هل قضية التقليد والاتباع مسألة اجتهادية أم مسألة نصِّيَّة في الكتاب والسنة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : قضية التقليد والاتباع ، هل هذه المسألة اجتهادية ولَّا مسألة نصِّيَّة في الكتاب والسنة ؟
السائل : التقليد والاتباع ؟
الشيخ : آ .
السائل : ... أرى أنَّها ... ولم نسمعها لم أرها من أهل العلم ، فبدأت تدعو بهذا بأنها نص .
الشيخ : أنا أسألك الآن ؛ ففي رأيك تقول : مسألة التقليد والاتباع في عليها نص ولَّا اجتهاد ؟
السائل : لو قلت لك : عليها نص أوشكت أنني ثبَّتُّه ، وأنا لم أثبِّتها أصلًا .
الشيخ : ما ثبَّتَّ التقليد ؟
السائل : ثبَّتُّ التقليد ولم أثبِّت الاتباع إذا كان ... المغايرة .
الشيخ : أنا أسألك عن ماذا ؟
السائل : التقليد والاتباع على وجه المغايرة أم التدليل ؟
الشيخ : كيف تفهم أنت ؟
السائل : والله - أستاذ - قد أكون حسب ما كنت تورد للمغايرة ؛ لأنك جعلت منطقة الاتباع غير منطقة التقليد .
الشيخ : وهو كذلك .
السائل : ... المغايرة ، نحن لم نُثبِتْها .
الشيخ : اسمح لي شوي ، فلما بيسأل الإنسان سؤال مو بيسأل على حسب فهمه ... ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، أنا أسألك الآن ؛ موضوع التقليد والاجتهاد .
السائل : والاجتهاد ؟
الشيخ : والاتباع ، هل هو موضوع اجتهادي ولَّا منصوص عليه بالكتاب والسنة ؟
السائل : وقلت لك ... .
الشيخ : مرتبة ... يا أستاذ .
السائل : ... ليس كذلك ، أنا اسمح لي ، أنت وضعت سؤال وجعلت مقدمته كأنه متفق عليها ، أنا أجيبك على سؤال مقدماته غير متفقين عليها ... .
الشيخ : أنت أجِبْ يا أستاذ .
السائل : ... غير متفقين على وجود المقلد والاتباع .
الشيخ : اسمح لي يا سيدي ، أنا ما عن هذا أسألك .
السائل : إذًا وضِّح السؤال ... .
الشيخ : أنا أقول لك : لما يجيك سؤال ذو شقين ؛ أحدهما أنت لا تؤمن به ، والآخر تؤمن به ؛ فأنت تتحدث عن الشيء الذي تؤمن به في حدود السؤال الذي وُجِّه إليك ، فأنت تؤمن بالتقليد ، صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : أنا أؤمن بالتقليد والاتباع ، أنت لا تؤمن بشيء اسمه اتباع ، صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، فأنت تأخذ من السؤال الذي له شقَّان وتجاوب عن الشق الذي أنت تؤمن به .
السائل : تفضل .
الشيخ : صح ؟
السائل : ... .
الشيخ : إذًا ... أنت تؤمن بشيء ولا تؤمن بشيء ، فالآن من أجل توضيح السؤال بالنسبة لك أقول لك : موضوع التقليد موضوع شيء مذهب يجري عليه الإنسان في حياته في تعبُّده لربه - عز وجل - اسمه اصطلاحًا تقليد ؛ هذا استنباط ولَّا منصوص في الكتاب والسنة ؟
السائل : نص .
الشيخ : نص ؟
السائل : نعم .
الشيخ : وهو ؟
السائل : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) .
الشيخ : هذا ليس تقليد ، أنا أقول تقليد يا شيخ ، لفظة تقليد .
السائل : ما ... تقليد .
الشيخ : يعني وضع القلادة في عنق الآخر .
السائل : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، أليس هذا نصًّا على رتبة المقلدين ؟
الشيخ : ألست تفرِّق بين أن يسأل السَّائل في مسألة في عليها نص في الكتاب والسنة ؛ فما على المسؤول إلا يقدِّم له النص وبين مسألة في عليها استنباط ؛ فالإنسان يسأل : الخمر حرام ولَّا حلال ؟ تقول له : قال الله كذا وكذا (( فَاجْتَنِبُوهُ )) ، هَيْ مسألة منصوص عليها ، وبين واحد يسألك عن الدخان ؛ إجيت قلت له : في مرتبته خمسة أقوال أو تجري عليه الأحكام الخمسة ؟
السائل : نعم واضح .
