كم قتيل يقع باسم الخروج عن الحكام .! - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كم قتيل يقع باسم الخروج عن الحكام .!
A-
A=
A+
الشيخ : الآن كم وكم من قتيل يقع بسبب هذه الثورات التي تقع باسم الخروج على الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله, صحيح هذا الحاكم يحكم بغير ما أنزل الله كقريش, بماذا كانوا يحكمون؟ بما أنزل الله؟ وهم أهل شرك وضلال حتى أنهم ليسوا من أهل كتاب _وعليكم السلام_ ليسوا من أهل الكتاب ومع ذلك فالرسول عليه السلام صبر عليهم وصبر على أذاهم حتى جاءه الأمر بالهجرة إلى آخر ما ذكرناه آنفا .

فالآن يعيش المسلمون في كثير بل في أكثر بل قد نقول في كل بلاد الإسلام بحكم لا يحكم بما أنزل الله فهل يكون إصلاح هذا الحكم أو هذا الحاكم بالخروج عليه وقتل النفوس البريئة وهم لم يطبقوا المعنى الظاهر في الآية السابقة فضلا عن المعنى الكمين الذي شرحته لكم آنفا في قوله: (( وأعدوا )) المعنى هذا واضح إن شاء الله؟

السائل : نعم .

الشيخ : جميل ، إذن اليوم إذا كان هناك جماعات في مختلف البلاد الإسلامية قد تلتقي جماعة مع جماعة في العقيدة وفي الفكر والمنهج ولكنهم لا يستطيعون اللقاء والالتقاء بسبب هذه الأحكام التي ممكن أن نسميها بما يشبه الأحكام العرفية.

اليوم لا تستطيع أنت أيها المسلم الذي تعيش هنا في عمّان أن تدخل متى شئت جنوبا إلى مكة إلى بيت الله الحرام إلا كما تدخل إلى بلد كافر مشرك بل ربما دخولك هناك أسهل من دخولك هنا, في الجنوب إلى بيت الله الحرام .

فضلا عن الشمال أن تدخل في سوريا, لماذا ؟ لأن هذه الأحكام الحاكمة والسائدة والمسيطرة لم تقم على شريعة الله عز وجل فقد يكون هناك جماعات متفرقة هنا وهناك والفكرة واحدة والمنهج واحد والعقيدة واحدة فهم يصفون كل منهم في حدود استطاعته ويربون أيضا أنفسهم وذويهم على شيء من ذلك لكن لم توجد هذه الطائفة التي تتمكن من تحقيق (( وأعدوا لهم ما استطعتم لهم من قوة )) هذا أمر واضح ما يحتاج إلى جدل.

لذلك نعتبر أن الخروج على هؤلاء الحكام ونحن لا نزكيهم, لا نداهنهم, لا نقول لا يجوز للمسلمين أن يخرجوا عليهم لأنهم لا يستحقون الخروج ولأنهم يحكمون بما أنزل الله فلا يستحقون الخروج ما نقول هذا !

مع الأسف القوانين هي الحاكمة لكن نفرق بين حاكم وحاكم بين حاكم يحكم بالقانون ولكن يصلي ويصوم ويساعد المسلمين على قيامهم بشعائر الله في بناء المساجد وما شابه ذلك وبين حاكم آخر يمنع المسلمين أن يصوموا شهر رمضان يمنع المسلمين من أن يضحوا بمناسبة العيد اقتصاديا يعني فرق بين حاكم وحاكم لكن الشاهد نحن نقول: لا يجوز الخروج على هؤلاء الحكام بغض النظر أولا عن تفاوتهم كما ذكرنا وإنما لأنه هذا الخروج ليس الآن زمانه شرعا ولأنه يجب أن يحققوا المعنى المقصود من قوله تعالى: (( وأعدوا )) أي أعدوا أنفسكم كما قال أحد الحكماء المعاصرين اليوم: " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " ، " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " هذه حكمة متناهية جدا !

تجدون كثيرا من هؤلاء الذين يصيحون " والدستور إسلامنا " لا يقيمون إسلامهم في عقر دارهم في بيوتهم حيث لا يتدخل القانون في منعهم من إقامة حكم الإسلام .

من جهة لا يفعلون ما يستطيعون ومن جهة يطلبون ما لا يستطيعون, هذا كله يدل على أحد شيئين إما على جهل بالإسلام وحماقة وحماقة وإما أنهم يعرفون وينحرفون .

أظن أن هذا المقدار يكفي لبيان أن مثل هذا الخروج لا يجوز قبل إعداد العدة, نلخص قبل إعداد العدة المعنوية قبل كل شيء كما فعل رسول الله وصدق الله إذْ يقول: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) وقبل أن أنهي الجواب عن ذاك السؤال لا بد أن أجيب عن سؤال ربطه أحدهم بالبحث السابق

مواضيع متعلقة