وعدد نفسك في الموتى وذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر .
A-
A=
A+
الشيخ :
ويقول المصنف رحمه الله في الحديث الثامن عشر وعن معاذ قال : قلت يا رسول الله أوصني قال اعبد الله
كأنك تراه ، وعدد نفسك في الموتى وذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فعمل لذنبها
حتى ... السر بالسر والعلانية بالعلانية رواه الطبراني ... إلا أن فيه انقطاع بين ابي سلمة ومعاذ هذا
الحديث لا ينافي ........ ما ذكره المصنف رحمه الله من الانقطاع في مسنده لأننا نعني أنه حتى ننظر لغيره
كالحديث السابع في الدرس الماضي من حديث ابن عمر هنا يحيى ابن معاذ رضي الله عنه ... النبي صلى
الله عليه وسلم أن يوصيه فكان من وصيته إياه يخبره عليه السلام أعبد الله كأنك تراه وهذا غاية المنزلة التي
يستطيع العبد أن يذكر الله عزوجل وأن يراقبه بحيث أنه دائماً يلاحظ أنه يراه لأن الله عزوجل لا تخفى عليه
خافية في الأرض ولا في السماء وهذا الحديث أو هذه القطعة من هذا الحديث هو مذكور بإسناد أصح من
هذا ، في الحديث الثالث في الصحيحين من حديث أبي هريرة ...... من حديث ابن عمر ذلك الحديث
المعروف من حديث جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل لا يعرفه
أحد من الصحابة مع أنه ليس عليه آثار السفر فإنه عليه ثياب بيض وليس بأشعث ولا أغبر ولكنهم قالوا
لا يعرفه أيضاً منا أحد فقد جمع أوصافاً غريبةً متناقضة لأنه لو كان غريباً لظهرت عليه أعباء السفر من
.... والغبار وال... ونحو ذلك ولو كان مقيماً لعرفه الصحابة فهو رجل غريب الشاهد أن في الحديث وهو
حديث طويل ذكرناه أكثر من مرة لما سأله عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك
تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك هذه المرتبة العليا من مراتب عبادة المسلم لربه عزوجل وكذلك الحديث
السؤال الأول من ذلك الرجل الغريب وهو عابر سبيل كما ذكرنا بناء على آخر الحديث سأل النبي صلى الله
عليه وآله وسلم عن الإسلام ، والإسلام هو العمل بالإسلام ظاهرا ولكن هذا الإسلام لا يفيد صاحبه إلاَّ إذا
اقترن معه الإيمان وهنا أقول أنا وغيري لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن بالإيمان فنعني ا.... في الآخرة أو أن
ينجو بإسلامه الذي اقترن به الإيمان فهو لا يستفيد من الإسلام إلا مقرونا بالإيمان ، لكن لو لم يقترن
بالإيمان فهل يفيد صاحبه من إسلامه شيئأً ؟ . ..... قد يفيدهم وهذا النوع يعتبر في لغة الشرع منافقاً لأنه
يظهر الإسلام ولكنه ليس بكفر لأنه لم يقترن مع اسلامه إيمانه فماذا يستفيد ؟ أن ينجو بنفسه وماله كما قال
عليه السلام في الحديث الصحيح أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إذا هذا الذي يستفاد إذا لم يقترن مع إسلامهم إيمان فإذا قالوها
فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم وحسابهم على الله ، ياترا قالوها بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم أم
قالوها مؤمنين بها في قلوبهم حسابهم في ذلك عند الله لكنهم ما دامو أنهم قد نطقوا بكلمة التوحيد ترتب عليهم
الحكم المذكور في الحديث بقوله فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم وحسابهم على الله المرتبة الأولى .... وقد
تفيد صاحبه في الدنيا ولا تفيده في الآخره أما الذي يستفيد من إسلامه في الآخرة فهو إذا اقترن معه المرتبة
الثانية المذكورة في حديث جبريل حين قال له ما الايمان قال الإيمان أن تأمن بالله إلى آخره ......
ثم جاء في المرتبة الثالثة وليس بعدها مرتبة وهي مرتبة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه
فإنه يراك لا يمكن .... من نصوص السنة لا يمكن للإنسان أن يرى ربه في هذه الدنيا الفانية ، فقد صح عن
النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال الطويل أنه لما وصفه لأمته وذلك من لطفه عليه السلام بأمته
كان من وصفه إياه أن قال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور كما قال عليه السلام وإن أحدكم لن يرى ربه
حتى يموت فقد ذكر أوصافاً للدجال لكي يتيقن المسلم إذا ما ابتلي بخروجه في زمنه أن هذا دجال وليس هو
المعبود بحق فإن الله كامل الأوصاف كلها ، وهذا أعور فهذه علامة وعلامة أخرى أنتم ترونه : وإن أحدكم
لن يرى ربه حتى يموت لذلك قال عليه السلام في بيان مرتبة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه لأن لن تراه
في الدنيا وكلنا يعلم أن موسى عليه الصلاة والسلام وهو خليل الرحمن لما طلب من ربه أن يراه
قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .
ولم يثبت حتى للنبي صلى الله عليه وسلم رؤيته لربه بعينه وهذه مسألة وإن كانت خلافيها بين علماء التوحيد
وعلماء القرآن فقد ذكروا جمهورهم أن العقيدة لا تثبت إلا بنص ...
