ما هو التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به الكتب ؟
A-
A=
A+
الشيخ البديل :
إن التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به الكتب نوعان توحيد في الإثبات والمعرفة وتوحيد
في الطلب والقصد فالأول هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسماءه ليس كمثله
شيء في ذلك كله كما أخبر به عن نفسه وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أفصح
القرآن عن هذا النوع كل الإفصاح كما في أول سورة الحديد وطه وآخر الحشر وأول ألم السجدة
وأول آل عمران وسورة الإخلاص بكمالها وغير ذلك والثاني وهو توحيد الطلب والقصد مثل ما
تضمنته سورة قل يا ايها الكفرون ( وقل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) :
وأول سورة تنزيل الكتاب وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها وأول سورة الأعراف وآخرها
وجملة سورة الأنعام وغالب سور القرآن المتضمنة لنوعي التوحيد .
الشيخ:
توحيد الذي يجب ان يعتقده كل مسلم هو كما ذكرنا بأنواعه الثلاثة توحيد الربوبية أن يعتقد
المسلم بأن هذا الكون الواسع العظيم لا خالق له إلا الله تبارك وتعالى لكن هذا التوحيد وحده لا
ينجي صاحبه من الكفر والشرك المستلزم الخلود في النار حتى ينضم إليه التوحيدان الآخران
التوحيد الثاني توحيد العبادة ـ توحيد الألوهية أي أنه يجب أن ينضم إلى اعتقاد المسلم بأن الله
الذي خلق الكون هذا هو وحده يجب أن يعبد ليس معه في عبادته غيره فإذا انضم إلى التوحيد
الأول وهو توحيد الربوبية التوحيد الثاني وهو توحيد العبادة فلم يعبد مع الله عز وجل شيئا آخر
فقد وحده توحيد العبادة وتوحيد الألوهية ويبقى التوحيد الثالث وهو توحيد الله عز وجل في
أسمائه وفي صفاته فلا يعتقد بأن هناك خلق من خلق الله مهما كان عظيمًا مهما كان مقدسًا يشبه
الله عز وجل في صفة من صفاته ويتفرع منه أنه لا يسميه باسم من أسماء الله عز وجل لا
يجوز أن نسمي خلقاً من خلق الله باسم من أسماء الله لأن أسماء الله في الوقت نفسه هي صفات
لله تبارك وتعالى فالله عز وجل واحد في أسمائه وصفاته لأنه كل اسم هو صفة لله عز وجل
فكما لا يجوز للمسلم أن يعتقد بأن هناك خلقًا من خلق الله يشبه ربنا عز وجل في صفة من
صفاته كذلك يجب أن لا نسمي خلقًا من خلق الله باسم من أسماء الله تبارك وتعالى ويتفرع من
هذا أنه لا يجوز تعبيد إنسان إلى اسم غير اسم الله عز وجل فلا يجوز أن نقول عبد الحسين ولا
يجوز أن نقول عبد النبي لأن هذا ينافي توحيد العبودية وينافي أيضاً توحيد الأسماء والصفات
والجمع بين هذه الأنواع الثلاثة من التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد العبادة وتوحيد الصفات هو
التوحيد الذي أُمر به الرسول عليه السلام بل أمرت الأمة في شخص الرسول عليه السلام حين
قال ـ فاعلم أنه لا إله إلا الله ، فلا إله إلا الله يجب أن نفهمها على وجه يشمل الأنواع الثلاثة من
التوحيد : توحيد الربوبية ـ توحيد العبادة ـ توحيد الصفاة .
