ما ردكم على من استدل بفعل عائشة وسعيد بن جبير وابن الأشعث على جواز الخروج .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما ردكم على من استدل بفعل عائشة وسعيد بن جبير وابن الأشعث على جواز الخروج .؟
A-
A=
A+
السائل : فيما يتعلق بهذا السؤال أو الجزء الأخير من الجواب يا شيخ, يحتج بعضهم بما وقع في التاريخ الإسلامي كما في فتنة ابن الأشعث وخروج كثير من القراء على رأسهم سعيد بن جبير ومن كان معه, وأيضًا ما وقع من عائشة رضي الله عنها والزبير وطلحة مع علي رضي الله عنهم أجمعين, وأن هذا قد وقع, وأن هذا يعد خروجًا, ولكن ما حقق لهم الهدف المطلوب, لكن هذا الخروج مما يجوز, فهل هذا الاستدلال بتلك القصص التي وقعت في العهد الأول صحيح ؟. وما الجواب لأن هذا يثار كثير ما وقع في فتنة الأشعث وما وقع من عائشة مع من كان معها من الصحابة يثار كثيرًا من أجل تبرير قضية الخروج.؟

الشيخ : نعم, الخروج لا يجوز يا أخي, وهذه الأدلة هي على من يحتج بها وليست لصالحه إطلاقًا, هناك حكمة تروى عن عيسى عليه السلام ولا يهمنا صحتها بقدر ما يهمنا صحة معناها : " أنه وعظ الحواريين يومًا وأخبرهم بأن هناك نبيا يكون خاتم الأنبياء, وأنه سيكون بين يديه أنبياء كذبة, فقالوا له : فكيف نميز الصادق من الكاذب ؟. فأجاب بالحكمة المشار إليها وهي قوله : من ثمارهم تعرفونهم " فهذا الخروج وذاك الخروج, ومنه خروج عائشة رضي الله عنها, نحن نعرف حكم هذا الخروج من الثمرة, فهل الثمرة كانت يعني مرة أم حلوة.؟

لا شك التاريخ الإسلامي الذي حدثنا بهذا الخروج وذاك ينبي بأنه كان شرًا, وسفكت دماء المسلمين وذهبت هدرًا بدون فائدة, وبخاصة فيما يتعلق بخروج السيدة عائشة, والسيدة عائشة لقد ندمت على خروجها وكانت تبكي بكاء مرًا, حتى يعني يبتل خمارها وتتمنى ألا تكون قد خرجت ذلك الخروج, وهناك نكتة قرأتها في بعض الكتب, ولا يهمني الآن أيضًا صحة السند : " أنه بلغها أن خلافًا نشب بين عبيد لها وعبيد لشخص آخر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهيأت للخروج, فسألها قريب لها : إلى أين يا أم المؤمنيين.؟ قالت للنظر في الخلاف الذي نشب بين هؤلاء وهؤلاء, بخصوص إيش.؟ بغلة ادعاها كل من الفريقين, قال لها : يا أم المؤمنين ألا يكفينا وقعة الناقة حتى تثيري لنا وقعة البغلة" من جديد يعني الشاهد فالاحتجاج بمثل هذا الخروج, أولا: هذا حجة عليهم لأنه لم يكن منه فائدة, ثانيًا: لماذا نتمسك بخروج سعيد بن جبير ولا نتمسك بعدم خروج كبار الصحابة الذين كانوا في عهده كابن عمر وغيره, ثم تتابع علماء السلف كلهم بعدم الخروج على الحاكم, فإذًا هناك خروجان: خروج فكري وهذا هو أخطر, وخروج إيش عملي وهذا ثمرة للأول, فلا يجوز مثل هذا الخروج, والأدلة التي ذكرتها آنفا فهي طبعًا عليهم وليست معهم.

مواضيع متعلقة