فقد ذكروا جمهورهم أن العقيدة لا تثبت إلا بنص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة ونحن لا نجد النص الظني
سواء كان ثبوتاً ..... أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به أو من غير تلك الليلة ولذلك فلا
يمكن للإنسان إذا أن يرى ربه حتى يموت كما قال عليه الصلاة والسلام وخلال الحديث وإن أحدكم لن يرى
ربه حتى يموت تكلم العلماء في قاعدة أصولية وهي هل يدخل المتكلم في الخطاب الذي يوجهه إلى أمته أو
إلى غيرهم فهو عليه الصلاة والسلام وفي هذا الحديث يقول إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت ، ترى هل
هو داخل في هذا الخطاب أم لا ؟ : وفي هذه المسألة خلاف بين علماء الأصول ونحن نقطع بأنه عليه
الصلاة والسلام على الأقل داخل في هذا الخطاب الجاد لأنه قد سؤل كما في الصحيح من حديث أبي ذر هلا
رأيت ربك قال نور أنَّا أراه فهناك حجاب : وكما جاء في حديث ... حجابه النور فهو عليه الصلاة والسلام
من حديث أبي ذر السابق جواباً على سؤال السائل هل رأيت ربك ؟ قال نور أنى أراه هناك نور يحجب ربنا
عن أن يراه أحد منا إذا إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت يشمل أيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم لا من
ذلك هذا الحديث نفسه من الخلاف السابق ذكره وإنما عند أبي ذر وغيره ، إذا كان الأمر كذلك وهو أن أحدنا لن يرى ربه في هذه الدنيا فهو يجب أن يعبده مراقباً ومتيقناً أن ربه يراه فإذا كنت أنت لا تراه فهذا لا
يحملك ما دمت مؤمناً بأن الله يرى كل شيء ويعلم بكل شيء فلا يحملك أنك لا تراه على أن تعصيه وأن
تخالفه في أوامره ونواهيه فإنه إن لم تكن تراه فإنه تبارك وتعالى يراك يقيناً ، هذه المرتبة هي مرتبة
الإحسان وهي كما سمعتم أعلى مراتب الإسلام والإيمان ولذلك أن من الخطأ الفاحش ان تنقل هذه المرتبة
العالية الخاصة بين العبد وربه أن يعبد الله كأنه يراه أن تجعل لعبد من البشر بأي تأويل وبأي تبرير يحاول
بعض الناس أن يبرروا أن يراقب العبد أثناء ذكره لربه عبداً من عباده زعموا أن هذا العبد الذي ينبغي أن
يراقبه العبد نفسه هو من الواقدين إلى الله فهو بدوره يوقد هذا العبد الذي يراقبه بمثله ، وهذا ما يسمى في
بعض الطرق المشهورة بالرابطة أن يربط المريد قلبه بقلب شيخه الذي لا يراه ولا يعلم به إطلاقاً هل هو
ذاكر أم غافل إن هذا الذاكر نفسه لا يدري عن حال شيخه شيئاً أيضاً هل هو ذاكر أم غافل وهكذا تصبح
القضية مع مخالفتها للشريعة الإسلامية مخالفة جذرية تصبح القضية غير منطقية إطلاقاً لأن الذي ينبغي أن
يراقبه الإنسان إنما يكون المراقب معتقداً فيه أنه يعلم هذا الذي يراقبه يعلم حاجته ودعائه وطلبه ونحو ذلك
من نقاط الإصلاح فكيف يعقل أن يراقب العابد العابد والجاهل الجاهل والغافل الغافل ما هذا إلا كما قال
بعض الصوفية أنفسهم ......
استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السبيل بالسبيل ...... فهذا العبد الذي يراقب هو مثل هذا المراقِب كلهما
بحاجة إلى أن يتوجها إلى الله تبارك وتعالى وأن يراقباه مراقبة حقيقية فمن المؤسف أن تصرف هذه المنزلة
العليا من منازل الدور الإيماني ألا وهي مرتبة الإحسان من العبد أن يواجه ويراقب ربه إلى هذا العبد أن
يراقب شيخاً له وهذا من الانحراف المؤسف الذي أصاب بعض المسلمين اليوم ففي هذا الحديث وفي حديث
الترمذي ونحو ذلك من الأحاديث يحضن لهذه المراقبة المبتدعة وتأتيك المراقبة الشرعية وهي أن يراقب
العبد ربه فقط لا غير وأن يراقبه بهذه الحالة كأن هذا العبد المراقب يرى الله بعينه فإن لم تكن تراه فإنه
يراك هذه موعظة من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لصاحبه معاذ ابن جبل ومن ذلك قال وعدد
نفسك في الموتى سبق نحو هذه العبارة في حديث ابن عمر : وعد نفسك في أصحاب القبور أو كما قال : ثم
قال في حديث معاذ ، واذكر الله عند كل حجر وعند كل حجر هذا معناه الإستمرار العبد .. لله عزوجل ،
فهو عند كل حجر وعند كل شجر وهذا يعني أولاً ألاَّ يغفل الإنسان عن ذكر ربه عزوجل في كل أحواله ولو
كان جالساً أو منطلقاً يمشي ... آخر أن ذكر الله عزوجل المأمور في السنة ومنها هذا الحديث أن تذكر الله
عند كل حجر وعند كل شجر معنى هذا أن ذكر العبد لربه لا يحتاج إلى مراسيم وإلى طقوس وإلى مجالس
وحلقات ذكر تسمى ونحو ذلك أيضا مما .. بالإسلام لأنه يقول .. اذكرو الله عند كل حجر وشجر ، يعني
اذكرو الله .....ذكر الصلاة على الرسول عند كل حجر وشجر لا هو يعني لا تتقيد بظروف معينة حتى ولو
أن تستقبل القبلة قد يظن بعض الناس أن ذكر الله كالصلاة لازم يتخذ له الآداب والواجبات التي يقوم بها