الشيخ : في فرق بين الأمرين يا سيدي ؛ لذلك (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) هدول المأمورين بالسؤال قد يسألون عن نص في القرآن ، وقد يسألون عن نص في الحديث ، فهذا ليس له علاقة حينئذٍ بالتقليد .
السائل : وقد يسألون - أيضًا - عن حكم .
الشيخ : جاية جاية الكلام .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا يهمُّني هذا بالنسبة للسؤال ، يهمني هذا الفرع مش هداك ، فأنت تقول أنُّو التقليد منصوص عليه .
السائل : نعم .
الشيخ : ليش ؟ ... لا يا سيدي ، (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) يشمل نوعين ، يعني هذا الأمر بالنسبة لك مثل ما ... بالنسبة لي ، تقليد زائد صفر ، تقليد زائد حديث ؛ أنت ما آمنت بهذا ! يعني كتسمية بتقليد ؛ كذلك هنا السَّائل الذي ... قد يسأل عن آية ، قد يسأل عن حديث ، فيصدِّق المجيب ، وقد يسأله عن حكم استنباط لا يعرفه ولا سبيل لمعرفته إلا بطريق العالم ؛ فهذا هو التقليد ؛ هذا تسميته فيه تقليد ، هذا استنباط واجتهاد العلماء .
السائل : كلمة تقليد اصطلاح .
الشيخ : هذا هو .
السائل : معنى التقليد وهو منصوص عليه بالنص .
الشيخ : اسمح لي ، لا يا سيدي ، لا يا سيدي .
السائل : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) .
الشيخ : طوِّلوا بالكم يا إخواننا ؛ (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) يُستنبط منه استنباطًا للتقليد في بعض صُوَره ، يُستنبط منها استنباطًا التقليد اللي نحن متفقين عليه في بعض صوره ، لكن لا يصح ما دام شيء استُنبط استنباطًا أن تقول أنت في عليه نص ؛ لأنُّو اتفقنا أنُّو الشيء المنصوص عليه شيء والشيء المستنبط شيء ؛ ولذلك هلق تعرف أنت أنُّو الفقهاء الحنفية و و ، أنت حنفي ؛ الآية لما تكون ظاهرها ودلالتها ظاهرية بيأخذوا منه إذا كان الأمر بيأخذوا منه الوجوب ، وإذا كانت الدلالة قاطعة بيأخذوا منه الفرضية ؛ فإذًا الاستنباط من القرآن مو كله بمراتب وحدة .
السائل : صحيح .
الشيخ : طيب ، فحينئذٍ هذا التقليد اللي هو من نوع الاستسلام للعالم هذا حرام ، هذا حلال ، هذا فرض ، هذا سنة ، إلى آخره ؛ هذا لا يصح علميًّا أن يقول قائل : هذا منصوص عليه في القرآن الكريم ؛ لأنُّو دلالة هذه اللفظة منصوص يعني أمر مقطوع به .
سائل آخر : صراحةً .
الشيخ : أيوا ، مو بس صراحةً ، أكثر من صراحة ، قطعي لا يحتمل ... إطلاقًا ، بينما هذا ظاهر استنبط العلماء ، ونحن معهم في هذا لا نريد ... فقولك إذًا : هذا منصوص عليه مو اجتهادي كأنك تقول : مقطوع به في القرآن والسنة .
السائل : وأنا ما زلت أقول .
الشيخ : إيش تقول ؟
السائل : ... .
الشيخ : التقليد يا أستاذ .
السائل : نعم نعم ، بلا شك مقطوع بها في القرآن ... .
الشيخ : السماح من صاحب الدار .
السائل : ... منصوص عليها في الكتاب والسنة أم هي مرتبة استُنبِطَت استنباطًا من هذه الأدلة ؟ أنا أقول أن النَّصَّ القرآني بها ظاهر ، ووجود مرتبة التقليد للنَّصِّ القرآني ظاهر ، قول الله - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) ظاهر النص للوجوب ؛ لأنُّو ما معنى السؤال من غير اتباع من وجوب الاتباع ... ؟
الشيخ : لاحِظْ قولك أنت ، عم تقول : ظاهر ، نحن عم نتكلَّم بعلم الأصول ، أنت عم تقول : ظاهر ، وأنا معك في " ظاهر " ؛ بينما السؤال : هل هو نصٌّ ؟ ما لَكَ يا شيخ ؟! أنت تتكلم بعلم الأصول .
