هل كان لمحمد بن عبد الوهاب عناية بالحديث أو الفقه السلفي ؟
A-
A=
A+
الشيخ : تفاصيل ذكرها الاستاذ بخلاف الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلم تكن له هذه العناية لا في الحديث ولا في الفقه السلفي فهو من الناحية المذهبية حنبلي ومن الناحية الحديثية كغيره فليس له آثار في الفقه تدلنا على أنه كابن تيمية سلفي المنهج في التفقه في الدين لعل له في ذلك عذراً كما ألمحنا إليه آنفا وكذلك في الأحاديث فهو كغيره مع الأسف الشديد لا معرفة عنده بالحديث الصحيح والضعيف ومن الأدلة التي تدلنا على هذا أن له رسالة مطبوعة متداولة عند أتباعه النجديين حتى اليوم اسمها آداب المشي إلى المسجد وقد أورد في مطلع هذه الرسالة الحديث المعروف عند السلفيين عامة إلا القليل منهم بضعفه أورد الحديث المعروف بضعفه عند عامة السلفيين ألا وهو حديث أبي سعيد الخدري الذي أخرجه ابن ماجة في سننه من طريق الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي والسعدي أيضاً لكن هو مشهور بالعوفي أكثر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته إلى المسجد قال إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هاذا إلخ .. الحديث فهو أولاً أورده دون أن ينبه على ضعفه مع أن فيه علَّتين اثنتين لو واحدة منهما استقلت لنهضت بتضعيف الحديث فكيف بالعلتين مجتمعتين معاً وثانياً إن ظاهر هذا الحديث يخالف ما كان يدعوا إليه من عقيدة ومن إخلاص التوحيد والدعوة لله عز وجل وهو التوسل بالمخلوقين فهو ك ابن تيمية وككل سلفي بصير في سلفيته وفي دعوته يحارب التوسل إلى الله بعباد الله عز وجل وفي هذا الحديث في ظاهره التوسل إلى الله بحق السائلين وبحق هذا العبد الذي يمشي إلى طاعة الله وإلى عبادته أقول هذا غير ناسٍ أن الحديث لو صح لأمكن تأويله كما كنت ذكرت في بعض مؤلفاتي لكن موضع الشاهد في هذا أنه أروده كأدب في آداب المسجد إذا خرج المسلم من بيته فعليه أن يدعوا بهذا الدعاء وهو حديث ضعيف فهذا يدل على أن شيخ الإسلام الثاني في التوحيد محمد بن عبد الوهاب ليس كشيخ الإسلام الأول من حيث أنه كان سلفياً في كل نواحي الدعوة ومجالاتها الكثيرة هذه الناحية الأولى أردت أن التنبيه عليها وهذا طبعاً من باب إعطاء كل ذي حق حقه نحن بلا شك لا يسرنا أبداً أن ينال أحد من الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما يفعل أعداء الدعوة وأعداء التوحيد حيث يتهمونه بكل ما يتهم به السلفيون في كل بلاد الدنيا ولكن هذا لا يحملنا على الغلو في إعطاء كل شخص من حملة الدعوة السلفية ما ليس فيه فيجب أن نفرق بين ابن تيمية وبين محمد بن عبد الوهاب ونعطي كل ذي حق حقه من أجل هذا قلت ما قلت وإلا فشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب له منزلته في الدعوة عندنا بعد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
التنبيه الثاني جاء في كلام الاستاذ عيد عباسي في صدد تحدثه عن توحيد الربوبية وأن هذا التوحيد يعتقده جماهير الناس والأمم وحتى المشركين وهذا كلام حق ولكن جاء في أثناء كلامه بأنهم يعتقدون بالله أنه خالق مدبر حكيم فأنا أريد أن الفت النظر ولي هدف غير الهدف الظاهر من كلمتي هذه قوله أن المشركين كانوا يعتقدون بأن لهذا الكون خالقاً مدبراً لو وقف إلى هنا لكان الكلام مسلَّما ولكنه أضاف إلى ذلك وصفاً وصفة أخرى وهي صفة حق لله تعالى ولكنه نسب إلى الكفار أنهم كانوا يعتقدون بالله هذه الصفة أيضاً وهي أنه حكيم
من المؤسف أن أقول وهذا هو الشيء الآخر الذي أرمي إليه بهذا الكلام أن اعتقاد أن الله حكيم ليس فقط مما لا يعتقده المشركون الذين كانوا يشركون في توحيد الألوهية وفي توحيد الصفات كما سمعتم شيئاً من التفصيل في ذلك ليس المشركون هؤلاء وحدهم كانوا لا يعرفون الله حكيماً يعرفونه خالقاً مربياً مدبراً أما أنهم يعرفونه حكيماً فلا ولكن مع الأسف الشديد هناك جماهير من المسلمين اليوم لا يعتقدون هذه الصفة لله رب العالمين هذا ما أردت التنبيه عليه يعني وصف المشركين بأنهم يعتقدون بأن الله حكيم هذا خطأ لأننا نعلم أن هذه الحكمة هي في كثير من الأمور