الذي يريد الصلاة ، الجواب لا لم يأتي في السنة فضلاً عن القرآن أي فرض للذكر ..... كيف وربنا
عزوجل يقول : .... نوع من عباده المصطفين الأخيار مربوط بقوله : الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى
جنوبهم : فإذا جلست أنت جلسة تأخذ بها راحة .. فذكرت الله في هذه الحالة فلا ضير عليك شرعاً إطلاقاً
وإن كان لا يروق مثل هذا لبعض الذين يستحقرون أحكاماً في الدين من دون إذن لرب العالمين : أنهم
شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله : فالله عزوجل يصف كما قلت نخبة من عباده المصطفين
الأخيار من عامة الناس الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم : أي يذكرون الله حين يكونوا قائمين
ويذكرون الله حين يكونوا قاعدين ويذكرون الله حين يكونون مضطجعين ، فلا يلزمنا ربنا عزوجل
أن نتمسك بصفة من هذه الصفات الثلاث وإنما كما ... الوضع وكأنه هذا الحديث أو هذه الفقرة من هذا
الحديث مقتبسة من هذه الآية اذكروا الله عند كل حجر وعند كل شجر ليس مصنفاً أن تتخذ الهيئات
والصفات والسجدات ومن ذلك إعلام خاص بعد أن يجتمع المسلمون لصلاة الاستسقاء أو لصلاة الكسوف
هذه من العبادات التي تراها جداً على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام فهي مع الأسف الشديد أصبحت
نسياً منسياً ومن أسبابا ذلك أن الناس أحلوا محلها وأقاموا مقامها بعبادات اخترعوها من أنفسهم فهلا سمعتم
أحداً منهم أعلن في بضع سنين صلاة استسقاء صلاة كسوف أو خسوف أبداً ، أما الصلاة التي يستطيعها
المسلم بينه وبين ربه في أي وقت بدا له أو تيسر له هذه تعقد لها خاصة كذلك ليس من السنة ..
وأنا حين أقول هذا أعرف أن أناساً سيرقبون ويستنكرون ...سلفاً في ... أصحاب الرسول عليهم السلام
وخطتهم في إنكارهم لمحدثات الأمور ولو كانت هذه المحدثات حسنة بزعم الجمهور كما يقول عبدالله ابن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ، يجابههم بقصة ابن مسعود مع
أصحاب مجالس الذكر المجالس الخاصة فقد جاء في سنن الدارمي بإسناد صحيح أن أبى موسى الأشعري
رضي الله عنه أتى صباح يوم دار عبد الله ابن مسعود فوجد طائفة من الناس بانتظاره فقال لهم ... الرحمن
يعني .. ابن مسعود قالو لا ، فجلس ينتظره فلما خرج قال يا أبى عبد الرحمن لقد دخلت المسجد آنفاً فرأيت
فيه ناساً حلقاً حلقاً وأمام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد وفي وسط كل حلقة رجل
يقول لمن حوله سبحوا كذا حمدوا كذا كبروا كذا ، قال ابن مسعود هل أنكرت عليهم ؟ ، قال لا إنتظار أمرك
أو انتظار .. قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم شيئ ، ثم عاد إلى داره
وخرج متلثماً لا يعرف حتى دخل المسجد ورأى ما وصف له من التحلق والذكر المعدود بعدد ... لما تبين
الأمر كشف عن وجهه اللثام وقال ، ويحكم ما هذا الذي تصنعون كان عبد الله ابن مسعود .... قالوا والله يا
أبا عبد الرحمن حصى نعد به التسبيح والتحميد والتكبير ، قال عدوا سيئاتكم وأنا ضامن لكم ألا يضيع لكم
من حسناتكم شيء ويحكم ما أسرع هلكتكم هذه ثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبلى وهذه آنيته لم تكسر والذي
نفس محمد بيده أئنكم لأهدى من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو إنكم متمسكون بزمن ضلالة ما قال
متمسكون بضلالة فحسب وإنما بزمن ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلى الخير وهذا الجواب
..... خاصة التابعين منهم أما المتبوعون فالغالب عليهم أنهم يعرفون وينحرفون لمئارب كثيرة الله أعلم بما
في قلوبهم ، أما التابعون فمعظمهم يتبعون رؤسائهم بنوايا حسنة يصورون لهم بأن هذا ذكر ، وأنه ذكر
متبوع فيتبعونهم بعد ذلك تماما كما قال القوم لابن مسعود ، والله ما أردنا إلا الخير لاكن المراد القاطع
للظهور : قول ابن مسعود وكم من مريد للخير لن يصيبه : الباب في أن يكون قتل أحدكم الخير : قلنا لا
يجب أن نقترن بمعنى القتل الخير ، أن يكون الطريق أيضاً الذي سلكه في طلب الخير خيراً في نفسه ، ولا
يكون كذلك أبداً إلا إذا كان هو طريق الرسول عليه الصلاة والسلام : كما قال الله عزوجل في القرآن : وأن
هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله : فهذا الطريق إذا سلكه القاصد للخير
فهو في خير يقيناً أما إذا سلك طريقاً آخر وهو ... خير فلن سصيبه هذا الخير إطلاقاً وهذا من معاني قول
الرسول صلى الله عليه وسلم : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار : ومن مقاصد قوله الآخر من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد : لذلك قال ابن مسعود ، وكم من مريد للخير لن يصيبه ، وإنكم تقصدون
