يقولون أنكم قد أفتيتم من قبل بعض الإخوة كان يريد السفر إلى السويد لتعلُّم الكمبيوتر ، فأفتيتموه بالمنع ؛ ومع ذلك تمثِّلون لضعف المسلمين وعدم قدرتهم على الجهاد بأنهم لا يستطيعون تصنيع أيِّ شيء بأنفسهم ؛ فكيف توجِّهون هذا التناقض ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يقولون أنكم قد أفتيتم من قبل بعض الإخوة كان يريد السفر إلى السويد لتعلُّم الكمبيوتر ، فأفتيتموه بالمنع ؛ ومع ذلك تمثِّلون لضعف المسلمين وعدم قدرتهم على الجهاد بأنهم لا يستطيعون تصنيع أيِّ شيء بأنفسهم ؛ فكيف توجِّهون هذا التناقض ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب ؛ في اعتراض آخر عنهم أنُّو تكلمت مرَّة شيخنا مع أحد الإخوة ؛ قال : ذهبت إلى السويد لدراسة الكمبيوتر .

الشيخ : إلى ؟

السائل : السويد .

الشيخ : السويد ؟

السائل : آ .

الشيخ : إي .

السائل : إلى دراسة علم الكمبيوتر ، وكيف استخدام المعامل ، وقد أخبرتَه بالمفاسد وكان معك فضيلة الشَّيخ " أبو مالك " ، فأخبرته بمفاسد الـ ، وقال يشكو هو ، قال : وأذهب من الجامعة إلى المسجد وإلى الغرفة التي يسكن فيها . فأنت قلت له : ما يجوز لك ذلك . وفي نفس الوقت الآن نوَّهْنا قلت : هم يريدون الجهاد ولا يملكون حتى إبرةً يعرفون كيف يصنعوها محليًّا لخياطة رقع ثيابهم ؛ فهم يقولون : الشَّيخ يقول : لا يجوز الخروج حتى نخرج خارج البلاد نتعلَّم حتى نعرف نصنع بأنفسنا ، وكذلك يقول : عندما نستشهد بالجهاد وكذا يقول : ولا نملك نحن الأسلحة ؛ فكيف نوفِّق بهذا النقيضين ... في نظرهم ؟

الشيخ : ماذا فعل الرسول - عليه السلام - ؟ ماذا فعل الرسول ؟ كون الرسول هو القدوة أصبحت هذه العقيدة منسوخة عمليًّا من أذهان المسلمين . الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما انتصر على فارس والروم اللي كانوا هنّ يومئذٍ أشبه ما يكون بأمريكا وروسيا قبل انهزامها ، كانوا هما الدولتان العظيمتان المسيطران على العالم المعروف يومئذٍ ، ثم نشأت الطائفة المسلمة بقيادة الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهل نصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح المادي كأساس أم السلاح المعنوي ؟

السائل : السلاح المعنوي .

الشيخ : المعنوي ، هذا لا يُنافي استعمال السلاح المادي في حدود الإمكانية ، لكن الأصل في السلاح المعنوي .

الآن هم يعكسون الموضوع ؛ يقولون - مثلًا - كما نقلت أنُّو الشَّيخ يقول : ما بيجوز الذهاب إلى بلاد الكفر ليتعلَّموا - مثلًا - العلوم التي تساعدهم للاستعداد المادي ؛ هذا مفهوم تمامًا . لماذا يقول الشَّيخ هذا ؟ أَلَا يعلمون بأن الشرع لا يريد بالمسلمين أن يورِّطوا أنفسهم في مفاسد خلقية ، وربما مفاسد عقدية وفكرية ، هم يعلمون هذه الحقيقة ؛ إذًا هم يريدون كما يصرِّح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم أن الغاية أن يحقِّقوا أن الغاية تبرِّر الوسيلة ؛ أي : لنكون نحن أقوياء مادةً يجب أن نكون كالأوروبيين استعدادًا ماديًّا ؛ لا ، هذا مش وارد ، وأنا في اعتقادي لا يمكن للمسلمين وللدولة الإسلامية حينما تقوم قائمتها - ونرجو أن يكون ذلك قريبًا - لا يمكن أن تكون هذه الدولة من حيث الاستعدادات المادية كالكفار ؛ لأن الكفار متفرِّغون لهذا الجانب من الاستعداد المادي بخلاف المسلمين حاكمًا ومحكومين ليسوا متفرِّغين للاستعداد المادي ، بل هم متوجِّهون للاستعداد المعنوي قبل الاستعداد المادي ؛ ولذلك هؤلاء المُشار إليهم من بعض الدعاة .

تفضل .

يريدون أن يأخذوا سَنَن اليهود ، سَنَن الكفار ، وهذا طبعًا لا يجوز ؛ لأن الكفار دَمَغَهم الله - عز وجل - وطَبَعَهم بقوله في القرآن الكريم : (( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )) . المسلمون يجب أن يكون وضعهم على العكس تمامًا إلا ما شاء الله بقدر تطبيق قوله - تعالى - : (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) قوة مادية ، لكن القوة الأساسية هي المعنوية الإيمانية ؛ ولذلك هذا الإيراد الذي نقلتَه عن الجماعة - أيضًا - يدلُّنا على انحرافهم عن الفقه الإسلامي الصحيح ، فنحن إذا قلنا - مثلًا - : لا يجوز للمسلمات أن يدخلْنَ الجامعات المختلطة لأنُّو فيه فساد ، فيه تعريض للبنات وللشباب للفتنة .

سيُقال لنا : من أين نأتي بالممرضات وبالطبيبات إلى آخره ؟ هذا يُقال فعلًا .

نقول في بعض الأمثال : " لكلِّ ساقطة في الحيِّ لاقطة " ، ليس كلُّ النساء ولا الشباب المسلم والمسلمات ؛ ليس كل فرد من أفراد هؤلاء عنده استعداد لتطبيق الأحكام الشرعية بكاملها . فإذا قال قائل كما سمعتم آنفًا أن ذلك الشخص الذي تكلَّم من " تايلند " ، وسأل عن الربا ما الربا ؛ إذا قلنا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لعن الله آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهدَيه ) ؛ هل كل المسلمون يستجيبون لهذا الأمر ؟ الجواب : لا ، إلا القليل منهم ؛ هذا مع أنُّو فيه نص صريح : ( لعن الله أكل الربا وموكله ) ، وليس هناك نصٌّ صريح يفهمه عامة الناس كما يفهمون هذا النَّصَّ الصريح المتعلِّق بالربا ، ليس هناك نصٌّ صريح في تحريم الاختلاط ، وبخاصَّة إذا كان مؤوَّلًا لتحصيل علم من العلوم الكفائية ؛ فإذًا أنا لا أتصور أنُّو كلَّ المسلمين والمسلمات رح يخضعوا لهذا الحكم الشرعي ، إذًا وجود طبيبات هذا كمثال سيتحقَّق بقيام الأفراد المنحرفين ، مش ضروري نحن نكون كبش الفداء ، بيجوز هذا المنحرف قد يُصاب كلًّا أو جزءًا في شرفه في عرضه ، ومع ذلك في النهاية ستكون طبيبة وتعالج النساء المسلمات بدل ما يعالجهنَّ الطبيب من الرجال .

إذًا الغاية لا تبرِّر الوسيلة ، والشبهة التي ألقيتها آنفًا تنطلق من هذه القاعدة اليهودية .

السائل : نقلتها شيخي .

الشيخ : آ ؟

السائل : نقلتُها أنا عنك .

الشيخ : جزاك الله خير .

السائل : وإياك شيخ .

مواضيع متعلقة