ما هو واقع المسلمين اليوم مع الاسف الشديد أكل المسلمين لا يفهمون من شهادة التوحيد سوى
التوحيد الأول يعني لا خالق مع الله فقط أما لا معبود بحق في الوجود إلا الله فهذا لا يفهمونه إلا
من شاء الله منهم وقليل ما هم فلا إله إلا الله ليس معناها كما صرح بذلك بعض المؤلفين في
العصر الحاضر وكما يفسره واقع حياة المسلمين اليوم وقبل اليوم ليس معنى لا إله ـ لا خالق إلا
الله وإنما معنى هذه الجملة الطيبة لا معبود بحق في الوجود إلا الله فحينما تقول لا رب إلا الله لم
تزد على اعتقاد المشركين الذين كانوا إذا سؤلو من خالق السموات والأرض قالوا الله فكون الله
خالق أمر فطري فطر الله عز وجل عباده عليه حتى المشركين فهم يعتقدون هذه العقيدة الحقة
أي أن خالق الكون هو واحد لا شريك له ولكن ما كفر المشرك إذا مع تصريحهم بهذه العقيدة
كفرهم أنهم لم يخلصوا العبادة لله لم يوحدوا الله في عبادته بل عبدوا معه غيره تبارك وتعالى
ولذلك كفروا بلا إله إلا الله وصرح بذلك في القران الكريم رب العالمين ( وإذا قيل لهم لا إله إلا
الله يستكبرون ) لماذا يستكبرون وهم يعتقدون أن خالق السموات والأراضين هو الله لأن ليس
معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله وإنما معناها شيء زائد على ذلك وهو لا خالق إلا الله ولا
معبود إلا الله ، هذا الخالق هو الذي يجب أن يعبد وحده لا شريك له فإذا قيل لهم لا إله إلا الله
يستكبرون أي يستكبرون عن عبادة الله وحده لا شريك له في الوقت كأنهم كانوا لا يستكبرون
أن يقولوا الله هو الذي خلق السموات والأرض من هنا نتج عند علماء التحقيق توحيدان توحيد
الربوبية وهو مما كان يعتقده المشركون لكن ذلك لا ينجيهم من الشرك والتوحيد الثاني توحيد
العبادة فكل من أراد النجاة يوم القيامة من الخلود في النار لا بد أن يضم إلى التوحيد الربوبية
يضم إلى ذلك توحيد العبادة أن يعتقد أن لا أحد يستحق العبادة مع الله مهما كانت هذه العبادة
حقيرة فيما يبدوا لبعض الناس فهي ليست بحقيرة لأنه كل ما يقرب الله عزوجل فهو أمر عظيم
وعظيم جدًا فلا فرق بين أن يذبح الإنسان مثلا ناقة لقبر لولي أو يذبح نعجة أو يذبح دجاجة كل
هذه الذبائح على اختلاف قيمها من ناحية الشرع كما أشار إلى ذلك الحديث الصحيح في
البخاري حديث أبي هريرة من أتى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه ومن أتى الجمعة
في الساعة الثانية فكأنما قرب بقره وهكذا ذكر الكبش وذكر الدجاجة فهذه كلها وأخيراً البيضة
فهذه كلها طاعات وعبادات لكن بنسب متفاوتة فمن قرَّب دجاجة إلى غير الله عز وجل كمن
قرب أعظم عبادة كالبدنة لأنه يشرك في ذلك مع الله عز وجل في عبادته فلا يكون إذاً الموحد
موحدًا حقًا حتى يعتقد أنه لا يجوز عبادة غير الله عزوجل بأي نوع من أنواع العبادات لأن هذه
العبادات أمر الله عز وجل كما قال وما أمروا إلا ليعبدوا الله أي وحده مخلصين له الدين
فالمشركون ضلوا بسبب عدم خضوعهم لتوحيد العبادة فكما جاء في الآية السابقة ( وإذا قيل لهم
لا إله إلا الله يستكبرون )
إن التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به الكتب نوعان توحيد في الإثبات والمعرفة وتوحيد
في الطلب والقصد فالأول هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسماءه ليس كمثله
شيء في ذلك كله كما أخبر به عن نفسه وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أفصح
القرآن عن هذا النوع كل الإفصاح كما في أول سورة الحديد وطه وآخر الحشر وأول ألم السجدة
وأول آل عمران وسورة الإخلاص بكمالها وغير ذلك والثاني وهو توحيد الطلب والقصد مثل ما
تضمنته سورة قل يا ايها الكفرون ( وقل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) :
وأول سورة تنزيل الكتاب وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها وأول سورة الأعراف وآخرها
وجملة سورة الأنعام وغالب سور القرآن المتضمنة لنوعي التوحيد .
الشيخ:
توحيد الذي يجب ان يعتقده كل مسلم هو كما ذكرنا بأنواعه الثلاثة توحيد الربوبية أن يعتقد
المسلم بأن هذا الكون الواسع العظيم لا خالق له إلا الله تبارك وتعالى لكن هذا التوحيد وحده لا
ينجي صاحبه من الكفر والشرك المستلزم الخلود في النار حتى ينضم إليه التوحيدان الآخران
التوحيد الثاني توحيد العبادة ـ توحيد الألوهية أي أنه يجب أن ينضم إلى اعتقاد المسلم بأن الله
الذي خلق الكون هذا هو وحده يجب أن يعبد ليس معه في عبادته غيره فإذا انضم إلى التوحيد
الأول وهو توحيد الربوبية التوحيد الثاني وهو توحيد العبادة فلم يعبد مع الله عز وجل شيئا آخر
فقد وحده توحيد العبادة وتوحيد الألوهية ويبقى التوحيد الثالث وهو توحيد الله عز وجل في
أسمائه وفي صفاته فلا يعتقد بأن هناك خلق من خلق الله مهما كان عظيمًا مهما كان مقدسًا يشبه
الله عز وجل في صفة من صفاته ويتفرع منه أنه لا يسميه باسم من أسماء الله عز وجل لا
يجوز أن نسمي خلقاً من خلق الله باسم من أسماء الله لأن أسماء الله في الوقت نفسه هي صفات
لله تبارك وتعالى فالله عز وجل واحد في أسمائه وصفاته لأنه كل اسم هو صفة لله عز وجل
فكما لا يجوز للمسلم أن يعتقد بأن هناك خلقًا من خلق الله يشبه ربنا عز وجل في صفة من
صفاته كذلك يجب أن لا نسمي خلقًا من خلق الله باسم من أسماء الله تبارك وتعالى ويتفرع من
هذا أنه لا يجوز تعبيد إنسان إلى اسم غير اسم الله عز وجل فلا يجوز أن نقول عبد الحسين ولا
يجوز أن نقول عبد النبي لأن هذا ينافي توحيد العبودية وينافي أيضاً توحيد الأسماء والصفات
والجمع بين هذه الأنواع الثلاثة من التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد العبادة وتوحيد الصفات هو
التوحيد الذي أُمر به الرسول عليه السلام بل أمرت الأمة في شخص الرسول عليه السلام حين
قال ـ فاعلم أنه لا إله إلا الله ، فلا إله إلا الله يجب أن نفهمها على وجه يشمل الأنواع الثلاثة من
التوحيد : توحيد الربوبية ـ توحيد العبادة ـ توحيد الصفاة .