الخير بخلاف طريق محمد عليه السلام ، إذا لن تصيبوا هذا الخير كما برز لهم معنى ذلك مثلاً حديثاً سمعه
من النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى لله عليه وسلم إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز
حناجر ، لا يصل إلى قلوبهم وإنما لقلقة لسان وتجارة بتلاة القرآن كما هو الواقع في آخر الزمان لا يجاوز
حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، إلى هنا تنتهي قصة ابن مسعود مع أصحاب
المذاهب المبتدعة لاكن العبرة في تمام القصة التي يرويها مشاهدها قال فلقد رئينا أولك الأقوام أصحاب
حلقات الذكر غير المشروع رأيناهم يقاتلوننا يوما .... ، أي أن أصحاب حلقات الذكر كانوا من الخوارج
الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب فقاتلهم علي رضي الله عنه واستأصل .... إلا أفراداً
قليلة منهم فلم تفدهم مدارسهم شيئاً وذلك لأنهم خالفوا في ذلك السنة وهذا شاهد لقول العلماء الصغائربديل
الكبائر ، وأنا أقتبس من قولهم هذا فأقول البدعة الصغيرة بديل للبدعة الكبيرة هذا هو الشاهد مطابق لما
أقول تماماً حلقات مبتدعة يذكرون الله بصورة غير... أوصلتهم إلى البدعة الكبرى والخروج على أمير
المؤمنين وقتالهم إياه ، لذلك فيجب أن نقف عند حدود الله وألا نتألَّا على الله فنصرف آراءنا وعقولنا
وأهوائنا وعاداتنا شيئا لم...... صلى الله عليه وسلم ، إذا بل هو على العكس من ذلك يفتح لنا المجال أن
نذكر الله كيفما اتفق لنا دون أن نتخذ كيفية و صورة معينة وأننا حيثما تيسر كما قال في هذا الحديث ،
واذكروا الله عند كل حجر وعند كل شجر ، فإذا عملت سيئة فاعمل بجانبها حسنة ، السر بالسر والعلانية
بالعلانية : هذا الحديث هو أيضاً كتفسير لحديث آخر لمعاذ يقول الرسول عليه السلام : يقول وأتبعوا السيئة
الحسنة تمحها هذا .... فيقول ، إذا أعطيت ربك علناً فيجب أن تتبع ذلك بقول وبعمل حسن علناً ، أما إذا
ابتليت أن تعمل سراً فلا تفضح نفسك ولا تعلن خطيئتك وإنما تب إلى الله عزوجل وبنية حسنة واعمل أيضاً
أعمالاً حسنة سراً فذلك أبعد من أن تكون قد قاربت الرياء في إتمام هذا العمل أما إذا عملت سيئة علناً فهنا
الجهر بالتوبة عنها ، فيه... للنفس وفيه قهر لها وإخضاع فلذلك تجد كثير من الناس حينما يخطئون علناً
ويأتي إنسان وينصحهم بأنه أخطأ وأن يعلن خطأه على الناس قال له لن أفعل ذلك ومن هنا نعرف أن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ليس له نظام محدد معين كما يبدوا لبعض الناس الذين تغلب عليهم ... بالدعوة
بزعمهم فيظنون أن الخطيب مثلاً إذا أخطأ على المنبر فتلا حديثاً أو قرأ حديثاً موضوعاً لا أصل له فقام أحد
وهذا مع الأسف في البلاد غير موجود ، وإنما في مصر وقع منه الشيئ الكثير والسبب أن البلاد المصرية
فيها روح علمية أكثر من هذه البلاد ، فنحن نعلم حوادث كثيرة تقع من إنكار بعض الحاضرين على
الخطيب حديثاً أو رأياً أصابوه والخطباء هنا... المايك رفون إلى آخره والغرض أن الخطأ إذا وقع علناً
وجب إنكاره علناً وإذا وقع سراً وجب إنكاره سراً لأنه في الحالة الأولى كما يروق لبعض الناس كما قلنا آنفا
أن يأخذ هذا الخطيب بعد خطبته وبعد صلاته جانباً ويقال له بما يعني أنه أنت بارك الله فيك خطبتك ما
أحلاها وما أنفعها إلخ ... محاضرة جديدة وحتى يتمكن من ....النصيحة مختصرة لأخيه المسلم لكن جاء
في خطبته حديث ... وهذا حديث موضوع .... هذا كان ممكن أن يخيف الأسلوب هذا من باب المحافظة
على قلب هذا ... لأنه مع الأسف صارت النفوس ...فرعونية متصدرة لا تقبل النصيحة إلا من شاء الله ، لا
يمكن إتخاذ هذا الأسلوب بظرفين اثنين وأحدهما لا يمكن تحقيقه إطلاقاً والآخر قد يمكن ، الأول أن يجمع
الناس الذين أخطأ عليهم بخطبته جميعاً ، بخطبة ثانية أو اجتماع ثان ، ويقول أنا أوردت عليكم في الخطبة
السابقة حديث كذا وكذا وهذا حديث تبين أنه موضوع ، لا يمكن جمع هؤلاء الناس جميعاً إذا كان في
المسجد ألف شخص مثلاً أو أقل أو أكثر ففي الخطبة الثانية أي في الجمعة التالية مش معقول أن يجتمعوا
بأعيانهم قد لايحضر البعض ويحضر ناس آخرين وهكذا ، فهذا غير مضمون ـ إذا لو قيل لهذا الإنسان سراً
وأعلن وهذا نادر جداً فسيكون هذا الإعلان الذي ...الخطبة التالية ورد الخطأ يجب أن ينكر حتى واقعي إن
كان علناً ينكر علني وإن كان سراَ ينكر سراً لأنه ما في فائدة هنا من الإعلان إلاّ فضيحة هذا الذي أساء
فهنا الرسول عليه الصلاة والسلام يعظ الفرد منا أنه من أخطأ أمام الناس أن يعلن هذا الخطأ أمام الناس
وأني أخطأت ، السر بالسر والعلانية بالعلانية .
