الكلام على تكفير من يحكّم القوانين الوضعية. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على تكفير من يحكّم القوانين الوضعية.
A-
A=
A+
السائل : نعم سلمك الله, الآن هناك مسألتان مثلت بالأمرين الأول مسألة تحكيم الشريعة, المسألة الأخرى هي أن هذه مثلا حكومة مصر أو حكومة الكويت أو ليبيا أو تونس إلى آخره أو سورية أو غيرها تنظر لها من جهة أخرى تجد أنها تحمي الأوثان, تحمي الطواغيت وتقر عبادة غير الله جل وعلا ولا شك أن من حمى هذا واعتقد صحة ذلك وأنه يدافع عن الذين يدعون غير الله ويستغيثون بغير الله لا شك أنه مثلهم في الحكم فالمستغيث بغير الله مشرك وكذلك من حماه ودافع عنه وأيد بقاء هذه لا شك أنهم مثلهم فإذا نظرت إلى هذه فيكون هناك شرك في الاعتقاد.
الشيخ : أنت بارك الله فيك جاء في كلامك ما أدري قصدته أو هو سبق لسان وإذا كنت قاصدا له فلا خلاف قلت واعتقد ذلك انتهت المشكلة.
السائل : وهذا الواقع.
الشيخ : هل تعني ذلك؟ لا, الواقع شيء والاعتقاد شيء بارك الله فيك يعني الآن واقع إنسان مسلم يصلي ويصوم لكنه مدير بنك يرابي وموظف في البنك يكتب وو إلى آخره هل نحكم أنه كافر مرتد.
السائل : أعوذ بالله.
الشيخ : لماذا؟
السائل : ما نحكم.
الشيخ : لماذا ؟ المناط الحكم ما هو؟ هذا يرتكب كبيرة من الكبائر والحكم بغير ما أنزل الله هو كذلك لكن الحكم بغير ما أنزل الله إن اقترن به عقيدة فهو كفر بعينه الردة وإن لم يقترن به عقيدة ولذلك أنا كنت أجادل هؤلاء الناس الذين أشرت إليهم آنفا جماعة الهجرة والتكفير قلت لهم كلاما لا مرد له إطلاقا قلت هل عندكم فرق بين من يعلن بأنه يحكم بالقوانين لكن ما تدري هل هو يستحل ذلك بقلبه أم لا وبين من يعلن أن يحكم بالإسلام لكن عند حكمٍ ما حكم بخلاف الإسلام نأخذ هذا الثاني حكم بغير الإسلام قلنا له أو لهم هل تكفرونه فكأنهم يقفون هكذا باهتين يفكرون لأنه يعتقد أن هذا السؤال ما ورد عليهم سابقا أخيرا يأتي الجواب رغم أنفهم لا نكفره.
السائل : أنا سلمك الله أنا مثلت بقضية.
الشيخ : معليش لسه ما انتهيت إذا سمحت.
السائل : يعني الشرك في العبادة.
الشيخ : ما عندي فرق بين الشرك في العبادة والشرك في الحكم كلاهما سواء.
السائل : اعتقاد مثلا الداعي غير الله جل وعلا هذا يعتقد الألوهية في غير الله والذي يحميه يحمي الشرك.
الشيخ : الآن بارك الله فيك لا نتكلم على العقيدة نتكلم على الفعل وإلا أنت لست معي في التفريق بين الفعل والعقيدة.
السائل : الفعل منشؤه العقيدة.
الشيخ : بس العقيدة بارك الله فيك غير ظاهرة.
السائل : لكنها باعثة للعمل.