السائل : نعم نعم نعم .
الشيخ : ولا تفرِّق بين " ظاهر " وبين " نص " بالرغم ... !!
السائل : نعم ، صدقت .
هنا سيدي .
الشيخ : أتصرُّ على كلمة ظاهر ؟
السائل : أصرُّ على كلمة ظاهر ... .
الشيخ : خلص ، خلص ... إذًا بارك الله .
السائل : ... .
الشيخ : لا ، أنا ألخِّص الآن ؛ التقليد ليس عليه نص في الكتاب والسنة مقطوع به ، وإنما العلماء استنبطوه استنباطًا من بعض ظواهر الأدلة ، ومنها (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) ... حين ذاك نحن نقول : لماذا نحن نقف عند هذه النقطة ما دام المسألة غير مقطوع بها ؟ ... المسألة ظاهرية ، وقد اختلف العلماء في أمور جوهرية ؛ لماذا أُثِيرَ هذا البحث وهو ليس من الأمور النصية ؟ أي : ليس من الأمور التي إذا أساءَ فهمَها بعضُ المسلمين إن كان عالمًا أو متعلِّمًا أو جاهلًا يُخرج من دائرة المسلمين ؟ ليس من هذا القبيل ! ولو كانت مقطوع عليها .
السائل : إذًا في اختلاف عليها .
الشيخ : آ ؛ إذًا هذه مسألة اجتهادية استنباطية .
السائل : يعني أُخِذَت من ظاهر النص .
الشيخ : من ظاهر النص ، مش من قطعي النص .
طيب .
السائل : ولكن هذا ما ... .
الشيخ : الآن ، أنت تقول : ... أنا هذا الكلام - بلا مؤاخذة - ما يعجبني ؛ ليش ؟ تحصيل حاصل ، هل هنا ... ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ، نرجع نقول : ألا تعلم الآن المسلمين مشكلتهم هي المشكلة أصلح من هذه المشكلة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : جميل جدًّا ، لماذا لا نبحث بعض المسائل التي تتعلق بالعقيدة ؟
السائل : بالعقيدة .
الشيخ : إي ، شو رأيك ؟
السائل : ... .
السائل : التقليد والاتباع ؟
الشيخ : آ .
السائل : ... أرى أنَّها ... ولم نسمعها لم أرها من أهل العلم ، فبدأت تدعو بهذا بأنها نص .
الشيخ : أنا أسألك الآن ؛ ففي رأيك تقول : مسألة التقليد والاتباع في عليها نص ولَّا اجتهاد ؟
السائل : لو قلت لك : عليها نص أوشكت أنني ثبَّتُّه ، وأنا لم أثبِّتها أصلًا .
الشيخ : ما ثبَّتَّ التقليد ؟
السائل : ثبَّتُّ التقليد ولم أثبِّت الاتباع إذا كان ... المغايرة .
الشيخ : أنا أسألك عن ماذا ؟
السائل : التقليد والاتباع على وجه المغايرة أم التدليل ؟
الشيخ : كيف تفهم أنت ؟
السائل : والله - أستاذ - قد أكون حسب ما كنت تورد للمغايرة ؛ لأنك جعلت منطقة الاتباع غير منطقة التقليد .
الشيخ : وهو كذلك .
السائل : ... المغايرة ، نحن لم نُثبِتْها .
الشيخ : اسمح لي شوي ، فلما بيسأل الإنسان سؤال مو بيسأل على حسب فهمه ... ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، أنا أسألك الآن ؛ موضوع التقليد والاجتهاد .
السائل : والاجتهاد ؟
الشيخ : والاتباع ، هل هو موضوع اجتهادي ولَّا منصوص عليه بالكتاب والسنة ؟
السائل : وقلت لك ... .
الشيخ : مرتبة ... يا أستاذ .
السائل : ... ليس كذلك ، أنا اسمح لي ، أنت وضعت سؤال وجعلت مقدمته كأنه متفق عليها ، أنا أجيبك على سؤال مقدماته غير متفقين عليها ... .
الشيخ : أنت أجِبْ يا أستاذ .
السائل : ... غير متفقين على وجود المقلد والاتباع .
الشيخ : اسمح لي يا سيدي ، أنا ما عن هذا أسألك .