ويقول المصنف رحمه الله في الحديث الثامن عشر وعن معاذ قال : قلت يا رسول الله أوصني قال اعبد الله
كأنك تراه ، وعدد نفسك في الموتى وذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فعمل لذنبها
حتى ... السر بالسر والعلانية بالعلانية رواه الطبراني ... إلا أن فيه انقطاع بين ابي سلمة ومعاذ هذا
الحديث لا ينافي ........ ما ذكره المصنف رحمه الله من الانقطاع في مسنده لأننا نعني أنه حتى ننظر لغيره
كالحديث السابع في الدرس الماضي من حديث ابن عمر هنا يحيى ابن معاذ رضي الله عنه ... النبي صلى
الله عليه وسلم أن يوصيه فكان من وصيته إياه يخبره عليه السلام أعبد الله كأنك تراه وهذا غاية المنزلة التي
يستطيع العبد أن يذكر الله عزوجل وأن يراقبه بحيث أنه دائماً يلاحظ أنه يراه لأن الله عزوجل لا تخفى عليه
خافية في الأرض ولا في السماء وهذا الحديث أو هذه القطعة من هذا الحديث هو مذكور بإسناد أصح من
هذا ، في الحديث الثالث في الصحيحين من حديث أبي هريرة ...... من حديث ابن عمر ذلك الحديث
المعروف من حديث جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل لا يعرفه
أحد من الصحابة مع أنه ليس عليه آثار السفر فإنه عليه ثياب بيض وليس بأشعث ولا أغبر ولكنهم قالوا
لا يعرفه أيضاً منا أحد فقد جمع أوصافاً غريبةً متناقضة لأنه لو كان غريباً لظهرت عليه أعباء السفر من
.... والغبار وال... ونحو ذلك ولو كان مقيماً لعرفه الصحابة فهو رجل غريب الشاهد أن في الحديث وهو
حديث طويل ذكرناه أكثر من مرة لما سأله عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك
تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك هذه المرتبة العليا من مراتب عبادة المسلم لربه عزوجل وكذلك الحديث
السؤال الأول من ذلك الرجل الغريب وهو عابر سبيل كما ذكرنا بناء على آخر الحديث سأل النبي صلى الله
عليه وآله وسلم عن الإسلام ، والإسلام هو العمل بالإسلام ظاهرا ولكن هذا الإسلام لا يفيد صاحبه إلاَّ إذا
اقترن معه الإيمان وهنا أقول أنا وغيري لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن بالإيمان فنعني ا.... في الآخرة أو أن
ينجو بإسلامه الذي اقترن به الإيمان فهو لا يستفيد من الإسلام إلا مقرونا بالإيمان ، لكن لو لم يقترن
بالإيمان فهل يفيد صاحبه من إسلامه شيئأً ؟ . ..... قد يفيدهم وهذا النوع يعتبر في لغة الشرع منافقاً لأنه
يظهر الإسلام ولكنه ليس بكفر لأنه لم يقترن مع اسلامه إيمانه فماذا يستفيد ؟ أن ينجو بنفسه وماله كما قال
عليه السلام في الحديث الصحيح أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إذا هذا الذي يستفاد إذا لم يقترن مع إسلامهم إيمان فإذا قالوها
فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم وحسابهم على الله ، ياترا قالوها بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم أم
قالوها مؤمنين بها في قلوبهم حسابهم في ذلك عند الله لكنهم ما دامو أنهم قد نطقوا بكلمة التوحيد ترتب عليهم
الحكم المذكور في الحديث بقوله فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم وحسابهم على الله المرتبة الأولى .... وقد
تفيد صاحبه في الدنيا ولا تفيده في الآخره أما الذي يستفيد من إسلامه في الآخرة فهو إذا اقترن معه المرتبة
الثانية المذكورة في حديث جبريل حين قال له ما الايمان قال الإيمان أن تأمن بالله إلى آخره ......
ثم جاء في المرتبة الثالثة وليس بعدها مرتبة وهي مرتبة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه
فإنه يراك لا يمكن .... من نصوص السنة لا يمكن للإنسان أن يرى ربه في هذه الدنيا الفانية ، فقد صح عن
النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال الطويل أنه لما وصفه لأمته وذلك من لطفه عليه السلام بأمته
كان من وصفه إياه أن قال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور كما قال عليه السلام وإن أحدكم لن يرى ربه
حتى يموت فقد ذكر أوصافاً للدجال لكي يتيقن المسلم إذا ما ابتلي بخروجه في زمنه أن هذا دجال وليس هو
المعبود بحق فإن الله كامل الأوصاف كلها ، وهذا أعور فهذه علامة وعلامة أخرى أنتم ترونه : وإن أحدكم
لن يرى ربه حتى يموت لذلك قال عليه السلام في بيان مرتبة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه لأن لن تراه
في الدنيا وكلنا يعلم أن موسى عليه الصلاة والسلام وهو خليل الرحمن لما طلب من ربه أن يراه
قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .
ولم يثبت حتى للنبي صلى الله عليه وسلم رؤيته لربه بعينه وهذه مسألة وإن كانت خلافيها بين علماء التوحيد
وعلماء القرآن فقد ذكروا جمهورهم أن العقيدة لا تثبت إلا بنص ...
