التَّنبيه على لوم عامة المسلمين للحكام في الذُّلِّ الذي تعيشه الأمة اليوم .
A-
A=
A+
الشيخ : فالذي أريد أن أذكِّر به كما قلت آنفًا هو أنَّ عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبُّوا اللوم كلَّ اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبةً من ذلٍّ وهوانٍ على الحكَّام ، أن يصبُّوا اللوم كلَّ اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم ، وهم - مع الأسف - كذلك لا ينتصرون لدينهم ، لا ينتصرون للمسلمين المذلِّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم .
هكذا العرف القائم اليوم بين المسلمين صبُّ اللوم كلَّ اللوم على الحكام ، ومعنى ذلك أن المحكومين كأنهم لا يشمَلُهم اللوم الذي يوجِّهونه إلى الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصبُّ على جميع الأمة حكَّامًا ومحكومين ، وليس هذا فقط ، بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم ، وهم محقُّون في هذا اللوم ، ولكن قد خالفوا قوله - تعالى - : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ )) ؛ أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصُّونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المُحزن المُحيط بالمسلمين بالطريقة التي تخالف طريقة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ حيث أنهم يُعلنون تكفير حكام المسلمين هذا أوَّلًا ، ثم يُعلنون وجوب الخروج عليهم ثانيًا ، فتقع هنا فتنة عمياء صمَّاء بكماء بين المسلمين أنفسهم ؛ حيث ينشقُّ المسلمون بعضهم على بعض ؛ فمنهم - وهم هؤلاء الذين أشرتُ إليهم - الذين يظنُّون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين .
ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة ، وإنما تتَّسع وتتَّسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم ، ويصبح الحكام في معزل عن هذا الخلاف ، بدأ الخلاف من غلوِّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لا بد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع ، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أنَّ معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين ، وإن كان كثيرون منهم يستحقُّون الخروج عليهم بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله ، ولكن هل يكون العلاج كما يزعم هؤلاء الناس ؟ هل يكون إزالة الذُّلِّ الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ؛ ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيِّين كما يُقال في العصر الحاضر ؟ هنا نحن نقول :
" أورَدَها سَعدٌ وسَعدٌ مشتَمِلْ *** ما هكذا - يا سعدُ - تُورَدُ الإبِلْ "
ممَّا لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصالة وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام هم أشدُّ بلا ... .
هكذا العرف القائم اليوم بين المسلمين صبُّ اللوم كلَّ اللوم على الحكام ، ومعنى ذلك أن المحكومين كأنهم لا يشمَلُهم اللوم الذي يوجِّهونه إلى الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصبُّ على جميع الأمة حكَّامًا ومحكومين ، وليس هذا فقط ، بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم ، وهم محقُّون في هذا اللوم ، ولكن قد خالفوا قوله - تعالى - : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ )) ؛ أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصُّونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المُحزن المُحيط بالمسلمين بالطريقة التي تخالف طريقة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ حيث أنهم يُعلنون تكفير حكام المسلمين هذا أوَّلًا ، ثم يُعلنون وجوب الخروج عليهم ثانيًا ، فتقع هنا فتنة عمياء صمَّاء بكماء بين المسلمين أنفسهم ؛ حيث ينشقُّ المسلمون بعضهم على بعض ؛ فمنهم - وهم هؤلاء الذين أشرتُ إليهم - الذين يظنُّون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين .
ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة ، وإنما تتَّسع وتتَّسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم ، ويصبح الحكام في معزل عن هذا الخلاف ، بدأ الخلاف من غلوِّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لا بد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع ، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أنَّ معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين ، وإن كان كثيرون منهم يستحقُّون الخروج عليهم بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله ، ولكن هل يكون العلاج كما يزعم هؤلاء الناس ؟ هل يكون إزالة الذُّلِّ الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ؛ ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيِّين كما يُقال في العصر الحاضر ؟ هنا نحن نقول :
" أورَدَها سَعدٌ وسَعدٌ مشتَمِلْ *** ما هكذا - يا سعدُ - تُورَدُ الإبِلْ "
ممَّا لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصالة وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام هم أشدُّ بلا ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 215
- توقيت الفهرسة : 00:43:37
- نسخة مدققة إملائيًّا