السائل : إذًا وضِّح السؤال ... .
الشيخ : أنا أقول لك : لما يجيك سؤال ذو شقين ؛ أحدهما أنت لا تؤمن به ، والآخر تؤمن به ؛ فأنت تتحدث عن الشيء الذي تؤمن به في حدود السؤال الذي وُجِّه إليك ، فأنت تؤمن بالتقليد ، صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : أنا أؤمن بالتقليد والاتباع ، أنت لا تؤمن بشيء اسمه اتباع ، صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، فأنت تأخذ من السؤال الذي له شقَّان وتجاوب عن الشق الذي أنت تؤمن به .
السائل : تفضل .
الشيخ : صح ؟
السائل : ... .
الشيخ : إذًا ... أنت تؤمن بشيء ولا تؤمن بشيء ، فالآن من أجل توضيح السؤال بالنسبة لك أقول لك : موضوع التقليد موضوع شيء مذهب يجري عليه الإنسان في حياته في تعبُّده لربه - عز وجل - اسمه اصطلاحًا تقليد ؛ هذا استنباط ولَّا منصوص في الكتاب والسنة ؟
السائل : نص .
الشيخ : نص ؟
السائل : نعم .
الشيخ : وهو ؟
السائل : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) .
الشيخ : هذا ليس تقليد ، أنا أقول تقليد يا شيخ ، لفظة تقليد .
السائل : ما ... تقليد .
الشيخ : يعني وضع القلادة في عنق الآخر .
السائل : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، أليس هذا نصًّا على رتبة المقلدين ؟
الشيخ : ألست تفرِّق بين أن يسأل السَّائل في مسألة في عليها نص في الكتاب والسنة ؛ فما على المسؤول إلا يقدِّم له النص وبين مسألة في عليها استنباط ؛ فالإنسان يسأل : الخمر حرام ولَّا حلال ؟ تقول له : قال الله كذا وكذا (( فَاجْتَنِبُوهُ )) ، هَيْ مسألة منصوص عليها ، وبين واحد يسألك عن الدخان ؛ إجيت قلت له : في مرتبته خمسة أقوال أو تجري عليه الأحكام الخمسة ؟
السائل : نعم واضح .
الشيخ : في فرق بين الأمرين يا سيدي ؛ لذلك (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) هدول المأمورين بالسؤال قد يسألون عن نص في القرآن ، وقد يسألون عن نص في الحديث ، فهذا ليس له علاقة حينئذٍ بالتقليد .
السائل : وقد يسألون - أيضًا - عن حكم .
الشيخ : جاية جاية الكلام .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا يهمُّني هذا بالنسبة للسؤال ، يهمني هذا الفرع مش هداك ، فأنت تقول أنُّو التقليد منصوص عليه .
السائل : نعم .
الشيخ : ليش ؟ ... لا يا سيدي ، (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) يشمل نوعين ، يعني هذا الأمر بالنسبة لك مثل ما ... بالنسبة لي ، تقليد زائد صفر ، تقليد زائد حديث ؛ أنت ما آمنت بهذا ! يعني كتسمية بتقليد ؛ كذلك هنا السَّائل الذي ... قد يسأل عن آية ، قد يسأل عن حديث ، فيصدِّق المجيب ، وقد يسأله عن حكم استنباط لا يعرفه ولا سبيل لمعرفته إلا بطريق العالم ؛ فهذا هو التقليد ؛ هذا تسميته فيه تقليد ، هذا استنباط واجتهاد العلماء .
السائل : كلمة تقليد اصطلاح .
الشيخ : هذا هو .
السائل : معنى التقليد وهو منصوص عليه بالنص .
الشيخ : اسمح لي ، لا يا سيدي ، لا يا سيدي .
السائل : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) .
الشيخ : طوِّلوا بالكم يا إخواننا ؛ (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) يُستنبط منه استنباطًا للتقليد في بعض صُوَره ، يُستنبط منها استنباطًا التقليد اللي نحن متفقين عليه في بعض صوره ، لكن لا يصح ما دام شيء استُنبط استنباطًا أن تقول أنت في عليه نص ؛ لأنُّو اتفقنا أنُّو الشيء المنصوص عليه شيء والشيء المستنبط شيء ؛ ولذلك هلق تعرف أنت أنُّو الفقهاء الحنفية و و ، أنت حنفي ؛ الآية لما تكون ظاهرها ودلالتها ظاهرية بيأخذوا منه إذا كان الأمر بيأخذوا منه الوجوب ، وإذا كانت الدلالة قاطعة بيأخذوا منه الفرضية ؛ فإذًا الاستنباط من القرآن مو كله بمراتب وحدة .