فقد ذكروا جمهورهم أن العقيدة لا تثبت إلا بنص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة ونحن لا نجد النص الظني
سواء كان ثبوتاً ..... أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به أو من غير تلك الليلة ولذلك فلا
يمكن للإنسان إذا أن يرى ربه حتى يموت كما قال عليه الصلاة والسلام وخلال الحديث وإن أحدكم لن يرى
ربه حتى يموت تكلم العلماء في قاعدة أصولية وهي هل يدخل المتكلم في الخطاب الذي يوجهه إلى أمته أو
إلى غيرهم فهو عليه الصلاة والسلام وفي هذا الحديث يقول إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت ، ترى هل
هو داخل في هذا الخطاب أم لا ؟ : وفي هذه المسألة خلاف بين علماء الأصول ونحن نقطع بأنه عليه
الصلاة والسلام على الأقل داخل في هذا الخطاب الجاد لأنه قد سؤل كما في الصحيح من حديث أبي ذر هلا
رأيت ربك قال نور أنَّا أراه فهناك حجاب : وكما جاء في حديث ... حجابه النور فهو عليه الصلاة والسلام
من حديث أبي ذر السابق جواباً على سؤال السائل هل رأيت ربك ؟ قال نور أنى أراه هناك نور يحجب ربنا
عن أن يراه أحد منا إذا إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت يشمل أيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم لا من
ذلك هذا الحديث نفسه من الخلاف السابق ذكره وإنما عند أبي ذر وغيره ، إذا كان الأمر كذلك وهو أن أحدنا لن يرى ربه في هذه الدنيا فهو يجب أن يعبده مراقباً ومتيقناً أن ربه يراه فإذا كنت أنت لا تراه فهذا لا
يحملك ما دمت مؤمناً بأن الله يرى كل شيء ويعلم بكل شيء فلا يحملك أنك لا تراه على أن تعصيه وأن
تخالفه في أوامره ونواهيه فإنه إن لم تكن تراه فإنه تبارك وتعالى يراك يقيناً ، هذه المرتبة هي مرتبة
الإحسان وهي كما سمعتم أعلى مراتب الإسلام والإيمان ولذلك أن من الخطأ الفاحش ان تنقل هذه المرتبة
العالية الخاصة بين العبد وربه أن يعبد الله كأنه يراه أن تجعل لعبد من البشر بأي تأويل وبأي تبرير يحاول
بعض الناس أن يبرروا أن يراقب العبد أثناء ذكره لربه عبداً من عباده زعموا أن هذا العبد الذي ينبغي أن
يراقبه العبد نفسه هو من الواقدين إلى الله فهو بدوره يوقد هذا العبد الذي يراقبه بمثله ، وهذا ما يسمى في
بعض الطرق المشهورة بالرابطة أن يربط المريد قلبه بقلب شيخه الذي لا يراه ولا يعلم به إطلاقاً هل هو
ذاكر أم غافل إن هذا الذاكر نفسه لا يدري عن حال شيخه شيئاً أيضاً هل هو ذاكر أم غافل وهكذا تصبح
القضية مع مخالفتها للشريعة الإسلامية مخالفة جذرية تصبح القضية غير منطقية إطلاقاً لأن الذي ينبغي أن
يراقبه الإنسان إنما يكون المراقب معتقداً فيه أنه يعلم هذا الذي يراقبه يعلم حاجته ودعائه وطلبه ونحو ذلك
من نقاط الإصلاح فكيف يعقل أن يراقب العابد العابد والجاهل الجاهل والغافل الغافل ما هذا إلا كما قال
بعض الصوفية أنفسهم ......
استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السبيل بالسبيل ...... فهذا العبد الذي يراقب هو مثل هذا المراقِب كلهما
بحاجة إلى أن يتوجها إلى الله تبارك وتعالى وأن يراقباه مراقبة حقيقية فمن المؤسف أن تصرف هذه المنزلة
العليا من منازل الدور الإيماني ألا وهي مرتبة الإحسان من العبد أن يواجه ويراقب ربه إلى هذا العبد أن
يراقب شيخاً له وهذا من الانحراف المؤسف الذي أصاب بعض المسلمين اليوم ففي هذا الحديث وفي حديث
الترمذي ونحو ذلك من الأحاديث يحضن لهذه المراقبة المبتدعة وتأتيك المراقبة الشرعية وهي أن يراقب
العبد ربه فقط لا غير وأن يراقبه بهذه الحالة كأن هذا العبد المراقب يرى الله بعينه فإن لم تكن تراه فإنه
يراك هذه موعظة من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لصاحبه معاذ ابن جبل ومن ذلك قال وعدد
نفسك في الموتى سبق نحو هذه العبارة في حديث ابن عمر : وعد نفسك في أصحاب القبور أو كما قال : ثم
قال في حديث معاذ ، واذكر الله عند كل حجر وعند كل حجر هذا معناه الإستمرار العبد .. لله عزوجل ،
فهو عند كل حجر وعند كل شجر وهذا يعني أولاً ألاَّ يغفل الإنسان عن ذكر ربه عزوجل في كل أحواله ولو
كان جالساً أو منطلقاً يمشي ... آخر أن ذكر الله عزوجل المأمور في السنة ومنها هذا الحديث أن تذكر الله
عند كل حجر وعند كل شجر معنى هذا أن ذكر العبد لربه لا يحتاج إلى مراسيم وإلى طقوس وإلى مجالس
وحلقات ذكر تسمى ونحو ذلك أيضا مما .. بالإسلام لأنه يقول .. اذكرو الله عند كل حجر وشجر ، يعني
اذكرو الله .....ذكر الصلاة على الرسول عند كل حجر وشجر لا هو يعني لا تتقيد بظروف معينة حتى ولو
أن تستقبل القبلة قد يظن بعض الناس أن ذكر الله كالصلاة لازم يتخذ له الآداب والواجبات التي يقوم بها