ما هو واقع المسلمين اليوم مع الاسف الشديد أكل المسلمين لا يفهمون من شهادة التوحيد سوى
التوحيد الأول يعني لا خالق مع الله فقط أما لا معبود بحق في الوجود إلا الله فهذا لا يفهمونه إلا
من شاء الله منهم وقليل ما هم فلا إله إلا الله ليس معناها كما صرح بذلك بعض المؤلفين في
العصر الحاضر وكما يفسره واقع حياة المسلمين اليوم وقبل اليوم ليس معنى لا إله ـ لا خالق إلا
الله وإنما معنى هذه الجملة الطيبة لا معبود بحق في الوجود إلا الله فحينما تقول لا رب إلا الله لم
تزد على اعتقاد المشركين الذين كانوا إذا سؤلو من خالق السموات والأرض قالوا الله فكون الله
خالق أمر فطري فطر الله عز وجل عباده عليه حتى المشركين فهم يعتقدون هذه العقيدة الحقة
أي أن خالق الكون هو واحد لا شريك له ولكن ما كفر المشرك إذا مع تصريحهم بهذه العقيدة
كفرهم أنهم لم يخلصوا العبادة لله لم يوحدوا الله في عبادته بل عبدوا معه غيره تبارك وتعالى
ولذلك كفروا بلا إله إلا الله وصرح بذلك في القران الكريم رب العالمين ( وإذا قيل لهم لا إله إلا
الله يستكبرون ) لماذا يستكبرون وهم يعتقدون أن خالق السموات والأراضين هو الله لأن ليس
معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله وإنما معناها شيء زائد على ذلك وهو لا خالق إلا الله ولا
معبود إلا الله ، هذا الخالق هو الذي يجب أن يعبد وحده لا شريك له فإذا قيل لهم لا إله إلا الله
يستكبرون أي يستكبرون عن عبادة الله وحده لا شريك له في الوقت كأنهم كانوا لا يستكبرون
أن يقولوا الله هو الذي خلق السموات والأرض من هنا نتج عند علماء التحقيق توحيدان توحيد
الربوبية وهو مما كان يعتقده المشركون لكن ذلك لا ينجيهم من الشرك والتوحيد الثاني توحيد
العبادة فكل من أراد النجاة يوم القيامة من الخلود في النار لا بد أن يضم إلى التوحيد الربوبية
يضم إلى ذلك توحيد العبادة أن يعتقد أن لا أحد يستحق العبادة مع الله مهما كانت هذه العبادة
حقيرة فيما يبدوا لبعض الناس فهي ليست بحقيرة لأنه كل ما يقرب الله عزوجل فهو أمر عظيم
وعظيم جدًا فلا فرق بين أن يذبح الإنسان مثلا ناقة لقبر لولي أو يذبح نعجة أو يذبح دجاجة كل
هذه الذبائح على اختلاف قيمها من ناحية الشرع كما أشار إلى ذلك الحديث الصحيح في
البخاري حديث أبي هريرة من أتى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه ومن أتى الجمعة
في الساعة الثانية فكأنما قرب بقره وهكذا ذكر الكبش وذكر الدجاجة فهذه كلها وأخيراً البيضة
فهذه كلها طاعات وعبادات لكن بنسب متفاوتة فمن قرَّب دجاجة إلى غير الله عز وجل كمن
قرب أعظم عبادة كالبدنة لأنه يشرك في ذلك مع الله عز وجل في عبادته فلا يكون إذاً الموحد
موحدًا حقًا حتى يعتقد أنه لا يجوز عبادة غير الله عزوجل بأي نوع من أنواع العبادات لأن هذه
العبادات أمر الله عز وجل كما قال وما أمروا إلا ليعبدوا الله أي وحده مخلصين له الدين
فالمشركون ضلوا بسبب عدم خضوعهم لتوحيد العبادة فكما جاء في الآية السابقة ( وإذا قيل لهم
لا إله إلا الله يستكبرون )
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 43
- توقيت الفهرسة : 01:13:56