الشيخ : كل هذا لا أناقشك فيه, لكنها غير ظاهرة يعني نحن ما نستطيع أن نستدل بعمل الإنسان على ما في قلبه, وأكبر دليل على ذلك قصة ذلك الصحابي الذي قتل المشرك حينما رآه سيقتله قال لا إله إلا الله تعرف أنت القصة قال ما قالها إلا تقية قال ( هلا شققت عن قلبه ) فنحن لو أردنا أن ندرس هذه الظاهرة إذا رأينا إنسانا يقاتل كافرا ولما صار هذا الكافر تحت ضربة سيف قال أشهد أن لا إله الله ماذا نحكم؟ نحكم بأنها قالها تقية؟ خوفا من الضرب والقتل نعم لكن كلمة لا إله إلا الله سلاح أقوى من هذا الظاهر في حكم الشرع الإسلامي ولهذا قال عليه السلام ( هلا شققت عن قلبه ) أظنك معي في هذا؟ طيب فالآن أعود وأقول العمل وأتحفظ الآن والقول من العمل فأقول الفعل ما عدا القول أيّ فعل فيه مخالفة للشرع لا يعطينا ما في قلب هذا الفاعل بخلاف قوله فإذا قال أنا أعبد الطاغوت أنا كفرت بمحمد كفرت بهذا الحكم إلى آخره انتهى الأمر واضح كلامي هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : لهذا أعود فأقول الفعل لا ينبئ على ما في القلب وما دام عندنا أمر لا محيد لنا عنه كفر اعتقادي وكفر عملي فإذا رأينا من إنسان مسلم كفرا عمليا لا نستلزم منه أنه قد كفر كفرا اعتقاديا إلا إذا أعرض عنه بلسانه واضح؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب فالآن كنت أحدثك عن المثال الذي ضربته لأولئك القوم حاكم يحكم بالشرع مرة حكم بخلاف الشرع ماذا تقولون؟ قالوا بعد تفكير ما نكفره لماذا؟ قال لأن هذه مرة واحدة هذا ما جعل نظاما ليحكم بخلاف الشرع, قلت له حسنا ثاني مرة في قضية ثانية وحتى ما أطيل عليك الشرح ثالثة ورابعة إلى آخره متى تقول هذا كفر وارتد عن دينه؟ فكانوا يسكتون قلنا إذن يا جماعة المسألة اربطوها بالعقيدة هذا الذي حكم الحكم الأول أي القاضي الشرعي فلنقلها صراحة هذا القاضي الشرعي في عرف الناس في الظاهر قاضي شرعي يحكم بما أنزل الله حكم حكومة ما خالف فيها شريعة الله له حالة من حالتين في قرارة نفسه إما أن يستحل هذا الحكم فهو كافر بمرة واحدة يستحل بقلبه فهو كافر وإلا إذالم يستحل ذلك بقلبه فهو فاسق هذه قضية لا تقبل المناقشة بين مسلمين إطلاقا, ثم هذه القضية نفسها تكررت نفس الجواب يأتي اتركرت نفس القضية نفس التفصيل يأتي وهكذا إلى ما لا نهاية فإذن هذه القضية كلها مربوطة بالعقيدة فمن اعتقد بأن حكما ما من أحكام الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا الزمان فهو كافر أما مجرد حكمه بغير ما أنزل الله أنت تعرف قول المفسرين بخاصة ابن جرير الطبري وابن كثير أن آية (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) إنما نزلت في اليهود لعلك ذاكر هذا وعلى ذلك فمن كان اعتقاده كاعتقاد اليهود أي الذين لا يؤمنون بما جاء في الإسلام فهو كافر كاليهود, أما من كان يعتقد بأن الحكم أنه هو لازم يكون لكن الله يلعن الشيطان التعبير السوري ها الكرسي هذا ما عاد بخلينا نحكم ما بخلينا إلا نشايع الناس ونسايرهم ووو إلى آخره ثم أنا أريد الآن أن أدخل معك في موضوع دقيق جدا لا يوجد اليوم على وجه الأرض حاكم مسلم لا يعني يخرج عن الإسلام في بعض أحكامه ألا تقول معي بهذا؟
السائل : نعم بلا إشكال.
الشيخ : طيب فماذا نقول؟ هل نقول إن كانت النسبة بالمئة عشرة بالمية خمسة ما بيكفر بالمية عشرة يكفر أم لا بد من هذا التفصيل؟ لا بد من هذا التفصيل بدليل أنه أنا ضربت آنفا مثلا لا يقبل الجدل قاضي شرعي حكم بحكومة غير إسلامية لما سألناه قال هذا لا يصلح لهذا الزمان كفر لحكم واحد بل ولا لحكم مجرد أن يقول أن هذا لا يصلح وإنسان آخر دائما يرتشي ويعطي الحق لغير أهله هذا حكم بغير ما أنزل يا أخي ليش هيك؟ هذا حرام ما يجوز إي حرام والله الله يتوب علينا مهما تكرر هذا الفعل ألست معنا بالقول بأن هذا مسلم لكنه فاسق؟ إذن القضية ما هي قضية نسبية يعني لا نقول زيد من الحكام أكثر أحكامه مخالفة للإسلام فهو مرتد عن دينه وزيد من الحكام الآخرين أقل أحكامه مخالفة للإسلام فهو ليس مرتد عن دينه لا المسألة ليس لها علاقة بالكثرة والقلة علاقتها بما استقر في القلب سواء قل أو كثر فمن أنكر صلاحية الحكم بالإسلام ولو في مسألة واحدة فهو كافر هذا من جهة.

مواضيع متعلقة