الذي يريد الصلاة ، الجواب لا لم يأتي في السنة فضلاً عن القرآن أي فرض للذكر ..... كيف وربنا
عزوجل يقول : .... نوع من عباده المصطفين الأخيار مربوط بقوله : الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى
جنوبهم : فإذا جلست أنت جلسة تأخذ بها راحة .. فذكرت الله في هذه الحالة فلا ضير عليك شرعاً إطلاقاً
وإن كان لا يروق مثل هذا لبعض الذين يستحقرون أحكاماً في الدين من دون إذن لرب العالمين : أنهم
شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله : فالله عزوجل يصف كما قلت نخبة من عباده المصطفين
الأخيار من عامة الناس الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم : أي يذكرون الله حين يكونوا قائمين
ويذكرون الله حين يكونوا قاعدين ويذكرون الله حين يكونون مضطجعين ، فلا يلزمنا ربنا عزوجل
أن نتمسك بصفة من هذه الصفات الثلاث وإنما كما ... الوضع وكأنه هذا الحديث أو هذه الفقرة من هذا
الحديث مقتبسة من هذه الآية اذكروا الله عند كل حجر وعند كل شجر ليس مصنفاً أن تتخذ الهيئات
والصفات والسجدات ومن ذلك إعلام خاص بعد أن يجتمع المسلمون لصلاة الاستسقاء أو لصلاة الكسوف
هذه من العبادات التي تراها جداً على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام فهي مع الأسف الشديد أصبحت
نسياً منسياً ومن أسبابا ذلك أن الناس أحلوا محلها وأقاموا مقامها بعبادات اخترعوها من أنفسهم فهلا سمعتم
أحداً منهم أعلن في بضع سنين صلاة استسقاء صلاة كسوف أو خسوف أبداً ، أما الصلاة التي يستطيعها
المسلم بينه وبين ربه في أي وقت بدا له أو تيسر له هذه تعقد لها خاصة كذلك ليس من السنة ..
وأنا حين أقول هذا أعرف أن أناساً سيرقبون ويستنكرون ...سلفاً في ... أصحاب الرسول عليهم السلام
وخطتهم في إنكارهم لمحدثات الأمور ولو كانت هذه المحدثات حسنة بزعم الجمهور كما يقول عبدالله ابن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ، يجابههم بقصة ابن مسعود مع
أصحاب مجالس الذكر المجالس الخاصة فقد جاء في سنن الدارمي بإسناد صحيح أن أبى موسى الأشعري
رضي الله عنه أتى صباح يوم دار عبد الله ابن مسعود فوجد طائفة من الناس بانتظاره فقال لهم ... الرحمن
يعني .. ابن مسعود قالو لا ، فجلس ينتظره فلما خرج قال يا أبى عبد الرحمن لقد دخلت المسجد آنفاً فرأيت
فيه ناساً حلقاً حلقاً وأمام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد وفي وسط كل حلقة رجل
يقول لمن حوله سبحوا كذا حمدوا كذا كبروا كذا ، قال ابن مسعود هل أنكرت عليهم ؟ ، قال لا إنتظار أمرك
أو انتظار .. قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم شيئ ، ثم عاد إلى داره
وخرج متلثماً لا يعرف حتى دخل المسجد ورأى ما وصف له من التحلق والذكر المعدود بعدد ... لما تبين
الأمر كشف عن وجهه اللثام وقال ، ويحكم ما هذا الذي تصنعون كان عبد الله ابن مسعود .... قالوا والله يا
أبا عبد الرحمن حصى نعد به التسبيح والتحميد والتكبير ، قال عدوا سيئاتكم وأنا ضامن لكم ألا يضيع لكم
من حسناتكم شيء ويحكم ما أسرع هلكتكم هذه ثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبلى وهذه آنيته لم تكسر والذي
نفس محمد بيده أئنكم لأهدى من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو إنكم متمسكون بزمن ضلالة ما قال
متمسكون بضلالة فحسب وإنما بزمن ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلى الخير وهذا الجواب
..... خاصة التابعين منهم أما المتبوعون فالغالب عليهم أنهم يعرفون وينحرفون لمئارب كثيرة الله أعلم بما
في قلوبهم ، أما التابعون فمعظمهم يتبعون رؤسائهم بنوايا حسنة يصورون لهم بأن هذا ذكر ، وأنه ذكر
متبوع فيتبعونهم بعد ذلك تماما كما قال القوم لابن مسعود ، والله ما أردنا إلا الخير لاكن المراد القاطع
للظهور : قول ابن مسعود وكم من مريد للخير لن يصيبه : الباب في أن يكون قتل أحدكم الخير : قلنا لا
يجب أن نقترن بمعنى القتل الخير ، أن يكون الطريق أيضاً الذي سلكه في طلب الخير خيراً في نفسه ، ولا
يكون كذلك أبداً إلا إذا كان هو طريق الرسول عليه الصلاة والسلام : كما قال الله عزوجل في القرآن : وأن
هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله : فهذا الطريق إذا سلكه القاصد للخير
فهو في خير يقيناً أما إذا سلك طريقاً آخر وهو ... خير فلن سصيبه هذا الخير إطلاقاً وهذا من معاني قول
الرسول صلى الله عليه وسلم : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار : ومن مقاصد قوله الآخر من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد : لذلك قال ابن مسعود ، وكم من مريد للخير لن يصيبه ، وإنكم تقصدون