إيمانية ومن أجل ذلك شك في هذه الصفة بعض المذاهب الإسلامية ولا أكتم الحق ولذلك أقول إن كتب الأشاعرة طافحة بأن الله عز وجل لا يوصف بأنه حكيم مع علمهم بأن هذا الاسم الحكيم مذكور بالقرآن الكريم ولكنهم يتأولون هذا الاسم حكيم بأنه من الحكم وليس من الحكمة فهو حكيم على وزن فعيل بمعنى فاعل أي أنه حاكم أما أنه حكيم بمعنى أنه يضع الشيء في محله مقروناً بالحكمة فهذا مع الأسف الشديد لا أقول أن الأشاعرة لا يؤمنون به بل يصرحون بنفيه وكتبهم طافحة بذلك وشبهاتهم معروفة لأنهم يتساءلون فيقولون أين لحكمة من تعذيب الأطفال أين الحكمة في تعذيب الحيوانات لا شك أن المسلم المؤمن بحكمة الله عز وجل يقول والله لا أدري ما الحكمة بتعذيب الأطفال وإن كان بعض علماء التوحيد المؤمنين بهذا الاسم حكيم وبمعناه الصحيح يحاولون أن يوجدوا حكمة ظاهرة في تأليم الأطفال وتعذيب الحيوانات ولكن أنا في اعتقادي ليس كل مسلم يستطيع أن يستكشف الحكمة الإلهية في كل تصرف إلهي فلذلك لا بد في نهاية الأمر من الإيمان الذي هو الشرط الأول في وصف المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة فالإيمان بالغيب هو الفصل الحق بين المؤمن الصادق والمؤمن الكاذب فإذا نحن عرفنا الله عز وجل أنه وصف نفسه أنه حكيم فيجب أن نؤمن سواءً ظهرت لنا الحكمة أم لم تظهر سواء على أن حكمة الحكيم العليم واضحة
التنبيه الثاني جاء في كلام الاستاذ عيد عباسي في صدد تحدثه عن توحيد الربوبية وأن هذا التوحيد يعتقده جماهير الناس والأمم وحتى المشركين وهذا كلام حق ولكن جاء في أثناء كلامه بأنهم يعتقدون بالله أنه خالق مدبر حكيم فأنا أريد أن الفت النظر ولي هدف غير الهدف الظاهر من كلمتي هذه قوله أن المشركين كانوا يعتقدون بأن لهذا الكون خالقاً مدبراً لو وقف إلى هنا لكان الكلام مسلَّما ولكنه أضاف إلى ذلك وصفاً وصفة أخرى وهي صفة حق لله تعالى ولكنه نسب إلى الكفار أنهم كانوا يعتقدون بالله هذه الصفة أيضاً وهي أنه حكيم
من المؤسف أن أقول وهذا هو الشيء الآخر الذي أرمي إليه بهذا الكلام أن اعتقاد أن الله حكيم ليس فقط مما لا يعتقده المشركون الذين كانوا يشركون في توحيد الألوهية وفي توحيد الصفات كما سمعتم شيئاً من التفصيل في ذلك ليس المشركون هؤلاء وحدهم كانوا لا يعرفون الله حكيماً يعرفونه خالقاً مربياً مدبراً أما أنهم يعرفونه حكيماً فلا ولكن مع الأسف الشديد هناك جماهير من المسلمين اليوم لا يعتقدون هذه الصفة لله رب العالمين هذا ما أردت التنبيه عليه يعني وصف المشركين بأنهم يعتقدون بأن الله حكيم هذا خطأ لأننا نعلم أن هذه الحكمة هي في كثير من الأمور إيمانية ومن أجل ذلك شك في هذه الصفة بعض المذاهب الإسلامية ولا أكتم الحق ولذلك أقول إن كتب الأشاعرة طافحة بأن الله عز وجل لا يوصف بأنه حكيم مع علمهم بأن هذا الاسم الحكيم مذكور بالقرآن الكريم ولكنهم يتأولون هذا الاسم حكيم بأنه من الحكم وليس من الحكمة فهو حكيم على وزن فعيل بمعنى فاعل أي أنه حاكم أما أنه حكيم بمعنى أنه يضع الشيء في محله مقروناً بالحكمة فهذا مع الأسف الشديد لا أقول أن الأشاعرة لا يؤمنون به بل يصرحون بنفيه وكتبهم طافحة بذلك وشبهاتهم معروفة لأنهم يتساءلون فيقولون أين لحكمة من تعذيب الأطفال أين الحكمة في تعذيب الحيوانات لا شك أن المسلم المؤمن بحكمة الله عز وجل يقول والله لا أدري ما الحكمة بتعذيب الأطفال وإن كان بعض علماء التوحيد المؤمنين بهذا الاسم حكيم وبمعناه الصحيح يحاولون أن يوجدوا حكمة ظاهرة في تأليم الأطفال وتعذيب الحيوانات ولكن أنا في اعتقادي ليس كل مسلم يستطيع أن يستكشف الحكمة الإلهية في كل تصرف إلهي فلذلك لا بد في نهاية الأمر من الإيمان الذي هو الشرط الأول في وصف المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة فالإيمان بالغيب هو الفصل الحق بين المؤمن الصادق والمؤمن الكاذب فإذا نحن عرفنا الله عز وجل أنه وصف نفسه أنه حكيم فيجب أن نؤمن سواءً ظهرت لنا الحكمة أم لم تظهر سواء على أن حكمة الحكيم العليم واضحة
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 59
- توقيت الفهرسة : 00:46:16