) ، وأوعدهم الله فقال : (( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ )) ، نعم قد يكون هناك فرق شكلي ، المعتزلة - مثلًا - الذين جهروا بضلالهم فقالوا : كلام الله مخلوق ، وأولئك الآخرون من الأشاعرة والمعتزلة ما جهروا جهرهم ، لكنهم دندنوا حول عقيدة المعتزلة ، فقد لا يقولون : إنه من قول البشر ، قد يقولون قولًا آخر أنُّو - مثلًا - قول جبريل - عليه السلام - ، فهو ليس بشرًا ، لكن حينئذٍ إيش الفرق بين أن يكون قول البشر مثل محمد اللي يسمُّوه الكفرة بأنه رجل عبقري ورجل عظيم وبين أن يقول قول جبريل - عليه السلام - ؟ النتيجة واحدة .
إذًا هالآية ، الآية اللي هي معجزة الدهر أنُّو هذا القرآن كلام الله تعطَّل ، وصار هذا ليس كلام الله ، وإنما هو كلام غير الله مش بيهمنا بقى هو بشر ولا هو ملك .
من مصائب الأشاعرة الآن أحدهم مؤلِّف كتاب ضلَّت الأشاعرة على وجه الأرض كلها في هذا العصر ؛ لأن العقيدة يتبنَّونها منه وهو المسمَّى بكتاب " الجوهرة " .
السائل : حديث هذا أستاذ ؟
الشيخ : متأخِّر .
السائل : نعم .
الشيخ : إي نعم ، وعليه عدة شروح ، من جملة مَن شرح هذا الكتاب رجل من كبار علماء الأزهر ، وله بعض تعاليق على بعض الكتب بتدل على أنَّه على علم خاصة بما يسمَّى بعلوم الآلة ، وهو الشَّيخ " محي الدين عبد الحميد " ، له تعليقات - مثلًا - على " سنن أبي داود " وغيره من الكتب ، له حاشية على " شرح الجوهرة " لأحد علماء الأشاعرة المسمَّى بـ " اللقاني " ، " اللقاني " شرح " الجوهرة " ، هذا " محي الدين عبد الحميد " وضع حاشية ، أحيانًا يتوسَّع في الكلام في هذه الحاشية أكثر من الشارح ، لما جاء للكلام عن الكلام الإلهي هاللي في الكتاب يقول أنُّو الكلام الإلهي هو كلام نفسي وليس كلامًا لفظيًّا بيقعد يناقش المعتزلة ؛ مين ؟ أشعري بيناقش المعتزلة ، بيقول للمعتزلة : لماذا أنتم تنكرون الكلام الإلهي ؟ هل هناك مانع أن يكون الله - عز وجل - كلَّم موسى كما قال في القرآن الكريم : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ؟ هل هناك مانع أن يكون الله خلق في موسى قوَّة فأدرك ما في النفس الإلهية من الكلام الإلهي ؟
السائل : ليش هالتنطع هاد يعني ... ؟
الشيخ : ليش ؟ منشان يمشِّي على مذهبه الكلام النفسي .
السائل : نعم .
الشيخ : وربنا بيقول في صريح القرآن الكريم في أوائل سورة طه : (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) ، (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى )) ، ربنا يقول في صريح القرآن أنُّو خاطب موسى وقال له : (( اسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى )) ؛ هذا كلام مسموع .
السائل : أستاذي ، الإيحاء مش بيجي على أكثر من الصورة ؟
الشيخ : طبعًا .
السائل : طيب ؛ ممكن يجي ... إيحاء عن طريق الإيحاء .
الشيخ : إي ، لكن هذا ملغى عندهم ، وهذا هو الكفر اللي نقول هلق فيه ، لَكان ؛ ربنا بيقول في القرآن الكريم : (( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) هذا هو الكلام اللفظي ، (( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا )) ، هنّ أنكروا هذا الكلام اللفظي ؛ يعني محمد - عليه السلام - لما عُرِجَ به إلى السماوات العُلَى ما في مكالمة بينه وبين ربه بالمعنى اللي هن اللي نحن نقرِّره هنّ بيلغوه ، القرآن كله يا جماعة " قال ، قالوا " بين رب العالمين بين الملائكة بين إبليس ، قصة إبليس وحدها بتكفي ؛ (( فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ )) ، (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي )) ؛ يعني مخاطبة بصير كلام مسموع حتى إبليس سمعه من ربِّ العالمين ، فتعهَّد وتجبَّر ، قال الله - عز وجل - إنه هو سيضلُّ عباده كلهم إلا عبادك المخلصين ، يعني القصص المذكورة في القرآن كلها قائمة على إثبات الكلام اللفظي المسموع ، كل هذه الحقائق أُنكِرَت ، شو بدي أقول لك عشر آيات مئة آية ؟ فضلًا عن الأحاديث وبخاصة الأحاديث التي تسمَّى بالأحاديث القدسية ، كل هذه معطلة ، شو اللي عطَّلها ؟ تفسير الكلام الإلهي بالإيش ؟ بالكلام النفسي .
الأشاعرة والماتريدية داهنوا جماهير المسلمين قالوا : كلام الله غير مخلوق ، لكن لما ناقشوا المعتزلة أفهموا أنُّو الكلام اللي ما هو مخلوق هو المستقر في ذات الله كالعلم ، أما كلام صرَّح به القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة يمكن هذا الكلام ما بيناسب إذا كان بقى في ناس الآخرين الآن ما نعرف شو ... التقوا الجماعة ... .
قالوا : لا ، لكن كلام الله كلام نفسي ليس ملفوظًا وليس مسموعًا ، وكما ذكرت لكم آنفًا هذا معناه إنكار عشرات الآيات ومئات الأحاديث القدسية التي يقول فيها الرسول - عليه السلام - : قال الله - تبارك وتعالى - .
السائل : فيما يرويه عن ربِّه .
الشيخ : إي نعم ، قال الله - تبارك وتعالى - كذا وكذا ، ( يا عبادي ، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا فلا تظالموا ، يا عبادي ) هذا كله كلام نفسي ! ما أحد سمع هذا الكلام أبدًا ، فضلًا بقى عن القصص التي ذكرها ربنا في القرآن بينه وبين الملائكة ، بينه وبين إبليس الرجيم ، بينه وبين موسى - عليه السلام - وعيسى إلى آخره . ويوم القيامة (( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ )) ما فيش كلام أبدًا إطلاقًا ! هذا أكبر تعطيل وقعت فيه هؤلاء الفرق .
بعدها تجي مسألة استواء الله على عرشه تجي بقى أنت مشان ما نضيِّع لك سؤالك ؛ شو كان سؤالك ؟
السائل : إذا سمحت ، بدي أقول أنُّو هن قالوا صرفوا موضوع الكلام كلام الله - عز وجل - حتى لا يتشبَّه الخالق بالمخلوق .
الشيخ : هيك زعموا .
السائل : هيك زعموا .
الشيخ : إي نعم .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 119
- توقيت الفهرسة : 00:09:03
- نسخة مدققة إملائيًّا