الخير بخلاف طريق محمد عليه السلام ، إذا لن تصيبوا هذا الخير كما برز لهم معنى ذلك مثلاً حديثاً سمعه
من النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى لله عليه وسلم إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز
حناجر ، لا يصل إلى قلوبهم وإنما لقلقة لسان وتجارة بتلاة القرآن كما هو الواقع في آخر الزمان لا يجاوز
حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، إلى هنا تنتهي قصة ابن مسعود مع أصحاب
المذاهب المبتدعة لاكن العبرة في تمام القصة التي يرويها مشاهدها قال فلقد رئينا أولك الأقوام أصحاب
حلقات الذكر غير المشروع رأيناهم يقاتلوننا يوما .... ، أي أن أصحاب حلقات الذكر كانوا من الخوارج
الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب فقاتلهم علي رضي الله عنه واستأصل .... إلا أفراداً
قليلة منهم فلم تفدهم مدارسهم شيئاً وذلك لأنهم خالفوا في ذلك السنة وهذا شاهد لقول العلماء الصغائربديل
الكبائر ، وأنا أقتبس من قولهم هذا فأقول البدعة الصغيرة بديل للبدعة الكبيرة هذا هو الشاهد مطابق لما
أقول تماماً حلقات مبتدعة يذكرون الله بصورة غير... أوصلتهم إلى البدعة الكبرى والخروج على أمير
المؤمنين وقتالهم إياه ، لذلك فيجب أن نقف عند حدود الله وألا نتألَّا على الله فنصرف آراءنا وعقولنا
وأهوائنا وعاداتنا شيئا لم...... صلى الله عليه وسلم ، إذا بل هو على العكس من ذلك يفتح لنا المجال أن
نذكر الله كيفما اتفق لنا دون أن نتخذ كيفية و صورة معينة وأننا حيثما تيسر كما قال في هذا الحديث ،
واذكروا الله عند كل حجر وعند كل شجر ، فإذا عملت سيئة فاعمل بجانبها حسنة ، السر بالسر والعلانية
بالعلانية : هذا الحديث هو أيضاً كتفسير لحديث آخر لمعاذ يقول الرسول عليه السلام : يقول وأتبعوا السيئة
الحسنة تمحها هذا .... فيقول ، إذا أعطيت ربك علناً فيجب أن تتبع ذلك بقول وبعمل حسن علناً ، أما إذا
ابتليت أن تعمل سراً فلا تفضح نفسك ولا تعلن خطيئتك وإنما تب إلى الله عزوجل وبنية حسنة واعمل أيضاً
أعمالاً حسنة سراً فذلك أبعد من أن تكون قد قاربت الرياء في إتمام هذا العمل أما إذا عملت سيئة علناً فهنا
الجهر بالتوبة عنها ، فيه... للنفس وفيه قهر لها وإخضاع فلذلك تجد كثير من الناس حينما يخطئون علناً
ويأتي إنسان وينصحهم بأنه أخطأ وأن يعلن خطأه على الناس قال له لن أفعل ذلك ومن هنا نعرف أن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ليس له نظام محدد معين كما يبدوا لبعض الناس الذين تغلب عليهم ... بالدعوة
بزعمهم فيظنون أن الخطيب مثلاً إذا أخطأ على المنبر فتلا حديثاً أو قرأ حديثاً موضوعاً لا أصل له فقام أحد
وهذا مع الأسف في البلاد غير موجود ، وإنما في مصر وقع منه الشيئ الكثير والسبب أن البلاد المصرية
فيها روح علمية أكثر من هذه البلاد ، فنحن نعلم حوادث كثيرة تقع من إنكار بعض الحاضرين على
الخطيب حديثاً أو رأياً أصابوه والخطباء هنا... المايك رفون إلى آخره والغرض أن الخطأ إذا وقع علناً
وجب إنكاره علناً وإذا وقع سراً وجب إنكاره سراً لأنه في الحالة الأولى كما يروق لبعض الناس كما قلنا آنفا
أن يأخذ هذا الخطيب بعد خطبته وبعد صلاته جانباً ويقال له بما يعني أنه أنت بارك الله فيك خطبتك ما
أحلاها وما أنفعها إلخ ... محاضرة جديدة وحتى يتمكن من ....النصيحة مختصرة لأخيه المسلم لكن جاء
في خطبته حديث ... وهذا حديث موضوع .... هذا كان ممكن أن يخيف الأسلوب هذا من باب المحافظة
على قلب هذا ... لأنه مع الأسف صارت النفوس ...فرعونية متصدرة لا تقبل النصيحة إلا من شاء الله ، لا
يمكن إتخاذ هذا الأسلوب بظرفين اثنين وأحدهما لا يمكن تحقيقه إطلاقاً والآخر قد يمكن ، الأول أن يجمع
الناس الذين أخطأ عليهم بخطبته جميعاً ، بخطبة ثانية أو اجتماع ثان ، ويقول أنا أوردت عليكم في الخطبة
السابقة حديث كذا وكذا وهذا حديث تبين أنه موضوع ، لا يمكن جمع هؤلاء الناس جميعاً إذا كان في
المسجد ألف شخص مثلاً أو أقل أو أكثر ففي الخطبة الثانية أي في الجمعة التالية مش معقول أن يجتمعوا
بأعيانهم قد لايحضر البعض ويحضر ناس آخرين وهكذا ، فهذا غير مضمون ـ إذا لو قيل لهذا الإنسان سراً
وأعلن وهذا نادر جداً فسيكون هذا الإعلان الذي ...الخطبة التالية ورد الخطأ يجب أن ينكر حتى واقعي إن
كان علناً ينكر علني وإن كان سراَ ينكر سراً لأنه ما في فائدة هنا من الإعلان إلاّ فضيحة هذا الذي أساء
فهنا الرسول عليه الصلاة والسلام يعظ الفرد منا أنه من أخطأ أمام الناس أن يعلن هذا الخطأ أمام الناس
وأني أخطأت ، السر بالسر والعلانية بالعلانية .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 38
- توقيت الفهرسة : 00:19:43