السائل : صحيح .
الشيخ : طيب ، فحينئذٍ هذا التقليد اللي هو من نوع الاستسلام للعالم هذا حرام ، هذا حلال ، هذا فرض ، هذا سنة ، إلى آخره ؛ هذا لا يصح علميًّا أن يقول قائل : هذا منصوص عليه في القرآن الكريم ؛ لأنُّو دلالة هذه اللفظة منصوص يعني أمر مقطوع به .
سائل آخر : صراحةً .
الشيخ : أيوا ، مو بس صراحةً ، أكثر من صراحة ، قطعي لا يحتمل ... إطلاقًا ، بينما هذا ظاهر استنبط العلماء ، ونحن معهم في هذا لا نريد ... فقولك إذًا : هذا منصوص عليه مو اجتهادي كأنك تقول : مقطوع به في القرآن والسنة .
السائل : وأنا ما زلت أقول .
الشيخ : إيش تقول ؟
السائل : ... .
الشيخ : التقليد يا أستاذ .
السائل : نعم نعم ، بلا شك مقطوع بها في القرآن ... .
الشيخ : السماح من صاحب الدار .
السائل : ... منصوص عليها في الكتاب والسنة أم هي مرتبة استُنبِطَت استنباطًا من هذه الأدلة ؟ أنا أقول أن النَّصَّ القرآني بها ظاهر ، ووجود مرتبة التقليد للنَّصِّ القرآني ظاهر ، قول الله - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) ظاهر النص للوجوب ؛ لأنُّو ما معنى السؤال من غير اتباع من وجوب الاتباع ... ؟
الشيخ : لاحِظْ قولك أنت ، عم تقول : ظاهر ، نحن عم نتكلَّم بعلم الأصول ، أنت عم تقول : ظاهر ، وأنا معك في " ظاهر " ؛ بينما السؤال : هل هو نصٌّ ؟ ما لَكَ يا شيخ ؟! أنت تتكلم بعلم الأصول .
السائل : نعم نعم نعم .
الشيخ : ولا تفرِّق بين " ظاهر " وبين " نص " بالرغم ... !!
السائل : نعم ، صدقت .
هنا سيدي .
الشيخ : أتصرُّ على كلمة ظاهر ؟
السائل : أصرُّ على كلمة ظاهر ... .
الشيخ : خلص ، خلص ... إذًا بارك الله .
السائل : ... .
الشيخ : لا ، أنا ألخِّص الآن ؛ التقليد ليس عليه نص في الكتاب والسنة مقطوع به ، وإنما العلماء استنبطوه استنباطًا من بعض ظواهر الأدلة ، ومنها (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) ... حين ذاك نحن نقول : لماذا نحن نقف عند هذه النقطة ما دام المسألة غير مقطوع بها ؟ ... المسألة ظاهرية ، وقد اختلف العلماء في أمور جوهرية ؛ لماذا أُثِيرَ هذا البحث وهو ليس من الأمور النصية ؟ أي : ليس من الأمور التي إذا أساءَ فهمَها بعضُ المسلمين إن كان عالمًا أو متعلِّمًا أو جاهلًا يُخرج من دائرة المسلمين ؟ ليس من هذا القبيل ! ولو كانت مقطوع عليها .
السائل : إذًا في اختلاف عليها .
الشيخ : آ ؛ إذًا هذه مسألة اجتهادية استنباطية .
السائل : يعني أُخِذَت من ظاهر النص .
الشيخ : من ظاهر النص ، مش من قطعي النص .
طيب .
السائل : ولكن هذا ما ... .
الشيخ : الآن ، أنت تقول : ... أنا هذا الكلام - بلا مؤاخذة - ما يعجبني ؛ ليش ؟ تحصيل حاصل ، هل هنا ... ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ، نرجع نقول : ألا تعلم الآن المسلمين مشكلتهم هي المشكلة أصلح من هذه المشكلة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : جميل جدًّا ، لماذا لا نبحث بعض المسائل التي تتعلق بالعقيدة ؟
السائل : بالعقيدة .
الشيخ : إي ، شو رأيك ؟
السائل : ... .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 37
- توقيت الفهرسة : 00:42:45